Monday, July 26, 2004

حياتى ... حب وألم

حياتى ...حياة الاسى والدموع
وقلبى ...اسير الجوى والولوع
ونفسي على غير هدى تسير
وتذرف من مقلتى الدموع
* * *
حياتى ...عذاب وقلب سقيم
وظلم ...واثار حب قديم
ودمعة عين ...ونبضة قلب
وصبوة نفس طوتها الغيوم
* * *
حياتى حبيب طواة الجفاء
واثر بعدى رغم البكاء
فأمسيت عنة بنفسي بعيدا
ولكن أبى القلب الا الوفاء
* * *
دموع ،هجوع ، ولوع ، الم
ودمعة عين سرت فى الظلم
وتنهيدة فى صدور الزمن
تعيد لنا ذكريات القدم
* * *
فأذكر يوم لقاء الحبيب
وكيف افترقنا قبيل الغروب
وكيف التقارب بعد التنائى
وكيف التباعد بعد القروب
* * *
سأذكر دوما حنينى الية
وكيف جفانى على الرغم منة
وطلق حبى ، وأهمل قلبى
وكنت كسقط المتاع لدية
* * *
ولكن على رغم هذا العذاب
سيبقى الى أن اوارى التراب
شعاع من الأمل يوحى الى
بأن حبيبى قريب الاياب
* * *
سلام على الحب فى كل حين
الى كل صب صدوق أمين
سلام عليك حبيبى المجافى
أنا فى انتظارك طول السنين
* * *

حياتى ... حب وألم

حياتى ...حياة الاسى والدموع
وقلبى ...اسير الجوى والولوع
ونفسي على غير هدى تسير
وتذرف من مقلتى الدموع
* * *
حياتى ...عذاب وقلب سقيم
وظلم ...واثار حب قديم
ودمعة عين ...ونبضة قلب
وصبوة نفس طوتها الغيوم
* * *
حياتى حبيب طواة الجفاء
واثر بعدى رغم البكاء
فأمسيت عنة بنفسي بعيدا
ولكن أبى القلب الا الوفاء
* * *
دموع ،هجوع ، ولوع ، الم
ودمعة عين سرت فى الظلم
وتنهيدة فى صدور الزمن
تعيد لنا ذكريات القدم
* * *
فأذكر يوم لقاء الحبيب
وكيف افترقنا قبيل الغروب
وكيف التقارب بعد التنائى
وكيف التباعد بعد القروب
* * *
سأذكر دوما حنينى الية
وكيف جفانى على الرغم منة
وطلق حبى ، وأهمل قلبى
وكنت كسقط المتاع لدية
* * *
ولكن على رغم هذا العذاب
سيبقى الى أن اوارى التراب
شعاع من الأمل يوحى الى
بأن حبيبى قريب الاياب
* * *
سلام على الحب فى كل حين
الى كل صب صدوق أمين
سلام عليك حبيبى المجافى
أنا فى انتظارك طول السنين
* * *

Saturday, July 24, 2004

الى سيدة العالم .... الفجر قادم

مجد ذكور الشعراء
فتنتك وجمالك
وأعجبهم فيك
تغنجك ودلالك
واطالوا الوصف
بخيالاتهم
المريضة جنسيا
فى كبر نهديك
ونعومة ساقيك
وعظم ردفيك
وطول ضفيرتيك
ونسوا فى غمرة احلامهم الجنسية
انك ام الابطال
وانك صانعة الرجال
تناسوا أنك
تلدين العظماء
وتقاتلين الأعداء
وتصنعين الأمجاد الحقيقية
لا الأساطير الذكورية الزائفة
نسوا أنك الأصل
ولولاك ماوجدوا
ادعوا انهم السادة
وأنك الأمة
التى خلقت لترفيههم
وتسليتهم جنسيا
نسوا أنك تستحقين السيادة
بجدارة عنهم
بلغ بهم الصلف والكبرياء مبلغة
يوم وأدوك فى مهدك
حقيقة ومعنى
عندما تغير وجههم
عندما علموا أنك انثى
جعلوك الة لاجابة رغباتهم
دون أن يكون لك أدنى رغبة
فبتروا أعضاء الحس عندك
باسم الدين والعرض والشرف
اغتصبوك لحسابهم الخاص
وبمباركة الدين والعرف والقانون
وكفنوك بأردية التخلف
الحجاب ... والنقاب
منعوك من العمل
خشية أن تتمردى عليهم
او ان تفقديهم سلطاتهم
اجبروك على أن تكونى جاهلة
لأن العلم لهم نور
ولك جهل وضلال وفساد ، وظلام
وطال عليك ليلهم
حالك السواد
وفقدتى كل الامال
فى العودة الى وضعك الطبيعى
كسيدة للعالم
لا تيأسي ... سيدتى
وارفعى رأسك
فقد ان لعصر الذكور ان ينقضى
وحان عصر الحب والاخاء والسلام
ثقى فيما اقولة لك
سيطلع الفجر ، رغم طول الليل
وستعودين حيثما كنت
سيدة للعالم أجمع
مطاعة كلمتك
نافذة اشارتك
رحيمة بمن ظلموك
واغتصبوك بمباركة الجميع
ستسامحينهم
عند مقدرتك عليهم
لأنك ، رمز الحب والاخاء والسلام
لأنك ملاك للرحمة والخير
هبطت من السماء
كى تعمرى الأرض
وتنشرى بها الحب والسلام
فحتى يأتى الصباح
سأظل على العهد معك
مخلصا لك ماحييت
فأنت سيدتى
وستكونين بدون منازع
سيدة العالم اجمع

الى سيدة العالم .... الفجر قادم

مجد ذكور الشعراء
فتنتك وجمالك
وأعجبهم فيك
تغنجك ودلالك
واطالوا الوصف
بخيالاتهم
المريضة جنسيا
فى كبر نهديك
ونعومة ساقيك
وعظم ردفيك
وطول ضفيرتيك
ونسوا فى غمرة احلامهم الجنسية
انك ام الابطال
وانك صانعة الرجال
تناسوا أنك
تلدين العظماء
وتقاتلين الأعداء
وتصنعين الأمجاد الحقيقية
لا الأساطير الذكورية الزائفة
نسوا أنك الأصل
ولولاك ماوجدوا
ادعوا انهم السادة
وأنك الأمة
التى خلقت لترفيههم
وتسليتهم جنسيا
نسوا أنك تستحقين السيادة
بجدارة عنهم
بلغ بهم الصلف والكبرياء مبلغة
يوم وأدوك فى مهدك
حقيقة ومعنى
عندما تغير وجههم
عندما علموا أنك انثى
جعلوك الة لاجابة رغباتهم
دون أن يكون لك أدنى رغبة
فبتروا أعضاء الحس عندك
باسم الدين والعرض والشرف
اغتصبوك لحسابهم الخاص
وبمباركة الدين والعرف والقانون
وكفنوك بأردية التخلف
الحجاب ... والنقاب
منعوك من العمل
خشية أن تتمردى عليهم
او ان تفقديهم سلطاتهم
اجبروك على أن تكونى جاهلة
لأن العلم لهم نور
ولك جهل وضلال وفساد ، وظلام
وطال عليك ليلهم
حالك السواد
وفقدتى كل الامال
فى العودة الى وضعك الطبيعى
كسيدة للعالم
لا تيأسي ... سيدتى
وارفعى رأسك
فقد ان لعصر الذكور ان ينقضى
وحان عصر الحب والاخاء والسلام
ثقى فيما اقولة لك
سيطلع الفجر ، رغم طول الليل
وستعودين حيثما كنت
سيدة للعالم أجمع
مطاعة كلمتك
نافذة اشارتك
رحيمة بمن ظلموك
واغتصبوك بمباركة الجميع
ستسامحينهم
عند مقدرتك عليهم
لأنك ، رمز الحب والاخاء والسلام
لأنك ملاك للرحمة والخير
هبطت من السماء
كى تعمرى الأرض
وتنشرى بها الحب والسلام
فحتى يأتى الصباح
سأظل على العهد معك
مخلصا لك ماحييت
فأنت سيدتى
وستكونين بدون منازع
سيدة العالم اجمع

Friday, July 23, 2004

من اجلك يا حواء

من اجلك يا حواء
احببت اناث العالم
من اجلك يا حواء
عاديت ذكور العالم
من اجلك يا حواء
حاربت تقاليد العالم
من اجلك يا حواء
حملنى الناس الأوزار
اتهمونى بالردة
طالبوا بفصل رأسى بالسيف
افتوا بجواز ذبحى
كخراف عيد الأضحى
والقاء لحمى وعظامى للكلاب
من اجلك يا حواء
قاطعنى كل الأصحاب
ممن يختلفون معى حولك
اتهمونى بأننى اريد تهميشهم
واعطائك ماليس لك
اتهمونى بالخيانة العظمى
للسلطة الدينية الأبوية الذكورية
قالوا : انك راضية عن وضعك
ادعوا انك تسعدين
عند انصياعك لأوامرهم
وانك تستعذبين عذابك
وتحبين من يذلك
وانهوها بالكذبة التاريخية الكبرى
تلك التى اختلقوها ثم صدقوها
انهم الأصل
وانك تشكلت من أضلاعهم العوجاء
بينت لهم انك اساس البشر
وأنك اصل المجتمعات الانسانية
اتهمونى بالجنون
قاطعونى فقاطعتهم
وتحملت كل ذالك
من أجلك يا حواء

من اجلك يا حواء

من اجلك يا حواء
احببت اناث العالم
من اجلك يا حواء
عاديت ذكور العالم
من اجلك يا حواء
حاربت تقاليد العالم
من اجلك يا حواء
حملنى الناس الأوزار
اتهمونى بالردة
طالبوا بفصل رأسى بالسيف
افتوا بجواز ذبحى
كخراف عيد الأضحى
والقاء لحمى وعظامى للكلاب
من اجلك يا حواء
قاطعنى كل الأصحاب
ممن يختلفون معى حولك
اتهمونى بأننى اريد تهميشهم
واعطائك ماليس لك
اتهمونى بالخيانة العظمى
للسلطة الدينية الأبوية الذكورية
قالوا : انك راضية عن وضعك
ادعوا انك تسعدين
عند انصياعك لأوامرهم
وانك تستعذبين عذابك
وتحبين من يذلك
وانهوها بالكذبة التاريخية الكبرى
تلك التى اختلقوها ثم صدقوها
انهم الأصل
وانك تشكلت من أضلاعهم العوجاء
بينت لهم انك اساس البشر
وأنك اصل المجتمعات الانسانية
اتهمونى بالجنون
قاطعونى فقاطعتهم
وتحملت كل ذالك
من أجلك يا حواء

Thursday, July 22, 2004

المكتبة والمستشفى وسفن - مارك انطونيو -..... هل يعيد التاريخ نفسة ؟

منذ عشرين عاما ، شهدت مستشفى الشاطبى التابع لكلية الطب جامعة الاسكندرية اهم حدث فى حياتى ، وهو خروجى الى هذة الدنيا فى عملية ولادة انتهت بخروجى الى العالم الكبير من العالم الصغير الذى شهد بدء تكونى من خليتين احاديتا المجموعة الصبغية ، الى خلية واحدة ثنائية المجموعة الصبغية ، الى تجمع من الخلايا التى كونت الجسد الصغير الذى خرج من عالمة الصغير الى العالم الكبير الأشبة بمغارة سحرية ، مليئة بالمفارقات والعجائب ، والغرائب
منذ ان وعيت ماحولى ، وشاهدت الدنيا بعينى رأسى ، وحملقت بشدة فى طبائع اهلها التى كانت غريبة على مثلى ، كنت عندما أمر على هذة المستشفى برفقة والدى وهما يشيران اليها معلماننى اياها بأنها كانت مسقط رأسى ، كنت عندها أشعر بزهو بالغ ، وسعادة غامرة ، ورغبة عارمة فى احتضان المكان الذى شهد اللحظات الاولى من حياتى التى كانت تبدو لى فى سنى عمرى الأولى اشبة بجنة وارفة الظلال ، فسيحة الأركان ، مليئة بلحظات الفرح الجارف والسعادة الغامرة ، الأمر الذى تغير فيما بعد لأسباب لا داعى لذكرها الان
كنت عندما أمر على المستشفى وأشاهد حديقتها الخضراء الزاهية الالوان ، ومبانيها العالية ، اشعر بالفرح والسعادة اللذان سرعان مايزولا بعدما ينتهى المرور من جوارها ، وتظهر بعدها أرض فضاء واسعة توحى بالقفر والخراب وتبعث فى النفس التشاؤم من مرأى المناظر الكريهة للأراضى المقفرة التى تشبة الصحارى الجرداء بلونها الأصفر العدو اللدود للون الحياة الأخضر
كنت ارى التناقض واضحا فى مكانين متلاصقين ، فالمكان الأول يرمز الى الحياة بلون الحديقة المحيطة بالمستشفى وهو اللون الأخضر ، وصراخ الاطفال الرضع اللذين جاءوا للتو واللحظة الة هذة الدنيا ، معلنين بصراخهم هذا بداية حياتهم التى تبدء بصرخة وتنتهى بشهقة ، تتخللهما رحلة شاقة وطويلة بحثا عن ضحكة صافية تشفى القلب فى ظل الأزمات العاصفة التى تقف فى طريق هذة الضحكة مانعة اياها من الظهور على قسمات الوجة لتحل محلها عبسة او تكشيرة تبعث على الخوف والتشاؤم
بينما المكان الثانى يرمز الى القفر والخراب باللون الأصفر المميز لتربتة التى لم يكن يبدو عليها انه قد سبق لها الارتواء بماء يبعث الحياة فيها
وبينما كنت اعيش هذة اللحظات التى احترت فيها ولم أكن اعرف السبب الحقيقى وراء جعل هذين المكانين المتفاوتين فى الشكل ، والمتضادين فى المعانى والصفات ، متجاورين الى حد التلاصق بهذة الصورة الحميمية ، وجدت من يهمس فى أذنى بشىء اخرجنى قليلا من حيرتى ، وجعلنى أؤمن أن تقاربا ما سيحدث بين هذين المكانين فى وقت من الاوقات ، وكان هذا الشىء الذى همس بة فى أذنى هو ان هذا المكان سوف يقام علية اعظم مشروع لاحياء التراث الانسانى والحضارى لمدينة الاسكندرية عن طريق اعادة واجهتها التقافية والعلمية التى كانت قد فقدتها قبل اكثر من الف عام عندما احترقت مكتبة الاسكندرية على يد احد المتنافسين على قلب الملكة كليوباترا عندما حاول أحدهم احراق الاسطول البحرى للاخر ليفوز بقلب صاحبتة دونة ، فامتد الحريق عن طريق الخطأ الى مخازن القمح على الشاطىء ، ومنها الى مخازن الكتب فى المكتبة ، الأمر الذى ترتب علية احتراق مكتبة الاسكندرية ومجمعها العلمى مع صراخ صاحبتها كليوباترا الذى ضاع فى الهواء " مكتبتى ...مكتبتى "
بدأت بعد ذالك اتعود على المنظر الذى كنت اراة سابقا وقد تغير قليلا ، فبعد انتهاء السير بجوار مبانى المستشفى بدأت تظهر بعض الحواجز الحديدية محيطة بالمكان المقفر وتعلوها مصابيح صغيرة تومض بشعاع ملون ، وبجانبها لوحات ارشادية تعبر عن المشروع الذى سيقام فى هذا المكان " احياء مكتبة الاسكندرية "
بعد ذالك ، بدأت ارى الات الحفر والبناء العملاقة تعرف طريقها الى المكان ، وبدأت تقف فى شموخ وكبرياء مصدرة الأصوات العالية المزعجة فى المكان الذى لم يكن يعرف قبل ذالك سوى صراخ الأطفال الرضع فى المستشفى المجاور الى جانب الهتافات الطلابية التى كانت تخرج من حناجر الطلبة فى جامعة الاسكندرية اثناء المظاهرات
وبدأت اسمع الاصوات الغريبة على هذا المكان تعلو لتبلغ عنان السماء ، وبدأ يظهر للعيان بعض الأحجار الخرسانية الوليدة التى بدأت تكبر يوما بعد يوم الى ان اكتملت الابنية المكونة للمشروع وخرجت الى سطح الماء الغواصة العملاقة ، او قرص الشمس الغارق فى البحيرة الاصطناعية المحيطة بالمبنى
واستمرت التجديدات والتشطيبات واللمسات النهائية توضع على المبانى يوما بعد يوم ، حتى اكتمل البناء ، وانتهى العمل ، وبدأت الأرفف تعمر بالكتب ، والأجهزة الحديثة تقتحم المكان الذى كان قبل خمسة عشر عاما مضت لا يعرف سوى الفئران التى كانت تأوى الية هربا من اضطهاد البشر والادميين لها
وبدأت الدعوات ترسل الى ملوك ورؤساء وأمراء وعلماء وعظماء العالم لحضور الافتتاح العالمى للمكتبة الجديدة الذى خرج الى الضوء اخيرا ليسجل احد اهم انجازات الحضارة المصرية فى القرنين العشرين والحادى والعشرين
واستعد الجميع للافتتاح المهيب وبدأت انظار العالم تصوب نحو الاسكندرية ، وبدأت الوفود تملا غرف الفنادق والنزل السياحية كى تشهد هذا الافتتاح الكبير
فى خضم هذة الاحداث ، ولاعتبارات امنية ، تحولت مدينة الاسكندرية الى ثكنة عسكرية ، واغلقت فى الوقت ذاتة مستشفى الشاطبى لفترة مؤقتة ، ثم انتشرت عدة اشاعات عن احتمالات هدم المستشفى الأمر الذى لم يلق اى اهتمام من احد لعد تأكيدة من مصادر حكومية
ثم افتتحت المكتبة أخيرا ، وعادت الوفود أدراجها الى بلادها ، وبدأت المكتبة تفتح ابوابها لاستقبال زوارها من المصريين والاجانب ، وفى الوقت ذاتة ، بدأنا نرى الترميمات والتجديدات تحل على مستشفى الشاطبى الامر الذى اطمأن بة البعض الى كذب الاشاعات التى انتشرت عند افتتاح المكتبة
بعد ذالك بدأنا نسمع همسا حكوميا خفيفا عن امكانية هدم المستشفى بغرض تجميل المحيط العام للمكتبة ، وازالة المناظر الغير حضارية كانتظار الأهالى لمرضاهم خارج المستشفى ، مستبدلين بالمستشفى حديقة عامة أو فندق سياحى لاستقبال الشخصيات الهامة من زوار المكتبة
بعد ذالك رأينا الجدل يحتد ، والخلاف بين الحكومة والمعارضة حول هذا الموضوع يقوى ويشتد ، وبدأنا نسمع بعض المبررات والحلول الحكومية لهذة الأزمة ببناء مستشفى اخر فى منطقة نائية
ذكرتنى هذة الاحداث وتلك الخلافات بحادثة تاريخية شهيرة كانت مكتبة الاسكندرية القديمة محورا فيها ، ولكن كان الجانب الاخر لهذا الخلاف شىء اخر غير المستشفى
فلقد تنازع مارك انطونيو مع اغسطس قيصر على قلب الملكة كليوباترا اخر حكام مصر من البطالمة ، وحاول كل منهما التخلص من غريمة فى الحب كى يفوز بقلب صاحبتة دونة ، فأقدم اغسطس قيصر على حرق سفن اسطول مارك انطونيو الرابضة على مشارف ميناء الاسكندرية ، فأضرم النار فيها ، وانتقل الحريق الى مخازن الثمح على الشاطىء ، ومنها الى مخازن الكتب فى المكتبة
فقد حاول قيصر ارضاء كليوباترا بالتخلص من منافسة فى حبها "انطونيو" ، فنجم عن محاولتة تلك فقدانة لقلب محبوبتة التى غضبت منة لاحراق مكتبتها عن غير قصد وانتحرت بعد ذالك بوضع حية سامة بين نهديها لتموت متأثرة بسمها
اما فى حالتنا تلك ، فقد حاولت حكومتنا مغازلة وارضاء الأجانب الذين يشمئزون من روية أبناء مصر وهم ينتظرون مرضاهم خارج مستشفاهم المجاور للمكتبة ، فقررت هدم المستشفى الذى يمتلكة ابناء الشعب المصرى وبناء فندق سياحى مكانة ليستخدة الاجانب من زوار المكتبة
اننا نجد فى هاتين الحادثتين عدة مترادفات معنوية شديدة الصلة ببعضها الاخر ، فالمكتبة القديمة تقابلها المكتبة القديمة وكلاهما يرمز الى الاشعاع العلمى والثقافى الذى تدل علية مكانة الاسكندرية كمركز اشعاع حضارى وثقافى على مر العصور ، والحرق يقابلة الهدم وكلاهما افعال دالة على التخريب والافساد والتدمير ، والمستشفى تترادف مع السفن من كون الأولى منقذ لحياة الانسان المريض من الموت والثانية منقذة لحياة الانسان فى البحر من الغرق
ترى ، هل يعيد الدهر صياغة الأحداث بمنظارة الخاص فيمتد الهدم من المستشفى الى المكتبة ، كما امتد الحريق من سفن انطونيو الى المكتبة ؟
ترى ، هل تتسبب هذة المحاولة العاطفية منا لارضاء الاخر الى خسارة كلتا الحسنيين ، المستشفى ...والمكتبة ؟
نحن لانتعجل الأحداث ، ولا نترقب الشر ، ولكن كما ان لكل بداية نهاية ، أيضا ، لكل حادث حديث

المكتبة والمستشفى وسفن - مارك انطونيو -..... هل يعيد التاريخ نفسة ؟

منذ عشرين عاما ، شهدت مستشفى الشاطبى التابع لكلية الطب جامعة الاسكندرية اهم حدث فى حياتى ، وهو خروجى الى هذة الدنيا فى عملية ولادة انتهت بخروجى الى العالم الكبير من العالم الصغير الذى شهد بدء تكونى من خليتين احاديتا المجموعة الصبغية ، الى خلية واحدة ثنائية المجموعة الصبغية ، الى تجمع من الخلايا التى كونت الجسد الصغير الذى خرج من عالمة الصغير الى العالم الكبير الأشبة بمغارة سحرية ، مليئة بالمفارقات والعجائب ، والغرائب
منذ ان وعيت ماحولى ، وشاهدت الدنيا بعينى رأسى ، وحملقت بشدة فى طبائع اهلها التى كانت غريبة على مثلى ، كنت عندما أمر على هذة المستشفى برفقة والدى وهما يشيران اليها معلماننى اياها بأنها كانت مسقط رأسى ، كنت عندها أشعر بزهو بالغ ، وسعادة غامرة ، ورغبة عارمة فى احتضان المكان الذى شهد اللحظات الاولى من حياتى التى كانت تبدو لى فى سنى عمرى الأولى اشبة بجنة وارفة الظلال ، فسيحة الأركان ، مليئة بلحظات الفرح الجارف والسعادة الغامرة ، الأمر الذى تغير فيما بعد لأسباب لا داعى لذكرها الان
كنت عندما أمر على المستشفى وأشاهد حديقتها الخضراء الزاهية الالوان ، ومبانيها العالية ، اشعر بالفرح والسعادة اللذان سرعان مايزولا بعدما ينتهى المرور من جوارها ، وتظهر بعدها أرض فضاء واسعة توحى بالقفر والخراب وتبعث فى النفس التشاؤم من مرأى المناظر الكريهة للأراضى المقفرة التى تشبة الصحارى الجرداء بلونها الأصفر العدو اللدود للون الحياة الأخضر
كنت ارى التناقض واضحا فى مكانين متلاصقين ، فالمكان الأول يرمز الى الحياة بلون الحديقة المحيطة بالمستشفى وهو اللون الأخضر ، وصراخ الاطفال الرضع اللذين جاءوا للتو واللحظة الة هذة الدنيا ، معلنين بصراخهم هذا بداية حياتهم التى تبدء بصرخة وتنتهى بشهقة ، تتخللهما رحلة شاقة وطويلة بحثا عن ضحكة صافية تشفى القلب فى ظل الأزمات العاصفة التى تقف فى طريق هذة الضحكة مانعة اياها من الظهور على قسمات الوجة لتحل محلها عبسة او تكشيرة تبعث على الخوف والتشاؤم
بينما المكان الثانى يرمز الى القفر والخراب باللون الأصفر المميز لتربتة التى لم يكن يبدو عليها انه قد سبق لها الارتواء بماء يبعث الحياة فيها
وبينما كنت اعيش هذة اللحظات التى احترت فيها ولم أكن اعرف السبب الحقيقى وراء جعل هذين المكانين المتفاوتين فى الشكل ، والمتضادين فى المعانى والصفات ، متجاورين الى حد التلاصق بهذة الصورة الحميمية ، وجدت من يهمس فى أذنى بشىء اخرجنى قليلا من حيرتى ، وجعلنى أؤمن أن تقاربا ما سيحدث بين هذين المكانين فى وقت من الاوقات ، وكان هذا الشىء الذى همس بة فى أذنى هو ان هذا المكان سوف يقام علية اعظم مشروع لاحياء التراث الانسانى والحضارى لمدينة الاسكندرية عن طريق اعادة واجهتها التقافية والعلمية التى كانت قد فقدتها قبل اكثر من الف عام عندما احترقت مكتبة الاسكندرية على يد احد المتنافسين على قلب الملكة كليوباترا عندما حاول أحدهم احراق الاسطول البحرى للاخر ليفوز بقلب صاحبتة دونة ، فامتد الحريق عن طريق الخطأ الى مخازن القمح على الشاطىء ، ومنها الى مخازن الكتب فى المكتبة ، الأمر الذى ترتب علية احتراق مكتبة الاسكندرية ومجمعها العلمى مع صراخ صاحبتها كليوباترا الذى ضاع فى الهواء " مكتبتى ...مكتبتى "
بدأت بعد ذالك اتعود على المنظر الذى كنت اراة سابقا وقد تغير قليلا ، فبعد انتهاء السير بجوار مبانى المستشفى بدأت تظهر بعض الحواجز الحديدية محيطة بالمكان المقفر وتعلوها مصابيح صغيرة تومض بشعاع ملون ، وبجانبها لوحات ارشادية تعبر عن المشروع الذى سيقام فى هذا المكان " احياء مكتبة الاسكندرية "
بعد ذالك ، بدأت ارى الات الحفر والبناء العملاقة تعرف طريقها الى المكان ، وبدأت تقف فى شموخ وكبرياء مصدرة الأصوات العالية المزعجة فى المكان الذى لم يكن يعرف قبل ذالك سوى صراخ الأطفال الرضع فى المستشفى المجاور الى جانب الهتافات الرة المصرية فى القرنين العشرين والحادى والعشرين
واستعد الجميع للافتتاح المهيب وبدأت انظار العالم تصوب نحو الاسكندرية ، وبدأت الوفود تملا غرف الفنادق والنزل السياحية كى تشهد هذا الافتتاح الكبير
فى خضم هذة الاحداث ، ولاعتبارات امنية ، تحولت مدينة الاسكندرية الى ثكنة عسكرية ، واغلقت فى الوقت ذاتة مستشفى الشاطبى لفترة مؤقتة ، ثم انتشرت عدة اشاعات عن احتمالات هدم المستشفى الأمر الذى لم يلق اى اهتمام من احد لعد تأكيدة من مصادر حكومية
ثم افتتحت المكتبة أخيرا ، وعادت الوفود أدراجها الى بلادها ، وبدأت المكتبة تفتح ابوابها لاستقبال زوارها من المصريين والاجانب ، وفى الوقت ذاتة ، بدأنا نرى الترميمات والتجديدات تحل على مستشفى الشاطبى الامر الذى اطمأن بة البعض الى كذب الاشاعات التى انتشرت عند افتتاح المكتبة
بعد ذالك بدأنا نسمع همسا حكوميا خفيفا عن امكانية هدم المستشفى بغرض تجميل المحيط العام للمكتبة ، وازالة المناظر الغير حضارية كانتظار الأهالى لمرضاهم خارج المستشفى ، مستبدلين بالمستشفى حديقة عامة أو فندق سياحى لاستقبال الشخصيات الهامة من زوار المكتبة
بعد ذالك رأينا الجدل يحتد ، والخلاف بين الحكومة والمعارضة حول هذا الموضوع يقوى ويشتد ، وبدأنا نسمع بعض المبررات والحلول الحكومية لهذة الأزمة ببناء مستشفى اخر فى منطقة نائية
ذكرتنى هذة الاحداث وتلك الخلافات بحادثة تاريخية شهيرة كانت مكتبة الاسكندرية القديمة محورا فيها ، ولكن كان الجانب الاخر لهذا الخلاف شىء اخر غير المستشفى
فلقد تنازع مارك انطونيو مع اغسطس قيصر على قلب الملكة كليوباترا اخر حكام مصر من البطالمة ، وحاول كل منهما التخلص من غريمة فى الحب كى يفوز بقلب صاحبتة دونة ، فأقدم اغسطس قيصر على حرق سفن اسطول مارك انطونيو الرابضة على مشارف ميناء الاسكندرية ، فأضرم النار فيها ، وانتقل الحريق الى مخازن الثمح على الشاطىء ، ومنها الى مخازن الكتب فى المكتبة
فقد حاول قيصر ارضاء كليوباترا بالتخلص من منافسة فى حبها "انطونيو" ، فنجم عن محاولتة تلك فقدانة لقلب محبوبتة التى غضبت منة لاحراق مكتبتها عن غير قصد وانتحرت بعد ذالك بوضع حية سامة بين نهديها لتموت متأثرة بسمها
اما فى حالتنا تلك ، فقد حاولت حكومتنا مغازلة وارضاء الأجانب الذين يشمئزون من روية أبناء مصر وهم ينتظرون مرضاهم خارج مستشفاهم المجاور للمكتبة ، فقررت هدم المستشفى الذى يمتلكة ابناء الشعب المصرى وبناء فندق سياحى مكانة ليستخدة الاجانب من زوار المكتبة
اننا نجد فى هاتين الحادثتين عدة مترادفات معنوية شديدة الصلة ببعضها الاخر ، فالمكتبة القديمة تقابلها المكتبة القديمة وكلاهما يرمز الى الاشعاع العلمى والثقافى الذى تدل علية مكانة الاسكندرية كمركز اشعاع حضارى وثقافى على مر العصور ، والحرق يقابلة الهدم وكلاهما افعال دالة على التخريب والافساد والتدمير ، والمستشفى تترادف مع السفن من كون الأولى منقذ لحياة الانسان المريض من الموت والثانية منقذة لحياة الانسان فى البحر من الغرق
ترى ، هل يعيد الدهر صياغة الأحداث بمنظارة الخاص فيمتد الهدم من المستشفى الى المكتبة ، كما امتد الحريق من سفن انطونيو الى المكتبة ؟
ترى ، هل تتسبب هذة المحاولة العاطفية منا لارضاء الاخر الى خسارة كلتا الحسنيين ، المستشفى ...والمكتبة ؟
نحن لانتعجل الأحداث ، ولا نترقب الشر ، ولكن كما ان لكل بداية نهاية ، أيضا ، لكل حادث حديث

Tuesday, July 13, 2004

الخيانة الزوجية ....والاكتشافات العلمية

حط القدرة على فمها ....تطلع البنت لامها
كان هذا هو لسان حال الشاب الذى كان يعزف فى الماضى عن الزواج بمن يحبها بحجة ان والدتها لايروق لة بعض تصرفاتها ، فكان يرى أن ابتها ايضا من المؤكد انها سترث بعض اخلاقها طبقا للمثل العامى المشؤوم الذى ذكرتة انفا
وقد ابدعت الدراما التليفزيونية فى تصوير مدى سيطرة هذا المعتقد على أذهان الناس ، وأبلغ مثال على ذالك هو فيم "الاعتراف "الذى لعبت بطولتة الفنانة فاتن حمامة امام النجم يحى شاهين والفنان جلال عيسى والذى يحكى فى اطار درامى قصة شاب رفض ان يتزوج من الفتاة التى كان يحبها واعترض ايضا على أخية عندما حاول الزواج منها وذالك بعدما علم ان والدتها قد تركت والدها وسافرت لتعمل بائعة هوى فى مدينة القاهرة ، وكانت الحجة التى استند عليها فى رفضة الزواج منها هو المثل العامى الذى ورد ذكرة كثيرا خلال أحداث الفيلم والذى سبق أن ذكرتة فى بداية المقال
كانت هذة هى العقلية التى يتمتع بها الشاب فى الماضى ، فقد كان الشىء الذى يهمة ويشغل بالة هو سمعة الفتاة التى سوف يقترن بها ، فكان يعتمد فى معرفة ذالك على طرق بدائية جدا تتلخص فى ملاحظة مايشتهر عن والديها بين الناس بسؤال أقربائهم ومعارفهم وجيرانهم عنهم ، وببعض التحليلات اللاعقلانية لشخصية الوالدين يخرج الشاب بنتائج أكثر تخلفا تحدد لة ماهية سلوك كريمتهما ، وعلى أساس هذة النتائج يحدد ما اذا كان سيقترن بهذة الفتاة أم لا
ولكن ...بدأت هذة الأفكار أخيرا فى التراجع والانحسار تدريجيا ، وبدأ الشاب يغير من طريقة تفكيرة تلك ، ويعتمد فى اختيار شريكة حياتة على التعامل المباشر بينة وبينها قبل أن يتزوجها ومن ذالك يقدر مدى توافقها معه كزوجة او شريكة فى علاقة جنسية أم لا بغض النظر عن سلوك والديها ووضعهم الاجتماعى
أثناء تجولى على احدى صفحات النترنت لفت نظرى خبر يقول أن عالما بريطانيا هو البرفيسور تيم سبيكتور من وحدة ابحاث التوائم بمستشفى سان توماس بلندن قد اكتشف أن هناك جين وراثى يتحكم فى وراثة صفة الخيانة الزوجية ، بمعنى أن الخيانة الزوجية صفة وراثية تخضع لقوانين الوراثة
فالرجل الذى يخون زوجتة هو بالضرورة شخص حامل لهذا الجين وربما يورثة لأبنائة....وبالمثل فالمرأة التى تخون زوجها ينطبق عليها هذا الأمر
وعلى الرغم من احترامى الكبير للعلماء واحترامى الأكبر لجميع الاكتشافات العلمية مهما صغر حجمها وتضائل شأنها أحب أن اسأل ....ماهى الفائدة التى نبغيها جراء هذة الاكتشافات العلمية ؟
وهنا سأفاجىء بالتوحد العالمى فى الاجابة عن هذا السؤال بكلمتين اثنتين هما "خدمة الانسانية"
وهنا يحق لى التساؤل ....هل اختراع القنبلة الذرية يعتبر خدمة للانسانية؟!!!!
هل اكتشاف الأسلحة الكيماوية والبيولوجية يعتبر خدمة للانسانية ؟!!!
واخيرا ..... هل الاكتشاف الأخير للبرفيسور تيم سبيكتور يعتبر خدمة للانسانية ؟!!!
ان مثل هذا الاكتشاف يمثل دعوة غير صريحة للعودة للقيم الطبقية الأبوية التى كانت تقف مع الذكر ضد الأنثى ...فهو بذالك يحرض المجتمع على نبذ الانثى التى كانت والدتها تتمتع بصفة الخيانة الزوجية "الوراثية !!" لأنها حتما (طبقا لهذا الاكتشاف ) سوف ترث هذة الصفة عن والدتها الأمر الذى يخاف منة المجتمع ويجرى لة ألف حساب مما سيترتب علية "وأد " الفتاة معنويا باهمالها وعدم تلقيها اى اهتمام من قبل الشباب الراغبين فى اقامة علاقات جنسية مع الفتيات
وهنا قد يقف فى وجهى من يعترض على بالادعاء اننى منحاز بشكل مبالغ فية للمرأة ....فهذا الاكتشاف يساوى بين الرجل والمرأة فى وراثة هذة الصفة ...فلماذا لا أساوى بينهما عند مناقشة هذة القضية ؟...أو بمعنى اخر اليس الضرر الواقع على المرأة جراء هذا الاكتشاف سيقع على الرجل ايضا ؟!!
الجواب قطعا بالنفى ...فالمجتمع قد جعل من الطبيعى جدا أن يخون الرجل زوجتة تحت عدة حجج وذرائع واهية ، فهو رب البيت ، وهو القيم على مافى بيتة ، وهو سى السيد ، وهو الالة الذى لا يسأل عما يفعل ، فليس من الطبيعى أن يسأل عن خيانتة فهو لايعيبة الا جيبة ، فاذا امتلأ جيبة فليهنىء عيشة وليخون زوجتة كما يحلو لة فقد انتفى العيب الذى ربما يلحقة عارة
اما المرأة .... فخيانتها (فى نظر المجتمع ) تستوجب فصل رأسها عن جسدها تماما طبقا للعادات والتقاليد السائدة منها والبائدة
لذالك ....لم يكن من العدل ان نساوى بين الحالتين .... فالمرأة هى التى سوف تتحمل الضرر الكامل جراء هذا الاكتشاف الداعى الى العودة الى اخلاقيات البادية ، اضافة الى الاضرار الأخرى التى تعانيها المرأة جراء اضطهاد المجتمع لها كأنثى .... لذالك كان من الطبيعى ان لا أعير الرجل الاهتمام الذى اعيرة للمرأة عند مناقشتى لقضية وراثة الخيانة الزوجية
وعلى أية حال .... فاننى أرى أن الخيانة الزوجية ( مع احترامى الكبير لجميع الأبحاث العلمية ) ليس لها أية صلة بالوراثة .... بل هى ناتجة عن تقصير أحد طرفى العلاقة الجنسية ( سواء أكانت زوجية أو غير ذالك ) فى حق الطرف الاخر .... مما يدفع الطرف المتضرر الى البحث عن ما يجبر هذا التقصير بعيدا عن العلاقة الجنسية مع شريكة المعترف بة فيحدث ما اعترف البعض على تسميتة بالخيانة للعلاقة التزاوجية
فهى ليست الا محاولة احد طرفى العلاقة الجنسية للبحث عن الطريقة التى ينال بها الاشباع العاطفى أو الجنسي أو النفسي أو حتى المادى خارج هذة العلاقة التى يشعر أنها غير مكتملة الأركان ....فيحاول جبر هذا النقص خارج اطار العلاقة التزاوجية ..... فهل هذا الأمر الاجتماعى البحت يتبع قوانين الوراثة ؟!!!
ولنفترض صحة ما لأكدة البرفيسور سبيكتور .... ولنتسائل بيننا وبين أنفسنا .... ماهى الفائدة التى سوف تجنيها الانسانية جراء هذا الاكتشاف ؟
هل سيساهم مثل هذا الاكتشاف فى التوصل الى حل للمشاكل الاجتماعية المستعصية الحل والمتفاقمة فى مجتمعاتنا .... أم انة سيذيدها غموضا وتعقيدا زيادة على ماهى علية ؟
الاجابة لا تحتاج الى تعمق فى التفكير .... فهذا الاكتشاف سوف يعيد الى السطح المعتقدات الشعبية القديمة المناهضة للمرأة والتى لم نكد نلتقط انفاسنا بعد أن بدأت مجتمعاتنا تنساها بالكاد حتى خرج علينا من يؤيدونها ويعيدونها الى عقول وأذهان شبابنا
اننى اطالب كل باحث فى شتى العلوم أن لا يبرز اى جديد يكتشفة الى الأضواء الا عندما يدرس الفوائد التى سوف تحصدها الانسانية منة جنبا الى جنب مع دراسة الاضرار المتوقعة من ظهورة ..... وعلى اساس هذة الدراسة علية ان يقرر ما اذا كان سيخرج اكتشافة الى الاضواء ام سيحفظة فى ادراج مكتبة الى اجل غير مسمى
ان الهدف الذى ترجوة الانسانية من البحث العلمى ليس هو اكتشاف الوجوة الجديدة من ارباب العبقريات العلمية .... وانما هو اكتشاف الجديد الذى يخدم الانسانية ....فاذا كان هذا الجديد يخشى منة الحاق الضرر بالانسانية فلا داعى لاخراجة الى النور
اننى اوجة من خلال هذا المقال دعوة لكل اصحاب الضمير الانسانى الحى ، ممن حباهم خالقهم بالعبقرية العلمية القادرة على الابداع والتى تستطيع ان تخرج لنا المذيد من الانجازات التى تخدم البشرية ، اناشدهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يراعوا قبل كل شىء الضرورات الانسانية الملحة وأن يضعوا المصالح والأهواء الشخصية جانبا ، وأن يهتموا بشكل أكبر بالجانب الانسانى من الاكتشاف العلمى حتى يتمكنوا من تحقيق القدر الأكبر من الخير والسعادة والرخاء لأممهم وشعوبهم وأصدقائهم وجيرانهم

الخيانة الزوجية ....والاكتشافات العلمية

حط القدرة على فمها ....تطلع البنت لامها
كان هذا هو لسان حال الشاب الذى كان يعزف فى الماضى عن الزواج بمن يحبها بحجة ان والدتها لايروق لة بعض تصرفاتها ، فكان يرى أن ابتها ايضا من المؤكد انها سترث بعض اخلاقها طبقا للمثل العامى المشؤوم الذى ذكرتة انفا
وقد ابدعت الدراما التليفزيونية فى تصوير مدى سيطرة هذا المعتقد على أذهان الناس ، وأبلغ مثال على ذالك هو فيم "الاعتراف "الذى لعبت بطولتة الفنانة فاتن حمامة امام النجم يحى شاهين والفنان جلال عيسى والذى يحكى فى اطار درامى قصة شاب رفض ان يتزوج من الفتاة التى كان يحبها واعترض ايضا على أخية عندما حاول الزواج منها وذالك بعدما علم ان والدتها قد تركت والدها وسافرت لتعمل بائعة هوى فى مدينة القاهرة ، وكانت الحجة التى استند عليها فى رفضة الزواج منها هو المثل العامى الذى ورد ذكرة كثيرا خلال أحداث الفيلم والذى سبق أن ذكرتة فى بداية المقال
كانت هذة هى العقلية التى يتمتع بها الشاب فى الماضى ، فقد كان الشىء الذى يهمة ويشغل بالة هو سمعة الفتاة التى سوف يقترن بها ، فكان يعتمد فى معرفة ذالك على طرق بدائية جدا تتلخص فى ملاحظة مايشتهر عن والديها بين الناس بسؤال أقربائهم ومعارفهم وجيرانهم عنهم ، وببعض التحليلات اللاعقلانية لشخصية الوالدين يخرج الشاب بنتائج أكثر تخلفا تحدد لة ماهية سلوك كريمتهما ، وعلى أساس هذة النتائج يحدد ما اذا كان سيقترن بهذة الفتاة أم لا
ولكن ...بدأت هذة الأفكار أخيرا فى التراجع والانحسار تدريجيا ، وبدأ الشاب يغير من طريقة تفكيرة تلك ، ويعتمد فى اختيار شريكة حياتة على التعامل المباشر بينة وبينها قبل أن يتزوجها ومن ذالك يقدر مدى توافقها معه كزوجة او شريكة فى علاقة جنسية أم لا بغض النظر عن سلوك والديها ووضعهم الاجتماعى
أثناء تجولى على احدى صفحات النترنت لفت نظرى خبر يقول أن عالما بريطانيا هو البرفيسور تيم سبيكتور من وحدة ابحاث التوائم بمستشفى سان توماس بلندن قد اكتشف أن هناك جين وراثى يتحكم فى وراثة صفة الخيانة الزوجية ، بمعنى أن الخيانة الزوجية صفة وراثية تخضع لقوانين الوراثة
فالرجل الذى يخون زوجتة هو بالضرورة شخص حامل لهذا الجين وربما يورثة لأبنائة....وبالمثل فالمرأة التى تخون زوجها ينطبق عليها هذا الأمر
وعلى الرغم من احترامى الكبير للعلماء واحترامى الأكبر لجميع الاكتشافات العلمية مهما صغر حجمها وتضائل شأنها أحب أن اسأل ....ماهى الفائدة التى نبغيها جراء هذة الاكتشافات العلمية ؟
وهنا سأفاجىء بالتوحد العالمى فى الاجابة عن هذا السؤال بكلمتين اثنتين هما "خدمة الانسانية"
وهنا يحق لى التساؤل ....هل اختراع القنبلة الذرية يعتبر خدمة للانسانية؟!!!!
هل اكتشاف الأسلحة الكيماوية والبيولوجية يعتبر خدمة للانسانية ؟!!!
واخيرا ..... هل الاكتشاف الأخير للبرفيسور تيم سبيكتور يعتبر خدمة للانسانية ؟!!!
ان مثل هذا الاكتشاف يمثل دعوة غير صريحة للعودة للقيم الطبقية الأبوية التى كانت تقف مع الذكر ضد الأنثى ...فهو بذالك يحرض المجتمع على نبذ الانثى التى كانت والدتها تتمتع بصفة الخيانة الزوجية "الوراثية !!" لأنها حتما (طبقا لهذا الاكتشاف ) سوف ترث هذة الصفة عن والدتها الأمر الذى يخاف منة المجتمع ويجرى لة ألف حساب مما سيترتب علية "وأد " الفتاة معنويا باهمالها وعدم تلقيها اى اهتمام من قبل الشباب الراغبين فى اقامة علاقات جنسية مع الفتيات
وهنا قد يقف فى وجهى من يعترض على بالادعاء اننى منحاز بشكل مبالغ فية للمرأة ....فهذا الاكتشاف يساوى بين الرجل والمرأة فى وراثة هذة الصفة ...فلماذا لا أساوى بينهما عند مناقشة هذة القضية ؟...أو بمعنى اخر اليس الضرر الواقع على المرأة جراء هذا الاكتشاف سيقع على الرجل ايضا ؟!!
الجواب قطعا بالنفى ...فالمجتمع قد جعل من الطبيعى جدا أن يخون الرجل زوجتة تحت عدة حجج وذرائع واهية ، فهو رب البيت ، وهو القيم على مافى بيتة ، وهو سى السيد ، وهو الالة الذى لا يسأل عما يفعل ، فليس من الطبيعى أن يسأل عن خيانتة فهو لايعيبة الا جيبة ، فاذا امتلأ جيبة فليهنىء عيشة وليخون زوجتة كما يحلو لة فقد انتفى العيب الذى ربما يلحقة عارة
اما المرأة .... فخيانتها (فى نظر المجتمع ) تستوجب فصل رأسها عن جسدها تماما طبقا للعادات والتقاليد السائدة منها والبائدة
لذالك ....لم يكن من العدل ان نساوى بين الحالتين .... فالمرأة هى التى سوف تتحمل الضرر الكامل جراء هذا الاكتشاف الداعى الى العودة الى اخلاقيات البادية ، اضافة الى الاضرار الأخرى التى تعانيها المرأة جراء اضطهاد المجتمع لها كأنثى .... لذالك كان من الطبيعى ان لا أعير الرجل الاهتمام الذى اعيرة للمرأة عند مناقشتى لقضية وراثة الخيانة الزوجية
وعلى أية حال .... فاننى أرى أن الخيانة الزوجية ( مع احترامى الكبير لجميع الأبحاث العلمية ) ليس لها أية صلة بالوراثة .... بل هى ناتجة عن تقصير أحد طرفى العلاقة الجنسية ( سواء أكانت زوجية أو غير ذالك ) فى حق الطرف الاخر .... مما يدفع الطرف المتضرر الى البحث عن ما يجبر هذا التقصير بعيدا عن العلاقة الجنسية مع شريكة المعترف بة فيحدث ما اعترف البعض على تسميتة بالخيانة للعلاقة التزاوجية
فهى ليست الا محاولة احد طرفى العلاقة الجنسية للبحث عن الطريقة التى ينال بها الاشباع العاطفى أو الجنسي أو النفسي أو حتى المادى خارج هذة العلاقة التى يشعر أنها غير مكتملة الأركان ....فيحاول جبر هذا النقص خارج اطار العلاقة التزاوجية ..... فهل هذا الأمر الاجتماعى البحت يتبع قوانين الوراثة ؟!!!
ولنفترض صحة ما لأكدة البرفيسور سبيكتور .... ولنتسائل بيننا وبين أنفسنا .... ماهى الفائدة التى سوف تجنيها الانسانية جراء هذا الاكتشاف ؟
هل سيساهم مثل هذا الاكتشاف فى التوصل الى حل للمشاكل الاجتماعية المستعصية الحل والمتفاقمة فى مجتمعاتنا .... أم انة سيذيدها غموضا وتعقيدا زيادة على ماهى علية ؟
الاجابة لا تحتاج الى تعمق فى التفكير .... فهذا الاكتشاف سوف يعيد الى السطح المعتقدات الشعبية القديمة المناهضة للمرأة والتى لم نكد نلتقط انفاسنا بعد أن بدأت مجتمعاتنا تنساها بالكاد حتى خرج علينا من يؤيدونها ويعيدونها الى عقول وأذهان شبابنا
اننى اطالب كل باحث فى شتى العلوم أن لا يبرز اى جديد يكتشفة الى الأضواء الا عندما يدرس الفوائد التى سوف تحصدها الانسانية منة جنبا الى جنب مع دراسة الاضرار المتوقعة من ظهورة ..... وعلى اساس هذة الدراسة علية ان يقرر ما اذا كان سيخرج اكتشافة الى الاضواء ام سيحفظة فى ادراج مكتبة الى اجل غير مسمى
ان الهدف الذى ترجوة الانسانية من البحث العلمى ليس هو اكتشاف الوجوة الجديدة من ارباب العبقريات العلمية .... وانما هو اكتشاف الجديد الذى يخدم الانسانية ....فاذا كان هذا الجديد يخشى منة الحاق الضرر بالانسانية فلا داعى لاخراجة الى النور
اننى اوجة من خلال هذا المقال دعوة لكل اصحاب الضمير الانسانى الحى ، ممن حباهم خالقهم بالعبقرية العلمية القادرة على الابداع والتى تستطيع ان تخرج لنا المذيد من الانجازات التى تخدم البشرية ، اناشدهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يراعوا قبل كل شىء الضرورات الانسانية الملحة وأن يضعوا المصالح والأهواء الشخصية جانبا ، وأن يهتموا بشكل أكبر بالجانب الانسانى من الاكتشاف العلمى حتى يتمكنوا من تحقيق القدر الأكبر من الخير والسعادة والرخاء لأممهم وشعوبهم وأصدقائهم وجيرانهم

Monday, July 12, 2004

المرأة وشبح الأمية

لم يكن هناك شىء يمثل خطرا كبيرا على المرأة كخطر الأمية الذى تعيشة الكثيرات من بنات البلاد العربية
فلقد سادت لفترة طويلة من الزمن فكرة مضمونها أن المرأة الجاهلة تكون أقل اهتماما بحقوقها ،وأكثر اهتماما بشؤو بيتها وزوجها من المرأة المثقفة ،أو المتعلمة ....ولذالك، فقد حارب المجتمع الذكورى بشدة فكرة تعليم المرأة تحت عدة حجج وذرائع منها أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها على تقاليد وقيود وهادات المجتمع
وقبل أن أتطرق الى الحديث عن الأمية ينبغى ان نقسمها الى نوعين : فهناك الأمية الأبجدية او الأمية الكتابية،وهى الجهل أو عدم الالمام بمصادر التعليم الأساسية التى تتلخص فى تعلم الكتابة والقراءة وبعض مبادىء الحساب
وهذا النوع من الأمية تعانى منة الكثيرات من النساء خصوصا الريفيات والبدويات ممن لا يزلن يعشن بعيدا عن المجتمع المدنى المتحضر وتسيطر عليهن الأفكار الذكورية المؤيدة لانعزال المرأة عن المجتمع المدنى ،حتى لا تنتقل اليها المعتقدات والافكار المفسدة لأخلاقها على حد تقديرهم
أما النوع الثانى من الأمية فهو الأمية الثقافية ،أو الأمية التربوية ....وهو على الرغم من عدم تساوى اضرارة مع اضرار النوع الأول من الأمية فهو ليس بالشىء الذى يستهان بة ....فاننا نجد الكثيرات من النساء ممن حصلن على القدر الكافى من التعليم وحصلن على أعلى الدرجات والتقديرات فى تخصصاتهن العلمية الا أنهن لا يزلن يعانين من هذا المرض العضال الذى شجع على انتشارة سيادة الافكار الرجعية الذكورية المتخلفة التى يروجها المجتمع الذكورى الذى من مصلحتة أن تظل المرأة كما هى ،لا تعرف شيئا عن حقوقها المشروعة انسانيا من خلال زيادة حصيلتها الثقافية والعلمية
ولقد نظر المجتمع الذكورى الى هذا الأمر بتفحص واهتمام ،وفضول بصورة مبالغ فيها قليلا (على حسب ماتفهمة البعض) ولكن لم يكن فى الأمر ثمة مبالغة أو خلافة
فالمجتمع لاحظ منذ بداية نشأتة أن المرأة الأمية ابجديا لا يمكنها معرفة اى شىء (الا من خلال تعاملاتها المحدودة)..لأن الطريق الوحيد المعوف الى الان للوصول الى درب المعرفة هو القراءة والاطلاع على الاعمال المكتوبة ....فكيف يتسنى للمرأة للمرأة الجاهلة بأبجدية لغتها أن تتاح لها الفرصة لتقرأ وتطلع ، ومن ثم تذيد من حصيلتها الثقافية والعلمية؟....بالطبع لايتسنى لها ذالك الا من خلال القراءة والاطلاع والتى لايمكنها بالطبع أن تقوم بها دون ان تكون ملمة ولو بأقل القليل من ابجدية لغتها
لذالك فقد خاض المجتمع الذكورى الحرب بضراوة فى وجة كل من يحاول مناقشة مثل هذة الموضوعات فضلا عن المطالبة بتعليم المرأة ....وكانت الحجج التى يتسند عليها هؤلاء الذكور هى أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها عن تقاليد وقيود وعادات مجتمعها المحافظ
ولكن....لم تستمر هذة الدعوى الواهية لوقت طويل فى الضحك على عقول الناس فسرعان مابدأت هذة الأفكار تتلاشى عندما وجد الناس انة لاترابط بين تعليم المرأة وفسادها ، أو خروجها عن تقاليد المجتمع ....ووجدوا انة لاضرر على المجتمع من تعلم المرأة الكتابة والقراءة ومايعقبهما من دراسة بعض الهياكل الثقافية التى لا ترقى الى الوعى الثقافى الكامل
فبدأت الفتيات الصغيرات يعرفن الطريق نحو المدرسة،والكبيرات يعرفن الطريق نحو فصول محو الأمية....ويوما بعد يوم تراجعت الأفكار اللاعقلانية التى كانت فى يوم من الأيام خلاصة فكر وتجربة المجتمعات الذكورية المتخلفة...وبدأت الجامعات تفتح ابوابها لاستقبال الطالبات ممن كن فى يوم من الأيام من ذوات الخدور جنبا الى جنب مع زملائهم الطلاب
وبدأ المجتمع يتقبل ببطء فكرة المرأة المتعلمة ،والمرأة الجامعية والمرأة الحاصلة على أعلى الدرجات العلمية ، بل وثبت أن المرأة عندما تعطى لها الفرصة كاملة لتلقى تعليمها تثبت انها أفضل بكثير من الرجل وأثبت قدما وأكثر تفوقا منة فى جميع المجالات التى خاضتها معة متعلمة ودارسة
وبدأنا نرى التفوق الأنثوى فى المجالات العلمية وقد أضحى حقيقة وأمرا واقعا لا مناص من الاعتراف بة واقرارة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعودنا هنا فى مصر أن نرى نتائج الشهادات العامة وقد تصدرت الفتاة قائمتها الطويلة فى اصرار وتحدى للذكر الذى لم يعد سوى رمزا لا معنى لة بعد أن كان هو القوة الوحيدة المسيطرة على المجتمع....الأمر الذى اعتبرة البعض حقيقة لا تقبل التبديل او التغيير
هذا الى جانب تفوق الأنثى فى المجالات الأخرى التى اختارت دراستها فى الجامعة الأمر الذى لايستطيع احد انكارة
ولكن ....وعلى الرغم من كل هذا التقدم الذى لم يكن يخطر ببال من عاشوا فى القرن التاسع عشر ان تصل الية المرأة فى هذة المدة الوجيزة نسبيا ....فما زالت الغالبية العظمى من الفتيات المتعلمات يعانين من أزمة ثقافية حادة
فالمناهج الدراسية لا تكفى ....والقيود الاجتماعية ما زالت بصورة أو بأخرى مترسخة ....والخرافات ما زالت مسيطرة على بعض العقول التى يفترض انها متعلمة
فما زالت الكثيرات من الفتيات يعتقدن أن للرجل الحق فى التسلط عليهن تحت مسمى القوامة
ولا تزال الكثيرات يعتقدن أن للرجل الحق فى تعدد الزوجات ، بخلاف المرأة التى لا يحق لها ان تعدد من الأزواج
وأيضا لا تزال الكثيرات منهن يعتقدن بأن للرجل الحق فى اقامة علاقات جنسية متعددة خارج اطار الزواج ، بينمكا يعتقدن فى الاطار نفسة أن المرأة لايحق لها ممارسة الجنس قبل الزواج
واضافة الى ذالك فما زالت الكثيرات يعتقدن فىما وراء الطبيعة !!!!،فنجد الكثيرات لايزلن يؤمن بوجود الجن ، بل ودخولة الى جسد الانسان ، بل وتحدثة بالنيابة عنة
وقد لوحظ فى الفترة الأخيرة بعد الانتشار الواسع المدى للمد الاسلامى المتطرف والذى من مصلحتة نشر هذة الأفكار الهدامة ، لوحظ أن هذا الفكر قد تغلغل فى عقول النساء على وجة الخصوص ، فنجد أن اكثر حالات الصرع التى يعتقد صاحبها أنها ناتجة عن دخول الجن الى جسد الانسان هى حالات نسائية
بل وقد اذداد التطرف فى هذا الأمر حدة عندما صرح البعض بامكانية اختطاف الجن للانسان
فهناك حكاية انتشرت بشكل مخيف هنا فى الاسكندرية مضمونها أن سيدة وجدت طفلها البالغ من العمر اربع سنوات يبكى بشدة ، وحينما حاولت اسكاتة اشتد بكاؤة ، فعاقبتة بحبسة داخل دورة المياة بالمنزل ، وبعد قليل لاحظت انقطاع صوتة فظنت انة قد كف عن البكاء ففتحت الباب لتفاجىء بأنة غير موجود
بالطبع ، هذة الحكاية لا تدخل عقل طفل صغير فضلا عن عقل انسان راجح العقل ..متزن الفكر...ولكن وللأسف الشديد فقد انتشرت بصورة تبعث على التشاؤم والفزع والخوف من انتشار مثل هذة الأفكر الهدامة التى ان دلت على شىء فانما تدل على مدى الانحطاط الفكرى والأمية الثقافية التى نعاني منها والتى تسبب فى انتشارها المد الاسلامى المتطرف الذى من مصلحتة نشر مثل هذة الخرافات
لذالك ...يجب علينا أن نتفهم قبل كل شىء أن محو الأمية الثقافية للمرأة قد اضحت ضرورة ملحة لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى لكى يتسنى لنا الخروج من دوامة الاستهلاك التى نعيشها على منتجات العالم المتحضر بما فيها المنتجات الثقافية والمعلوماتية....ولن يتأتى لنا ذالك الا اذا تمردنا بشكل جرىء على العادات والتقاليد والأفكار الرجعية المسيطرة على عقولنا
وكما قلت من قبل ....فالمناهج الدراسية ليست كافية لمحو الامية الثقافية لأنها لا تتناول جميع الفروع الثقافية التى ينبغى ان تلم بها الفتاة ...كما أنها قد تخضع احيانا للمصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،والدينية للدولة ....فهى بذالك تفتقر الى المصداقية والحياد التى ينبغى ان تتمتع بها المصادر المعرفية المختلفة ....ولذالك يجب علينا أن نساعد على انتشار المصادر الأخرى للمعرفة مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التعامل معها بكل حياد وموضوعية ودون تحيز لطرف على حساب اخر
فتعدد مصادر المعرفة وعدم اقتصارها على مصدر أو اتجاة واحد يعزز من دور الثقافة كعامل اساسى لبناء مجتمع ناجح ...الأمر الذى يعتبر بشكل كبير دافعا لمحو الأمية الثقافية التى تعانى منها الكثيرات ممن يحملن القاب المتعلمات والمثقفات ...وبذالك نساهم فى بناء مجتمع مثالى قوامة الـــعلــم ، والــحرية ،والعــدل والمســـأواة

المرأة وشبح الأمية

لم يكن هناك شىء يمثل خطرا كبيرا على المرأة كخطر الأمية الذى تعيشة الكثيرات من بنات البلاد العربية
فلقد سادت لفترة طويلة من الزمن فكرة مضمونها أن المرأة الجاهلة تكون أقل اهتماما بحقوقها ،وأكثر اهتماما بشؤو بيتها وزوجها من المرأة المثقفة ،أو المتعلمة ....ولذالك، فقد حارب المجتمع الذكورى بشدة فكرة تعليم المرأة تحت عدة حجج وذرائع منها أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها على تقاليد وقيود وهادات المجتمع
وقبل أن أتطرق الى الحديث عن الأمية ينبغى ان نقسمها الى نوعين : فهناك الأمية الأبجدية او الأمية الكتابية،وهى الجهل أو عدم الالمام بمصادر التعليم الأساسية التى تتلخص فى تعلم الكتابة والقراءة وبعض مبادىء الحساب
وهذا النوع من الأمية تعانى منة الكثيرات من النساء خصوصا الريفيات والبدويات ممن لا يزلن يعشن بعيدا عن المجتمع المدنى المتحضر وتسيطر عليهن الأفكار الذكورية المؤيدة لانعزال المرأة عن المجتمع المدنى ،حتى لا تنتقل اليها المعتقدات والافكار المفسدة لأخلاقها على حد تقديرهم
أما النوع الثانى من الأمية فهو الأمية الثقافية ،أو الأمية التربوية ....وهو على الرغم من عدم تساوى اضرارة مع اضرار النوع الأول من الأمية فهو ليس بالشىء الذى يستهان بة ....فاننا نجد الكثيرات من النساء ممن حصلن على القدر الكافى من التعليم وحصلن على أعلى الدرجات والتقديرات فى تخصصاتهن العلمية الا أنهن لا يزلن يعانين من هذا المرض العضال الذى شجع على انتشارة سيادة الافكار الرجعية الذكورية المتخلفة التى يروجها المجتمع الذكورى الذى من مصلحتة أن تظل المرأة كما هى ،لا تعرف شيئا عن حقوقها المشروعة انسانيا من خلال زيادة حصيلتها الثقافية والعلمية
ولقد نظر المجتمع الذكورى الى هذا الأمر بتفحص واهتمام ،وفضول بصورة مبالغ فيها قليلا (على حسب ماتفهمة البعض) ولكن لم يكن فى الأمر ثمة مبالغة أو خلافة
فالمجتمع لاحظ منذ بداية نشأتة أن المرأة الأمية ابجديا لا يمكنها معرفة اى شىء (الا من خلال تعاملاتها المحدودة)..لأن الطريق الوحيد المعوف الى الان للوصول الى درب المعرفة هو القراءة والاطلاع على الاعمال المكتوبة ....فكيف يتسنى للمرأة للمرأة الجاهلة بأبجدية لغتها أن تتاح لها الفرصة لتقرأ وتطلع ، ومن ثم تذيد من حصيلتها الثقافية والعلمية؟....بالطبع لايتسنى لها ذالك الا من خلال القراءة والاطلاع والتى لايمكنها بالطبع أن تقوم بها دون ان تكون ملمة ولو بأقل القليل من ابجدية لغتها
لذالك فقد خاض المجتمع الذكورى الحرب بضراوة فى وجة كل من يحاول مناقشة مثل هذة الموضوعات فضلا عن المطالبة بتعليم المرأة ....وكانت الحجج التى يتسند عليها هؤلاء الذكور هى أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها عن تقاليد وقيود وعادات مجتمعها المحافظ
ولكن....لم تستمر هذة الدعوى الواهية لوقت طويل فى الضحك على عقول الناس فسرعان مابدأت هذة الأفكار تتلاشى عندما وجد الناس انة لاترابط بين تعليم المرأة وفسادها ، أو خروجها عن تقاليد المجتمع ....ووجدوا انة لاضرر على المجتمع من تعلم المرأة الكتابة والقراءة ومايعقبهما من دراسة بعض الهياكل الثقافية التى لا ترقى الى الوعى الثقافى الكامل
فبدأت الفتيات الصغيرات يعرفن الطريق نحو المدرسة،والكبيرات يعرفن الطريق نحو فصول محو الأمية....ويوما بعد يوم تراجعت الأفكار اللاعقلانية التى كانت فى يوم من الأيام خلاصة فكر وتجربة المجتمعات الذكورية المتخلفة...وبدأت الجامعات تفتح ابوابها لاستقبال الطالبات ممن كن فى يوم من الأيام من ذوات الخدور جنبا الى جنب مع زملائهم الطلاب
وبدأ المجتمع يتقبل ببطء فكرة المرأة المتعلمة ،والمرأة الجامعية والمرأة الحاصلة على أعلى الدرجات العلمية ، بل وثبت أن المرأة عندما تعطى لها الفرصة كاملة لتلقى تعليمها تثبت انها أفضل بكثير من الرجل وأثبت قدما وأكثر تفوقا منة فى جميع المجالات التى خاضتها معة متعلمة ودارسة
وبدأنا نرى التفوق الأنثوى فى المجالات العلمية وقد أضحى حقيقة وأمرا واقعا لا مناص من الاعتراف بة واقرارة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعودنا هنا فى مصر أن نرى نتائج الشهادات العامة وقد تصدرت الفتاة قائمتها الطويلة فى اصرار وتحدى للذكر الذى لم يعد سوى رمزا لا معنى لة بعد أن كان هو القوة الوحيدة المسيطرة على المجتمع....الأمر الذى اعتبرة البعض حقيقة لا تقبل التبديل او التغيير
هذا الى جانب تفوق الأنثى فى المجالات الأخرى التى اختارت دراستها فى الجامعة الأمر الذى لايستطيع احد انكارة
ولكن ....وعلى الرغم من كل هذا التقدم الذى لم يكن يخطر ببال من عاشوا فى القرن التاسع عشر ان تصل الية المرأة فى هذة المدة الوجيزة نسبيا ....فما زالت الغالبية العظمى من الفتيات المتعلمات يعانين من أزمة ثقافية حادة
فالمناهج الدراسية لا تكفى ....والقيود الاجتماعية ما زالت بصورة أو بأخرى مترسخة ....والخرافات ما زالت مسيطرة على بعض العقول التى يفترض انها متعلمة
فما زالت الكثيرات من الفتيات يعتقدن أن للرجل الحق فى التسلط عليهن تحت مسمى القوامة
ولا تزال الكثيرات يعتقدن أن للرجل الحق فى تعدد الزوجات ، بخلاف المرأة التى لا يحق لها ان تعدد من الأزواج
وأيضا لا تزال الكثيرات منهن يعتقدن بأن للرجل الحق فى اقامة علاقات جنسية متعددة خارج اطار الزواج ، بينمكا يعتقدن فى الاطار نفسة أن المرأة لايحق لها ممارسة الجنس قبل الزواج
واضافة الى ذالك فما زالت الكثيرات يعتقدن فىما وراء الطبيعة !!!!،فنجد الكثيرات لايزلن يؤمن بوجود الجن ، بل ودخولة الى جسد الانسان ، بل وتحدثة بالنيابة عنة
وقد لوحظ فى الفترة الأخيرة بعد الانتشار الواسع المدى للمد الاسلامى المتطرف والذى من مصلحتة نشر هذة الأفكار الهدامة ، لوحظ أن هذا الفكر قد تغلغل فى عقول النساء على وجة الخصوص ، فنجد أن اكثر حالات الصرع التى يعتقد صاحبها أنها ناتجة عن دخول الجن الى جسد الانسان هى حالات نسائية
بل وقد اذداد التطرف فى هذا الأمر حدة عندما صرح البعض بامكانية اختطاف الجن للانسان
فهناك حكاية انتشرت بشكل مخيف هنا فى الاسكندرية مضمونها أن سيدة وجدت طفلها البالغ من العمر اربع سنوات يبكى بشدة ، وحينما حاولت اسكاتة اشتد بكاؤة ، فعاقبتة بحبسة داخل دورة المياة بالمنزل ، وبعد قليل لاحظت انقطاع صوتة فظنت انة قد كف عن البكاء ففتحت الباب لتفاجىء بأنة غير موجود
بالطبع ، هذة الحكاية لا تدخل عقل طفل صغير فضلا عن عقل انسان راجح العقل ..متزن الفكر...ولكن وللأسف الشديد فقد انتشرت بصورة تبعث على التشاؤم والفزع والخوف من انتشار مثل هذة الأفكر الهدامة التى ان دلت على شىء فانما تدل على مدى الانحطاط الفكرى والأمية الثقافية التى نعاني منها والتى تسبب فى انتشارها المد الاسلامى المتطرف الذى من مصلحتة نشر مثل هذة الخرافات
لذالك ...يجب علينا أن نتفهم قبل كل شىء أن محو الأمية الثقافية للمرأة قد اضحت ضرورة ملحة لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى لكى يتسنى لنا الخروج من دوامة الاستهلاك التى نعيشها على منتجات العالم المتحضر بما فيها المنتجات الثقافية والمعلوماتية....ولن يتأتى لنا ذالك الا اذا تمردنا بشكل جرىء على العادات والتقاليد والأفكار الرجعية المسيطرة على عقولنا
وكما قلت من قبل ....فالمناهج الدراسية ليست كافية لمحو الامية الثقافية لأنها لا تتناول جميع الفروع الثقافية التى ينبغى ان تلم بها الفتاة ...كما أنها قد تخضع احيانا للمصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،والدينية للدولة ....فهى بذالك تفتقر الى المصداقية والحياد التى ينبغى ان تتمتع بها المصادر المعرفية المختلفة ....ولذالك يجب علينا أن نساعد على انتشار المصادر الأخرى للمعرفة مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التعامل معها بكل حياد وموضوعية ودون تحيز لطرف على حساب اخر
فتعدد مصادر المعرفة وعدم اقتصارها على مصدر أو اتجاة واحد يعزز من دور الثقافة كعامل اساسى لبناء مجتمع ناجح ...الأمر الذى يعتبر بشكل كبير دافعا لمحو الأمية الثقافية التى تعانى منها الكثيرات ممن يحملن القاب المتعلمات والمثقفات ...وبذالك نساهم فى بناء مجتمع مثالى قوامة الـــعلــم ، والــحرية ،والعــدل والمســـأواة

Saturday, July 3, 2004

الانسان والهروب من الحقيقة

العلاقة التى تربطنا -نحن البشر -بالحقيقة علاقة تنافر وابتعاد وهروب ...فالبشر دائما وعلى مر العصور يهربون من حقيقتهم بتزييفها أو تغطيتها أو حتى تزيينها
وابسط مثال يوضح ذالك هو هروبنا من حقيقة اننا ولدنا عراة بتغطية اجسادنا بالملابس لاخفاء حقيقتنا كمحاولة منا للهروب منها
ولاضافة المذيد من الزيف على هذة الحقيقة ...اختلقنا -نحن البشر -القصص والحكايات التى نريد بها أن نثبت لأنفسنا أننل لم نخلق عراة وأن السبب الكامن وراء عرى اجسادنا هو المعصية التى ارتكبها البشرى الأول "ادم" وقرينتة "حواء "للأوامر العليا الالهية التى تسببت فى عقابهم بازالة الستر الالهى الذى كان يستر سوءاتهم
هذة الحكاية التى اختلقها العقل البشرى لتزييف الحقيقة هى مثال واضح وجلى لمحاولاتنا -نحن البشر -الدؤوبة لاخفاء الحقيقة
وعلى الرغم من ذالك الهروب الواضح فى سلوكياتنا وتصرفاتنا وتعاملاتنا مع الاخر ....نرى أن الكثيرين منا يدعون انهم يبحثون عن الحقيقة ...والبعض الاخر يدعى انة قد توصل بالفعل الى الحقيقة ثم يبدأ بسرد بعض التفسيرات والنظريات والتحليلات التى يدعى انها هى الخلاصة الحقيقية للحقيقة ...وما هى الاخرافات من نسج خيالة المريض يحاول بها ان يهرب من حقيقة الجهل الذى هو الحقيقة التى مهما حاولنا ارتداء ثياب العلم والمعرفة والثقافة لتغطيتها فستظل هى الحقيقة التى نخجل منها ونتهرب من الاعتراف بها
وقد اشتق الانسان من كلمة الحقيقة عدة مفردات محاولا بذالك التغطية والتورية على الكلمة الأساسية "الحقيقة "لسبب ربما يجهلة الكثيرون وهو أن الذكر المسيطر على المجتمع البشرى قد أبى أن تكون الكلمة المعبرة عن واقعة كلمة مؤنثة فى الوقت الذى كان ميزان القوة يميل بشدة ناحية الذكر على حساب الأنثى ...فحاول الانسان الهروب من هذة الحقيقة باستبدالها بمرادف اخر لها مشتق منها هو "الحق "...ونجح بذالك فى اخفاء الحقيقة بستار من الوهم سماة الحق ليعبر بذالك عن حق عن سطوة وسيطرة الذكر صاحب الحق على الأنثى التى هى الحقيقة والأصل ....وهرب بذالك من الحقيقة التى طالما حاول الفرار منها ...وهى أن الأنثى هى الأصل
وقد اختلف الكثيرين عندما حاولوا مناقشة المعنى المأخوذ من كلمة "الحق " فنجد مثلا السوفسطائى ثراسيماخوس فى محاورات افلاطون يقول "اننى أعلن أن القوة هى الحق وأن العدالة هى مايحقق مصلحة الجانب القوى "بينما رفض الاخرون هذا التصور لاستنادة الى تعصب ذكورى يعتمد على القوة فى تحقيق اهدافة ....واوضحوا أن الحق هو مايحقق المصلحة العليا للجميع وليس لجانب واحد فقط
ويتضح من هذا مدى التخبط الذى عاشة البشر عندما حاولوا تزييف الحقيقة لاظهار أنها تقف فى جانب مصالحهم النفعية البحتة الأمر الذى يعد هروبا أكبر من الحقيقة التى ساوت بين جميع البشر عندما جائت بهم على شاكلة واحدة دون تمييزواحد عن اخر بلباس او علم
الهروب من الحقيقة هو الذى يدفع الطغاة الى تبرير تصرفاتهم الهمجية التى يتعاملون بها مع رعاياهم تحت عدة مبررات كل واحدة منها تمثل محاولة مستميتة للهروب من حقيقة كونهم طغاة
فعندما ننظر الى شخصية ديكتاتورية دموية كشخصية صدام حسين نجد هذة المحاولة للهروب من الحقيقة متأصلة فى فكرة ....فهو يبرر المذابح التى ارتكبها بحق ابناء شعبة على انها محاولة لترسيخ الأمن والنظام ....ويبرر غزوة لدولة الكويت ان للعراق حقا فيها بوصفها قرية تابعة للعراق ....ويبرر تصرفاتة الأخرى بمبررات وحجج أخرى يحاول بها الهروب من حقيقة كونة حاكما ظالما غاصبا مستبدا
وعلى الجانب الاخر ....نجد ديكتاتور من نوع اخر يحاول ايضا الهروب من الحقيقة وهو الرئيس الأمريكى " بوش" ....فنجدة يبرر غزوة الهمجى للعراق على أنة محاولة لازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية ....وبعد أن ثبت بعد الغزو عدم وجود اسلحة من هذا النوع على ارض العراق ....بحث عن مبررات أخرى يغطى بها فضائحة الدموية وخططة الاستعمارية لدول الخليج العربى النفطية محاولا الهروب من حقيقة اطماعة المادية بالاستحواذ على نفط الابار الخليجية
الهروب من الحقيقة هو الذى يدفع البعض الى تبنى مفاهيم وايديولوجيات وأخلاقيات يدرجها تحت مسمى "الدين " لكى يبرر بها تصرفاتة البربرية الهمجية تجاة الاخرين للهروب من الحقيقة التى تطاردة دائما بأن الناس على تنوعهم واختلافهم لافضل لأحد منهم على أحد
فعندما ننظر الى الطريقة الهمجية التى تعامل بها الأنثى من قبل المجتمع الذكورى ....نجد العديد من المبررات التى يحاول بها المجتمع الهروب من حقيقة أن الأنثى لا تختلف عن الذكر فى شىء يوجب معاملتها بتلك الوحشية
الهروب من الحقيقة هو الذى يجعلنا نستخد أساليب الخداع اللغوى مثل الكناية والتورية والمجاز عندما نحاول التعبير عن الحقيقة بأسلوب لغوى ملتو ومخادع بواسطة العدول عن اللفظ الحقيقى الى اخر دال علية ...كمحاولة منا للهروب من الحقيقة بالخداع اللغوى وغموض العبارة
فالهروب من الحقيقة هو الذى يدفعنا الى أن نتصرف بهذة الطرق ونضع لذالك مبررات نحاول بها الافلات من الحقيقة ..والا ..اليس اقدام البعض على قتل نفسة فيما يعرف بالانتحار نوع من الهروب من حقيقة وجودة بهذة الحياة
اليس السعى الدؤوب من قبل الانسان للعناية بنفسة والحفاظ على صحتة من التدهور والاصابة بالامراض يعتبر نوعا من الهروب من حقيقة الموت المحتمل ؟
اليس اقدام الانسان على القراءة والتعلم يعتبر نوعا من الهروب من حقيقة الجهل التى تكون سمتة عند مجيئة الى هذة الدنيا لأول مرة ؟
وأخيرا ...اليس كتابتى لهذا المقال عن الهروب من الحقيقة يعتبر محاولة منى للهروب من حقيقة مفادها أننى أهرب من الحقيقة ؟
من كل ماسبق يتضح لنا أن الهروب من الحقيقة قد أصبح السمة المميزة لحياتنا والسلوك المسيطر على تصرفاتنا ....فما من تصرف او عمل يقوم بة الانسان الا وهو يخفى وراءة نوعا من الهروب من الحقيقة
... وفى النهاية ............اليس من الجدير بنا أن نتسائل بيننا وبين انفسنا .......لماذا نهرب من الحقيقة ؟

الانسان والهروب من الحقيقة

العلاقة التى تربطنا -نحن البشر -بالحقيقة علاقة تنافر وابتعاد وهروب ...فالبشر دائما وعلى مر العصور يهربون من حقيقتهم بتزييفها أو تغطيتها أو حتى تزيينها
وابسط مثال يوضح ذالك هو هروبنا من حقيقة اننا ولدنا عراة بتغطية اجسادنا بالملابس لاخفاء حقيقتنا كمحاولة منا للهروب منها
ولاضافة المذيد من الزيف على هذة الحقيقة ...اختلقنا -نحن البشر -القصص والحكايات التى نريد بها أن نثبت لأنفسنا أننل لم نخلق عراة وأن السبب الكامن وراء عرى اجسادنا هو المعصية التى ارتكبها البشرى الأول "ادم" وقرينتة "حواء "للأوامر العليا الالهية التى تسببت فى عقابهم بازالة الستر الالهى الذى كان يستر سوءاتهم
هذة الحكاية التى اختلقها العقل البشرى لتزييف الحقيقة هى مثال واضح وجلى لمحاولاتنا -نحن البشر -الدؤوبة لاخفاء الحقيقة
وعلى الرغم من ذالك الهروب الواضح فى سلوكياتنا وتصرفاتنا وتعاملاتنا مع الاخر ....نرى أن الكثيرين منا يدعون انهم يبحثون عن الحقيقة ...والبعض الاخر يدعى انة قد توصل بالفعل الى الحقيقة ثم يبدأ بسرد بعض التفسيرات والنظريات والتحليلات التى يدعى انها هى الخلاصة الحقيقية للحقيقة ...وما هى الاخرافات من نسج خيالة المريض يحاول بها ان يهرب من حقيقة الجهل الذى هو الحقيقة التى مهما حاولنا ارتداء ثياب العلم والمعرفة والثقافة لتغطيتها فستظل هى الحقيقة التى نخجل منها ونتهرب من الاعتراف بها
وقد اشتق الانسان من كلمة الحقيقة عدة مفردات محاولا بذالك التغطية والتورية على الكلمة الأساسية "الحقيقة "لسبب ربما يجهلة الكثيرون وهو أن الذكر المسيطر على المجتمع البشرى قد أبى أن تكون الكلمة المعبرة عن واقعة كلمة مؤنثة فى الوقت الذى كان ميزان القوة يميل بشدة ناحية الذكر على حساب الأنثى ...فحاول الانسان الهروب من هذة الحقيقة باستبدالها بمرادف اخر لها مشتق منها هو "الحق "...ونجح بذالك فى اخفاء الحقيقة بستار من الوهم سماة الحق ليعبر بذالك عن حق عن سطوة وسيطرة الذكر صاحب الحق على الأنثى التى هى الحقيقة والأصل ....وهرب بذالك من الحقيقة التى طالما حاول الفرار منها ...وهى أن الأنثى هى الأصل
وقد اختلف الكثيرين عندما حاولوا مناقشة المعنى المأخوذ من كلمة "الحق " فنجد مثلا السوفسطائى ثراسيماخوس فى محاورات افلاطون يقول "اننى أعلن أن القوة هى الحق وأن العدالة هى مايحقق مصلحة الجانب القوى "بينما رفض الاخرون هذا التصور لاستنادة الى تعصب ذكورى يعتمد على القوة فى تحقيق اهدافة ....واوضحوا أن الحق هو مايحقق المصلحة العليا للجميع وليس لجانب واحد فقط
ويتضح من هذا مدى التخبط الذى عاشة البشر عندما حاولوا تزييف الحقيقة لاظهار أنها تقف فى جانب مصالحهم النفعية البحتة الأمر الذى يعد هروبا أكبر من الحقيقة التى ساوت بين جميع البشر عندما جائت بهم على شاكلة واحدة دون تمييزواحد عن اخر بلباس او علم
الهروب من الحقيقة هو الذى يدفع الطغاة الى تبرير تصرفاتهم الهمجية التى يتعاملون بها مع رعاياهم تحت عدة مبررات كل واحدة منها تمثل محاولة مستميتة للهروب من حقيقة كونهم طغاة
فعندما ننظر الى شخصية ديكتاتورية دموية كشخصية صدام حسين نجد هذة المحاولة للهروب من الحقيقة متأصلة فى فكرة ....فهو يبرر المذابح التى ارتكبها بحق ابناء شعبة على انها محاولة لترسيخ الأمن والنظام ....ويبرر غزوة لدولة الكويت ان للعراق حقا فيها بوصفها قرية تابعة للعراق ....ويبرر تصرفاتة الأخرى بمبررات وحجج أخرى يحاول بها الهروب من حقيقة كونة حاكما ظالما غاصبا مستبدا
وعلى الجانب الاخر ....نجد ديكتاتور من نوع اخر يحاول ايضا الهروب من الحقيقة وهو الرئيس الأمريكى " بوش" ....فنجدة يبرر غزوة الهمجى للعراق على أنة محاولة لازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية ....وبعد أن ثبت بعد الغزو عدم وجود اسلحة من هذا النوع على ارض العراق ....بحث عن مبررات أخرى يغطى بها فضائحة الدموية وخططة الاستعمارية لدول الخليج العربى النفطية محاولا الهروب من حقيقة اطماعة المادية بالاستحواذ على نفط الابار الخليجية
الهروب من الحقيقة هو الذى يدفع البعض الى تبنى مفاهيم وايديولوجيات وأخلاقيات يدرجها تحت مسمى "الدين " لكى يبرر بها تصرفاتة البربرية الهمجية تجاة الاخرين للهروب من الحقيقة التى تطاردة دائما بأن الناس على تنوعهم واختلافهم لافضل لأحد منهم على أحد
فعندما ننظر الى الطريقة الهمجية التى تعامل بها الأنثى من قبل المجتمع الذكورى ....نجد العديد من المبررات التى يحاول بها المجتمع الهروب من حقيقة أن الأنثى لا تختلف عن الذكر فى شىء يوجب معاملتها بتلك الوحشية
الهروب من الحقيقة هو الذى يجعلنا نستخد أساليب الخداع اللغوى مثل الكناية والتورية والمجاز عندما نحاول التعبير عن الحقيقة بأسلوب لغوى ملتو ومخادع بواسطة العدول عن اللفظ الحقيقى الى اخر دال علية ...كمحاولة منا للهروب من الحقيقة بالخداع اللغوى وغموض العبارة
فالهروب من الحقيقة هو الذى يدفعنا الى أن نتصرف بهذة الطرق ونضع لذالك مبررات نحاول بها الافلات من الحقيقة ..والا ..اليس اقدام البعض على قتل نفسة فيما يعرف بالانتحار نوع من الهروب من حقيقة وجودة بهذة الحياة
اليس السعى الدؤوب من قبل الانسان للعناية بنفسة والحفاظ على صحتة من التدهور والاصابة بالامراض يعتبر نوعا من الهروب من حقيقة الموت المحتمل ؟
اليس اقدام الانسان على القراءة والتعلم يعتبر نوعا من الهروب من حقيقة الجهل التى تكون سمتة عند مجيئة الى هذة الدنيا لأول مرة ؟
وأخيرا ...اليس كتابتى لهذا المقال عن الهروب من الحقيقة يعتبر محاولة منى للهروب من حقيقة مفادها أننى أهرب من الحقيقة ؟
من كل ماسبق يتضح لنا أن الهروب من الحقيقة قد أصبح السمة المميزة لحياتنا والسلوك المسيطر على تصرفاتنا ....فما من تصرف او عمل يقوم بة الانسان الا وهو يخفى وراءة نوعا من الهروب من الحقيقة
... وفى النهاية ............اليس من الجدير بنا أن نتسائل بيننا وبين انفسنا .......لماذا نهرب من الحقيقة ؟

Friday, July 2, 2004

الاسلاميون والمرأة

علاقة الفكر الاسلامى بالمرأة علاقة قديمة جدا لم تنشأفى العصر الراهن فقط ....لكنها ظهرت على الساحة خلال القرن الماضى عندما أفاق المجتمع من سباتة العميق وأدرك دور المرأة الحيوى الايجابى الفعال ...والمهمل ( فى الوقت ذاتة ) فى المجتمع ....وأدرك ضرورة النهوض بالمرأة فى جميع المجالات ووجوب مساواتها فى جميع الحقوق والواجبات
فى البداية ...تصدى الفكر الاسلامى والذى كان يمثل بالأزهر فى مصر والمؤسسات الدينية الأخرى بالبلاد الاسلامية لهذا التوجة الفكرى الاصلاحى الجديد وكانت اللغة التى يتحدث بها هؤلاء الاسلاميين فى معرض ردهم على اصحاب هذا التوجة هى لغة مقاومة التغريب ومحاولات الاستعمار فرض ثقافتة المغرضة (على حد زعمهم ) فى البلاد العربية والاسلامية
ولم تنطلى هذة الحيلة على أحد....لأن اكثر المنادين بتحرير المرأة فى هذا الزمن كانوا من الوطنيين المناهضين للاستعمار الأجنبى للبلاد العربية ....وكانوا من ألد أعداء الاستعمار وأشد خصومة عداوة لة .مثل قاسم أمين وسعد زغلول والشيخ محمد عبدة
وكانت لغة هؤلاء فى الحوار هى الرجوع الى الشريعة الاسلامية فى تقييم الحقوق المشروعة للمرأة كبداية على الطريق المؤدى الى تحريرها نهائيا من القيود التى فرضت عليها من قبل المجتمع او الدين
وقد قوبل هؤلاء بهجوم عنيف وحاد على الرغم من عدم تعارض رؤيتهم وأفكارهم مع الدين الاسلامى الدين الرسمى لمصر (فى ذالك الوقت ) فمثلا نجد قاسم أمين فى كتابية اللذين أثارا جدلا واسعا فى الأوساط العربية وقتها لم يستدل بأى شىء خارج عن اطار الشريعة الاسلامية ...بل استند فى كل ماطالب بة الى أدلة شرعية مستخرجة من الكتاب والسنة
وعلى الرغم من هذا فقد هوجم هذا الكاتب بعنف من قبل المؤسسات الدينية فى البلاد العربية الى درجة اتهام البعض لة بالردة عن الاسلام ....وهى التهمة التى تلصق عمدا بكل من يحاول اصلاح الأوضاع الاجتماعية المتردية فى البلاد العربية على مر العصور
وعلى الرغم من ذالك نجد بعض علماء الأزهر قد أيدوة وسعواغ الى نشر أفكارة مثل الزعيم المصرى سعد زغلول الأزهرى النشأة والشيخ محمد عبدة مفتى الديار المصرية فى تلك الحقبة من القرن الماضى
وعندما وجد علماء الأزهر والقائمين على المؤسسات الدينية الأخرى أن طريقتهم فى التحاور لم تعد مقنعة لأنها تتشدد فى الدين لدرجة لم يطالب بها الدين أصلا ....سرعان ماتغير موقفهم ورفعوا الراية البيضاء وارتدوا مسوح الاصلاح والمدنية والتحضر وسلموا بصحة كل ما أوردة قاسم أمين فى كتابية "تحرير المرأة "و"المرأة الجديدة "وبدأوا بتغيير سياستهم المتشددة الى أخرى متحضرة بعض الشىء
عندها ....وجد الفكر الاصلاحى أن المرحلة الأولى لنشر الوعى بأهمية دور المرأة فى المجتمع قد كللت بالنجاح ووجد أن الناس قد بدأوا تدريجيا بالاستجابة لة نتيجة لتأييد علماء الأزهر لدعاتة ...عندها بدأ الفكر الاصلاحى يخطو خطوتة الثانية نحو النهوض بالمرأة فى خطوة اصلاحية شاملة تستهدف ازالة القيود التى وضعها المجتمع والاسلام على المرأة ....ونعنى بالقيود هنا الموانع التى تعوق المرأة عن الوصول الى الغاية المرجوة من الاصلاح وهى مساواتها الكاملة بالرجل فى كافة الحقوق والواجبات
فبدأوا بالمطالبة بالغاء المعاملة اللانسانية التى تعامل الاسلام بها مع المرأة فى كافة المجالات وفى جميع اوقات حياتها بدئا من وقت ولادتها وانتهاءا بوفاتها.....فبدأوا بالمطالبة بالغاء تعدد الزوجات الذى كان قد انتشر بصورة مثيرة للاشمئزاز والذى شرعة الاسلام تـأييدا لأنانية الرجل الذى يريد أن يمتلك النساء كلهن تحت يدة وبدأت هذة الدعوات الاصلاحية تؤتى ثمارها فى بعض البلدان العربية مثل تونس التى حرمت تعدد الزوجات وقيدت الطلاق وأعطت المرأة كافة حقوقها المشروعة فى العمل والتعليم والاختلاط بين الجنسين
وكان من الطبيعى أن ينشأ فكر مناهض لمثل هذة الأفكر الاصلاحية ....فبدأت بعض الدول العربية التى كان لديها بعض النوايا الاستعمارية فى محاولة تصدير فكرها الرجعى المتطرف الى بعض الدول العربية التى بدأت السير على طريق المدنية والتحضر....فوجدنا دولة مثل السعودية تصدر لنا فكرها الاسلامى المتشدد عن طريق مايسمى بالدعوة السلفية والتى بدأت فى الانتشار فى مصر فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى كان ورائها أهداف أخرى استعمارية حاولت بها السعودية استعمار مصر فكريا وثقافيا تمهيدا لاستعمارها عسكريا وسياسيا تحت شعار اعادة دولة الخلافة الاسلامية التى بادت وانقرضت قبل قرن من الزمان
وبدأهذا الفكر ينتشر ويتغلغل بين شباب هذا العصر لدرجة مرعبة ومخيفة تنذر بتردى الأوضاع واشتعال الموقف
وقد وجد أن اهداف الدعوة السلفية (كما هو واضح من اسمها ) تنحصر فى اعادة الوضع العام الى ماكان علية فى عهد السلف الصالح (على حد تعبيرهم ) وهم يخصون المرأة بجزء كبير جدا من تفكيرهم ويطالبونها بالعودة الى سالف عهدها وارتداء البرقع الذى خلعتة قبل حوالى نصف قرن ....فنجد مثلا أحد اقطاب هذة الجماعة وهو الدكتور محمد اسماعيل يضع كتابا كاملا يتحدث فية عن المرأة وخطورة المناداة بتحريرها ....ويحمل بشدة فى كتابة هذا "عودة الحجاب " على دعاة الاصلاح من
امثال قاسم أمين مع اعترافة الضمنة بـــأنة لم يخرج فى كتابية عن الاطار الذى حددتة الشريعة الاسلامية بالنسبة للمرأة
الأدهى والأغرب من ذالك هو ظهور بعض اقطاب هذة الجماعة من نجوم شرائط الكاسيت الذين تباع شرائطهم على الأرصفى وداخل محطات مترو الأنفاق والقطارات والتى تتسابق عليهم شركات الانتاج الصوتى لانتاج اخر محاضراتهم على أشرطة كاسيت توزع بصورة مثيرة للدهشة والتساؤل عن مدى تغلغل هذا الفكر المتطرف فى عقول ابناء الشعب المصرى
الأكثر غرابة من ذالك هو خروج أحد هؤلاء المتطرفين دينيا بشريط كاسيت يحمل عنوان مثير للاشمئزاز وينذر بقرب العودة لعصر الجوارى والاماء وسى السيد ...العنوان هو " لست حرة "وهو موضوع شريط كاسيت جديد للمدعو محمد حسين يعقوب ذو الشعبية الواسعة بين اوساط الشباب الطائش من ابناء الدعوة السلفية فى الوقت الراهن
ولا يستغرب هذا على رجل من أمثال محمد حسين يعقوب الذى يعرف بزيجاتة المتعدد حتى لقبة البعض ب "شهريار الدعوة السلفية " ويعرف عنة أنة تزوج من أكثر من اربعة واستغل ظروف وفاة زوجتة الأخيرة لكى يتزوج من خامسة ليحطم بذالك الرقم القياسي بين اصحاب الزيجات المتعدد من اقطاب الدعوة السلفية المتطرفة
ومن خلال هذا الشريط يعرض لرجل التوجة الفكرى الخاص بالدعوة السلفية فى مخاطبتهم للمرأة ...فهم يؤمنون بأن النكاح رق وأن المرأة ماهى الا أمة فى بيت زوجها وأن زوجها هو سيدها الذى يجب أن لا يخالف أمرة أو حتى يختلف معة فى الرأى
فهو يطالب المرأة بأن تعود أدراجها مرة أخرى الى بيتها ...ذليلة ...صاغرة ...مطيعة لزوجها فى غير مناقشة أو محاولة لفهم وجهات النظر بينهما
وهو أيضا يطالب بعدم السماح للمرأة بارتياد الجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات التربوية لأنها يجب أن لا تظهر على رجال أجانب (على حد تعبيرة ) ...فهو يحصر وظيفة المرأة فى عدة أمور ذكرها نصا "الغسيل والطبخ والكنس ....ورعاية الاطفال "فالمرأة فى نظرة ماهى الا حشرة ادمية خلقت لاشباع الرغبات السادية للالة الذى تجسد على هيئة ذكر
لقد تذكرت عند سماعى لهذا الشريط ما كان يفعلة أبناء صعيد مصر ممن يعرفون بالتشدد المغالى فية فى العادات والتقاليد عندما سمعوا عن قدوم الحملة الفرنسية بزعامة نابليون بونابرت وخافوا على شرف نسائهم (الشرف هنا يترجم حرفيا الى كلمتين هما ...غشاء البكارة ) فقاموا بدفنهن أحياء حفاظا على شرفهن
فهل سننتظر اليوم الذى يحكم فية هؤلاء الاسلاميون بلادنا لكى يفعلوا ما كان يفعلة أبناء الصعيد فى سالف عهودهم ؟
انة يجب علينا أن نحارب هذا الفكر المتشدد بكل ما أوتينا من قوة فاننا ان لم نتصدى لة فى هذة الأيام فعلينا أن نتحمل نتائج ضعفنا وتخاذلنا التى ستكون من اوخم العواقب التى تنتظرنا جراء سماحنا لمثل هذا الفكر فى التغلغل والانتشار بين ابنائنا الذين هم أملنا فى الغد
فان هذة الافكار ماهى الا محاولات من دول عربية استعمارية لفرض ثقافتها المتشددة علينا تمهيدا لغزونا عسكريا ومحو تراثنا الحضارى الذى يحسدوننا علية ...فالاسلاميون يريدون دفن المرأة وهى حية ونحن سنتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة ولن ندعهم يحققون اهدافهم الخبيثة ...فهم فئة ضالة ينبغى ان نستأصل شأفتها .....ونقطع دابـــــــــرها

الاسلاميون والمرأة

علاقة الفكر الاسلامى بالمرأة علاقة قديمة جدا لم تنشأفى العصر الراهن فقط ....لكنها ظهرت على الساحة خلال القرن الماضى عندما أفاق المجتمع من سباتة العميق وأدرك دور المرأة الحيوى الايجابى الفعال ...والمهمل ( فى الوقت ذاتة ) فى المجتمع ....وأدرك ضرورة النهوض بالمرأة فى جميع المجالات ووجوب مساواتها فى جميع الحقوق والواجبات
فى البداية ...تصدى الفكر الاسلامى والذى كان يمثل بالأزهر فى مصر والمؤسسات الدينية الأخرى بالبلاد الاسلامية لهذا التوجة الفكرى الاصلاحى الجديد وكانت اللغة التى يتحدث بها هؤلاء الاسلاميين فى معرض ردهم على اصحاب هذا التوجة هى لغة مقاومة التغريب ومحاولات الاستعمار فرض ثقافتة المغرضة (على حد زعمهم ) فى البلاد العربية والاسلامية
ولم تنطلى هذة الحيلة على أحد....لأن اكثر المنادين بتحرير المرأة فى هذا الزمن كانوا من الوطنيين المناهضين للاستعمار الأجنبى للبلاد العربية ....وكانوا من ألد أعداء الاستعمار وأشد خصومة عداوة لة .مثل قاسم أمين وسعد زغلول والشيخ محمد عبدة
وكانت لغة هؤلاء فى الحوار هى الرجوع الى الشريعة الاسلامية فى تقييم الحقوق المشروعة للمرأة كبداية على الطريق المؤدى الى تحريرها نهائيا من القيود التى فرضت عليها من قبل المجتمع او الدين
وقد قوبل هؤلاء بهجوم عنيف وحاد على الرغم من عدم تعارض رؤيتهم وأفكارهم مع الدين الاسلامى الدين الرسمى لمصر (فى ذالك الوقت ) فمثلا نجد قاسم أمين فى كتابية اللذين أثارا جدلا واسعا فى الأوساط العربية وقتها لم يستدل بأى شىء خارج عن اطار الشريعة الاسلامية ...بل استند فى كل ماطالب بة الى أدلة شرعية مستخرجة من الكتاب والسنة
وعلى الرغم من هذا فقد هوجم هذا الكاتب بعنف من قبل المؤسسات الدينية فى البلاد العربية الى درجة اتهام البعض لة بالردة عن الاسلام ....وهى التهمة التى تلصق عمدا بكل من يحاول اصلاح الأوضاع الاجتماعية المتردية فى البلاد العربية على مر العصور
وعلى الرغم من ذالك نجد بعض علماء الأزهر قد أيدوة وسعواغ الى نشر أفكارة مثل الزعيم المصرى سعد زغلول الأزهرى النشأة والشيخ محمد عبدة مفتى الديار المصرية فى تلك الحقبة من القرن الماضى
وعندما وجد علماء الأزهر والقائمين على المؤسسات الدينية الأخرى أن طريقتهم فى التحاور لم تعد مقنعة لأنها تتشدد فى الدين لدرجة لم يطالب بها الدين أصلا ....سرعان ماتغير موقفهم ورفعوا الراية البيضاء وارتدوا مسوح الاصلاح والمدنية والتحضر وسلموا بصحة كل ما أوردة قاسم أمين فى كتابية "تحرير المرأة "و"المرأة الجديدة "وبدأوا بتغيير سياستهم المتشددة الى أخرى متحضرة بعض الشىء
عندها ....وجد الفكر الاصلاحى أن المرحلة الأولى لنشر الوعى بأهمية دور المرأة فى المجتمع قد كللت بالنجاح ووجد أن الناس قد بدأوا تدريجيا بالاستجابة لة نتيجة لتأييد علماء الأزهر لدعاتة ...عندها بدأ الفكر الاصلاحى يخطو خطوتة الثانية نحو النهوض بالمرأة فى خطوة اصلاحية شاملة تستهدف ازالة القيود التى وضعها المجتمع والاسلام على المرأة ....ونعنى بالقيود هنا الموانع التى تعوق المرأة عن الوصول الى الغاية المرجوة من الاصلاح وهى مساواتها الكاملة بالرجل فى كافة الحقوق والواجبات
فبدأوا بالمطالبة بالغاء المعاملة اللانسانية التى تعامل الاسلام بها مع المرأة فى كافة المجالات وفى جميع اوقات حياتها بدئا من وقت ولادتها وانتهاءا بوفاتها.....فبدأوا بالمطالبة بالغاء تعدد الزوجات الذى كان قد انتشر بصورة مثيرة للاشمئزاز والذى شرعة الاسلام تـأييدا لأنانية الرجل الذى يريد أن يمتلك النساء كلهن تحت يدة وبدأت هذة الدعوات الاصلاحية تؤتى ثمارها فى بعض البلدان العربية مثل تونس التى حرمت تعدد الزوجات وقيدت الطلاق وأعطت المرأة كافة حقوقها المشروعة فى العمل والتعليم والاختلاط بين الجنسين
وكان من الطبيعى أن ينشأ فكر مناهض لمثل هذة الأفكر الاصلاحية ....فبدأت بعض الدول العربية التى كان لديها بعض النوايا الاستعمارية فى محاولة تصدير فكرها الرجعى المتطرف الى بعض الدول العربية التى بدأت السير على طريق المدنية والتحضر....فوجدنا دولة مثل السعودية تصدر لنا فكرها الاسلامى المتشدد عن طريق مايسمى بالدعوة السلفية والتى بدأت فى الانتشار فى مصر فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى كان ورائها أهداف أخرى استعمارية حاولت بها السعودية استعمار مصر فكريا وثقافيا تمهيدا لاستعمارها عسكريا وسياسيا تحت شعار اعادة دولة الخلافة الاسلامية التى بادت وانقرضت قبل قرن من الزمان
وبدأهذا الفكر ينتشر ويتغلغل بين شباب هذا العصر لدرجة مرعبة ومخيفة تنذر بتردى الأوضاع واشتعال الموقف
وقد وجد أن اهداف الدعوة السلفية (كما هو واضح من اسمها ) تنحصر فى اعادة الوضع العام الى ماكان علية فى عهد السلف الصالح (على حد تعبيرهم ) وهم يخصون المرأة بجزء كبير جدا من تفكيرهم ويطالبونها بالعودة الى سالف عهدها وارتداء البرقع الذى خلعتة قبل حوالى نصف قرن ....فنجد مثلا أحد اقطاب هذة الجماعة وهو الدكتور محمد اسماعيل يضع كتابا كاملا يتحدث فية عن المرأة وخطورة المناداة بتحريرها ....ويحمل بشدة فى كتابة هذا "عودة الحجاب " على دعاة الاصلاح من
امثال قاسم أمين مع اعترافة الضمنة بـــأنة لم يخرج فى كتابية عن الاطار الذى حددتة الشريعة الاسلامية بالنسبة للمرأة
الأدهى والأغرب من ذالك هو ظهور بعض اقطاب هذة الجماعة من نجوم شرائط الكاسيت الذين تباع شرائطهم على الأرصفى وداخل محطات مترو الأنفاق والقطارات والتى تتسابق عليهم شركات الانتاج الصوتى لانتاج اخر محاضراتهم على أشرطة كاسيت توزع بصورة مثيرة للدهشة والتساؤل عن مدى تغلغل هذا الفكر المتطرف فى عقول ابناء الشعب المصرى
الأكثر غرابة من ذالك هو خروج أحد هؤلاء المتطرفين دينيا بشريط كاسيت يحمل عنوان مثير للاشمئزاز وينذر بقرب العودة لعصر الجوارى والاماء وسى السيد ...العنوان هو " لست حرة "وهو موضوع شريط كاسيت جديد للمدعو محمد حسين يعقوب ذو الشعبية الواسعة بين اوساط الشباب الطائش من ابناء الدعوة السلفية فى الوقت الراهن
ولا يستغرب هذا على رجل من أمثال محمد حسين يعقوب الذى يعرف بزيجاتة المتعدد حتى لقبة البعض ب "شهريار الدعوة السلفية " ويعرف عنة أنة تزوج من أكثر من اربعة واستغل ظروف وفاة زوجتة الأخيرة لكى يتزوج من خامسة ليحطم بذالك الرقم القياسي بين اصحاب الزيجات المتعدد من اقطاب الدعوة السلفية المتطرفة
ومن خلال هذا الشريط يعرض لرجل التوجة الفكرى الخاص بالدعوة السلفية فى مخاطبتهم للمرأة ...فهم يؤمنون بأن النكاح رق وأن المرأة ماهى الا أمة فى بيت زوجها وأن زوجها هو سيدها الذى يجب أن لا يخالف أمرة أو حتى يختلف معة فى الرأى
فهو يطالب المرأة بأن تعود أدراجها مرة أخرى الى بيتها ...ذليلة ...صاغرة ...مطيعة لزوجها فى غير مناقشة أو محاولة لفهم وجهات النظر بينهما
وهو أيضا يطالب بعدم السماح للمرأة بارتياد الجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات التربوية لأنها يجب أن لا تظهر على رجال أجانب (على حد تعبيرة ) ...فهو يحصر وظيفة المرأة فى عدة أمور ذكرها نصا "الغسيل والطبخ والكنس ....ورعاية الاطفال "فالمرأة فى نظرة ماهى الا حشرة ادمية خلقت لاشباع الرغبات السادية للالة الذى تجسد على هيئة ذكر
لقد تذكرت عند سماعى لهذا الشريط ما كان يفعلة أبناء صعيد مصر ممن يعرفون بالتشدد المغالى فية فى العادات والتقاليد عندما سمعوا عن قدوم الحملة الفرنسية بزعامة نابليون بونابرت وخافوا على شرف نسائهم (الشرف هنا يترجم حرفيا الى كلمتين هما ...غشاء البكارة ) فقاموا بدفنهن أحياء حفاظا على شرفهن
فهل سننتظر اليوم الذى يحكم فية هؤلاء الاسلاميون بلادنا لكى يفعلوا ما كان يفعلة أبناء الصعيد فى سالف عهودهم ؟
انة يجب علينا أن نحارب هذا الفكر المتشدد بكل ما أوتينا من قوة فاننا ان لم نتصدى لة فى هذة الأيام فعلينا أن نتحمل نتائج ضعفنا وتخاذلنا التى ستكون من اوخم العواقب التى تنتظرنا جراء سماحنا لمثل هذا الفكر فى التغلغل والانتشار بين ابنائنا الذين هم أملنا فى الغد
فان هذة الافكار ماهى الا محاولات من دول عربية استعمارية لفرض ثقافتها المتشددة علينا تمهيدا لغزونا عسكريا ومحو تراثنا الحضارى الذى يحسدوننا علية ...فالاسلاميون يريدون دفن المرأة وهى حية ونحن سنتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة ولن ندعهم يحققون اهدافهم الخبيثة ...فهم فئة ضالة ينبغى ان نستأصل شأفتها .....ونقطع دابـــــــــرها