Saturday, March 26, 2011

التجديد على الطريقة السلفية !

يلجأ بعض أصحاب التوجهات الليبرالية ممن ينتمون إلى أصول إسلامية الى محاولات يائسة – أحيانا - للموازنة بين موروثاتهم العقائدية وإتجاهاتهم الفكرية ، ورغم استحالة الجمع بين هذين التوجهين بالغى التناقض ، إلا أنهم لا يألون جهدا فى السعى إلى " تجديد " الخطاب الدينى لجعله مناسبا للعصر الذى يعيشون فيه ، ربما ليأسهم من تحقيق الفصل التام بين الدين والحياة بعد أن إستفحل التطرف الدينى وانتشر بشكل مخيف ، وربما أيضا ليأسهم من إقناع الضعفاء عقليا والذين يشكلون الغالبية العظمى من مواطنيهم المؤمنين بالخرافات الغيبية والذين يجدون فى الاجابات الخرافية الخالية من المنطق والتى يوفرها لهم الدين ردا على تساؤلاتهم الملحة عن نشأة الكون ومافيه راحة من عناء التفكير والبحث لإيجاد إجابات منطقية لتساؤلاتهم الفطرية .

وقد نلتمس العذر لهؤلاء الذين يريدون ان يتعايشوا داخل مجتمعاتهم المنغلقة التفكير والتى تعتبر الدين خطا احمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منه ، فمحاولاتهم الدؤوبة لتجديد الخطاب الدينى ، بالرغم من ان الدين يتضمن أحكاما مطلقة لا تقبل الإجتهاد أو التأويل العصرى ، يمكننا ان نقبلها على مضض كخطوة على الطريق نحو علمنة الدولة و المجتمع بشكل كامل .

على الجانب المقابل ، نصادف على الساحة نوعا آخر من الإجتهاد والتجديد ، ولكن فى الفكر الاسلامى المتطرف ، فعلى الرغم من أن رسالة الإسلام قد ختمت بإنقطاع الوحى ووفاة نبى الإسلام قبل اكثر من أربعة عشر قرنا ، إلا أننا نفاجىء أحيانا بالمتطرفين يجددون فكرهم هم أيضا ، بل ويجددون الاساليب التى يطبقون بها هذا الفكر ويوصلونه من خلالها إلى الناس حتى لا تبور بضاعتهم وتدخل إلى متحف التاريخ أسوة بالمعتقدات والأديان القديمة ! .

بحكم نشأتى داخل أسرة ينتمى كل أفرادها إلى التيار السلفى ، أزعم أننى عاصرت كل مراحل تطور أساليب وتكتيكات السلفيين للوصول إلى الناس والسيطرة على عقولهم وتدميرها ، بل أزعم أيضا أننى كنت ولا أزال شاهدا على الكثير من المتناقضات فى التفكير والسلوك التى شابت أسلوب عمل هؤلاء المتطرفين فى طريقهم نحو تطبيق خططهم المدعومة من تحالف ال الشيخ وال سعود الذين يكنون ارثا من الحقد التاريخى تجاه المصريين الذين أجبروهم على احناء رقابهم لهم عندما غزت قوات طوسون وابراهيم باشا ولدى محمد على الدرعية وقضت على الحركة الوهابية والدولة السعودية الاولى خلال العقد الثانى من القرن التاسع عشر ، فعلى الرغم من أن جميع جماعات التطرف الاسلامية الموجودة على الساحة المصرية حاليا خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين ، إلا أن " الدعوة السلفية " على وجه خاص تختلف عن بقية هذه الجماعات بكونها مدعومة بشكل مباشر من السلطات السعودية ، كما أن علاقات قياداتها بالأجهزة الأمنية كانت ولا تزال مفضوحة ومكشوفة للجميع ، على عكس معظم الجماعات الإسلامية الأخرى التى كانت دائما تقف فى موضع خصومة مع الدولة وأجهزتها الأمنية .

فمن بين هذه التناقضات الجسيمة تحريمهم للدش والتلفاز والموسيقى والغناء والفيديو ، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية الا للضرورة التى حددوها فى التصوير من أجل استخراج الأوراق الرسمية ، وقد كنت اعانى فى طفولتى من هذا التشدد فى التحريم حيث كان التلفاز محرما دخوله الى منزلنا ، ولا ازال اذكر تمزيق والدتى لكل الصور الفوتوغرافية التى تؤرخ لمرحلة طفولتنا ( اعتنقت أسرتى الفكر السلفى منتصف الثمانينيات وقبل ذالك لم يكن لها ادنى علاقة بالتطرف الدينى ) ، ومنع سماع الموسيقى والاغانى تماما ، وكل هذه المحرمات كانوا يجدون لها ادلة فى القران والسنة ، ولم يكن أحد يجرؤ على معارضتهم بعد ذكر الدليل ، فبعد النص لا اجتهاد ، ولا أزال أذكر محاضرة الدكتور محمد اسماعيل المقدم أحد أقطاب السلفيين المعنونة بـ" الإجهاز على الفيديو والتلفاز " وهى متوفرة حتى الآن على بعض المواقع السلفية رغم تغير تفكيرهم حيال الأمر تماما !!.

تغير تفكير السلفيين تماما مع مطلع الألفية ، وأصبحوا أكثر تسامحا مع الفيديو والتلفاز والدش وقليل من الموسيقى المصاحبة للأناشيد " الإسلامية " ، وما تيسر من الصور الإلكترونية والفوتوغرافية لعلمائهم ومشايخهم التى باتت تزين أجهزة المحمول الخاصة ببعض مريديهم ، وتنافس فى مبيعاتها على الأرصفة مبيعات صور الفنانين والفنانات ولاعبى الكرة ورؤساء الدول ، ولم يكن هذا التغير يحدث لولا أنهم شعروا بالخطر الذى يهدد دعوتهم إن لم يستخدموا وسائل التكنولوجيا الحديثة أسوة بغيرهم وإلا ستبور فى السوق بضاعتهم بعد أن دخلت المطبوعات الورقية وأشرطة الكاسيت متحف التاريخ ، تغير هؤلاء فى الأسلوب فقط ولم تتغير طريقة تفكيرهم ، إستوردوا من الغرب أحدث الأجهزة التكنولوجية ليستخدموها فى نشر أفكار لم تقبل أى تجديد على مدار أربعة عشر قرنا ، كل ما فعلوه هو أنهم أخرجوا جثة دفنت فى التراب قبل اربعة عشر قرنا والبسوها حلة أنيقة موضة 2011 !!! .

ومن بين تناقضاتهم الأخرى أنهم كانوا يعلنون بصرامة دائما رفضهم المشاركة فى العمل السياسى ، فهم يرون أن الحكم لا يجب أن يكون لغير " الله " ، كانوا دائما ما يتحدثون عن دولة الخلافة الإسلامية التى يجب إعادة إحيائها ، وكانوا يرون أن الديمقراطية تخالف تعاليم الإسلام تماما ، بل كانوا يرون فيمن ينادى بها انه يدعو للكفر، ويعتبرون ذالك رفضا لأحكام القران والسنة ، بل كانت أحكامهم تصل إلى تكفير من يدعو اليها كآلية لتداول السلطة وخروجه من الملة !! .

أما الآن وتبعا لإختلاف الظروف والأحداث ، إختلفت طريقة تفكيرهم ، وأصبحت الديمقراطية التى كانت تساوى عندهم الكفر والإنحلال الأخلاقى والخروج من الملة – فى الماضى - مشروعة ، وتسابقوا فى دعوة الناس إلى الإدلاء بأصواتهم فى الإستفتاء لتغليب كفة الموافقة على تعديل بعض مواد الدستور ، بل وأبدى بعضهم نيته الترشح للبرلمان والرئاسة ، وسعى البعض الآخر لانشاء حزب يمثل الجناح السياسى للجماعة التى كانت ترى السياسة المعاصرة فيما مضى رجس من عمل الشيطان ، فقد رأوا أن الظروف قد تغيرت وأن الآلية الوحيدة التى قد تساعدهم على الوصول الى مقاعد السلطة وتطبيق رؤاهم المتعصبة وتحقيق أحلام تحالف ال الشيخ وال سعود الحاقدين على الشعب المصرى الذى اذلهم وأجبرهم على الإنحناء أمامه بالسيطرة على مصر وتدمير مكتسباتها الحضارية الغائبة عن بلاد الجهل والتخلف فى قلب الجزيرة العربية تكمن فى قبول لعبة الديمقراطية وممارستها كتكتيك مرحلى يمكنهم أن ينقلبوا عليه فيما بعد !!! .

الطريف والمحزن فى الأمر ذاته أن التجديد السلفى لم يطل فقط الأساليب والتكتيكات المتبعة ، بل إن بعض الحمقى المحسوبين على التيار السلفى لجأوا الى التجديد حتى فى اساليب تطبيق الحدود عندما تتبعوا مواطنا قبطيا من اهل قنا وجدعوا أذنه بشكل وحشى وأحرقوا سيارته بزعم أنه أجر شقته لفتاتين مسلمتين شككوا - كعادتهم مع كل الفتيات المستقلات اللائى يسكن بمفردهن - فى سلوكهما !! ، وعلى حسب دراستى للفقه الإسلامى فإن جدع الأذن ليس حدا من الحدود وإنما قد يحكم به القاضى قصاصا ، وحتى إن صحت شكوكهم فى هاتين الفتاتين مع توفر علم المالك بذالك فعقوبته لا تتجاوز التعذير بالحبس أو التغريم بالشكل الذى يراه القاضى ، هكذا تنص أحكام الشريعة حسب دراستى لها ، لكنهم لجأوا إلى استحداث نوع جديد من الحدود وقاموا بتطبيقه على مواطن قبطى لبث الرعب والفزع فى قلوب الناس وارسال رسالة مفادها أنهم قادمون بالقتل والعنف وسفك الدماء ولن يرحموا احدا من جرائمهم التى سيكون الدين شماعتهم التى يعلقونها عليها ، وبالطبع سيضمنون عدم معارضة المواطنين الذين عارضوا النظام القمعى السابق وأسقطوه لهم فللدين سحره لدى البسطاء وهم يعلمون جيدا كيف يمكنهم توظيفه لخدمة اهدافهم الدنيئة .

إننى أرى أن القضاء على هذه التيارات الرجعية أصبحت ضرورة حتمية لا تقبل الجدل ، الأمر يتعلق بمستقبل هذه البلاد التى يريدونها ان تعود الى الوراء تنفيذا لأجندة الحاقدين من رعاة الإبل والغنم ، هم أعلنوا الحرب على حضارتنا وحريتنا ومن حقنا أن ندافع عن مكتسباتنا الحضارية بكل ما أوتينا من قوة ولا نلام على ذالك فهو دفاع مشروع عما غامرنا بأنفسنا وأرواحنا من أجله بينما كانوا يصدرون البيانات التى تحرم الثورة والخروج على الحاكم ... سحقا لهم ! .




التجديد على الطريقة السلفية !

يلجأ بعض أصحاب التوجهات الليبرالية ممن ينتمون إلى أصول إسلامية الى محاولات يائسة – أحيانا - للموازنة بين موروثاتهم العقائدية وإتجاهاتهم الفكرية ، ورغم استحالة الجمع بين هذين التوجهين بالغى التناقض ، إلا أنهم لا يألون جهدا فى السعى إلى " تجديد " الخطاب الدينى لجعله مناسبا للعصر الذى يعيشون فيه ، ربما ليأسهم من تحقيق الفصل التام بين الدين والحياة بعد أن إستفحل التطرف الدينى وانتشر بشكل مخيف ، وربما أيضا ليأسهم من إقناع الضعفاء عقليا والذين يشكلون الغالبية العظمى من مواطنيهم المؤمنين بالخرافات الغيبية والذين يجدون فى الاجابات الخرافية الخالية من المنطق والتى يوفرها لهم الدين ردا على تساؤلاتهم الملحة عن نشأة الكون ومافيه راحة من عناء التفكير والبحث لإيجاد إجابات منطقية لتساؤلاتهم الفطرية .

وقد نلتمس العذر لهؤلاء الذين يريدون ان يتعايشوا داخل مجتمعاتهم المنغلقة التفكير والتى تعتبر الدين خطا احمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منه ، فمحاولاتهم الدؤوبة لتجديد الخطاب الدينى ، بالرغم من ان الدين يتضمن أحكاما مطلقة لا تقبل الإجتهاد أو التأويل العصرى ، يمكننا ان نقبلها على مضض كخطوة على الطريق نحو علمنة الدولة و المجتمع بشكل كامل .

على الجانب المقابل ، نصادف على الساحة نوعا آخر من الإجتهاد والتجديد ، ولكن فى الفكر الاسلامى المتطرف ، فعلى الرغم من أن رسالة الإسلام قد ختمت بإنقطاع الوحى ووفاة نبى الإسلام قبل اكثر من أربعة عشر قرنا ، إلا أننا نفاجىء أحيانا بالمتطرفين يجددون فكرهم هم أيضا ، بل ويجددون الاساليب التى يطبقون بها هذا الفكر ويوصلونه من خلالها إلى الناس حتى لا تبور بضاعتهم وتدخل إلى متحف التاريخ أسوة بالمعتقدات والأديان القديمة ! .

بحكم نشأتى داخل أسرة ينتمى كل أفرادها إلى التيار السلفى ، أزعم أننى عاصرت كل مراحل تطور أساليب وتكتيكات السلفيين للوصول إلى الناس والسيطرة على عقولهم وتدميرها ، بل أزعم أيضا أننى كنت ولا أزال شاهدا على الكثير من المتناقضات فى التفكير والسلوك التى شابت أسلوب عمل هؤلاء المتطرفين فى طريقهم نحو تطبيق خططهم المدعومة من تحالف ال الشيخ وال سعود الذين يكنون ارثا من الحقد التاريخى تجاه المصريين الذين أجبروهم على احناء رقابهم لهم عندما غزت قوات طوسون وابراهيم باشا ولدى محمد على الدرعية وقضت على الحركة الوهابية والدولة السعودية الاولى خلال العقد الثانى من القرن التاسع عشر ، فعلى الرغم من أن جميع جماعات التطرف الاسلامية الموجودة على الساحة المصرية حاليا خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين ، إلا أن " الدعوة السلفية " على وجه خاص تختلف عن بقية هذه الجماعات بكونها مدعومة بشكل مباشر من السلطات السعودية ، كما أن علاقات قياداتها بالأجهزة الأمنية كانت ولا تزال مفضوحة ومكشوفة للجميع ، على عكس معظم الجماعات الإسلامية الأخرى التى كانت دائما تقف فى موضع خصومة مع الدولة وأجهزتها الأمنية .

فمن بين هذه التناقضات الجسيمة تحريمهم للدش والتلفاز والموسيقى والغناء والفيديو ، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية الا للضرورة التى حددوها فى التصوير من أجل استخراج الأوراق الرسمية ، وقد كنت اعانى فى طفولتى من هذا التشدد فى التحريم حيث كان التلفاز محرما دخوله الى منزلنا ، ولا ازال اذكر تمزيق والدتى لكل الصور الفوتوغرافية التى تؤرخ لمرحلة طفولتنا ( اعتنقت أسرتى الفكر السلفى منتصف الثمانينيات وقبل ذالك لم يكن لها ادنى علاقة بالتطرف الدينى ) ، ومنع سماع الموسيقى والاغانى تماما ، وكل هذه المحرمات كانوا يجدون لها ادلة فى القران والسنة ، ولم يكن أحد يجرؤ على معارضتهم بعد ذكر الدليل ، فبعد النص لا اجتهاد ، ولا أزال أذكر محاضرة الدكتور محمد اسماعيل المقدم أحد أقطاب السلفيين المعنونة بـ" الإجهاز على الفيديو والتلفاز " وهى متوفرة حتى الآن على بعض المواقع السلفية رغم تغير تفكيرهم حيال الأمر تماما !!.

تغير تفكير السلفيين تماما مع مطلع الألفية ، وأصبحوا أكثر تسامحا مع الفيديو والتلفاز والدش وقليل من الموسيقى المصاحبة للأناشيد " الإسلامية " ، وما تيسر من الصور الإلكترونية والفوتوغرافية لعلمائهم ومشايخهم التى باتت تزين أجهزة المحمول الخاصة ببعض مريديهم ، وتنافس فى مبيعاتها على الأرصفة مبيعات صور الفنانين والفنانات ولاعبى الكرة ورؤساء الدول ، ولم يكن هذا التغير يحدث لولا أنهم شعروا بالخطر الذى يهدد دعوتهم إن لم يستخدموا وسائل التكنولوجيا الحديثة أسوة بغيرهم وإلا ستبور فى السوق بضاعتهم بعد أن دخلت المطبوعات الورقية وأشرطة الكاسيت متحف التاريخ ، تغير هؤلاء فى الأسلوب فقط ولم تتغير طريقة تفكيرهم ، إستوردوا من الغرب أحدث الأجهزة التكنولوجية ليستخدموها فى نشر أفكار لم تقبل أى تجديد على مدار أربعة عشر قرنا ، كل ما فعلوه هو أنهم أخرجوا جثة دفنت فى التراب قبل اربعة عشر قرنا والبسوها حلة أنيقة موضة 2011 !!! .

ومن بين تناقضاتهم الأخرى أنهم كانوا يعلنون بصرامة دائما رفضهم المشاركة فى العمل السياسى ، فهم يرون أن الحكم لا يجب أن يكون لغير " الله " ، كانوا دائما ما يتحدثون عن دولة الخلافة الإسلامية التى يجب إعادة إحيائها ، وكانوا يرون أن الديمقراطية تخالف تعاليم الإسلام تماما ، بل كانوا يرون فيمن ينادى بها انه يدعو للكفر، ويعتبرون ذالك رفضا لأحكام القران والسنة ، بل كانت أحكامهم تصل إلى تكفير من يدعو اليها كآلية لتداول السلطة وخروجه من الملة !! .

أما الآن وتبعا لإختلاف الظروف والأحداث ، إختلفت طريقة تفكيرهم ، وأصبحت الديمقراطية التى كانت تساوى عندهم الكفر والإنحلال الأخلاقى والخروج من الملة – فى الماضى - مشروعة ، وتسابقوا فى دعوة الناس إلى الإدلاء بأصواتهم فى الإستفتاء لتغليب كفة الموافقة على تعديل بعض مواد الدستور ، بل وأبدى بعضهم نيته الترشح للبرلمان والرئاسة ، وسعى البعض الآخر لانشاء حزب يمثل الجناح السياسى للجماعة التى كانت ترى السياسة المعاصرة فيما مضى رجس من عمل الشيطان ، فقد رأوا أن الظروف قد تغيرت وأن الآلية الوحيدة التى قد تساعدهم على الوصول الى مقاعد السلطة وتطبيق رؤاهم المتعصبة وتحقيق أحلام تحالف ال الشيخ وال سعود الحاقدين على الشعب المصرى الذى اذلهم وأجبرهم على الإنحناء أمامه بالسيطرة على مصر وتدمير مكتسباتها الحضارية الغائبة عن بلاد الجهل والتخلف فى قلب الجزيرة العربية تكمن فى قبول لعبة الديمقراطية وممارستها كتكتيك مرحلى يمكنهم أن ينقلبوا عليه فيما بعد !!! .

الطريف والمحزن فى الأمر ذاته أن التجديد السلفى لم يطل فقط الأساليب والتكتيكات المتبعة ، بل إن بعض الحمقى المحسوبين على التيار السلفى لجأوا الى التجديد حتى فى اساليب تطبيق الحدود عندما تتبعوا مواطنا قبطيا من اهل قنا وجدعوا أذنه بشكل وحشى وأحرقوا سيارته بزعم أنه أجر شقته لفتاتين مسلمتين شككوا - كعادتهم مع كل الفتيات المستقلات اللائى يسكن بمفردهن - فى سلوكهما !! ، وعلى حسب دراستى للفقه الإسلامى فإن جدع الأذن ليس حدا من الحدود وإنما قد يحكم به القاضى قصاصا ، وحتى إن صحت شكوكهم فى هاتين الفتاتين مع توفر علم المالك بذالك فعقوبته لا تتجاوز التعذير بالحبس أو التغريم بالشكل الذى يراه القاضى ، هكذا تنص أحكام الشريعة حسب دراستى لها ، لكنهم لجأوا إلى استحداث نوع جديد من الحدود وقاموا بتطبيقه على مواطن قبطى لبث الرعب والفزع فى قلوب الناس وارسال رسالة مفادها أنهم قادمون بالقتل والعنف وسفك الدماء ولن يرحموا احدا من جرائمهم التى سيكون الدين شماعتهم التى يعلقونها عليها ، وبالطبع سيضمنون عدم معارضة المواطنين الذين عارضوا النظام القمعى السابق وأسقطوه لهم فللدين سحره لدى البسطاء وهم يعلمون جيدا كيف يمكنهم توظيفه لخدمة اهدافهم الدنيئة .

إننى أرى أن القضاء على هذه التيارات الرجعية أصبحت ضرورة حتمية لا تقبل الجدل ، الأمر يتعلق بمستقبل هذه البلاد التى يريدونها ان تعود الى الوراء تنفيذا لأجندة الحاقدين من رعاة الإبل والغنم ، هم أعلنوا الحرب على حضارتنا وحريتنا ومن حقنا أن ندافع عن مكتسباتنا الحضارية بكل ما أوتينا من قوة ولا نلام على ذالك فهو دفاع مشروع عما غامرنا بأنفسنا وأرواحنا من أجله بينما كانوا يصدرون البيانات التى تحرم الثورة والخروج على الحاكم ... سحقا لهم ! .




Tuesday, March 22, 2011

تسقط ديمقراطية الجماعات الاسلامية !!

لست على يقين تام من مخاوفى ولكنها مشروعة ، ولا يحق لأحد أن يلومنى عليها ، فما يحدث هذه الأيام يبعث على الرعب والفزع ، ويستنفر في داخلى كل مظاهر الترقب والانتظار لما ستؤول اليه الأمور مستقبلا .
لا تعنينى كثيرا النتيجة التى أفرزها الإستفتاء على التعديلات الدستورية فى حد ذاتها ، ربما صدمت من ارتفاع نسبة الموافقه على هذه التعديلات بينما كنت اتوقع بينى وبين نفسى أن يفوز اى من الطرفين بنسبة ضئيلة ، لكن هذه التعديلات فى حد ذاتها لا تمثل المشكلة الحقيقية ، المشكلة التى اراها أكبر هو حجم الاسلاميين المتطرفين فى الشارع المصرى ومدى تأثيرهم وهو الأمر الذى اتضح منذ بداية التطرق الى فكرة تعديل الدستور او طرح دستور جديد للاستفتاء على مواده ، فقد رأيت بعينى كيف يعمل السلفيون فى شوارع الإسكندرية بعد أن اصبحت الأمورتحت سيطرتهم ، دون ان يجدوا من يقف فى وجوههم او ينافسهم منافسة حقيقية ، خاصة بعد تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين التى كانت فيما مضى تمثل أحد خصومهم التقليديين.
ولا ينسى أحد أن جهاز مباحث أمن الدولة كان يستعين فى السابق بالعناصر السلفية لضرب الاخوان والتأثير على تواجدهم فى الشارع السياسى خاصة مع الموقف الذى كانت تعلنه الدعوة السلفية دائما برفض خوض غمار العمل السياسى واعتبار الترشح لعضوية المجالس النيابية والمشاركة فى الحكم بالقوانين الوضعية الحالية أمر مخالف للشريعة الإسلامية ولا يجوز لهم التورط فيه ، وقد استغلت مباحث أمن الدولة هذا الأمر فى السابق أفضل استغلال للتأثير على الوجود الإخوانى فى الشارع ، ولم يكن خفيا على أحد تلك العلاقات الوطيدة التى كانت تربط قيادات " الدعوة السلفية " بضباط جهاز مباحث أمن الدولة ، وهو أمر كنت شاهدا عليه بنفسى خاصة أننى كنت أعيش داخل هذه الأجواء لفترة طويلة من الزمن .
تغير خصوم ومنافسى الأمس ليتحولوا الى اصدقاء وحلفاء ينتمون الى معسكر واحد ، تناسى قيادات جماعة الإخوان المسلمين البيانات التى كانت تصدر عن رموز " الدعوة السلفية " ضد الثورة فى ايامها الأولى بتعليمات من أمن الدولة ، ونسوا المؤامرات التى كان السلفيون ينسجونها حولهم بدعم من هذا الجهاز الأمنى البائد وسارعوا بعقد التحالفات بعد أن إنهار النظام وأصبح هدفهم المشترك وهو اقامة الحكم الإسلامى فى سبيله الى التحقق بعد ان زالت من طريقهم اهم عقبة كانت تعترضه وهى النظام الحاكم ، ولم لا وكلهم قد خرجوا من منبت واحد ، اليست كل جماعات الاسلام السياسى الموجودة على الساحة قد خرجت من رحم " الإخوان المسلمين " ؟؟!!! ألم يكن الغالبية العظمى من قادة الجماعات الاسلامية الحاليين هم قادة طلاب الاخوان المسلمين فى الجامعات المصرية ابان عقد السبعينيات من القرن الماضى ؟؟؟!!! .
إننى لا أزال أذكر زلة اللسان التى وردت فى احدى خطب العيد لأحمد السيسى أحد أقطاب جماعة الدعوة السلفية عندما قال فى وصف الجماعات الإسلامية المختلفة بما فيها الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية : " هم ليسوا متفرقين ... ولكنهم متخصصين ... " ، هذه الخطبة التى وجه خلالها اهانة لفظية الى الرئيس المخلوع فى نهاية تسعينيات القرن الماضى اعتقل على اثرها لفترة غير وجيزة وتحول فجأة الى بطل مغوار وحاز شهرة غير عادية بعد ان كان مجرد خطيبا للجمعة فى احد المساجد التى لا يطرق بابها سوى بعض اهالى منطقة كرموز ، هو لم يتجاوز الحقيقة عندما قال ذالك فجميع تيارات الاسلام السياسى بما فيها هؤلاء الذين يمارسون العنف ضد المختلفين وهؤلاء الذين يدعون قبولهم للممارسة السياسية وتأييدهم للدولة المدنية لديهم جميعا هدف وحيد يتمثل فى اقامة دولة اسلامية فى مصر تكون نواة للخلافة كما يحلمون .
ولقد تضاعفت مخاوفى بعد أن أفرجت السلطات العسكرية عن الارهابيين المجرمين عبود وطارق الزمر ، ومنحتهم مساحة لا بأس بها فى الإعلام يبثون من خلالها سمومهم وأفكارهم التخريبية بعد أن منح العسكر مصر هدية للمتطرفين على طبق من فضة بدعوى انهم هم البديل المتاح للنظام المستبد السابق ، أصبح الأمر غاية فى الرعب والفزع ، ولا أحد يدرى مالذى تخبأه لنا الأيام .
لا ينبغى أن نسنتهين بالخطر الذى تمثله هذه الجماعات المتطرفة ، ولا ينبغى أن ينخدع أى منا بالخطابات المعسولة التى تصدر عن قادتها والتى يدعون من خلالها قبولهم للديمقراطية وخوض الانتخابات والتنافس مع غيرهم من التيارات الأخرى ، الديمقراطية بالنسبة لهؤلاء ليست سوى وسيلة تمكنهم من بلوغ غايتهم الغير نبيلة وبعدها سيتخطون الديمقراطية وتضيع على اياديهم كل المكاسب التى حققها الشعب المصرى فى ثورة الخامس والعشرين من يناير ، العملية الانتخابية بالنسبة لهم ليست سوى جسر يمرون من فوقه كى يصلوا الى غايتهم ، وبعدها سيحطمون هذا الجسر لانتفاء الغرض من وجوده .
كل من يخلط بين الدين والسياسة يجب أن نحذر منه ونتصدى لمخططه ، كلهم خرجوا من منبع واحد ، وجميعهم لديهم هدف واحد ، أخشى كثيرا من ان يبلغوا هذا الهدف ويتمكنوا من تحقيقه .
ولا يغر أحد أنهم يستخدمون خطابا يتقربون من خلاله الى قلوب الناس بادعاء انهم قد نبذوا فكر العنف وتخلوا عنه ، ولا يعنى اعلانهم قبول المشاركة السياسية اننا ينبغى أن نأمن جانبهم ، لقد تلقيت تهديدات شفهية من بعض عناصر "الدعوة السلفية" بالاسكندرية نقلتها لى والدتى والتى أخبرتنى انهم جادون فى تهديدهم لى بالقتل إن لم أكف عن النيل منهم وتوجيه النقد لهم ، فحوى هذا التهديد هو أنهم يدعون أن الأمور قد أصبحت تحت سيطرتهم وأنه بإمكانهم القيام بأى شىء يرغبون فيه دون ان يحاسبهم أحد على ذالك ، مدعين أن الجيش يدعمهم ولن يعترض على أى عمل يقومون به حتى ان وصل الى حد التصفية الجسدية لخصومهم ، اردت ان اوثق هذا الأمر من خلال سطور هذا المقال حتى يعرف الجميع حقيقة هؤلاء المجرمين وحتى لا يفلتوا بجريمتهم ان نجحوا فى القيام بها .
لا يجب علينا ان نقف مكتوفى الأيدى امامهم ، فنحن لم نخلع الحاكم المستبد حتى نأتى بمن هو أكثر منه إستبدادا ، امامنا الطريق طويل ، ولا تعنى خسارتنا للجولة الأولى فى المعركة فوزهم التام بها .
فقط أود التأكيد على أن الديمقراطية لا يحق لأعداء الحرية ان يمارسوها ، أعداء الحرية لا ينبغى أن نعطيهم أى مساحة ولا أن نسمح لهم بالتواجد والتأثير ، ومن لا يتعلم من دروس التاريخ فلن يتعلم أبدا ، هتلر ونجاد حملتهم اصوات الناخبين الى مقاعد السلطة ، وهم من ألد اعداء الحرية ، ولا يجب ان يحكمنا فى مصر هتلر جديد يرتدى مسوح رجال الدين ، إننى أرى أنه عندما تتعارض الديمقراطية مع حقوق الأفراد وحرياتهم فليس لتطبيقها أى فائدة ، بل هو الخطر بعينه .
تسقط الديمقراطية إن كانت ستجعلنا نرزح تحت حكم السلفيين والإخوان .




تسقط ديمقراطية الجماعات الاسلامية !!

لست على يقين تام من مخاوفى ولكنها مشروعة ، ولا يحق لأحد أن يلومنى عليها ، فما يحدث هذه الأيام يبعث على الرعب والفزع ، ويستنفر في داخلى كل مظاهر الترقب والانتظار لما ستؤول اليه الأمور مستقبلا .
لا تعنينى كثيرا النتيجة التى أفرزها الإستفتاء على التعديلات الدستورية فى حد ذاتها ، ربما صدمت من ارتفاع نسبة الموافقه على هذه التعديلات بينما كنت اتوقع بينى وبين نفسى أن يفوز اى من الطرفين بنسبة ضئيلة ، لكن هذه التعديلات فى حد ذاتها لا تمثل المشكلة الحقيقية ، المشكلة التى اراها أكبر هو حجم الاسلاميين المتطرفين فى الشارع المصرى ومدى تأثيرهم وهو الأمر الذى اتضح منذ بداية التطرق الى فكرة تعديل الدستور او طرح دستور جديد للاستفتاء على مواده ، فقد رأيت بعينى كيف يعمل السلفيون فى شوارع الإسكندرية بعد أن اصبحت الأمورتحت سيطرتهم ، دون ان يجدوا من يقف فى وجوههم او ينافسهم منافسة حقيقية ، خاصة بعد تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين التى كانت فيما مضى تمثل أحد خصومهم التقليديين.
ولا ينسى أحد أن جهاز مباحث أمن الدولة كان يستعين فى السابق بالعناصر السلفية لضرب الاخوان والتأثير على تواجدهم فى الشارع السياسى خاصة مع الموقف الذى كانت تعلنه الدعوة السلفية دائما برفض خوض غمار العمل السياسى واعتبار الترشح لعضوية المجالس النيابية والمشاركة فى الحكم بالقوانين الوضعية الحالية أمر مخالف للشريعة الإسلامية ولا يجوز لهم التورط فيه ، وقد استغلت مباحث أمن الدولة هذا الأمر فى السابق أفضل استغلال للتأثير على الوجود الإخوانى فى الشارع ، ولم يكن خفيا على أحد تلك العلاقات الوطيدة التى كانت تربط قيادات " الدعوة السلفية " بضباط جهاز مباحث أمن الدولة ، وهو أمر كنت شاهدا عليه بنفسى خاصة أننى كنت أعيش داخل هذه الأجواء لفترة طويلة من الزمن .
تغير خصوم ومنافسى الأمس ليتحولوا الى اصدقاء وحلفاء ينتمون الى معسكر واحد ، تناسى قيادات جماعة الإخوان المسلمين البيانات التى كانت تصدر عن رموز " الدعوة السلفية " ضد الثورة فى ايامها الأولى بتعليمات من أمن الدولة ، ونسوا المؤامرات التى كان السلفيون ينسجونها حولهم بدعم من هذا الجهاز الأمنى البائد وسارعوا بعقد التحالفات بعد أن إنهار النظام وأصبح هدفهم المشترك وهو اقامة الحكم الإسلامى فى سبيله الى التحقق بعد ان زالت من طريقهم اهم عقبة كانت تعترضه وهى النظام الحاكم ، ولم لا وكلهم قد خرجوا من منبت واحد ، اليست كل جماعات الاسلام السياسى الموجودة على الساحة قد خرجت من رحم " الإخوان المسلمين " ؟؟!!! ألم يكن الغالبية العظمى من قادة الجماعات الاسلامية الحاليين هم قادة طلاب الاخوان المسلمين فى الجامعات المصرية ابان عقد السبعينيات من القرن الماضى ؟؟؟!!! .
إننى لا أزال أذكر زلة اللسان التى وردت فى احدى خطب العيد لأحمد السيسى أحد أقطاب جماعة الدعوة السلفية عندما قال فى وصف الجماعات الإسلامية المختلفة بما فيها الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية : " هم ليسوا متفرقين ... ولكنهم متخصصين ... " ، هذه الخطبة التى وجه خلالها اهانة لفظية الى الرئيس المخلوع فى نهاية تسعينيات القرن الماضى اعتقل على اثرها لفترة غير وجيزة وتحول فجأة الى بطل مغوار وحاز شهرة غير عادية بعد ان كان مجرد خطيبا للجمعة فى احد المساجد التى لا يطرق بابها سوى بعض اهالى منطقة كرموز ، هو لم يتجاوز الحقيقة عندما قال ذالك فجميع تيارات الاسلام السياسى بما فيها هؤلاء الذين يمارسون العنف ضد المختلفين وهؤلاء الذين يدعون قبولهم للممارسة السياسية وتأييدهم للدولة المدنية لديهم جميعا هدف وحيد يتمثل فى اقامة دولة اسلامية فى مصر تكون نواة للخلافة كما يحلمون .
ولقد تضاعفت مخاوفى بعد أن أفرجت السلطات العسكرية عن الارهابيين المجرمين عبود وطارق الزمر ، ومنحتهم مساحة لا بأس بها فى الإعلام يبثون من خلالها سمومهم وأفكارهم التخريبية بعد أن منح العسكر مصر هدية للمتطرفين على طبق من فضة بدعوى انهم هم البديل المتاح للنظام المستبد السابق ، أصبح الأمر غاية فى الرعب والفزع ، ولا أحد يدرى مالذى تخبأه لنا الأيام .
لا ينبغى أن نسنتهين بالخطر الذى تمثله هذه الجماعات المتطرفة ، ولا ينبغى أن ينخدع أى منا بالخطابات المعسولة التى تصدر عن قادتها والتى يدعون من خلالها قبولهم للديمقراطية وخوض الانتخابات والتنافس مع غيرهم من التيارات الأخرى ، الديمقراطية بالنسبة لهؤلاء ليست سوى وسيلة تمكنهم من بلوغ غايتهم الغير نبيلة وبعدها سيتخطون الديمقراطية وتضيع على اياديهم كل المكاسب التى حققها الشعب المصرى فى ثورة الخامس والعشرين من يناير ، العملية الانتخابية بالنسبة لهم ليست سوى جسر يمرون من فوقه كى يصلوا الى غايتهم ، وبعدها سيحطمون هذا الجسر لانتفاء الغرض من وجوده .
كل من يخلط بين الدين والسياسة يجب أن نحذر منه ونتصدى لمخططه ، كلهم خرجوا من منبع واحد ، وجميعهم لديهم هدف واحد ، أخشى كثيرا من ان يبلغوا هذا الهدف ويتمكنوا من تحقيقه .
ولا يغر أحد أنهم يستخدمون خطابا يتقربون من خلاله الى قلوب الناس بادعاء انهم قد نبذوا فكر العنف وتخلوا عنه ، ولا يعنى اعلانهم قبول المشاركة السياسية اننا ينبغى أن نأمن جانبهم ، لقد تلقيت تهديدات شفهية من بعض عناصر "الدعوة السلفية" بالاسكندرية نقلتها لى والدتى والتى أخبرتنى انهم جادون فى تهديدهم لى بالقتل إن لم أكف عن النيل منهم وتوجيه النقد لهم ، فحوى هذا التهديد هو أنهم يدعون أن الأمور قد أصبحت تحت سيطرتهم وأنه بإمكانهم القيام بأى شىء يرغبون فيه دون ان يحاسبهم أحد على ذالك ، مدعين أن الجيش يدعمهم ولن يعترض على أى عمل يقومون به حتى ان وصل الى حد التصفية الجسدية لخصومهم ، اردت ان اوثق هذا الأمر من خلال سطور هذا المقال حتى يعرف الجميع حقيقة هؤلاء المجرمين وحتى لا يفلتوا بجريمتهم ان نجحوا فى القيام بها .
لا يجب علينا ان نقف مكتوفى الأيدى امامهم ، فنحن لم نخلع الحاكم المستبد حتى نأتى بمن هو أكثر منه إستبدادا ، امامنا الطريق طويل ، ولا تعنى خسارتنا للجولة الأولى فى المعركة فوزهم التام بها .
فقط أود التأكيد على أن الديمقراطية لا يحق لأعداء الحرية ان يمارسوها ، أعداء الحرية لا ينبغى أن نعطيهم أى مساحة ولا أن نسمح لهم بالتواجد والتأثير ، ومن لا يتعلم من دروس التاريخ فلن يتعلم أبدا ، هتلر ونجاد حملتهم اصوات الناخبين الى مقاعد السلطة ، وهم من ألد اعداء الحرية ، ولا يجب ان يحكمنا فى مصر هتلر جديد يرتدى مسوح رجال الدين ، إننى أرى أنه عندما تتعارض الديمقراطية مع حقوق الأفراد وحرياتهم فليس لتطبيقها أى فائدة ، بل هو الخطر بعينه .
تسقط الديمقراطية إن كانت ستجعلنا نرزح تحت حكم السلفيين والإخوان .