Monday, January 30, 2006

إلا الحماقة أعيت من يداويها ...!! .

يقول الشاعر العربى :-
لكل داء دواء يستطب به ..
إلا الحماقة أعيت من يداويها.
لم أعرف .. لماذا وردت هذه الأبيات إلى ذهنى وأنا أتابع ردود الفعل العربية والإسلامية على مانشرته بعض صحف الدانمرك من رسومات كاريكاتورية إعتبرها البعض مسيئة إلى الدين الإسلامى لأنها تصور نبى الإسلام محمد بشكل تهكمى ، ولا أعرف على وجه التحديد السبب الذى جعلنى أشخص الحالة العربية والإسلامية الآنية على أنهامصابة بداء مستعصى على الشفاء ، ولكننى أدركت لاحقا أن هذه الأبيات الشعرية تنطبق - للأسف الشديد - على حالنا المخزى والذى جعلنا نغض الطرف عن مشاكلنا الحقيقية ونفتعل خلافات واهية مع حكومات ومؤسسات إقتصادية لا صلة لها بهذا الأمر من قريب أو بعيد سوى أنها تحمل ذات الجنسية التى يحملها الفنان صاحب الرسومات الكاريكاتورية !! .
فمنذ عدة أشهر وتحديدا عقب خروجى من السجن إلتقيت بالصدفة البحتة بأحد الأساتذة الجامعيين الذى يفترض أنه يمتلك عقلية أكبر من أن تهتم بتسليط الضوء على هذه الموضوعات التافهة على حساب المشاكل الحقيقية التى نعانيها ، ووجدته يحمل علىَّ بشدة لموقفى الصريح من الإسلام ، ويخاطبنى - بإعتبارى أزهرى - أنه يفترض بى أن أهتم بقضايا العالم الإسلامى والتحديات التى تواجهه من دول " الكفر " الغربية التى لن يرضى عنَّا مواطنوها وقادتها من اليهود والنصارى حتى نتبع ملتهم !! ، وخلال حديثه ذكر لى مانشرته بعض الصحف الدانمركية من رسومات تسىء إلى نبى الإسلام محمد محاولا أن يقنعنى أن الإسلام ليس سوى ضحية لدول الغرب التى تحاول أن تمحوه من على خارطة العالم - على حد تعبيره - ، عندها أدركت حجم الكارثة التى يعانيها مثقفو العالم الإسلامى الذين نجح السياسيون فى تغييب وعيهم وإغراقهم بالدين لكى يصرفوا أنظارهم عن المشاكل الحقيقية التى يعانوها والتى هم أحد أسبابها ودعائمها الرئيسية .
وعلى الرغم من أن الحكومة الدانمركية لا صلة لها بهذا الموضوع من قريب ولا بعيد بإعتباره يدخل فى إطار حرية الصحافة ( التى نفتقدها بالطبع هنا ) إلا أننا لا نريد أن نفهم هذا الأمر ونعاند ونكابر ونطالب الحكومة الدانمركية بمحاكمة المسؤلين عن نشر هذه الرسومات كنوع من فرض إراداتنا الضعيفة للغاية على بلاد ربما لم يسمع الكثيرون منا عنها شيئاقبل الأزمة الأخيرة ، ولكن الشعوب الإسلامية المخدرة بالدين تخرج فى المظاهرات وتطالب بمقاطعة البضائع وإغلاق السفارات وهو الأمر الذى إستجابت له حتى الآن ليبيا والسعودية ، ولا أعرف مالذى ستستفيده هذه الشعوب المغلوب على أمرها من هذه الإحتجاجات ضد أمور لا تخصها على الإطلاق ، هل هو نوع من الإحتجاج غير المباشر على سياسات حكوماتها ؟؟ أم أنها الحماقة التى تجعلهم يتغاضون عن مشاكلهم ويسعون إلى خلق عداوات وخصومات مع غيرهم ، ولماذا لم تخرج هذه المظاهرات ولم يقاطع العالم الإسلامى البضائع المصرية عندما رسم الفنان المصرى الراحل صلاح جاهين كاريكاتوره الذى يتهكم فيه على نبى الإسلام وزوجاته ؟؟ هل نتقبل الإساءة - إن صح التعبير - من أبناء العالم الإسلامى ونرفضها من الغرب ، أم أن الأمر برمته لا يعدو كونه لعبة سياسية قذرة تمارسها الحكومات بالإشتراك مع أجهزة أمنها ومخابراتها لإعادة تخدير العقول العربية التى بدأت فى التيقظ من سباتها بعد نوم عميق ؟؟ .
لقد غلبتنى مشاعر الرثاء وأنا أشاهد الصور التى نشرها موقع هيئة الإذاعة البريطانية لرصد الغضب العربى العارم على الدانمرك البلد التى تبعد عنا آلاف الأميال وتفصلنا عنها الفيافى والقفار والأنهار والبحار ، فهذا شاب يرسل رسائل نصية إلى أقرانه عن طريق هاتفه المحمول الفنلندى الصنع يدعوهم فيها إلى مقاطعة البضائع القادمة من دول إسكندنافيا والدانمرك ، وهؤلاء مجموعة من الرجال يتظاهرون أمام مبنى السفارة الدانمركية فى الكويت موجهين سؤالهم إلى الحكومة الدانمركية " كيف تجرؤين ؟؟!! " مع أن الحكومة لا ناقة لها ولا جمل فى هذا الأمر ، وهذا أحد محلات السوبر ماركت فى نفس الدولة يكتب على لافتة بالبنط العريض رسالة إلى زبائنه " الكرام " يخبرهم فيها أنه متجره قد توقف عن بيع المنتجات الدانمركية بسبب التهكم على محمد نبى الإسلام ، وفوق كل ذالك نجد أن السياسيين متورطين فى هذه اللعبة القذرة من خلال صورة الدكتور جاسم الخرافى رئيس مجلس الأمة الكويتى وهو يترأس إجتماعا فى البرلمان الكويتى للدفاع عن نبى الإسلام محمد ضد الإساءة الدانمركية - على حد تعبيره - .
لم يقتصر هذا الداء العضال على الشعوب فقط وإنما تعدى ذالك ليطول السياسيين على إختلاف توجهاتهم ومشاربهم ، وإن كان هناك بعض الإستثناءات التى يجب أن نذكرها حتى لا يتهمنا أحد بالتعميم ، فلقد أعجبنى للغاية موقف رئيس الحكومة الأفغانية حامد كرزاى الذى عبر عنه عقب محادثاته مع نظيره الدانمركى فى تصريح نشره موقع البى بى سى حيث قال " إن الصحافة هنا حرة كما هو الحال في أفغانستان الآن، وهناك أمر لا يمكن للنظام السياسي السيطرة عليه " .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية / مصر

إلا الحماقة أعيت من يداويها ...!! .

يقول الشاعر العربى :-
لكل داء دواء يستطب به ..
إلا الحماقة أعيت من يداويها.
لم أعرف .. لماذا وردت هذه الأبيات إلى ذهنى وأنا أتابع ردود الفعل العربية والإسلامية على مانشرته بعض صحف الدانمرك من رسومات كاريكاتورية إعتبرها البعض مسيئة إلى الدين الإسلامى لأنها تصور نبى الإسلام محمد بشكل تهكمى ، ولا أعرف على وجه التحديد السبب الذى جعلنى أشخص الحالة العربية والإسلامية الآنية على أنهامصابة بداء مستعصى على الشفاء ، ولكننى أدركت لاحقا أن هذه الأبيات الشعرية تنطبق - للأسف الشديد - على حالنا المخزى والذى جعلنا نغض الطرف عن مشاكلنا الحقيقية ونفتعل خلافات واهية مع حكومات ومؤسسات إقتصادية لا صلة لها بهذا الأمر من قريب أو بعيد سوى أنها تحمل ذات الجنسية التى يحملها الفنان صاحب الرسومات الكاريكاتورية !! .
فمنذ عدة أشهر وتحديدا عقب خروجى من السجن إلتقيت بالصدفة البحتة بأحد الأساتذة الجامعيين الذى يفترض أنه يمتلك عقلية أكبر من أن تهتم بتسليط الضوء على هذه الموضوعات التافهة على حساب المشاكل الحقيقية التى نعانيها ، ووجدته يحمل علىَّ بشدة لموقفى الصريح من الإسلام ، ويخاطبنى - بإعتبارى أزهرى - أنه يفترض بى أن أهتم بقضايا العالم الإسلامى والتحديات التى تواجهه من دول " الكفر " الغربية التى لن يرضى عنَّا مواطنوها وقادتها من اليهود والنصارى حتى نتبع ملتهم !! ، وخلال حديثه ذكر لى مانشرته بعض الصحف الدانمركية من رسومات تسىء إلى نبى الإسلام محمد محاولا أن يقنعنى أن الإسلام ليس سوى ضحية لدول الغرب التى تحاول أن تمحوه من على خارطة العالم - على حد تعبيره - ، عندها أدركت حجم الكارثة التى يعانيها مثقفو العالم الإسلامى الذين نجح السياسيون فى تغييب وعيهم وإغراقهم بالدين لكى يصرفوا أنظارهم عن المشاكل الحقيقية التى يعانوها والتى هم أحد أسبابها ودعائمها الرئيسية .
وعلى الرغم من أن الحكومة الدانمركية لا صلة لها بهذا الموضوع من قريب ولا بعيد بإعتباره يدخل فى إطار حرية الصحافة ( التى نفتقدها بالطبع هنا ) إلا أننا لا نريد أن نفهم هذا الأمر ونعاند ونكابر ونطالب الحكومة الدانمركية بمحاكمة المسؤلين عن نشر هذه الرسومات كنوع من فرض إراداتنا الضعيفة للغاية على بلاد ربما لم يسمع الكثيرون منا عنها شيئاقبل الأزمة الأخيرة ، ولكن الشعوب الإسلامية المخدرة بالدين تخرج فى المظاهرات وتطالب بمقاطعة البضائع وإغلاق السفارات وهو الأمر الذى إستجابت له حتى الآن ليبيا والسعودية ، ولا أعرف مالذى ستستفيده هذه الشعوب المغلوب على أمرها من هذه الإحتجاجات ضد أمور لا تخصها على الإطلاق ، هل هو نوع من الإحتجاج غير المباشر على سياسات حكوماتها ؟؟ أم أنها الحماقة التى تجعلهم يتغاضون عن مشاكلهم ويسعون إلى خلق عداوات وخصومات مع غيرهم ، ولماذا لم تخرج هذه المظاهرات ولم يقاطع العالم الإسلامى البضائع المصرية عندما رسم الفنان المصرى الراحل صلاح جاهين كاريكاتوره الذى يتهكم فيه على نبى الإسلام وزوجاته ؟؟ هل نتقبل الإساءة - إن صح التعبير - من أبناء العالم الإسلامى ونرفضها من الغرب ، أم أن الأمر برمته لا يعدو كونه لعبة سياسية قذرة تمارسها الحكومات بالإشتراك مع أجهزة أمنها ومخابراتها لإعادة تخدير العقول العربية التى بدأت فى التيقظ من سباتها بعد نوم عميق ؟؟ .
لقد غلبتنى مشاعر الرثاء وأنا أشاهد الصور التى نشرها موقع هيئة الإذاعة البريطانية لرصد الغضب العربى العارم على الدانمرك البلد التى تبعد عنا آلاف الأميال وتفصلنا عنها الفيافى والقفار والأنهار والبحار ، فهذا شاب يرسل رسائل نصية إلى أقرانه عن طريق هاتفه المحمول الفنلندى الصنع يدعوهم فيها إلى مقاطعة البضائع القادمة من دول إسكندنافيا والدانمرك ، وهؤلاء مجموعة من الرجال يتظاهرون أمام مبنى السفارة الدانمركية فى الكويت موجهين سؤالهم إلى الحكومة الدانمركية " كيف تجرؤين ؟؟!! " مع أن الحكومة لا ناقة لها ولا جمل فى هذا الأمر ، وهذا أحد محلات السوبر ماركت فى نفس الدولة يكتب على لافتة بالبنط العريض رسالة إلى زبائنه " الكرام " يخبرهم فيها أنه متجره قد توقف عن بيع المنتجات الدانمركية بسبب التهكم على محمد نبى الإسلام ، وفوق كل ذالك نجد أن السياسيين متورطين فى هذه اللعبة القذرة من خلال صورة الدكتور جاسم الخرافى رئيس مجلس الأمة الكويتى وهو يترأس إجتماعا فى البرلمان الكويتى للدفاع عن نبى الإسلام محمد ضد الإساءة الدانمركية - على حد تعبيره - .
لم يقتصر هذا الداء العضال على الشعوب فقط وإنما تعدى ذالك ليطول السياسيين على إختلاف توجهاتهم ومشاربهم ، وإن كان هناك بعض الإستثناءات التى يجب أن نذكرها حتى لا يتهمنا أحد بالتعميم ، فلقد أعجبنى للغاية موقف رئيس الحكومة الأفغانية حامد كرزاى الذى عبر عنه عقب محادثاته مع نظيره الدانمركى فى تصريح نشره موقع البى بى سى حيث قال " إن الصحافة هنا حرة كما هو الحال في أفغانستان الآن، وهناك أمر لا يمكن للنظام السياسي السيطرة عليه " .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية / مصر

Thursday, January 26, 2006

المحكمة ترفض نسب طفلة هند الحناوي إلي أحمد الفيشاوي


قضت محكمة الاسرة بالخليفة الخميس 26-1-2006 برفض نسب الطفلة لينا ابنة مصممة الديكور هند الحناوي إلي الفنان أحمد الفيشاوي.. حيث قضت برفض الدعوي الاولي المقامة من هند لاثبات النسب.. كما قضت بقبول دعوي انكارالنسب المقامة من الفيشاوي.. اكدت المحكمة أن العلاقة غير الشرعية لايترتب عليها اثبات النسب.. وألزمت هند بالمصاريف واتعاب المحاماة في الدعويين.. صدر الحكم برئاسة المستشار احمد سعد بعضوية رئيس المحكمة محمد مجدي واشرف عبدالراضي أبوليلة بحضور وليد سعد رئيس النيابة والخبيرين الاجتماعي جابر مطاوع والنفسي سامية فتحي بامانة سر اشرف طعيمة..

أكدت المحكمة في اسباب الحكمين ان الشرع واحكام النقض أكدا علي ان النسب يثبت بالفراش أي الزواج الصحيح أما الزواج الذي يعتمد علي الشهود فقط فهو في المذهب الحنفي زواج فاسد ولكن يترتب عليه اثبات النسب بالدخول الحقيقي.. كما ان النسب يثبت بالبينة والشهود أو الاقرار بالنسب أوعن طريق دعوي نسب.. كما ان الجمهور يعتمد ايضا في الاثبات مع التقدم العلمي علي تحليل فصائل الانسجة والحامض النووي D.N.A.

واضافت المحكمة ان هند الحناوي اعتمدت في دعواها فقط علي البينة والشهود.. حيث انكر احمد الفيشاوي النسب.. كما انها لم تقدم أي مستند رسمي بدعواها.. واحالت المحكمة الدعوي للتحقيق لاثبات البينة عن طريق الشهود.. وخلصت المحكمة من شهودها انهم قالوا ان ما وقع بينها وبين المدعي عليه هو زواج فاسد لكنهم لم يستطيعوا اثبات النسب في اقوالهم.. كما ان المحكمة التي لها حق تقدير الدليل لم تطمئن لاقوالهم حيث ان ايا منهم لم يستطع اثبات صحة النسب ولو حتي عن طريق السمع.. وأكدت المحكمة ان احكام النقض انتهت إلي ان العشرة والمساكنة لا تعتبر وحدها دليلها علي قيام الزوجية أو الفراش.. وقد اكد فقهاء المذهب الحنفي انه يمكن للشاهد ان يشهد بالنكاح ولو لم يعاينه اذا اشتهر لديه ذلك بأحد نوعي الشهرة الحقيقية أو الحكمية.. ولا يجوز الحكم والشهادة بوجود نكاح استنادا للسمع فقط الا اذا اشتهر لديه ذلك عن طريق التواتر والتكرار.. والراجح انه يحل للشاهد ان يشهد بالنكاح متي استقر عنده ذلك.. بأن يشهد رجلا وامرأة معا في موضع انبساط الازواج .. أو ان يسمع من رجلين شهادة بانهما زوجان دون ان يكون قد حضر العقد.. واضافت المحكمة ان الدعوي كانت قد احيلت للطب الشرعي ورفض الفيشاوي اجراء تحليل الحامض النووي مع اقراره بوجود علاقة غير شرعية.. ولا يعد امتناع الفيشاوي هنا دليلا ينال من رفض النسب بعد اقراره بالعلاقة غير الشرعية..

لم يحضر الفيشاوي أو هند و أي من اقاربهم جلسة .

نقلا عن : إيجيبتى

إنتهى الخبر .... ولا تعليق لدى عليه سوى أن من يتنصل من مسؤلياته لا يستحق أن ينعت بأنه إنسان .
هذا هو المثال الصارخ للدعاة الإسلاميين اخر موضة من عمرو خالد حتى خالد الجندى .... والبقية قادمة ...
أما عن هند الحناوى فيعجز لسانى عن وصفها بما تستحقه من أفضل الأوصاف وأشرف النعوت ذالك أنها فضلت أن تصرخ فى وجه هذا المجتمع الظالم وتطالب بحقها فى زمن ضاعت فيه الحقوق ولم تخبىء رأسها فى الرمال وتجهض وليدتها وفضلت أن تبرز للعالم أجمع الوجه المقيت للمجتمع الذكورى الذى تتلظى بناته بنيران تخلفه .
هند الحناوى : ستظلى دائما فى قلوبنا .
أحمد الفيشاوى : ستظل إلى الأبد مثالا للشباب المنحرف الأخلاق الذى باع شرفه وتخلى عن إبنته وحبيبته عندما كانتا بأمس الحاجة إليه .
د.سلوى عبدالباقى ، د.حمدى الحناوى : ياليت كل الآباء والأمهات ... مثلكما ! .
الفنانة سمية الألفى : هل التقاليد الإجتماعية التى تمسكت بها فى مواجهة هند كانت تسمح لك بالسهر خارج المنزل للتصوير عندما كنت شابة ... أم أن الغاية -عندك- تبرر الوسيلة ؟؟!! .
الفنان فاروق الفيشاوى : هل صحيح أن ولدك فوق الخطأ والسهو ؟؟؟ وهل هو - بالفعل - من هذا النوع الملائكى الذى يسمو فوق هذه الأمور ؟؟؟ أم أنه الإتباع الأعمى للمثل العامى المصرى أنا وأخويا على إبن عمى ؟؟!! .
قضاة مصر : ليس غريبا عليكم أن تصدروا هذه الأحكام الجائرة فأنتم منذ البداية لستم سوى نتاج هذه البيئة الخربة وليس لديكم شىء تستندون عليه سوى التقاليد الإجتماعية والأفكار الرجعية الإسلامية التى أعطتكم الحق فى أن تسلبوا الطفلة الصغيرة فرحتها وسهل عليكم وصفها بأنها إبنة سفاح مع أنكم تعرفون جيدا ماسوف يجره عليها هذا الأمر من مشاكل مستقبلية ، وليس غريبا عليكم أن تجعلوا مرجعياتكم فى هذا الخصوص إسلامية وهى نفس المراجع التى جعلت بعض الفقهاء يفتون بجواز أن ينكح الرجل إبنته من الزنا ولن نستغرب أن توافقوا بعد خمسة عشر عاما على زواج أحمد من إبنته لينا إن طلب يدها ! .
لقد أثبت المجتمع الذكورى العربى أنه من أحط المجتمعات الإنسانية أخلاقا ، فضلا عن أنه لا يصح أن يطلق عليه وصف " مجتمع إنسانى " لأن أخلاقه لا تختلف كثيرا عن أخلاق البهائم والسائمة ، وحتى المجتمعات الغربية التى يحاولون تشويهها بتصوير أن الإباحية الجنسية منتشرة فيها لا نجد فيها على الإطلاق أب يتخلى عن إبنته بهذا الأسلوب البشع الذى لا تتبعه حتى الحيوانات العجمى .

عبدالكريم نبيل سليمان

الإسكندرية / مصر

المحكمة ترفض نسب طفلة هند الحناوي إلي أحمد الفيشاوي


قضت محكمة الاسرة بالخليفة الخميس 26-1-2006 برفض نسب الطفلة لينا ابنة مصممة الديكور هند الحناوي إلي الفنان أحمد الفيشاوي.. حيث قضت برفض الدعوي الاولي المقامة من هند لاثبات النسب.. كما قضت بقبول دعوي انكارالنسب المقامة من الفيشاوي.. اكدت المحكمة أن العلاقة غير الشرعية لايترتب عليها اثبات النسب.. وألزمت هند بالمصاريف واتعاب المحاماة في الدعويين.. صدر الحكم برئاسة المستشار احمد سعد بعضوية رئيس المحكمة محمد مجدي واشرف عبدالراضي أبوليلة بحضور وليد سعد رئيس النيابة والخبيرين الاجتماعي جابر مطاوع والنفسي سامية فتحي بامانة سر اشرف طعيمة..

أكدت المحكمة في اسباب الحكمين ان الشرع واحكام النقض أكدا علي ان النسب يثبت بالفراش أي الزواج الصحيح أما الزواج الذي يعتمد علي الشهود فقط فهو في المذهب الحنفي زواج فاسد ولكن يترتب عليه اثبات النسب بالدخول الحقيقي.. كما ان النسب يثبت بالبينة والشهود أو الاقرار بالنسب أوعن طريق دعوي نسب.. كما ان الجمهور يعتمد ايضا في الاثبات مع التقدم العلمي علي تحليل فصائل الانسجة والحامض النووي D.N.A.

واضافت المحكمة ان هند الحناوي اعتمدت في دعواها فقط علي البينة والشهود.. حيث انكر احمد الفيشاوي النسب.. كما انها لم تقدم أي مستند رسمي بدعواها.. واحالت المحكمة الدعوي للتحقيق لاثبات البينة عن طريق الشهود.. وخلصت المحكمة من شهودها انهم قالوا ان ما وقع بينها وبين المدعي عليه هو زواج فاسد لكنهم لم يستطيعوا اثبات النسب في اقوالهم.. كما ان المحكمة التي لها حق تقدير الدليل لم تطمئن لاقوالهم حيث ان ايا منهم لم يستطع اثبات صحة النسب ولو حتي عن طريق السمع.. وأكدت المحكمة ان احكام النقض انتهت إلي ان العشرة والمساكنة لا تعتبر وحدها دليلها علي قيام الزوجية أو الفراش.. وقد اكد فقهاء المذهب الحنفي انه يمكن للشاهد ان يشهد بالنكاح ولو لم يعاينه اذا اشتهر لديه ذلك بأحد نوعي الشهرة الحقيقية أو الحكمية.. ولا يجوز الحكم والشهادة بوجود نكاح استنادا للسمع فقط الا اذا اشتهر لديه ذلك عن طريق التواتر والتكرار.. والراجح انه يحل للشاهد ان يشهد بالنكاح متي استقر عنده ذلك.. بأن يشهد رجلا وامرأة معا في موضع انبساط الازواج .. أو ان يسمع من رجلين شهادة بانهما زوجان دون ان يكون قد حضر العقد.. واضافت المحكمة ان الدعوي كانت قد احيلت للطب الشرعي ورفض الفيشاوي اجراء تحليل الحامض النووي مع اقراره بوجود علاقة غير شرعية.. ولا يعد امتناع الفيشاوي هنا دليلا ينال من رفض النسب بعد اقراره بالعلاقة غير الشرعية..

لم يحضر الفيشاوي أو هند و أي من اقاربهم جلسة .

نقلا عن : إيجيبتى

إنتهى الخبر .... ولا تعليق لدى عليه سوى أن من يتنصل من مسؤلياته لا يستحق أن ينعت بأنه إنسان .
هذا هو المثال الصارخ للدعاة الإسلاميين اخر موضة من عمرو خالد حتى خالد الجندى .... والبقية قادمة ...
أما عن هند الحناوى فيعجز لسانى عن وصفها بما تستحقه من أفضل الأوصاف وأشرف النعوت ذالك أنها فضلت أن تصرخ فى وجه هذا المجتمع الظالم وتطالب بحقها فى زمن ضاعت فيه الحقوق ولم تخبىء رأسها فى الرمال وتجهض وليدتها وفضلت أن تبرز للعالم أجمع الوجه المقيت للمجتمع الذكورى الذى تتلظى بناته بنيران تخلفه .
هند الحناوى : ستظلى دائما فى قلوبنا .
أحمد الفيشاوى : ستظل إلى الأبد مثالا للشباب المنحرف الأخلاق الذى باع شرفه وتخلى عن إبنته وحبيبته عندما كانتا بأمس الحاجة إليه .
د.سلوى عبدالباقى ، د.حمدى الحناوى : ياليت كل الآباء والأمهات ... مثلكما ! .
الفنانة سمية الألفى : هل التقاليد الإجتماعية التى تمسكت بها فى مواجهة هند كانت تسمح لك بالسهر خارج المنزل للتصوير عندما كنت شابة ... أم أن الغاية -عندك- تبرر الوسيلة ؟؟!! .
الفنان فاروق الفيشاوى : هل صحيح أن ولدك فوق الخطأ والسهو ؟؟؟ وهل هو - بالفعل - من هذا النوع الملائكى الذى يسمو فوق هذه الأمور ؟؟؟ أم أنه الإتباع الأعمى للمثل العامى المصرى أنا وأخويا على إبن عمى ؟؟!! .
قضاة مصر : ليس غريبا عليكم أن تصدروا هذه الأحكام الجائرة فأنتم منذ البداية لستم سوى نتاج هذه البيئة الخربة وليس لديكم شىء تستندون عليه سوى التقاليد الإجتماعية والأفكار الرجعية الإسلامية التى أعطتكم الحق فى أن تسلبوا الطفلة الصغيرة فرحتها وسهل عليكم وصفها بأنها إبنة سفاح مع أنكم تعرفون جيدا ماسوف يجره عليها هذا الأمر من مشاكل مستقبلية ، وليس غريبا عليكم أن تجعلوا مرجعياتكم فى هذا الخصوص إسلامية وهى نفس المراجع التى جعلت بعض الفقهاء يفتون بجواز أن ينكح الرجل إبنته من الزنا ولن نستغرب أن توافقوا بعد خمسة عشر عاما على زواج أحمد من إبنته لينا إن طلب يدها ! .
لقد أثبت المجتمع الذكورى العربى أنه من أحط المجتمعات الإنسانية أخلاقا ، فضلا عن أنه لا يصح أن يطلق عليه وصف " مجتمع إنسانى " لأن أخلاقه لا تختلف كثيرا عن أخلاق البهائم والسائمة ، وحتى المجتمعات الغربية التى يحاولون تشويهها بتصوير أن الإباحية الجنسية منتشرة فيها لا نجد فيها على الإطلاق أب يتخلى عن إبنته بهذا الأسلوب البشع الذى لا تتبعه حتى الحيوانات العجمى .

عبدالكريم نبيل سليمان

الإسكندرية / مصر

Wednesday, January 18, 2006

قتل النساء على خلفية الشرف الذكورى الضائع !

تتعرض النساء فى مجتمعاتنا لإعتداءات جسيمة من قبل أقاربهن وذويهن ، تصل فى ذروتها إلى سفك دمائهن تحت ذريعة الحفاظ على الشرف ، ويبدو أن المطاطية التى تتميز بها هذه العبارة قد نجحت فى إثارة مخيلة الكثيرين من الرجال ذوى النزعات السادية الشاذة ، فبرعوا فى إختلاق ذرائع أخرى يبررون من خلالها وتحت مظلة هذا الشرف المزعوم عدوانهم الدائم ضد نسائهم وإقدامهم على التخلص منهن بإزهاق أرواحهن بتلك الصور البشعة المروعة التى تطالعنا فى وسائل إعلامنا بصفة شبه دائمة .
فالرجل العربى يؤمن تماما أن الحفاظ على شرفه يعنى إمتهان كرامة نسائه وتقييده لحرياتهن ، وأن تحرر المرأة أو تمردها على المفاهيم الإجتماعية السائدة يعنى ضياع شرفه أوفقدانه حتى إشعار آخر ( قتلها ) ، ولذا فإنه يرى أن إستعادته لهذا الشرف لن تتم إلا بإهانة تلك المرأة وإمتهان كرامتها وإراقة دمها على جوانب الشرف العربى الرفيع !! .. يقول الشاعر العربى :-
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ...
حتى يراق على جوانبه الدم !! .
ويؤسفنى أن أقول هنا أن هذا التصور السطحى جدا لمفهوم الشرف منتشر بصورة مفزعة بين قطاعات عريضة من أبناء مجتمعاتنا ، فالرجل منهم يمكنه أن يكذب ويرتشى ويسرق ويزنى ويرتكب كافة الموبقات والحماقات والأعمال المخجلة ، ويحتفظ بشرفه فى ذات الوقت عن طرق إمتهان الأنثى وتقييد حريتها ومنعها من ممارسة نشاطاتها الحياتية بالطريقة التى تحلو لها .
فالمجتمعات الذكورية لا تعترف بأن للمرأة كيان قائم بذاته ، ولا يمكنها - بسبب موروثاتها الثقافية والإجتماعية - إستيعاب فكرة إستقلال المرأة ماديا عن الرجل ، ولا تستطيع أن تتقبل إضطلاع المرأة بدور قيادى داخل مجتمعها ، بل تنظر هذه المجتمعات إلى المرأة من خلال مرآتها المشوهة بإعتبارها كائنا متطفلا ، لا يمكنه أن يعيش سوى على فتات مائدة الرجل ، ولذا فإن هذه المجتمعات تتعامل مع المرأة التى تحاول نيل حريتها وتحقيق إستقلالها التام عن الرجل أو تلك التى تسعى للحصول على دور قيادى داخل مجتمعها بإعتبارها مارقة عن النظام الإجتماعى ومتمردة على عرفه السائد ، ولذا فإن المواجهة بين هذه المرأة وبين ممثلى المجتمع الذكورى تصبح حتمية وتنتهى إما إلى فوز المرأة وقدرتها على التغلب على الصعاب والتحديات التى تمثلها تلك الأفكار الرجعية المنحرفة ، وإما أن ينتهى بها الأمر إلى خضوعها للرجل وعودتها إلى سجن حريمه مرة أخرى .. أو قتلها كما يحدث كثيرا تحت ذريعة الحفاظ على الشرف أو غسل العار الذى سببته للرجل بتمردها عليه ! .
وعندما يسفك الدم الأنثوى البرىء بهذا الأسلوب اللاإنسانى البشع على يد ممثلى المجتمع الذى تنتمى إليه المرأة ، يدفعنا هذا الأمر بشدة إلى التساؤل : فى أى هاوية سحيقة تتردى مجتمعاتنا ؟؟!!! ، فالمجتمع الذى ينتمى إليه الفرد والذى يفترض أن يقوم بحمايته ودرء الأخطار عنه ومساعدته فى أوقات المحن والأزمات والشدائد ، كيف يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى خصم لدود له يترصده ليؤذيه ويقتله ؟؟؟ ، وإذا كانت الإجابة هنا هى أن هذا الفرد قد خرج عما تعارفت عليه الجماعة البشرية التى ينتمى إليها وخالف قوانينها ولذا فإنها وقعت عليه الجزاء الذى يستحقه ، فهنا تطرح إشكالية أخرى عن حدود سلطة المجتمع على الفرد وهو الأمر الذى يقودنا إلى الوراء كثيرا للتساؤل عن الهدف الذى من أجله تم تكوين الجماعات البشرية والنظم الإجتماعية التى تحكمها ، هل هو تقييد حرية الفرد ؟؟ أم هو حماية الفرد من الأخطار الخارجية التى تهدده ؟؟؟ أم أن الهدف من وراء ذالك هو تنظيم علاقة الأفراد بعضهم البعض داخل المجتمع بحيث لا يتعدى أحدهم على حقوق الآخر ولا ينتقص من حريته ؟؟ .
رأيي الخاص يستبعد الإحتمال الأول ، كما يميل إلى الفرض الثانى بدرجة أقل من تحمسه لفكرة الإحتمال الثالث ، فلا يمكننا أن نتصور أن الفرد قد تنازل بكامل إرادته عن حريته لصالح تنظيم إجتماعى ما ، لأنه من غير المنطقى بالمرة أن يتنازل الإنسان عن أثمن ما يمكنه تملكه فى الحياة لصالح تنظيم إجتماعى لا يضمن الحقوق التى يعده أن يكفلها له فى حالة تنازله عن حريته ، كما أميل إلى أن حماية الفرد من الأخطار الطبيعية التى كانت تهدده يعد أحد أهم الأسباب التى دفعت الإنسان إلى التعاون مع غيره وخلق هذا النوع من التعاون حتى يتمكن من درء هذه الأخطار عنه ، ولكننى أميل وبقوة إلى أن الهدف الرئيسى والدافع الأساسى وراء سعى الإنسان لبناء هذه النظم الإجتماعية المختلفة هو أن حرية الفرد كانت تتعرض للإنتقاص نتيجة تعدى بعض الأفراد الآخرين ممن هم أشد قوة منه عليها ومحاولتهم سلبها منه أو تقييدها لصالحهم ، وهذا - على حد إعتقادى - هو السبب الرئيسى والهام وراء سعى الإنسان لتشكيل نظام إجتماعى يحدد للفرد واجباته ويضمن له حقوقه ويبين له الحدود التى لا يحق له تجاوزها حتى لا يتعدى على حرية الأفراد الآخرين مع التشديد على المساواة بين جميع الأفراد فى هذا المضمار ، ويتم ضمان ذالك عن طريق سلطة إجتماعية عليا تتولى حسم المنازعات بين الأفراد ومعاقبة كل من يحاول الخروج على هذا العقد الإجتماعى الذى يهدف منه - أساسا - إلى الحفاظ على حرية الفرد ومواجهة من يحاولون الإنتقاص منها أو تقييدها .
وعندما نعود مرة أخرى إلى قضية العقاب الذى تتعرض له المرأة إذا حاولت أن تحصل على حريتها بالتمرد على قيود المجتمع ورفض الخضوع لأعرافه المقيدة لحريتها ، فكما يبدو من الطرح السابق ، فإن سلوك هذا المجتمع الذكورى يختلف جذريا عن السلوك المفترض إنتهاجه من قبل المجتمع المبنىُّ على فكرة تنظيم علاقة الأفراد بعضهم ببعض داخله ، فالمرأة تعاقب فيه بالقتل ، ليس لأنها حاولت التعدى على حرية غيرها ، ولكن لأنها سعت إلى نيل حريتها !! .
وهنا يكمن التناقض الفكرى الذى يضطرنا للعودة مرة ثانية إلى الوراء لنتسائل عما إذا كانت فكرة دونية المرأة - التى تعد إحدى أهم مسلمات العقلية الذكورية - سابقة على فكرة تكوين المجتمعات ، وهل كان إمتلاك الرجل للمرأة وإستعباده لجسدها قد سبق نشأة التنظيمات الإجتماعية المختلفة ؟؟ .
وهنا قد تطل الحقيقة المفزعة علينا بصورة أكثر وضوحا وإيلاما فى ذات الوقت ، فالمجتمع منذ بداية تكوينه لم يتعامل مع المرأة - قطُّ - بإعتبارها كيانا إنسانيا كاملا ومستقلا بذاته ، وإنما عدها من ضمن متاع الرجل وحاجياته الخاصة ، ولذا فإن المرأة لم تكن طرفا فى العقد الإجتماعى لهذه المجتمعات عند ظهورها لأنها لم يكن معترفا بها - من الأساس - كإنسانة كاملة ، بل كانت - فى نظرهم - مجرد متاع يمتلكه الرجل بحيث يمكنه أن يتخلص منها فى أى وقت ببيعها أوقتلها دون أدنى مسؤلية عليه ، ونظرا لعدم إستسلام المرأة لتجاهل تلك التنظيمات الإجتماعية لقيمتها الحقيقية ، مع نزوعها الدائم إلى الثورة والتمرد للحصول على حقوقها الكاملة ، فقد لجأت هذه المجتمعات إلى سن بعض الأعراف التى أرادت من ورائها إضفاء نوع من الشرعية على الوضع الدونى للمرأة داخل المجتمع ، وعملت من خلال هذه التشريعات على إقرار الوضع الدونى للمرأة بالمزيد من القيود التى فرضتها على حريتها والتأكيد على تبعيتها للرجل فى كل شىء وإباحة التخلص منها بقتلها إن أبدت سخطا أو تمردا على هذا الوضع أو حاولت تحطيم قيودها .
مما سبق بيانه يتضح لنا - جليا - أن المجتمع الذكورى الذى نعيش فيه ماهو إلا مجتمع ظالم ، قام على أفكار لا أخلاقية مجحفة ورؤى سادية شاذة ، تهدر كرامة المرأة ولا تحترم إنسانيتها وتعدها من سقط المتاع ، بل وتسمح للرجل بإراقة دمها إن حاولت الحصول على حريتها وتحقيق إستقلالها الذاتى .
فمطلوب منا جميعا فى هذه الأوقات الحرجة أن نقف متضامنين مع أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا وزوجاتنا اللائى يتلظين بنيران هذه النظم الإجتماعية الفاسدة ، ويواجهن خطر الموت كل يوم على أيدى ذويهن فى الوقت الذى يقف فيه المجتمع والقانون بجانب القاتل ، يحميه ويساعده على النخلص من المجنى عليها ، علينا أن نطرق كل الأبواب وأن نسلك كافة الطرق للعمل على نبذ كل مايهين المرأة ويجرح كرامتها وينتقص من حريتها وإستقلالها ويعوقها عن الإضطلاع بدورها الذى وجدت من أجله كقيادية ناجحة فى مجتمعها .
إن أردنا - حقا - إصلاح مجتمعاتنا فما علينا سوى أن نضع أيادينا فى أيادىِّ أخواتنا لكى نساهم معا فى رفع الظلم عنهن وحمايتهن من سكاكين غسل العار التى تنتظرهن فى أى وقت يحاولن فيه ممارسة إنسانيتهن ونيل حرياتهن بتخطى التقاليد الإجتماعية البائدة .
إن أردنا الإصلاح لبلادنا فعلينا أن نبدأ من القاعدة ، علينا أن نتخلى عن الأفكار الذكورية المتخلفة التى لن تقودنا سوى إلى الهاوية ، علينا أن نبدأ بأنفسنا وببيوتنا وأن نتخلى عن القبضات الحديدية التى نحكمها بها ، فبيوتنا لم تعد سوى ماكيتات للنظم السياسية الديكتاتورية التى نشكو مر الشكوى منها ، فإن كنا نطمح - فعلا - إلى إستبدال هذه النظم الديكتاتورية التى تحكمنا بأخرى أكثر ديمقراطية فما علينا سوى أن نبدأ بتطبيق مانحلم به داخل بيوتنا أولا ، ومع الوقت ، ومع إتساع رقعة الإصلاح الإجتماعى سنجد أن أحوالنا - على كافة الأصعدة - قد تغيرت نحو الأفضل .
عبدالكريم نبيل سليمان
18 / 1 / 2006
الإسكندرية / مصر

قتل النساء على خلفية الشرف الذكورى الضائع !

تتعرض النساء فى مجتمعاتنا لإعتداءات جسيمة من قبل أقاربهن وذويهن ، تصل فى ذروتها إلى سفك دمائهن تحت ذريعة الحفاظ على الشرف ، ويبدو أن المطاطية التى تتميز بها هذه العبارة قد نجحت فى إثارة مخيلة الكثيرين من الرجال ذوى النزعات السادية الشاذة ، فبرعوا فى إختلاق ذرائع أخرى يبررون من خلالها وتحت مظلة هذا الشرف المزعوم عدوانهم الدائم ضد نسائهم وإقدامهم على التخلص منهن بإزهاق أرواحهن بتلك الصور البشعة المروعة التى تطالعنا فى وسائل إعلامنا بصفة شبه دائمة .
فالرجل العربى يؤمن تماما أن الحفاظ على شرفه يعنى إمتهان كرامة نسائه وتقييده لحرياتهن ، وأن تحرر المرأة أو تمردها على المفاهيم الإجتماعية السائدة يعنى ضياع شرفه أوفقدانه حتى إشعار آخر ( قتلها ) ، ولذا فإنه يرى أن إستعادته لهذا الشرف لن تتم إلا بإهانة تلك المرأة وإمتهان كرامتها وإراقة دمها على جوانب الشرف العربى الرفيع !! .. يقول الشاعر العربى :-
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ...
حتى يراق على جوانبه الدم !! .
ويؤسفنى أن أقول هنا أن هذا التصور السطحى جدا لمفهوم الشرف منتشر بصورة مفزعة بين قطاعات عريضة من أبناء مجتمعاتنا ، فالرجل منهم يمكنه أن يكذب ويرتشى ويسرق ويزنى ويرتكب كافة الموبقات والحماقات والأعمال المخجلة ، ويحتفظ بشرفه فى ذات الوقت عن طرق إمتهان الأنثى وتقييد حريتها ومنعها من ممارسة نشاطاتها الحياتية بالطريقة التى تحلو لها .
فالمجتمعات الذكورية لا تعترف بأن للمرأة كيان قائم بذاته ، ولا يمكنها - بسبب موروثاتها الثقافية والإجتماعية - إستيعاب فكرة إستقلال المرأة ماديا عن الرجل ، ولا تستطيع أن تتقبل إضطلاع المرأة بدور قيادى داخل مجتمعها ، بل تنظر هذه المجتمعات إلى المرأة من خلال مرآتها المشوهة بإعتبارها كائنا متطفلا ، لا يمكنه أن يعيش سوى على فتات مائدة الرجل ، ولذا فإن هذه المجتمعات تتعامل مع المرأة التى تحاول نيل حريتها وتحقيق إستقلالها التام عن الرجل أو تلك التى تسعى للحصول على دور قيادى داخل مجتمعها بإعتبارها مارقة عن النظام الإجتماعى ومتمردة على عرفه السائد ، ولذا فإن المواجهة بين هذه المرأة وبين ممثلى المجتمع الذكورى تصبح حتمية وتنتهى إما إلى فوز المرأة وقدرتها على التغلب على الصعاب والتحديات التى تمثلها تلك الأفكار الرجعية المنحرفة ، وإما أن ينتهى بها الأمر إلى خضوعها للرجل وعودتها إلى سجن حريمه مرة أخرى .. أو قتلها كما يحدث كثيرا تحت ذريعة الحفاظ على الشرف أو غسل العار الذى سببته للرجل بتمردها عليه ! .
وعندما يسفك الدم الأنثوى البرىء بهذا الأسلوب اللاإنسانى البشع على يد ممثلى المجتمع الذى تنتمى إليه المرأة ، يدفعنا هذا الأمر بشدة إلى التساؤل : فى أى هاوية سحيقة تتردى مجتمعاتنا ؟؟!!! ، فالمجتمع الذى ينتمى إليه الفرد والذى يفترض أن يقوم بحمايته ودرء الأخطار عنه ومساعدته فى أوقات المحن والأزمات والشدائد ، كيف يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى خصم لدود له يترصده ليؤذيه ويقتله ؟؟؟ ، وإذا كانت الإجابة هنا هى أن هذا الفرد قد خرج عما تعارفت عليه الجماعة البشرية التى ينتمى إليها وخالف قوانينها ولذا فإنها وقعت عليه الجزاء الذى يستحقه ، فهنا تطرح إشكالية أخرى عن حدود سلطة المجتمع على الفرد وهو الأمر الذى يقودنا إلى الوراء كثيرا للتساؤل عن الهدف الذى من أجله تم تكوين الجماعات البشرية والنظم الإجتماعية التى تحكمها ، هل هو تقييد حرية الفرد ؟؟ أم هو حماية الفرد من الأخطار الخارجية التى تهدده ؟؟؟ أم أن الهدف من وراء ذالك هو تنظيم علاقة الأفراد بعضهم البعض داخل المجتمع بحيث لا يتعدى أحدهم على حقوق الآخر ولا ينتقص من حريته ؟؟ .
رأيي الخاص يستبعد الإحتمال الأول ، كما يميل إلى الفرض الثانى بدرجة أقل من تحمسه لفكرة الإحتمال الثالث ، فلا يمكننا أن نتصور أن الفرد قد تنازل بكامل إرادته عن حريته لصالح تنظيم إجتماعى ما ، لأنه من غير المنطقى بالمرة أن يتنازل الإنسان عن أثمن ما يمكنه تملكه فى الحياة لصالح تنظيم إجتماعى لا يضمن الحقوق التى يعده أن يكفلها له فى حالة تنازله عن حريته ، كما أميل إلى أن حماية الفرد من الأخطار الطبيعية التى كانت تهدده يعد أحد أهم الأسباب التى دفعت الإنسان إلى التعاون مع غيره وخلق هذا النوع من التعاون حتى يتمكن من درء هذه الأخطار عنه ، ولكننى أميل وبقوة إلى أن الهدف الرئيسى والدافع الأساسى وراء سعى الإنسان لبناء هذه النظم الإجتماعية المختلفة هو أن حرية الفرد كانت تتعرض للإنتقاص نتيجة تعدى بعض الأفراد الآخرين ممن هم أشد قوة منه عليها ومحاولتهم سلبها منه أو تقييدها لصالحهم ، وهذا - على حد إعتقادى - هو السبب الرئيسى والهام وراء سعى الإنسان لتشكيل نظام إجتماعى يحدد للفرد واجباته ويضمن له حقوقه ويبين له الحدود التى لا يحق له تجاوزها حتى لا يتعدى على حرية الأفراد الآخرين مع التشديد على المساواة بين جميع الأفراد فى هذا المضمار ، ويتم ضمان ذالك عن طريق سلطة إجتماعية عليا تتولى حسم المنازعات بين الأفراد ومعاقبة كل من يحاول الخروج على هذا العقد الإجتماعى الذى يهدف منه - أساسا - إلى الحفاظ على حرية الفرد ومواجهة من يحاولون الإنتقاص منها أو تقييدها .
وعندما نعود مرة أخرى إلى قضية العقاب الذى تتعرض له المرأة إذا حاولت أن تحصل على حريتها بالتمرد على قيود المجتمع ورفض الخضوع لأعرافه المقيدة لحريتها ، فكما يبدو من الطرح السابق ، فإن سلوك هذا المجتمع الذكورى يختلف جذريا عن السلوك المفترض إنتهاجه من قبل المجتمع المبنىُّ على فكرة تنظيم علاقة الأفراد بعضهم ببعض داخله ، فالمرأة تعاقب فيه بالقتل ، ليس لأنها حاولت التعدى على حرية غيرها ، ولكن لأنها سعت إلى نيل حريتها !! .
وهنا يكمن التناقض الفكرى الذى يضطرنا للعودة مرة ثانية إلى الوراء لنتسائل عما إذا كانت فكرة دونية المرأة - التى تعد إحدى أهم مسلمات العقلية الذكورية - سابقة على فكرة تكوين المجتمعات ، وهل كان إمتلاك الرجل للمرأة وإستعباده لجسدها قد سبق نشأة التنظيمات الإجتماعية المختلفة ؟؟ .
وهنا قد تطل الحقيقة المفزعة علينا بصورة أكثر وضوحا وإيلاما فى ذات الوقت ، فالمجتمع منذ بداية تكوينه لم يتعامل مع المرأة - قطُّ - بإعتبارها كيانا إنسانيا كاملا ومستقلا بذاته ، وإنما عدها من ضمن متاع الرجل وحاجياته الخاصة ، ولذا فإن المرأة لم تكن طرفا فى العقد الإجتماعى لهذه المجتمعات عند ظهورها لأنها لم يكن معترفا بها - من الأساس - كإنسانة كاملة ، بل كانت - فى نظرهم - مجرد متاع يمتلكه الرجل بحيث يمكنه أن يتخلص منها فى أى وقت ببيعها أوقتلها دون أدنى مسؤلية عليه ، ونظرا لعدم إستسلام المرأة لتجاهل تلك التنظيمات الإجتماعية لقيمتها الحقيقية ، مع نزوعها الدائم إلى الثورة والتمرد للحصول على حقوقها الكاملة ، فقد لجأت هذه المجتمعات إلى سن بعض الأعراف التى أرادت من ورائها إضفاء نوع من الشرعية على الوضع الدونى للمرأة داخل المجتمع ، وعملت من خلال هذه التشريعات على إقرار الوضع الدونى للمرأة بالمزيد من القيود التى فرضتها على حريتها والتأكيد على تبعيتها للرجل فى كل شىء وإباحة التخلص منها بقتلها إن أبدت سخطا أو تمردا على هذا الوضع أو حاولت تحطيم قيودها .
مما سبق بيانه يتضح لنا - جليا - أن المجتمع الذكورى الذى نعيش فيه ماهو إلا مجتمع ظالم ، قام على أفكار لا أخلاقية مجحفة ورؤى سادية شاذة ، تهدر كرامة المرأة ولا تحترم إنسانيتها وتعدها من سقط المتاع ، بل وتسمح للرجل بإراقة دمها إن حاولت الحصول على حريتها وتحقيق إستقلالها الذاتى .
فمطلوب منا جميعا فى هذه الأوقات الحرجة أن نقف متضامنين مع أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا وزوجاتنا اللائى يتلظين بنيران هذه النظم الإجتماعية الفاسدة ، ويواجهن خطر الموت كل يوم على أيدى ذويهن فى الوقت الذى يقف فيه المجتمع والقانون بجانب القاتل ، يحميه ويساعده على النخلص من المجنى عليها ، علينا أن نطرق كل الأبواب وأن نسلك كافة الطرق للعمل على نبذ كل مايهين المرأة ويجرح كرامتها وينتقص من حريتها وإستقلالها ويعوقها عن الإضطلاع بدورها الذى وجدت من أجله كقيادية ناجحة فى مجتمعها .
إن أردنا - حقا - إصلاح مجتمعاتنا فما علينا سوى أن نضع أيادينا فى أيادىِّ أخواتنا لكى نساهم معا فى رفع الظلم عنهن وحمايتهن من سكاكين غسل العار التى تنتظرهن فى أى وقت يحاولن فيه ممارسة إنسانيتهن ونيل حرياتهن بتخطى التقاليد الإجتماعية البائدة .
إن أردنا الإصلاح لبلادنا فعلينا أن نبدأ من القاعدة ، علينا أن نتخلى عن الأفكار الذكورية المتخلفة التى لن تقودنا سوى إلى الهاوية ، علينا أن نبدأ بأنفسنا وببيوتنا وأن نتخلى عن القبضات الحديدية التى نحكمها بها ، فبيوتنا لم تعد سوى ماكيتات للنظم السياسية الديكتاتورية التى نشكو مر الشكوى منها ، فإن كنا نطمح - فعلا - إلى إستبدال هذه النظم الديكتاتورية التى تحكمنا بأخرى أكثر ديمقراطية فما علينا سوى أن نبدأ بتطبيق مانحلم به داخل بيوتنا أولا ، ومع الوقت ، ومع إتساع رقعة الإصلاح الإجتماعى سنجد أن أحوالنا - على كافة الأصعدة - قد تغيرت نحو الأفضل .
عبدالكريم نبيل سليمان
18 / 1 / 2006
الإسكندرية / مصر

Saturday, January 14, 2006

أمة تعيسة لا تستحق حتى الشماتة!..

بقلم بسام درويش

13 / 1 / 2006

"شارون أصيب بجلطة دماغية. شارون في العناية الفائقة. شارون في حالة موت سريري. ماذا نقول نحن الفلسطينيين عن ذلك؟ كيف نتعامل مع مرض الرجل؟ كيف نتعامل مع مواجهته للموت؟ علمتنا ثقافتنا وحضارتنا أن نقول في مواجهة الموت، وأيا كان الرجل الذي يواجه الموت، «اللهم لا شماتة». فحتى شارون، يقف إلى جانب غرفة مرضه الآن، ابناؤه وأفراد عائلته، ويشعرون جميعهم بالحزن، وتدمع عيونهم. ولأن الوضع في مواجهة الموت هو دائما كذلك، علمتنا ثقافتنا وحضارتنا أن نقول «اللهم لا شماتة». هذا عن شارون الفرد، شارون رب العائلة، شارون المزارع الذي يحنو على الخراف. ولكن شارون هو أيضا رجل دولة، وككل رجل دولة هو قضية عامة، ولا بد من نظرة أخرى عليه كقائد وكسياسي.."

جاء ذلك في مقالة نشرتها جريدة الشرق الأوسط.(*)

يتابع الكاتب فيقول:

"لقد آمن شارون بأن القتل هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام يهود إسرائيل لبناء دولتهم. وهو باشر ذلك منذ أن كان ضابطا صغيرا. نظم مذابح في السموع وقبية ونحالين في الخمسينات، ونفذ مذابح في غزة في السبعينات، ونفذ مذبحة صبرا وشاتيلا في الثمانينات، ونفذ المذبحة الشاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة طوال السنوات الخمس الماضية (2000 ــ 2005). ويكفي أن نلقي نظرة على الضباط الذين اختارهم ليكونوا مساعدين له، لنرى كيف أنهم جميعا اختصاصيون في القتل، من الجنرال دان إلى وزير الدفاع شاؤول موفاز مرورا برجل المخابرات آفي دختر، كلهم، وآخرون أيضا، يتباهون بأنهم رجال قتل. وهم مستعدون للتصريح أمام الصحافة كيف صاغوا شعارات القتل والاغتيال، وكيف شكلوا وجربوا الوحدات التي تولت عمليات التنفيذ، وحدات «شيري» و«دوفدوفان» و«وحدات المستعربين». قال أحدهم مؤخرا: لقد قتلت من الفلسطينيين أكثر مما قتلت حركة حماس من الإسرائيليين، معتبرا ذلك أمرا طبيعيا، وكأن هذا التصريح هو مجرد تقرير عن حصيلة عمل شركة أو مشروع تجاري ناجح."

ثم يتابع فيقول في فقرة أخرى: "لقد مارس شارون ومساعدوه القتل المنظم، الجماعي والفردي، وهدفهم كسر إرادة الفلسطينيين، كسر إرادة الانتفاضة الفلسطينية، ودفع الفلسطينيين نحو الاستسلام السياسي، نحو «الركوع» كما يقول الضباط الكبار في تصريحاتهم، وكلما يئسوا من الوصول إلى لحظة كسر الإرادة هذه، ازدادوا شراسة وقتلا.."

==================

يتحدث الكاتب عن شارون رب العائلة والمزارع الذي يحنو على الخراف والذي لا تجوز الشماتة به وهو على فراش المرض، ثم ينتقل ـ كما رأينا ـ إلى الحديث عن شارون رجل الدولة والسياسي، ليعبّر عن شماتته به دون أن ينطق بكلمة "شماتة!..

*******

سبعة وعشرون سنة مضت على وجودي بعيداً عن الأمة العربية كدتُ أنسى معها ما تعنيه كلمة "شماتة". أتذكّرها فقط عندما أقرأ أخبار العرب. تذكّرتها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ حين قرأت عن خروج الفلسطينيين إلى الشوارع للرقص، احتفالاً بمصرع ما يزيد عن ثلاثة ألف إنسان بريء على يد الإرهابيين المسلمين في نيويورك يوم الحادي عشر من أيلول. تذكرتها حين قرأت وسمعت تعليقات العرب على إعصار كاترينا. تذكرتها مؤخراً حين خرج الفلسطينيون مرة اخرى يوزعون الحلوى في الشوارع بعد سماعهم بمرض شارون. وها أنا اليوم أراها في هذه المقالة، التي وضع لها كاتبها عنواناً ينضح شماتةً: "القاتل في مواجه الموت"، ليقول لنا بعد ذلك إنه ينتمي إلى أمة وحضارة وثقافة تعلمه أن يقول: "اللهمّ لا شماتة"!!!

*******

لن أنصّب نفسي محامي دفاعٍ عن شارون. لا بل سأتفق مع هذا الكاتب جدلاً، بأن شارون ارتكب المجازر ونفذ المذابح وفعل "السبعة وذمّتها". لكنّ شارون، كان على الأقل، وباعتراف أعدائه، جندياً محارباً لم يقم بما قام به لمصلحته الشخصية إنما لمصلحة أمته. لا يمكن لأحدٍ أن ينكر ذلك حتى هذا الكاتب نفسه حيث قال بأنّ "شارون آمن بأن القتل هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام يهود إسرائيل لبناء دولتهم".

إذا آمن شارون حقاً "بأن القتل هو الوسيلة المتاحة أمام اليهود لبناء دولتهم"، فماذا يقول لنا الكاتب عن القادة العرب ـ نذكر منهم على سبيل المثال ـ صدام حسين والأسد والبشير؟

لكلٍّ من هؤلاءِ، سجلٌّ حافلٌ في القتل والإرهاب يندى له جبين الإنسانية خجلاً. والسؤال هو: هل آمن هؤلاء بأن المجازر التي ارتكبوها كانت وسيلة لبناء دولة حرة ديموقراطية لشعوبهم، أم أنها لم تكن إلا الوسيلة المثلى لهم لبناء دولهم العائلية العشائرية ولنهب خيرات بلادهم.



ليس هناك أمٌّ إسرائيلية تقول، بأنّ شارون أو موشي دايان أو غولدا مائير أو بن غوريون أو مناحيم بيغن أو غيرهم من قادة إسرائيل، قد بعثوا بأبنائها إلى حروب تخدم مصالحهم الشخصية. لكن ماذا يمكن للأم العراقية أن تقول عن فلذات أكبادها الذين فقدتهم في حربٍ مع إيران لم تكن غايتها إلا إشباع طموحات فرد مجرم مثل صدام حسين؟.. ماذا يمكن أن يقال عن حالة الحرب التي ابقاها حكام العرب قائمة، لا لتحرير فلسطين ولا لإعادة كرامةٍ لشعب فلسطين، إنما لاستخدامها كقميص عثمان للحفاظ على أنظمتهم الفاسدة؟.. هل مات جندي عربي على الجبهة العربية الإسرائيلية إلا لإطالة عمر هذه الأنظمة؟

لم نرَ العرب يقفون موقف الشماتة من حافظ الأسد حين كان في نزاعه الأخير. لماذا؟.. ألا يستحق السوريون منهم ما يولونه للفلسطينيين من تعاطف؟.. أم أن أرواح السوريين التي زهقت لا تستحق الاهتمام!.. ماذا عن صدام حسين؟.. لقد قامت قيامة العرب لمرآهُ في زنزازنته شبهَ عارٍ وهو يغسل ثيابه!.. أصبحت إهانتُه آنذاك إهانةً لكرامة الأمة العربية!!

متى يعي العرب أن بقاءهم في مؤخرة أمم العالم هو بسبب قادتهم الذين يعظمونهم مهما كانوا ظالمين، وبسبب دينهم الذي هو العائق الأكبر أمام لحاقهم بالعالم المتحضر.



إذا كان هناك من كلمة حق يمكن أن تُقال في شارون وهو على فراش مرضه، فإنها كلمةٌ آملُ من كل قلبي أن يسمعها لعلّها تعجّل في شفائه:

قادةٌ مثل شارون وبن غوريون وبيغن ودايان ومائير هو ما تحتاجه الشعوب العربية!

لكن هذه الشعوب، لن تجد طريقها إلى المستقبل، إلا حين تضع حياة قادةٍ كهؤلاء في مناهج خاصة لطلاب العلم كي يدرسوها بتجرّد مطلق.

**************

في النهاية، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كيف يمكن لأيّ كاتب مسلمٍ، أن يتحدث عن جرائمَ لعدوٍّ فيخصّه بأوصافٍ كتلك التي خصّها هذا الكاتب لشارون، وينسى ما فعله "نبيه" و "قائده" و"مؤسس دولته" محمد؟!!

أفَلَمْ يؤمن محمد ايضاً بأن القتل هو الوسيلة المثلى لبناء دولته؟..

شارون اقترح الصلحَ على أعدائه فرفضوا، فحاربهم وقاتلهم حتى أقرّوا أخيراً بعجزهم عن الاستمرار في عدائه، فوافقوا على الجلوس معه للتفاوض. لم يأتوه راكعين أو منبطحين ولم يطلب هو منهم ان يأتوه راكعين منبطحين.

أما محمد، فقد قاتل وقتل ولم يكتفِ بالنصر ـ على من هم لم يكونوا اساساً أعداء له ـ بل أراد أن يذلّ الذين انتصر عليهم فأمر بأن يدفعوا له ضريبة الهزيمة طوال حياتهم هم صاغرون:

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق (أي الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام.. حسب تفسير الجلالين) من الذين أوتوا الكتاب (أي المسيحيين واليهود حسب المصدر نفسه) حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون." (أي أذلاء منقادون لحكم الإسلام. حسب المصدر نفسه) (التوبة 9 : 29)

شارون لم يقتل للتشفّي، لكن محمداً كان يقتل ويعذّب ويسمل العيون ويأمر أتباعه بالقتل إلى حدّ التشفّي:

"قاتلوهم يُعَذِّبْهم الله بأيديكم ويُخْزِهِمْ وينصرْكُمْ عليهم ويَشْفِ صدورَ قومٍ مؤمنين" (التوبة 9 : 14)



شارون قاتل المحاربين من أعدائه واغتال رؤساءهم الذين يدبّرون العمليات الانتحارية التي تقتل الأبرياء من مواطنيه. لم يذهب وراء الذين ينتقدونه في الصحف والإذاعات وعلى شاشات التلفزيون!..

أما محمد فلم يقبل أن يوجه له النقد أحد. "نبيّ الرحمة" هذا، لم يرحم أبا عفك الذي يزيد عمره على مائة وعشر سنين. بعث له من يغتاله ويحرق بيته لا لشيء إلا لأنه انتقده بأبيات شعر. ولم يرحم الأم المرضعة عصماء بنت مروان إذ بعث إليها من يقتلها وهي ترضع أطفالها ليلاً لأنها انتقدته كذلك ببضعة ابيات شعر. لا بل تفاخر وشمت بمقتلها وقال إنه "لن ينتطح فيها عنزان"!..

شارون لم يأمر بقتل الذين يستسلمون ويرفعون الرايات البيضاء. أما محمد فقد أمر بقتل قبيلة بني قريظة اليهودية وإبادتها عن بكر ابيها بعد ان استسلمت ورفعت الرايات البيضاء. قعد يتفرّج على جنوده وهم يقطعون رؤوس رجالها واحدا واحدا أمام أعين أولادهم ونسائهم، ثم قام ببيع النساء في سوق النخاسة ليشتري بثمنهنّ أسلحة يقتل بها أبرياء آخرين؟..

كلمة أخرى أقولها لشارون: أرجو المعذرة لهذه المقارنة!!!

* جريدة الشرق الأوسط ـ بلال الحسن ـ 8 يناير 2006


نقلا عن الناقد

أمة تعيسة لا تستحق حتى الشماتة!..

بقلم بسام درويش

13 / 1 / 2006

"شارون أصيب بجلطة دماغية. شارون في العناية الفائقة. شارون في حالة موت سريري. ماذا نقول نحن الفلسطينيين عن ذلك؟ كيف نتعامل مع مرض الرجل؟ كيف نتعامل مع مواجهته للموت؟ علمتنا ثقافتنا وحضارتنا أن نقول في مواجهة الموت، وأيا كان الرجل الذي يواجه الموت، «اللهم لا شماتة». فحتى شارون، يقف إلى جانب غرفة مرضه الآن، ابناؤه وأفراد عائلته، ويشعرون جميعهم بالحزن، وتدمع عيونهم. ولأن الوضع في مواجهة الموت هو دائما كذلك، علمتنا ثقافتنا وحضارتنا أن نقول «اللهم لا شماتة». هذا عن شارون الفرد، شارون رب العائلة، شارون المزارع الذي يحنو على الخراف. ولكن شارون هو أيضا رجل دولة، وككل رجل دولة هو قضية عامة، ولا بد من نظرة أخرى عليه كقائد وكسياسي.."

جاء ذلك في مقالة نشرتها جريدة الشرق الأوسط.(*)

يتابع الكاتب فيقول:

"لقد آمن شارون بأن القتل هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام يهود إسرائيل لبناء دولتهم. وهو باشر ذلك منذ أن كان ضابطا صغيرا. نظم مذابح في السموع وقبية ونحالين في الخمسينات، ونفذ مذابح في غزة في السبعينات، ونفذ مذبحة صبرا وشاتيلا في الثمانينات، ونفذ المذبحة الشاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة طوال السنوات الخمس الماضية (2000 ــ 2005). ويكفي أن نلقي نظرة على الضباط الذين اختارهم ليكونوا مساعدين له، لنرى كيف أنهم جميعا اختصاصيون في القتل، من الجنرال دان إلى وزير الدفاع شاؤول موفاز مرورا برجل المخابرات آفي دختر، كلهم، وآخرون أيضا، يتباهون بأنهم رجال قتل. وهم مستعدون للتصريح أمام الصحافة كيف صاغوا شعارات القتل والاغتيال، وكيف شكلوا وجربوا الوحدات التي تولت عمليات التنفيذ، وحدات «شيري» و«دوفدوفان» و«وحدات المستعربين». قال أحدهم مؤخرا: لقد قتلت من الفلسطينيين أكثر مما قتلت حركة حماس من الإسرائيليين، معتبرا ذلك أمرا طبيعيا، وكأن هذا التصريح هو مجرد تقرير عن حصيلة عمل شركة أو مشروع تجاري ناجح."

ثم يتابع فيقول في فقرة أخرى: "لقد مارس شارون ومساعدوه القتل المنظم، الجماعي والفردي، وهدفهم كسر إرادة الفلسطينيين، كسر إرادة الانتفاضة الفلسطينية، ودفع الفلسطينيين نحو الاستسلام السياسي، نحو «الركوع» كما يقول الضباط الكبار في تصريحاتهم، وكلما يئسوا من الوصول إلى لحظة كسر الإرادة هذه، ازدادوا شراسة وقتلا.."

==================

يتحدث الكاتب عن شارون رب العائلة والمزارع الذي يحنو على الخراف والذي لا تجوز الشماتة به وهو على فراش المرض، ثم ينتقل ـ كما رأينا ـ إلى الحديث عن شارون رجل الدولة والسياسي، ليعبّر عن شماتته به دون أن ينطق بكلمة "شماتة!..

*******

سبعة وعشرون سنة مضت على وجودي بعيداً عن الأمة العربية كدتُ أنسى معها ما تعنيه كلمة "شماتة". أتذكّرها فقط عندما أقرأ أخبار العرب. تذكّرتها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ حين قرأت عن خروج الفلسطينيين إلى الشوارع للرقص، احتفالاً بمصرع ما يزيد عن ثلاثة ألف إنسان بريء على يد الإرهابيين المسلمين في نيويورك يوم الحادي عشر من أيلول. تذكرتها حين قرأت وسمعت تعليقات العرب على إعصار كاترينا. تذكرتها مؤخراً حين خرج الفلسطينيون مرة اخرى يوزعون الحلوى في الشوارع بعد سماعهم بمرض شارون. وها أنا اليوم أراها في هذه المقالة، التي وضع لها كاتبها عنواناً ينضح شماتةً: "القاتل في مواجه الموت"، ليقول لنا بعد ذلك إنه ينتمي إلى أمة وحضارة وثقافة تعلمه أن يقول: "اللهمّ لا شماتة"!!!

*******

لن أنصّب نفسي محامي دفاعٍ عن شارون. لا بل سأتفق مع هذا الكاتب جدلاً، بأن شارون ارتكب المجازر ونفذ المذابح وفعل "السبعة وذمّتها". لكنّ شارون، كان على الأقل، وباعتراف أعدائه، جندياً محارباً لم يقم بما قام به لمصلحته الشخصية إنما لمصلحة أمته. لا يمكن لأحدٍ أن ينكر ذلك حتى هذا الكاتب نفسه حيث قال بأنّ "شارون آمن بأن القتل هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام يهود إسرائيل لبناء دولتهم".

إذا آمن شارون حقاً "بأن القتل هو الوسيلة المتاحة أمام اليهود لبناء دولتهم"، فماذا يقول لنا الكاتب عن القادة العرب ـ نذكر منهم على سبيل المثال ـ صدام حسين والأسد والبشير؟

لكلٍّ من هؤلاءِ، سجلٌّ حافلٌ في القتل والإرهاب يندى له جبين الإنسانية خجلاً. والسؤال هو: هل آمن هؤلاء بأن المجازر التي ارتكبوها كانت وسيلة لبناء دولة حرة ديموقراطية لشعوبهم، أم أنها لم تكن إلا الوسيلة المثلى لهم لبناء دولهم العائلية العشائرية ولنهب خيرات بلادهم.



ليس هناك أمٌّ إسرائيلية تقول، بأنّ شارون أو موشي دايان أو غولدا مائير أو بن غوريون أو مناحيم بيغن أو غيرهم من قادة إسرائيل، قد بعثوا بأبنائها إلى حروب تخدم مصالحهم الشخصية. لكن ماذا يمكن للأم العراقية أن تقول عن فلذات أكبادها الذين فقدتهم في حربٍ مع إيران لم تكن غايتها إلا إشباع طموحات فرد مجرم مثل صدام حسين؟.. ماذا يمكن أن يقال عن حالة الحرب التي ابقاها حكام العرب قائمة، لا لتحرير فلسطين ولا لإعادة كرامةٍ لشعب فلسطين، إنما لاستخدامها كقميص عثمان للحفاظ على أنظمتهم الفاسدة؟.. هل مات جندي عربي على الجبهة العربية الإسرائيلية إلا لإطالة عمر هذه الأنظمة؟

لم نرَ العرب يقفون موقف الشماتة من حافظ الأسد حين كان في نزاعه الأخير. لماذا؟.. ألا يستحق السوريون منهم ما يولونه للفلسطينيين من تعاطف؟.. أم أن أرواح السوريين التي زهقت لا تستحق الاهتمام!.. ماذا عن صدام حسين؟.. لقد قامت قيامة العرب لمرآهُ في زنزازنته شبهَ عارٍ وهو يغسل ثيابه!.. أصبحت إهانتُه آنذاك إهانةً لكرامة الأمة العربية!!

متى يعي العرب أن بقاءهم في مؤخرة أمم العالم هو بسبب قادتهم الذين يعظمونهم مهما كانوا ظالمين، وبسبب دينهم الذي هو العائق الأكبر أمام لحاقهم بالعالم المتحضر.



إذا كان هناك من كلمة حق يمكن أن تُقال في شارون وهو على فراش مرضه، فإنها كلمةٌ آملُ من كل قلبي أن يسمعها لعلّها تعجّل في شفائه:

قادةٌ مثل شارون وبن غوريون وبيغن ودايان ومائير هو ما تحتاجه الشعوب العربية!

لكن هذه الشعوب، لن تجد طريقها إلى المستقبل، إلا حين تضع حياة قادةٍ كهؤلاء في مناهج خاصة لطلاب العلم كي يدرسوها بتجرّد مطلق.

**************

في النهاية، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كيف يمكن لأيّ كاتب مسلمٍ، أن يتحدث عن جرائمَ لعدوٍّ فيخصّه بأوصافٍ كتلك التي خصّها هذا الكاتب لشارون، وينسى ما فعله "نبيه" و "قائده" و"مؤسس دولته" محمد؟!!

أفَلَمْ يؤمن محمد ايضاً بأن القتل هو الوسيلة المثلى لبناء دولته؟..

شارون اقترح الصلحَ على أعدائه فرفضوا، فحاربهم وقاتلهم حتى أقرّوا أخيراً بعجزهم عن الاستمرار في عدائه، فوافقوا على الجلوس معه للتفاوض. لم يأتوه راكعين أو منبطحين ولم يطلب هو منهم ان يأتوه راكعين منبطحين.

أما محمد، فقد قاتل وقتل ولم يكتفِ بالنصر ـ على من هم لم يكونوا اساساً أعداء له ـ بل أراد أن يذلّ الذين انتصر عليهم فأمر بأن يدفعوا له ضريبة الهزيمة طوال حياتهم هم صاغرون:

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق (أي الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام.. حسب تفسير الجلالين) من الذين أوتوا الكتاب (أي المسيحيين واليهود حسب المصدر نفسه) حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون." (أي أذلاء منقادون لحكم الإسلام. حسب المصدر نفسه) (التوبة 9 : 29)

شارون لم يقتل للتشفّي، لكن محمداً كان يقتل ويعذّب ويسمل العيون ويأمر أتباعه بالقتل إلى حدّ التشفّي:

"قاتلوهم يُعَذِّبْهم الله بأيديكم ويُخْزِهِمْ وينصرْكُمْ عليهم ويَشْفِ صدورَ قومٍ مؤمنين" (التوبة 9 : 14)



شارون قاتل المحاربين من أعدائه واغتال رؤساءهم الذين يدبّرون العمليات الانتحارية التي تقتل الأبرياء من مواطنيه. لم يذهب وراء الذين ينتقدونه في الصحف والإذاعات وعلى شاشات التلفزيون!..

أما محمد فلم يقبل أن يوجه له النقد أحد. "نبيّ الرحمة" هذا، لم يرحم أبا عفك الذي يزيد عمره على مائة وعشر سنين. بعث له من يغتاله ويحرق بيته لا لشيء إلا لأنه انتقده بأبيات شعر. ولم يرحم الأم المرضعة عصماء بنت مروان إذ بعث إليها من يقتلها وهي ترضع أطفالها ليلاً لأنها انتقدته كذلك ببضعة ابيات شعر. لا بل تفاخر وشمت بمقتلها وقال إنه "لن ينتطح فيها عنزان"!..

شارون لم يأمر بقتل الذين يستسلمون ويرفعون الرايات البيضاء. أما محمد فقد أمر بقتل قبيلة بني قريظة اليهودية وإبادتها عن بكر ابيها بعد ان استسلمت ورفعت الرايات البيضاء. قعد يتفرّج على جنوده وهم يقطعون رؤوس رجالها واحدا واحدا أمام أعين أولادهم ونسائهم، ثم قام ببيع النساء في سوق النخاسة ليشتري بثمنهنّ أسلحة يقتل بها أبرياء آخرين؟..

كلمة أخرى أقولها لشارون: أرجو المعذرة لهذه المقارنة!!!

* جريدة الشرق الأوسط ـ بلال الحسن ـ 8 يناير 2006


نقلا عن الناقد

Friday, January 13, 2006

فى ذكرى إعدام الجعد بن درهم

" .......


...... أيها الناس :-
ضحوا تقبل الله ضحاياكم ، فإنى مضح بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا !!! " .
إختتم خالد بن عبدالله القسرى خطبته فى يوم عيد الأضحى بهذه الكلمات ، قبل أن يترجل من فوق منبره ، شاهراً سيفه ، ميمماً وجهه شطر أسيره " الجعد " الذى كان مقيداً فى أصل المنبر ، ليضع سيفه على عنقه بكل قسوة ويذبحه - تماما - كما يفعل الناس بأضحياتهم على مرأى الآلاف من أهل مدينة الكوفة الذين إحتشدوا لأداء صلاة العيد بمسجدها الجامع فى الشهر الأخير من عام مائة وأربع وعشرون من الهجرة( 15 / 10 / 742 من الميلاد ) ، ولم يكن للجعد ذنب عوقب لأجله سوى أنه أعمل عقله فى النصوص ، ورفض منها كل مالم يحظى من عقله بالقبول ، فكان جزاؤه هذا العقاب الهمجى البشع ، والذى يعد أنموذجا للمعاملة السيئة التى كان المفكرون والعلماء يتلقونها فى العصور المظلمة للدولة الإسلامية ، والتى إتضحت أبعادها - جليا - فى مصرع الحلاج والجعد بن درهم والجهم بن صفوان ....... وقائمة المغدور بهم تطول ! .
لهذه القصة إرتباط ذهنى عميق لدى بالشهر الأخير من العام الماضى - على وجه الخصوص - حيث كنت على مداره أتلقى التهديدات تلو التهديدات من قبل بعض المتطرفين الإسلاميين ، لا سيما وأن موضوعها فى الأعم الأغلب كان " الذبح " !! ، خاصة وأن موسم عيد الأضحى كان على الأبواب ، ويبدو أن عمى البصائر الذى يعانيه هؤلاء قد أعاقهم كثيرا عن التمييز بين الإنسان والبهائم التى يذبحونها يوم العيد !! ، والجدير بالذكر هنا أن قصة إعدام الجعد - تلك - ألفيتها تتردد مرار على ألسنة بعض أئمة المساجد ممن ينتمون إلى بعض التنظيمات المتطرفة فى خطب الجمع والأعياد ، وكأنها تمثل تهديدا يرسله هؤلاء المتعطشون للدماء البشرية من فوق منابرهم إلى كل من تسوِّلُ له نفسه أن يحذو حذو الجعد ويعمل عقله فى النصوص الدينية بأن مصيره لن يختلف كثيرا عن مصير هذا الرجل .
ويعد تكرارهم الممل لرواية هذه الحادثة تأكيدا لحقيقة الإرتباط الذهنى - لديهم - بين ذبح الأضاحى وقتل الإنسان ، وهو الأمر الذى يمكن أن تفسره إحدى الأساطير الدينية السماوية التى تحكى قصة النبى إبراهيم الذى تلقى أمرا مباشرا من ربه بذبح ولده !!! ، وتزعم هذه الأسطورة أن الإبن إستجاب لرغبة والده على الفور عندما نمى إلى علمه أن هذا الأمر قد صدر من عند الله ، ولكن لحسن طالع الفتى ( والذى لا يزال الخلاف حول هويته محتدما بين بنى إسماعيل وبنى إسحاق ) إفتداه الله فى اللحظة الأخيرة بكبش أقرن نزل عليه من السماء ليذبح عوضا عنه !!! .
عندما يصدر أمرٌ من الله للإنسان بذبح أخيه الإنسان ، عندها يجب أن نعتقد أن هناك ثمة خطأ ما ، فخالق هذا العالم - على إفتراض وجوده - لا يمكن أن يكون سفاحا أو شريرا وسفاكا للدماء ، إنه لا يمكن أن يكون بهذه الدرجة من الفظاعة والوحشية ، ذالك أن الوحوش والمخلوقات الشريرة والمحرضة على الشر لا تمتلك عقلا ، وهو بعظمة خلقه وتمام تدبيره وجمال صنعته يوحى لنا أن لديه عقلا لا مثيل له ، ولا يمكن لصاحب هذا العقل - وهذا كله مبنى على فرض وجوده - أن يعمل على تخريب ماصنعته يداه وهو بكامل إرادته وقواه العقلية على أشدها .
لقد أُعدِمَ خالد بن عبدالله القسرى بعد قتله للجعد بوقت قصير بعد أن حُبِسَ وصودرت أمواله بأمر من الخليفة الأموى الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، ولكن لنفترض أن الفرصة قد أتيحت لنا للقاءه مرة أخرى وسؤاله عن السبب الحقيقى وراء إعدامه للجعد بهذا الأسلوب البشع المهين سنجده يجيب على الفور : " إن مانفذه هو حكم الله " !! .
يمكن لخالد أن يستدل على مشروعية ما إقترفته يداه بالآية القرآنية " .... قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله .... " ، ويمكنه أن يتوصل إلى ذات الحجة عن طريق الآية " .. من يطع الرسول فقد أطاع الله ... " حيث أن محمدا نبى الإسلام قد صرح بوجوب قتل المرتد بقوله " من بدل دينه فاقتلوه " ، ولذا فإن خالدا إذا مثل أمام محكمة إسلامية بسبب جريمته تلك والتى إرتكبها وهو فى أوج سلطانه كوالٍ للكوفةِ ، فإن القاضى سيخرجه من هذا المأزق كما الشعرة من العجين - كما يقولون - لأنه لم يفعل شيئا خارج إطار أحكام الشريعة الإسلامية التى أوجبت على الإمام ( الحاكم ) قتل المرتد بضرب عنقه بحد السيف ، ولذا فإن براءة ساحة خالد ستصبح أمرا حتميا لا مفر منه ، بل سيوصى القاضى بوضع تمثال له فى أكبر ميادين عاصمة الدولة الإسلامية - بالطبع إن كان مذهب القاضى يبيح صناعة التماثيل - ، وسيعلن كبطل شعبى إسلامى مناضل ضد الكفر والزندقة ، ومدافع عن الإسلام ضد اقاويل وشبهات المارقين من الملاحدة !! .
لكن الأمر سيختلف - بطبيعة الحال - إذا مثل خالد أمام محكمة علمانية ، تتخذ من حقوق الإنسان مرجعا أساسيا ووحيدا لأحكامها ، فأمامها - بالطبع - سيختلف مصير خالد بالمرة ! .
إن الحجج التى يمكن لخالد أن يسوقها لتبرئة ساحته أمام المحكمة الإسلامية لن تقنع - بالطبع - القاضى العلمانى فى المحكمة الأخرى ، ذالك أنها ليست سوى حجج وأقاويل عنصرية بها ما بها من تحريض على سفك دم الآخر المختلف فى العقيدة ، وهو أمر لا يمكن التسامح معه فضلا عن الأخذ به أمام هذه المحكمة ، ولذا فإن حكم الإدانة سيكون أمرا حتميا لأن خالداً قد سلب إنساناً مثله الحق فى الحياة ، وتعدى على حريته فى التفكير دون قيود ، وإستكثر عليه إعتقاد مايمكن لعقله أن يتقبله .
تمر علينا - هذه الأيام - ذكرى ذبح الجعد فى يوم فرحة المسلمين بعيد الأضحى ، وفى ذات الوقت تتعالى أصوات صليل سيوف السفاحين من أمثال خالد القسرى مطاردةً كل صاحب عقل وقلم ، مهددة إياه بالقتل إن لم يكف عن إستخدام عقله ويسارع إلى تحطيم قلمه لينضم إلى قطيع الماشية البشرية التى يقودونها بعد أن سلبت منها عقولها وإستبدلت بمجموعة من النصوص الدينية التراثية الجامدة التى تحيل الإنسان إلى بهيمة بشرية لا تفقه فى لغة الحياة سوى القتل والسلب وإغتصاب وسبى النساء .
إن الجعد بن درهم هو واحد من مئات المفكرين والعلماء والباحثين على مر التاريخ الإنسانى الذين تعرضوا لأبشع أساليب الإضطهاد وأسوأ صور التعذيب البدنى والنفسى وأزهقت أرواح العشرات منهم لكى يعبدوا لنا بدمائهم وأجسادهم الطريق نحو التحرر الكامل من القبضات الحديدية على رقاب البشر من قبل التحالف القائم منذ قديم الأزل بين الحكام من جهة ورجال الدين من جهة أخرى .
لقد كان الجعد وأقرانه بمثابة شموع مضيئة ، أصرت على أن تحترق حتى النهاية لتضىء للأجيال اللاحقة طريقها ، ولم يضع أحتراق هذه الشموع هباءاً ، بل كان له بالغ الأثر فى ظهور العديد من المدارس الفكرية الجدلية التى تعتمد العقل مرجعاً وحيداً لآرائها ، والتى كانت - ولا تزال - منارة فكرية شامخة وحائط صد عنيد ضد الأفكار الإجرامية الرجعية المتطرفة التى أكل الزمان عليها وشرب ، ولقد خرجت هذه المدارس للإنسانية العديد من المفكرين المستنيرين العظام الذين لازالت آثارهم باقية بين أيدينا شاهدة على ماكابده هؤلاء العظماء من عناءٍ ومشقةٍ لكى يضيئوا للبشرية طريقها نحو المستقبل .
مهما أطنبنا فى الحديث عن الجعد وعن أقرانه الذين واجهوا خطر الموت فى سبيل نشر أفكارهم الحرة بيننا ، فإننا سنعجز - حتما - عن إيفاءهم مايستحقونه ، ولكن علينا أن نتذكر فى مثل هذه الأيام من كل عام أن أحد المفكرين العظام تم ذبحه يوم العيد مثل الخراف على يد أمير الكوفة قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا لأنه عارض النص الدينى وتمرد عليه بعقلهِ وقلمهِ ولسانهِ ، ربما نكون بذالك قد أدينا قدرا ضئيلا من واجبنا تجاه هذا الرجل الذى راح ضحية التطرف الدينى الذى لا يزال ضحاياه يتساقطون يوما بعد يوم .
فى ذكرى الجعد ، أدعو كل أصحاب العقول المستنيرة والأقلام الحرة والأذهان الناضجة إلى الوقوف بكل حزم وعزم وقوة فى وجه الإرهاب والتطرف كى نساهم معا فى القضاء على أفكار البقية الباقية من أنصار خالد بن عبدالله القسرى التى لا تزال تعيث بيننا فساداً ، ولكى نرد بهذه الوقفة الإعتبار إلى كل صاحب عقل وقلم تعرض للإهانة من أجلهما .
عبدالكريم نبيل سليمان
13 / 1 / 2006
الإسكندرية / مصر

فى ذكرى إعدام الجعد بن درهم

" .......


...... أيها الناس :-
ضحوا تقبل الله ضحاياكم ، فإنى مضح بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا !!! " .
إختتم خالد بن عبدالله القسرى خطبته فى يوم عيد الأضحى بهذه الكلمات ، قبل أن يترجل من فوق منبره ، شاهراً سيفه ، ميمماً وجهه شطر أسيره " الجعد " الذى كان مقيداً فى أصل المنبر ، ليضع سيفه على عنقه بكل قسوة ويذبحه - تماما - كما يفعل الناس بأضحياتهم على مرأى الآلاف من أهل مدينة الكوفة الذين إحتشدوا لأداء صلاة العيد بمسجدها الجامع فى الشهر الأخير من عام مائة وأربع وعشرون من الهجرة( 15 / 10 / 742 من الميلاد ) ، ولم يكن للجعد ذنب عوقب لأجله سوى أنه أعمل عقله فى النصوص ، ورفض منها كل مالم يحظى من عقله بالقبول ، فكان جزاؤه هذا العقاب الهمجى البشع ، والذى يعد أنموذجا للمعاملة السيئة التى كان المفكرون والعلماء يتلقونها فى العصور المظلمة للدولة الإسلامية ، والتى إتضحت أبعادها - جليا - فى مصرع الحلاج والجعد بن درهم والجهم بن صفوان ....... وقائمة المغدور بهم تطول ! .
لهذه القصة إرتباط ذهنى عميق لدى بالشهر الأخير من العام الماضى - على وجه الخصوص - حيث كنت على مداره أتلقى التهديدات تلو التهديدات من قبل بعض المتطرفين الإسلاميين ، لا سيما وأن موضوعها فى الأعم الأغلب كان " الذبح " !! ، خاصة وأن موسم عيد الأضحى كان على الأبواب ، ويبدو أن عمى البصائر الذى يعانيه هؤلاء قد أعاقهم كثيرا عن التمييز بين الإنسان والبهائم التى يذبحونها يوم العيد !! ، والجدير بالذكر هنا أن قصة إعدام الجعد - تلك - ألفيتها تتردد مرار على ألسنة بعض أئمة المساجد ممن ينتمون إلى بعض التنظيمات المتطرفة فى خطب الجمع والأعياد ، وكأنها تمثل تهديدا يرسله هؤلاء المتعطشون للدماء البشرية من فوق منابرهم إلى كل من تسوِّلُ له نفسه أن يحذو حذو الجعد ويعمل عقله فى النصوص الدينية بأن مصيره لن يختلف كثيرا عن مصير هذا الرجل .
ويعد تكرارهم الممل لرواية هذه الحادثة تأكيدا لحقيقة الإرتباط الذهنى - لديهم - بين ذبح الأضاحى وقتل الإنسان ، وهو الأمر الذى يمكن أن تفسره إحدى الأساطير الدينية السماوية التى تحكى قصة النبى إبراهيم الذى تلقى أمرا مباشرا من ربه بذبح ولده !!! ، وتزعم هذه الأسطورة أن الإبن إستجاب لرغبة والده على الفور عندما نمى إلى علمه أن هذا الأمر قد صدر من عند الله ، ولكن لحسن طالع الفتى ( والذى لا يزال الخلاف حول هويته محتدما بين بنى إسماعيل وبنى إسحاق ) إفتداه الله فى اللحظة الأخيرة بكبش أقرن نزل عليه من السماء ليذبح عوضا عنه !!! .
عندما يصدر أمرٌ من الله للإنسان بذبح أخيه الإنسان ، عندها يجب أن نعتقد أن هناك ثمة خطأ ما ، فخالق هذا العالم - على إفتراض وجوده - لا يمكن أن يكون سفاحا أو شريرا وسفاكا للدماء ، إنه لا يمكن أن يكون بهذه الدرجة من الفظاعة والوحشية ، ذالك أن الوحوش والمخلوقات الشريرة والمحرضة على الشر لا تمتلك عقلا ، وهو بعظمة خلقه وتمام تدبيره وجمال صنعته يوحى لنا أن لديه عقلا لا مثيل له ، ولا يمكن لصاحب هذا العقل - وهذا كله مبنى على فرض وجوده - أن يعمل على تخريب ماصنعته يداه وهو بكامل إرادته وقواه العقلية على أشدها .
لقد أُعدِمَ خالد بن عبدالله القسرى بعد قتله للجعد بوقت قصير بعد أن حُبِسَ وصودرت أمواله بأمر من الخليفة الأموى الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، ولكن لنفترض أن الفرصة قد أتيحت لنا للقاءه مرة أخرى وسؤاله عن السبب الحقيقى وراء إعدامه للجعد بهذا الأسلوب البشع المهين سنجده يجيب على الفور : " إن مانفذه هو حكم الله " !! .
يمكن لخالد أن يستدل على مشروعية ما إقترفته يداه بالآية القرآنية " .... قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله .... " ، ويمكنه أن يتوصل إلى ذات الحجة عن طريق الآية " .. من يطع الرسول فقد أطاع الله ... " حيث أن محمدا نبى الإسلام قد صرح بوجوب قتل المرتد بقوله " من بدل دينه فاقتلوه " ، ولذا فإن خالدا إذا مثل أمام محكمة إسلامية بسبب جريمته تلك والتى إرتكبها وهو فى أوج سلطانه كوالٍ للكوفةِ ، فإن القاضى سيخرجه من هذا المأزق كما الشعرة من العجين - كما يقولون - لأنه لم يفعل شيئا خارج إطار أحكام الشريعة الإسلامية التى أوجبت على الإمام ( الحاكم ) قتل المرتد بضرب عنقه بحد السيف ، ولذا فإن براءة ساحة خالد ستصبح أمرا حتميا لا مفر منه ، بل سيوصى القاضى بوضع تمثال له فى أكبر ميادين عاصمة الدولة الإسلامية - بالطبع إن كان مذهب القاضى يبيح صناعة التماثيل - ، وسيعلن كبطل شعبى إسلامى مناضل ضد الكفر والزندقة ، ومدافع عن الإسلام ضد اقاويل وشبهات المارقين من الملاحدة !! .
لكن الأمر سيختلف - بطبيعة الحال - إذا مثل خالد أمام محكمة علمانية ، تتخذ من حقوق الإنسان مرجعا أساسيا ووحيدا لأحكامها ، فأمامها - بالطبع - سيختلف مصير خالد بالمرة ! .
إن الحجج التى يمكن لخالد أن يسوقها لتبرئة ساحته أمام المحكمة الإسلامية لن تقنع - بالطبع - القاضى العلمانى فى المحكمة الأخرى ، ذالك أنها ليست سوى حجج وأقاويل عنصرية بها ما بها من تحريض على سفك دم الآخر المختلف فى العقيدة ، وهو أمر لا يمكن التسامح معه فضلا عن الأخذ به أمام هذه المحكمة ، ولذا فإن حكم الإدانة سيكون أمرا حتميا لأن خالداً قد سلب إنساناً مثله الحق فى الحياة ، وتعدى على حريته فى التفكير دون قيود ، وإستكثر عليه إعتقاد مايمكن لعقله أن يتقبله .
تمر علينا - هذه الأيام - ذكرى ذبح الجعد فى يوم فرحة المسلمين بعيد الأضحى ، وفى ذات الوقت تتعالى أصوات صليل سيوف السفاحين من أمثال خالد القسرى مطاردةً كل صاحب عقل وقلم ، مهددة إياه بالقتل إن لم يكف عن إستخدام عقله ويسارع إلى تحطيم قلمه لينضم إلى قطيع الماشية البشرية التى يقودونها بعد أن سلبت منها عقولها وإستبدلت بمجموعة من النصوص الدينية التراثية الجامدة التى تحيل الإنسان إلى بهيمة بشرية لا تفقه فى لغة الحياة سوى القتل والسلب وإغتصاب وسبى النساء .
إن الجعد بن درهم هو واحد من مئات المفكرين والعلماء والباحثين على مر التاريخ الإنسانى الذين تعرضوا لأبشع أساليب الإضطهاد وأسوأ صور التعذيب البدنى والنفسى وأزهقت أرواح العشرات منهم لكى يعبدوا لنا بدمائهم وأجسادهم الطريق نحو التحرر الكامل من القبضات الحديدية على رقاب البشر من قبل التحالف القائم منذ قديم الأزل بين الحكام من جهة ورجال الدين من جهة أخرى .
لقد كان الجعد وأقرانه بمثابة شموع مضيئة ، أصرت على أن تحترق حتى النهاية لتضىء للأجيال اللاحقة طريقها ، ولم يضع أحتراق هذه الشموع هباءاً ، بل كان له بالغ الأثر فى ظهور العديد من المدارس الفكرية الجدلية التى تعتمد العقل مرجعاً وحيداً لآرائها ، والتى كانت - ولا تزال - منارة فكرية شامخة وحائط صد عنيد ضد الأفكار الإجرامية الرجعية المتطرفة التى أكل الزمان عليها وشرب ، ولقد خرجت هذه المدارس للإنسانية العديد من المفكرين المستنيرين العظام الذين لازالت آثارهم باقية بين أيدينا شاهدة على ماكابده هؤلاء العظماء من عناءٍ ومشقةٍ لكى يضيئوا للبشرية طريقها نحو المستقبل .
مهما أطنبنا فى الحديث عن الجعد وعن أقرانه الذين واجهوا خطر الموت فى سبيل نشر أفكارهم الحرة بيننا ، فإننا سنعجز - حتما - عن إيفاءهم مايستحقونه ، ولكن علينا أن نتذكر فى مثل هذه الأيام من كل عام أن أحد المفكرين العظام تم ذبحه يوم العيد مثل الخراف على يد أمير الكوفة قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا لأنه عارض النص الدينى وتمرد عليه بعقلهِ وقلمهِ ولسانهِ ، ربما نكون بذالك قد أدينا قدرا ضئيلا من واجبنا تجاه هذا الرجل الذى راح ضحية التطرف الدينى الذى لا يزال ضحاياه يتساقطون يوما بعد يوم .
فى ذكرى الجعد ، أدعو كل أصحاب العقول المستنيرة والأقلام الحرة والأذهان الناضجة إلى الوقوف بكل حزم وعزم وقوة فى وجه الإرهاب والتطرف كى نساهم معا فى القضاء على أفكار البقية الباقية من أنصار خالد بن عبدالله القسرى التى لا تزال تعيث بيننا فساداً ، ولكى نرد بهذه الوقفة الإعتبار إلى كل صاحب عقل وقلم تعرض للإهانة من أجلهما .
عبدالكريم نبيل سليمان
13 / 1 / 2006
الإسكندرية / مصر

Friday, January 6, 2006

عود حميد ... مع بداية العام الجديد

أعزائى القراء :-
أعتذر عن هذا الغياب الطويل بسبب أدائى لإمتحانات الفصل الدراسى الأول ، وأعدكم أن أكون على تواصل معكم خلال الفترة القادمة إن إمتد بى العمر ولم يلاحقنى أحد المهووسين دينيا بإعتداء أو قتل .
غبت عنكم فى فترة كانت مشحونة بالأحداث الساخنة بدءا من إنتخابات مجلس الشعب مرورا بصدور الحكم بالسجن على الدكتور أيمن نور وإنتهاءا بالمجزرة الوحشية التى إرتكبتها قوات الأمن المصرية بكل عنف وبربرية ضد اللاجئين السودانيين الذين كانوا معتصمين فى أحد ميادين القاهرة .
العام الماضى ، وعلى وجه التحديد النصف الأخير منه ينطبق عليه فعلا عبارة " كانت سنه سودا " ، فقد كان عاما سيئا بالفعل على الجميع - عدا الطبقة الحاكمة بالطبع - إعتدى فيه الأمن المصرى على المتظاهرين فى المظاهرات السلمية التى يفترض أن تقوم الشرطة بحمايتها بدلا من الهجوم عليها ، وتم فيه تزوير إنتخابات رئاسة الجمهورية لصالح دكتاتور مصر الأول وتم إقصاء زعيم المعارضة المصرية الدكتور أيمن نور وتلفيق قضية تزوير ضده ليحكم عليه ظلما بقضاء خمسة أعوام خلف القضبان .
بدأ هذا العام بآمال عريضة وإنتهى بمآسى وجروح عميقة تحتاج الى وقت كبير لمداواتها ، تعرضت فيه الوحدة الوطنية التاريخية بين المسلمين والأقباط إلى هجمات عنيفة وطعنات غادرة كادت تودى بها إن لم تكن قد أودت بها بالفعل ، وتعرضت صورة مصر كبلد كان فى السابق يتمتع بصفة حسن الضيافة إلى بلد سىء السمعة يقتل اللاجئين العزل الذين لا حول لهم ولاقوة دون أدنى ذنب إقترفوه أو جريمة إرتكبوها سوى أنهم كانوا يرغبون فى الحصول على حقهم فى الشعور بالأمان بعيدا عن بلاد مزقتها الحروب والصراعات الطائفية .
إنتهى العام كما بدأ ، إنتهى ووجهونا تصافح فى جريدة الصباح نفس الوجوه الحالكة التى لم يعرف جيلى غيرها .
بدأ العام الجديد فى مصر بتوافق مواقيت أعياد الأقباط مع أعياد المسلمين ، وهذا فى حد ذاته يعطينا أملا فى أن تسود حالة من الود والقبول بين أبناء الشعب المصرى بصرف النظر عن إنتماءاته الدينية .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن تزال كافة أشكال التفرقة بين الناس على أية إعتبارات ، فكلنا بشر تطورنا من أصل واحد وليس هناك أى مبرر عقلانى يضفى الشرعية على التمييز بين الناس بإعتبار أن أحدهم ذكر والآخر أنثى أو أن أحدهم مسلم والآخر مسيحى أو أن أحدهم أسود والآخر ذو بشرة بيضاء أو أن أحدهم ينتمى إلى الأشراف والآخر ينتمى إلى الفلاحين أو عامة الناس ، كل هذه الأساليب العنصرية يجب أن تلغى من قاموسنا الإنسانى حتى تصح نسبتنا إلى المجموع البشرى الذى تتعدد فيه الهويات بتعدد الأفراد ( وليس بتعدد الإنتماءات ) .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن يتم النهوض بالمرأة وتفعيل دورها بإعتبارها نصف المجتمع التى تأتى بالنصف الآخر ، يحدونا الأمل أن تلغى كافة القوانين التى تهمش المرأة وتعتبرها كائنا غير كامل الأهلية مختل الإرادة ، يحدونا الأمل فى أن تختفى من قواميسنا كافة العبارات التى تهين المرأة ومن تراثنا كافة النصوص التى تضع من شأن المرأة وتعتبرها ناقصة عقل ودين .
يحدونا الأمل فى أن يفتح المجتمع عينيه على الأسباب الحقيقية وراء مشاكله التى يتهرب من الإعتراف بها بذريعة الحفاظ على الأخلاق ، يحدونا الأمل فى أن يعيد مجتمعنا النظر فى أساليب تعامله مع الظواهر المتشرة فيه والتى ينكرها بشدة ويتهرب من وجودها حتى يحتفظ لنفسه ببريق زائف يخدع به الناس ويوهم الجميع بأنه مجتمع مثالى طاهر نظيف ، وهو فى حقيقة الأمر كالأجرب الذى يرتدى أجمل الثياب ليخفى بها عاهته !! .
يحدونا الأمل فى أن تستيقظ شعوب العالم النامى من غفوتها وأن تدرك أن لها دورا يجب عليها أن تنهض به ، يحدونا الأمل فى أن تتحطم نظم الحكم الدكتاتورية فى شتى أرجاء العالم على صخرة إرادة شعوبها ورغبتها فى إزاحة الظلم وإزالة الإستبداد .
لدينا آمال عراض مع مطلع هذا العام الجديد لا يسع ذكرها هنا ، ولكن مجرد وجود هذه الآمال لدينا هو وحده يعطينا شعورا بأن هناك أمل فى أن يتغير الوضع إلى الأفضل ، فعلينا أن لا نيأس مادامت الآمال لاتزال تداعب خواطرنا ، وعلينا أن نفترض وجود بصيص من الضياء دائما حتى وإن كانت الظلمة مطبقة علينا من كل جانب .
آمالنا ستتحقق ... مادامت قلوبنا تنبض بحب الحياة ....
أعزائى القراء :-
إنتظرونى دائما ... فلن أغيب عنكم إلا عندما تنطفىء جذوة الأمل فى داخلى ... ولن تنطفىء هذه الجذوة إلا عندما يتوقف قلبى عن النبض .. بحبكم .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية / مصر
6 / 1 / 2005

عود حميد ... مع بداية العام الجديد

أعزائى القراء :-
أعتذر عن هذا الغياب الطويل بسبب أدائى لإمتحانات الفصل الدراسى الأول ، وأعدكم أن أكون على تواصل معكم خلال الفترة القادمة إن إمتد بى العمر ولم يلاحقنى أحد المهووسين دينيا بإعتداء أو قتل .
غبت عنكم فى فترة كانت مشحونة بالأحداث الساخنة بدءا من إنتخابات مجلس الشعب مرورا بصدور الحكم بالسجن على الدكتور أيمن نور وإنتهاءا بالمجزرة الوحشية التى إرتكبتها قوات الأمن المصرية بكل عنف وبربرية ضد اللاجئين السودانيين الذين كانوا معتصمين فى أحد ميادين القاهرة .
العام الماضى ، وعلى وجه التحديد النصف الأخير منه ينطبق عليه فعلا عبارة " كانت سنه سودا " ، فقد كان عاما سيئا بالفعل على الجميع - عدا الطبقة الحاكمة بالطبع - إعتدى فيه الأمن المصرى على المتظاهرين فى المظاهرات السلمية التى يفترض أن تقوم الشرطة بحمايتها بدلا من الهجوم عليها ، وتم فيه تزوير إنتخابات رئاسة الجمهورية لصالح دكتاتور مصر الأول وتم إقصاء زعيم المعارضة المصرية الدكتور أيمن نور وتلفيق قضية تزوير ضده ليحكم عليه ظلما بقضاء خمسة أعوام خلف القضبان .
بدأ هذا العام بآمال عريضة وإنتهى بمآسى وجروح عميقة تحتاج الى وقت كبير لمداواتها ، تعرضت فيه الوحدة الوطنية التاريخية بين المسلمين والأقباط إلى هجمات عنيفة وطعنات غادرة كادت تودى بها إن لم تكن قد أودت بها بالفعل ، وتعرضت صورة مصر كبلد كان فى السابق يتمتع بصفة حسن الضيافة إلى بلد سىء السمعة يقتل اللاجئين العزل الذين لا حول لهم ولاقوة دون أدنى ذنب إقترفوه أو جريمة إرتكبوها سوى أنهم كانوا يرغبون فى الحصول على حقهم فى الشعور بالأمان بعيدا عن بلاد مزقتها الحروب والصراعات الطائفية .
إنتهى العام كما بدأ ، إنتهى ووجهونا تصافح فى جريدة الصباح نفس الوجوه الحالكة التى لم يعرف جيلى غيرها .
بدأ العام الجديد فى مصر بتوافق مواقيت أعياد الأقباط مع أعياد المسلمين ، وهذا فى حد ذاته يعطينا أملا فى أن تسود حالة من الود والقبول بين أبناء الشعب المصرى بصرف النظر عن إنتماءاته الدينية .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن تزال كافة أشكال التفرقة بين الناس على أية إعتبارات ، فكلنا بشر تطورنا من أصل واحد وليس هناك أى مبرر عقلانى يضفى الشرعية على التمييز بين الناس بإعتبار أن أحدهم ذكر والآخر أنثى أو أن أحدهم مسلم والآخر مسيحى أو أن أحدهم أسود والآخر ذو بشرة بيضاء أو أن أحدهم ينتمى إلى الأشراف والآخر ينتمى إلى الفلاحين أو عامة الناس ، كل هذه الأساليب العنصرية يجب أن تلغى من قاموسنا الإنسانى حتى تصح نسبتنا إلى المجموع البشرى الذى تتعدد فيه الهويات بتعدد الأفراد ( وليس بتعدد الإنتماءات ) .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن يتم النهوض بالمرأة وتفعيل دورها بإعتبارها نصف المجتمع التى تأتى بالنصف الآخر ، يحدونا الأمل أن تلغى كافة القوانين التى تهمش المرأة وتعتبرها كائنا غير كامل الأهلية مختل الإرادة ، يحدونا الأمل فى أن تختفى من قواميسنا كافة العبارات التى تهين المرأة ومن تراثنا كافة النصوص التى تضع من شأن المرأة وتعتبرها ناقصة عقل ودين .
يحدونا الأمل فى أن يفتح المجتمع عينيه على الأسباب الحقيقية وراء مشاكله التى يتهرب من الإعتراف بها بذريعة الحفاظ على الأخلاق ، يحدونا الأمل فى أن يعيد مجتمعنا النظر فى أساليب تعامله مع الظواهر المتشرة فيه والتى ينكرها بشدة ويتهرب من وجودها حتى يحتفظ لنفسه ببريق زائف يخدع به الناس ويوهم الجميع بأنه مجتمع مثالى طاهر نظيف ، وهو فى حقيقة الأمر كالأجرب الذى يرتدى أجمل الثياب ليخفى بها عاهته !! .
يحدونا الأمل فى أن تستيقظ شعوب العالم النامى من غفوتها وأن تدرك أن لها دورا يجب عليها أن تنهض به ، يحدونا الأمل فى أن تتحطم نظم الحكم الدكتاتورية فى شتى أرجاء العالم على صخرة إرادة شعوبها ورغبتها فى إزاحة الظلم وإزالة الإستبداد .
لدينا آمال عراض مع مطلع هذا العام الجديد لا يسع ذكرها هنا ، ولكن مجرد وجود هذه الآمال لدينا هو وحده يعطينا شعورا بأن هناك أمل فى أن يتغير الوضع إلى الأفضل ، فعلينا أن لا نيأس مادامت الآمال لاتزال تداعب خواطرنا ، وعلينا أن نفترض وجود بصيص من الضياء دائما حتى وإن كانت الظلمة مطبقة علينا من كل جانب .
آمالنا ستتحقق ... مادامت قلوبنا تنبض بحب الحياة ....
أعزائى القراء :-
إنتظرونى دائما ... فلن أغيب عنكم إلا عندما تنطفىء جذوة الأمل فى داخلى ... ولن تنطفىء هذه الجذوة إلا عندما يتوقف قلبى عن النبض .. بحبكم .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية / مصر
6 / 1 / 2005