Saturday, December 4, 2004

لماذا نحمل الفتاة مسؤلية عبث الآخرين بها؟
منذ صغر سنى وأنا احاول أن أجد إجابة على هذا السؤال..... فخلال العقدين الذين قضيتهما فى حياتى كنت الاحظ ان تعامل المجتمع مع الفتاة يختلف اختلافا جذريا عن تعاملة مع نظيرها الذكر0



كنت أرى أن الاسر تفرق بين الابن والبنت فى طريقة معاملتهما .... وعندما أتسائل عن سبب هذة التفرقة فى المعاملة كانت الاجابة التى تتكرر على مسمعى هى .... البنت مش زى الولد ..... بلا توضيح او إفادة .... كانت هذة هى الاجابة التى أتلقاها عند طرحى لهذا السؤال0



كنت أحاول أن استوضح الامور أكثر من الذين يفترض انهم معنيون بالاجابة عن استفساراتى حول الاشياء التى احتار فى معرفتها .... فلا تزيد اجابتهم على تساؤلاتى الامور الا غموضا فوق الغموض الذى يدفعنى لطرح هذا السؤال0



كنت أرى ان هناك شيئا غامضا يخفية الناس عنى ولا يجرؤن على مصارحتى بة0



كنت أرى فى عيونهم محاولة ما من الهروب من تساؤلاتى أو الالتفاف حول اجابات هذة التساؤلات الطفولية بالاجابة عنها بطريقة ملتوية لا أتفهم منها شيئا سوى أن هناك شيئا غامضا يحيط بهذة التساؤلات ويذيدها غموضا وتعقيدا فوق الغموض والتعقيد التى احس بهما أصلا تجاهها0



عندما كبرت قليلا والتحقت بالدراسة الاعدادية فى المعاهد الازهرية وبدأت فى دراسة الفقة الاسلامى .... كنت أرى ان هناك تمييزا فى طريقة تعامل الدين مع المرأة فى أشياء كثيرة ..... أذكر منها الامر بصلاة النساء فى الصفوف الخلفية للمسجد بعيدا عن صفوف الرجال .... ومنها أن صلاة المرأة فى بيتها خير من صلاتها فى المسجد .... اذكر التمييز فى الواضح فى الزواج وعن هذا حدث ولا حرج " النكاح رق ... فلينظر أحدكم عند من تسترق كريمتة "...وغير ذالك كثير من الأمور التى صادفتها خلال دراستى الدينية بالازهر0



بدأت فى هذة السن أعى بعض الامور التى كانت خافية على وكان البعض يحاول الالتفاف حول اسئلتى حولها ..... فمن هذة الاسئلة التى كنت أطرحها دائما عندما كنت أبدأ بقرائة سورة النور " الزانى والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ..." كان هناك سؤال دائما ما كنت أطرحة وأجد العديد من الاجابات فى انتظارى حولة .... وهو مامعنى الزنى وماهو الزانى وماهى الزانية .... الخ0



كنت أعلم من واقع العقوبة التى فرضها القران على هذا الفعل أنها جريمة شنعاء لا تغتفر .... لكننى لم أكن أعرف ما هى نوعية هذة الجريمة ولذالك كنت اتسائل عن معنى هذا المصطلح الذى كان يطاردنى عندما كنت ابدأ بقراءة سورة النور كما كان يطاردنى عندما اتصفح فى طفولتى كتب الفقة التى كان والدى يقتنيها ضمن مجلدات مكتبتة .... وكانت الاجابات التى اتلقاها من الذين اسألهم تصحبها نبرة استهزاء وتعجب من هذا السؤال الذى يصدر من طفل فى مثل عمرى " عندما كنت صغيرا " وبالطبع كان هناك التفافا حول الاجابات فمرة كانت الاجابة بان الزنى هو القتل... ومرة تكون الاجابة بأنة سرقة مال الغير .... وثالثة بعدم اداء الواجب المدرسي .... ورابعة بلعب الكرة فى الشارع .... وخامسة باللهو مع الفتيات .... وسادسة بعدم الذهاب الى المدرسة دون عذر .... الى اخر هذة الاجابات التى كانت تصدر ممن يفترض أن من واجبهم تجاهى توضيح مثل هذة الأمور .


ولكن وفى احد الايام .... وفى درس من الدروس التى كانت تعقد فى الجامع المجاور لبيتنا .... تجرأت وكتبت هذا السؤال فى ورقة وبعثتها الى الشيخ الذى كان يلقى الدرس ضمن الاسئلة التى كانت ترسل الية فى ورق ويجيب عليها بعد انتهائة من الدرس ..... ولكنة لم يكن يتوقع ان يكون هذا السؤال قد صدر عن طفل يجهل معنى هذا الفعل .... فاعتبرة سؤالا من شخص يسأل عن معنى اخر .... فكانت الاجابة بأن النبى صلى اللة علية وسلم قال ... العين تزنى وزناها النظر ... والاذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس .... والفرج يصدق ذالك او يكذبة 0



لم تشف هذة الاجابة غليلى ولم اعرف ما هو المعنى المقصود من هذا الفعل .... واحتجت لخمس سنوات بعد ذالك لكى افهم هذا المعنى0



هذا مثال بسيط لتعامل مجتمعنا مع التساؤلات التى يطرحها الاطفال ويعبث الاباء بها ويلفون ويدورون ويتهربون من اجابتهم عليها .... وانى اتسائل ... مالذى كان سيضرنى ان عرفت انا الاجابة على هذا السؤال فى هذة السن المبكرة....؟.... هل كان ذالك كفيل بتدمير اخلاقى ؟.... هل اطلاع الاطفال الصغار على الموضوعات الخاصة بالجنس يعد من المحرمات او الكبائر .... ام هذة امور تقتصر نعرفتها على الكبار دون ان يكون للصغار ادنى خلفية عنها 0



كثيرا ما يسأل الصغار اسالة شتى عن اشياء ما تحدث ويجيب والديهم على تساؤلاتهم بمنتهى السطحية والبعد عن الواقع .... فمثلا نجد ان اكثر الاطفال يسألون ابائهم عن كيفية مجيئهم الى هذة الدنيا .... بمعنى من اين جاءوا ؟.... وتخجل الام من مصارحتهم بالحقيقة وتقول لهم فى جنون واضح انها قد وجدتة على عتبة باب المسجد .... فيصدق الطفل هذة الحكايو ويتنكر لامة ويذهب للبحث عن نسبة عند باب المسجد0



واخرى تلقى فى روع طفلها اشياء تخالف الطبيعة البيولوجية .... فعندما يسألها طفلها عن كيفية ولادتها لة فتخجل المسكينة من شرح كيف حدثت عملية ولادة طفلها وتقول لة مثلا انها كانت تأكل ذات يوم حتى امتلأت بطنها وتقيأت ماأكلتة وكانت المفاجأة ان الطعام الذى اكلتة قد كونة ليخرج من فمها .... الى اخر هذة الاشياء التى تدفع بالابناء الى الجنون وتصور الواقع على غير ما هو علية وفى النهاية اتهام الوالدين بالكذب عليهما ومواربتهما للحقائق التى يجب عليهما توضيحها لطفلهما0

فمتى سنؤمن بأهمية التربية الجنسية لأطفالنا ومتى سنشفى من عقدة الجنس التى تسيطر علينا منذ نعومة أظفارنا وتجعلنا نتعامل بحذر عند مناقشة هذة القضايا أو حتى خوض تجارب من هذا النوع مع أى شريك مفترض ؟
ان استمرارنا على هذة الحالة من سطحية التفكير والاهتمام - السلبى - بهذة الأمور سوف يذيد الأمور تعقيدا على ماهى علية وسيجعلنا نتقهقر الف عام الى الوراء بعدما تقدم غيرنا وسبقنا بخطوات لا يتسنى لنا أن نحلم بأن نصل اليها الا إذا انتزعنا من عقولنا هذة الأفكار الرجعية التى تجعل الجنس رجسا من عمل الشيطان وتؤمن بة فى ذات الوقت وتعتبرة ضرورة لاستمرار الحياة !!!!!

تساؤلات طفولية

لماذا نحمل الفتاة مسؤلية عبث الآخرين بها؟
منذ صغر سنى وأنا احاول أن أجد إجابة على هذا السؤال..... فخلال العقدين الذين قضيتهما فى حياتى كنت الاحظ ان تعامل المجتمع مع الفتاة يختلف اختلافا جذريا عن تعاملة مع نظيرها الذكر0



كنت أرى أن الاسر تفرق بين الابن والبنت فى طريقة معاملتهما .... وعندما أتسائل عن سبب هذة التفرقة فى المعاملة كانت الاجابة التى تتكرر على مسمعى هى .... البنت مش زى الولد ..... بلا توضيح او إفادة .... كانت هذة هى الاجابة التى أتلقاها عند طرحى لهذا السؤال0



كنت أحاول أن استوضح الامور أكثر من الذين يفترض انهم معنيون بالاجابة عن استفساراتى حول الاشياء التى احتار فى معرفتها .... فلا تزيد اجابتهم على تساؤلاتى الامور الا غموضا فوق الغموض الذى يدفعنى لطرح هذا السؤال0



كنت أرى ان هناك شيئا غامضا يخفية الناس عنى ولا يجرؤن على مصارحتى بة0



كنت أرى فى عيونهم محاولة ما من الهروب من تساؤلاتى أو الالتفاف حول اجابات هذة التساؤلات الطفولية بالاجابة عنها بطريقة ملتوية لا أتفهم منها شيئا سوى أن هناك شيئا غامضا يحيط بهذة التساؤلات ويذيدها غموضا وتعقيدا فوق الغموض والتعقيد التى احس بهما أصلا تجاهها0



عندما كبرت قليلا والتحقت بالدراسة الاعدادية فى المعاهد الازهرية وبدأت فى دراسة الفقة الاسلامى .... كنت أرى ان هناك تمييزا فى طريقة تعامل الدين مع المرأة فى أشياء كثيرة ..... أذكر منها الامر بصلاة النساء فى الصفوف الخلفية للمسجد بعيدا عن صفوف الرجال .... ومنها أن صلاة المرأة فى بيتها خير من صلاتها فى المسجد .... اذكر التمييز فى الواضح فى الزواج وعن هذا حدث ولا حرج " النكاح رق ... فلينظر أحدكم عند من تسترق كريمتة "...وغير ذالك كثير من الأمور التى صادفتها خلال دراستى الدينية بالازهر0



بدأت فى هذة السن أعى بعض الامور التى كانت خافية على وكان البعض يحاول الالتفاف حول اسئلتى حولها ..... فمن هذة الاسئلة التى كنت أطرحها دائما عندما كنت أبدأ بقرائة سورة النور " الزانى والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ..." كان هناك سؤال دائما ما كنت أطرحة وأجد العديد من الاجابات فى انتظارى حولة .... وهو مامعنى الزنى وماهو الزانى وماهى الزانية .... الخ0



كنت أعلم من واقع العقوبة التى فرضها القران على هذا الفعل أنها جريمة شنعاء لا تغتفر .... لكننى لم أكن أعرف ما هى نوعية هذة الجريمة ولذالك كنت اتسائل عن معنى هذا المصطلح الذى كان يطاردنى عندما كنت ابدأ بقراءة سورة النور كما كان يطاردنى عندما اتصفح فى طفولتى كتب الفقة التى كان والدى يقتنيها ضمن مجلدات مكتبتة .... وكانت الاجابات التى اتلقاها من الذين اسألهم تصحبها نبرة استهزاء وتعجب من هذا السؤال الذى يصدر من طفل فى مثل عمرى " عندما كنت صغيرا " وبالطبع كان هناك التفافا حول الاجابات فمرة كانت الاجابة بان الزنى هو القتل... ومرة تكون الاجابة بأنة سرقة مال الغير .... وثالثة بعدم اداء الواجب المدرسي .... ورابعة بلعب الكرة فى الشارع .... وخامسة باللهو مع الفتيات .... وسادسة بعدم الذهاب الى المدرسة دون عذر .... الى اخر هذة الاجابات التى كانت تصدر ممن يفترض أن من واجبهم تجاهى توضيح مثل هذة الأمور .


ولكن وفى احد الايام .... وفى درس من الدروس التى كانت تعقد فى الجامع المجاور لبيتنا .... تجرأت وكتبت هذا السؤال فى ورقة وبعثتها الى الشيخ الذى كان يلقى الدرس ضمن الاسئلة التى كانت ترسل الية فى ورق ويجيب عليها بعد انتهائة من الدرس ..... ولكنة لم يكن يتوقع ان يكون هذا السؤال قد صدر عن طفل يجهل معنى هذا الفعل .... فاعتبرة سؤالا من شخص يسأل عن معنى اخر .... فكانت الاجابة بأن النبى صلى اللة علية وسلم قال ... العين تزنى وزناها النظر ... والاذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس .... والفرج يصدق ذالك او يكذبة 0



لم تشف هذة الاجابة غليلى ولم اعرف ما هو المعنى المقصود من هذا الفعل .... واحتجت لخمس سنوات بعد ذالك لكى افهم هذا المعنى0



هذا مثال بسيط لتعامل مجتمعنا مع التساؤلات التى يطرحها الاطفال ويعبث الاباء بها ويلفون ويدورون ويتهربون من اجابتهم عليها .... وانى اتسائل ... مالذى كان سيضرنى ان عرفت انا الاجابة على هذا السؤال فى هذة السن المبكرة....؟.... هل كان ذالك كفيل بتدمير اخلاقى ؟.... هل اطلاع الاطفال الصغار على الموضوعات الخاصة بالجنس يعد من المحرمات او الكبائر .... ام هذة امور تقتصر نعرفتها على الكبار دون ان يكون للصغار ادنى خلفية عنها 0



كثيرا ما يسأل الصغار اسالة شتى عن اشياء ما تحدث ويجيب والديهم على تساؤلاتهم بمنتهى السطحية والبعد عن الواقع .... فمثلا نجد ان اكثر الاطفال يسألون ابائهم عن كيفية مجيئهم الى هذة الدنيا .... بمعنى من اين جاءوا ؟.... وتخجل الام من مصارحتهم بالحقيقة وتقول لهم فى جنون واضح انها قد وجدتة على عتبة باب المسجد .... فيصدق الطفل هذة الحكايو ويتنكر لامة ويذهب للبحث عن نسبة عند باب المسجد0



واخرى تلقى فى روع طفلها اشياء تخالف الطبيعة البيولوجية .... فعندما يسألها طفلها عن كيفية ولادتها لة فتخجل المسكينة من شرح كيف حدثت عملية ولادة طفلها وتقول لة مثلا انها كانت تأكل ذات يوم حتى امتلأت بطنها وتقيأت ماأكلتة وكانت المفاجأة ان الطعام الذى اكلتة قد كونة ليخرج من فمها .... الى اخر هذة الاشياء التى تدفع بالابناء الى الجنون وتصور الواقع على غير ما هو علية وفى النهاية اتهام الوالدين بالكذب عليهما ومواربتهما للحقائق التى يجب عليهما توضيحها لطفلهما0

فمتى سنؤمن بأهمية التربية الجنسية لأطفالنا ومتى سنشفى من عقدة الجنس التى تسيطر علينا منذ نعومة أظفارنا وتجعلنا نتعامل بحذر عند مناقشة هذة القضايا أو حتى خوض تجارب من هذا النوع مع أى شريك مفترض ؟
ان استمرارنا على هذة الحالة من سطحية التفكير والاهتمام - السلبى - بهذة الأمور سوف يذيد الأمور تعقيدا على ماهى علية وسيجعلنا نتقهقر الف عام الى الوراء بعدما تقدم غيرنا وسبقنا بخطوات لا يتسنى لنا أن نحلم بأن نصل اليها الا إذا انتزعنا من عقولنا هذة الأفكار الرجعية التى تجعل الجنس رجسا من عمل الشيطان وتؤمن بة فى ذات الوقت وتعتبرة ضرورة لاستمرار الحياة !!!!!
لماذا نحمل الفتاة مسؤلية عبث الآخرين بها؟
منذ صغر سنى وأنا احاول أن أجد إجابة على هذا السؤال..... فخلال العقدين الذين قضيتهما فى حياتى كنت الاحظ ان تعامل المجتمع مع الفتاة يختلف اختلافا جذريا عن تعاملة مع نظيرها الذكر0



كنت أرى أن الاسر تفرق بين الابن والبنت فى طريقة معاملتهما .... وعندما أتسائل عن سبب هذة التفرقة فى المعاملة كانت الاجابة التى تتكرر على مسمعى هى .... البنت مش زى الولد ..... بلا توضيح او إفادة .... كانت هذة هى الاجابة التى أتلقاها عند طرحى لهذا السؤال0



كنت أحاول أن استوضح الامور أكثر من الذين يفترض انهم معنيون بالاجابة عن استفساراتى حول الاشياء التى احتار فى معرفتها .... فلا تزيد اجابتهم على تساؤلاتى الامور الا غموضا فوق الغموض الذى يدفعنى لطرح هذا السؤال0



كنت أرى ان هناك شيئا غامضا يخفية الناس عنى ولا يجرؤن على مصارحتى بة0



كنت أرى فى عيونهم محاولة ما من الهروب من تساؤلاتى أو الالتفاف حول اجابات هذة التساؤلات الطفولية بالاجابة عنها بطريقة ملتوية لا أتفهم منها شيئا سوى أن هناك شيئا غامضا يحيط بهذة التساؤلات ويذيدها غموضا وتعقيدا فوق الغموض والتعقيد التى احس بهما أصلا تجاهها0



عندما كبرت قليلا والتحقت بالدراسة الاعدادية فى المعاهد الازهرية وبدأت فى دراسة الفقة الاسلامى .... كنت أرى ان هناك تمييزا فى طريقة تعامل الدين مع المرأة فى أشياء كثيرة ..... أذكر منها الامر بصلاة النساء فى الصفوف الخلفية للمسجد بعيدا عن صفوف الرجال .... ومنها أن صلاة المرأة فى بيتها خير من صلاتها فى المسجد .... اذكر التمييز فى الواضح فى الزواج وعن هذا حدث ولا حرج " النكاح رق ... فلينظر أحدكم عند من تسترق كريمتة "...وغير ذالك كثير من الأمور التى صادفتها خلال دراستى الدينية بالازهر0



بدأت فى هذة السن أعى بعض الامور التى كانت خافية على وكان البعض يحاول الالتفاف حول اسئلتى حولها ..... فمن هذة الاسئلة التى كنت أطرحها دائما عندما كنت أبدأ بقرائة سورة النور " الزانى والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ..." كان هناك سؤال دائما ما كنت أطرحة وأجد العديد من الاجابات فى انتظارى حولة .... وهو مامعنى الزنى وماهو الزانى وماهى الزانية .... الخ0



كنت أعلم من واقع العقوبة التى فرضها القران على هذا الفعل أنها جريمة شنعاء لا تغتفر .... لكننى لم أكن أعرف ما هى نوعية هذة الجريمة ولذالك كنت اتسائل عن معنى هذا المصطلح الذى كان يطاردنى عندما كنت ابدأ بقراءة سورة النور كما كان يطاردنى عندما اتصفح فى طفولتى كتب الفقة التى كان والدى يقتنيها ضمن مجلدات مكتبتة .... وكانت الاجابات التى اتلقاها من الذين اسألهم تصحبها نبرة استهزاء وتعجب من هذا السؤال الذى يصدر من طفل فى مثل عمرى " عندما كنت صغيرا " وبالطبع كان هناك التفافا حول الاجابات فمرة كانت الاجابة بان الزنى هو القتل... ومرة تكون الاجابة بأنة سرقة مال الغير .... وثالثة بعدم اداء الواجب المدرسي .... ورابعة بلعب الكرة فى الشارع .... وخامسة باللهو مع الفتيات .... وسادسة بعدم الذهاب الى المدرسة دون عذر .... الى اخر هذة الاجابات التى كانت تصدر ممن يفترض أن من واجبهم تجاهى توضيح مثل هذة الأمور .


ولكن وفى احد الايام .... وفى درس من الدروس التى كانت تعقد فى الجامع المجاور لبيتنا .... تجرأت وكتبت هذا السؤال فى ورقة وبعثتها الى الشيخ الذى كان يلقى الدرس ضمن الاسئلة التى كانت ترسل الية فى ورق ويجيب عليها بعد انتهائة من الدرس ..... ولكنة لم يكن يتوقع ان يكون هذا السؤال قد صدر عن طفل يجهل معنى هذا الفعل .... فاعتبرة سؤالا من شخص يسأل عن معنى اخر .... فكانت الاجابة بأن النبى صلى اللة علية وسلم قال ... العين تزنى وزناها النظر ... والاذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس .... والفرج يصدق ذالك او يكذبة 0



لم تشف هذة الاجابة غليلى ولم اعرف ما هو المعنى المقصود من هذا الفعل .... واحتجت لخمس سنوات بعد ذالك لكى افهم هذا المعنى0



هذا مثال بسيط لتعامل مجتمعنا مع التساؤلات التى يطرحها الاطفال ويعبث الاباء بها ويلفون ويدورون ويتهربون من اجابتهم عليها .... وانى اتسائل ... مالذى كان سيضرنى ان عرفت انا الاجابة على هذا السؤال فى هذة السن المبكرة....؟.... هل كان ذالك كفيل بتدمير اخلاقى ؟.... هل اطلاع الاطفال الصغار على الموضوعات الخاصة بالجنس يعد من المحرمات او الكبائر .... ام هذة امور تقتصر نعرفتها على الكبار دون ان يكون للصغار ادنى خلفية عنها 0



كثيرا ما يسأل الصغار اسالة شتى عن اشياء ما تحدث ويجيب والديهم على تساؤلاتهم بمنتهى السطحية والبعد عن الواقع .... فمثلا نجد ان اكثر الاطفال يسألون ابائهم عن كيفية مجيئهم الى هذة الدنيا .... بمعنى من اين جاءوا ؟.... وتخجل الام من مصارحتهم بالحقيقة وتقول لهم فى جنون واضح انها قد وجدتة على عتبة باب المسجد .... فيصدق الطفل هذة الحكايو ويتنكر لامة ويذهب للبحث عن نسبة عند باب المسجد0



واخرى تلقى فى روع طفلها اشياء تخالف الطبيعة البيولوجية .... فعندما يسألها طفلها عن كيفية ولادتها لة فتخجل المسكينة من شرح كيف حدثت عملية ولادة طفلها وتقول لة مثلا انها كانت تأكل ذات يوم حتى امتلأت بطنها وتقيأت ماأكلتة وكانت المفاجأة ان الطعام الذى اكلتة قد كونة ليخرج من فمها .... الى اخر هذة الاشياء التى تدفع بالابناء الى الجنون وتصور الواقع على غير ما هو علية وفى النهاية اتهام الوالدين بالكذب عليهما ومواربتهما للحقائق التى يجب عليهما توضيحها لطفلهما0

فمتى سنؤمن بأهمية التربية الجنسية لأطفالنا ومتى سنشفى من عقدة الجنس التى تسيطر علينا منذ نعومة أظفارنا وتجعلنا نتعامل بحذر عند مناقشة هذة القضايا أو حتى خوض تجارب من هذا النوع مع أى شريك مفترض ؟
ان استمرارنا على هذة الحالة من سطحية التفكير والاهتمام - السلبى - بهذة الأمور سوف يذيد الأمور تعقيدا على ماهى علية وسيجعلنا نتقهقر الف عام الى الوراء بعدما تقدم غيرنا وسبقنا بخطوات لا يتسنى لنا أن نحلم بأن نصل اليها الا إذا انتزعنا من عقولنا هذة الأفكار الرجعية التى تجعل الجنس رجسا من عمل الشيطان وتؤمن بة فى ذات الوقت وتعتبرة ضرورة لاستمرار الحياة !!!!!

تساؤلات طفولية

لماذا نحمل الفتاة مسؤلية عبث الآخرين بها؟
منذ صغر سنى وأنا احاول أن أجد إجابة على هذا السؤال..... فخلال العقدين الذين قضيتهما فى حياتى كنت الاحظ ان تعامل المجتمع مع الفتاة يختلف اختلافا جذريا عن تعاملة مع نظيرها الذكر0



كنت أرى أن الاسر تفرق بين الابن والبنت فى طريقة معاملتهما .... وعندما أتسائل عن سبب هذة التفرقة فى المعاملة كانت الاجابة التى تتكرر على مسمعى هى .... البنت مش زى الولد ..... بلا توضيح او إفادة .... كانت هذة هى الاجابة التى أتلقاها عند طرحى لهذا السؤال0



كنت أحاول أن استوضح الامور أكثر من الذين يفترض انهم معنيون بالاجابة عن استفساراتى حول الاشياء التى احتار فى معرفتها .... فلا تزيد اجابتهم على تساؤلاتى الامور الا غموضا فوق الغموض الذى يدفعنى لطرح هذا السؤال0



كنت أرى ان هناك شيئا غامضا يخفية الناس عنى ولا يجرؤن على مصارحتى بة0



كنت أرى فى عيونهم محاولة ما من الهروب من تساؤلاتى أو الالتفاف حول اجابات هذة التساؤلات الطفولية بالاجابة عنها بطريقة ملتوية لا أتفهم منها شيئا سوى أن هناك شيئا غامضا يحيط بهذة التساؤلات ويذيدها غموضا وتعقيدا فوق الغموض والتعقيد التى احس بهما أصلا تجاهها0



عندما كبرت قليلا والتحقت بالدراسة الاعدادية فى المعاهد الازهرية وبدأت فى دراسة الفقة الاسلامى .... كنت أرى ان هناك تمييزا فى طريقة تعامل الدين مع المرأة فى أشياء كثيرة ..... أذكر منها الامر بصلاة النساء فى الصفوف الخلفية للمسجد بعيدا عن صفوف الرجال .... ومنها أن صلاة المرأة فى بيتها خير من صلاتها فى المسجد .... اذكر التمييز فى الواضح فى الزواج وعن هذا حدث ولا حرج " النكاح رق ... فلينظر أحدكم عند من تسترق كريمتة "...وغير ذالك كثير من الأمور التى صادفتها خلال دراستى الدينية بالازهر0



بدأت فى هذة السن أعى بعض الامور التى كانت خافية على وكان البعض يحاول الالتفاف حول اسئلتى حولها ..... فمن هذة الاسئلة التى كنت أطرحها دائما عندما كنت أبدأ بقرائة سورة النور " الزانى والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ..." كان هناك سؤال دائما ما كنت أطرحة وأجد العديد من الاجابات فى انتظارى حولة .... وهو مامعنى الزنى وماهو الزانى وماهى الزانية .... الخ0



كنت أعلم من واقع العقوبة التى فرضها القران على هذا الفعل أنها جريمة شنعاء لا تغتفر .... لكننى لم أكن أعرف ما هى نوعية هذة الجريمة ولذالك كنت اتسائل عن معنى هذا المصطلح الذى كان يطاردنى عندما كنت ابدأ بقراءة سورة النور كما كان يطاردنى عندما اتصفح فى طفولتى كتب الفقة التى كان والدى يقتنيها ضمن مجلدات مكتبتة .... وكانت الاجابات التى اتلقاها من الذين اسألهم تصحبها نبرة استهزاء وتعجب من هذا السؤال الذى يصدر من طفل فى مثل عمرى " عندما كنت صغيرا " وبالطبع كان هناك التفافا حول الاجابات فمرة كانت الاجابة بان الزنى هو القتل... ومرة تكون الاجابة بأنة سرقة مال الغير .... وثالثة بعدم اداء الواجب المدرسي .... ورابعة بلعب الكرة فى الشارع .... وخامسة باللهو مع الفتيات .... وسادسة بعدم الذهاب الى المدرسة دون عذر .... الى اخر هذة الاجابات التى كانت تصدر ممن يفترض أن من واجبهم تجاهى توضيح مثل هذة الأمور .


ولكن وفى احد الايام .... وفى درس من الدروس التى كانت تعقد فى الجامع المجاور لبيتنا .... تجرأت وكتبت هذا السؤال فى ورقة وبعثتها الى الشيخ الذى كان يلقى الدرس ضمن الاسئلة التى كانت ترسل الية فى ورق ويجيب عليها بعد انتهائة من الدرس ..... ولكنة لم يكن يتوقع ان يكون هذا السؤال قد صدر عن طفل يجهل معنى هذا الفعل .... فاعتبرة سؤالا من شخص يسأل عن معنى اخر .... فكانت الاجابة بأن النبى صلى اللة علية وسلم قال ... العين تزنى وزناها النظر ... والاذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس .... والفرج يصدق ذالك او يكذبة 0



لم تشف هذة الاجابة غليلى ولم اعرف ما هو المعنى المقصود من هذا الفعل .... واحتجت لخمس سنوات بعد ذالك لكى افهم هذا المعنى0



هذا مثال بسيط لتعامل مجتمعنا مع التساؤلات التى يطرحها الاطفال ويعبث الاباء بها ويلفون ويدورون ويتهربون من اجابتهم عليها .... وانى اتسائل ... مالذى كان سيضرنى ان عرفت انا الاجابة على هذا السؤال فى هذة السن المبكرة....؟.... هل كان ذالك كفيل بتدمير اخلاقى ؟.... هل اطلاع الاطفال الصغار على الموضوعات الخاصة بالجنس يعد من المحرمات او الكبائر .... ام هذة امور تقتصر نعرفتها على الكبار دون ان يكون للصغار ادنى خلفية عنها 0



كثيرا ما يسأل الصغار اسالة شتى عن اشياء ما تحدث ويجيب والديهم على تساؤلاتهم بمنتهى السطحية والبعد عن الواقع .... فمثلا نجد ان اكثر الاطفال يسألون ابائهم عن كيفية مجيئهم الى هذة الدنيا .... بمعنى من اين جاءوا ؟.... وتخجل الام من مصارحتهم بالحقيقة وتقول لهم فى جنون واضح انها قد وجدتة على عتبة باب المسجد .... فيصدق الطفل هذة الحكايو ويتنكر لامة ويذهب للبحث عن نسبة عند باب المسجد0



واخرى تلقى فى روع طفلها اشياء تخالف الطبيعة البيولوجية .... فعندما يسألها طفلها عن كيفية ولادتها لة فتخجل المسكينة من شرح كيف حدثت عملية ولادة طفلها وتقول لة مثلا انها كانت تأكل ذات يوم حتى امتلأت بطنها وتقيأت ماأكلتة وكانت المفاجأة ان الطعام الذى اكلتة قد كونة ليخرج من فمها .... الى اخر هذة الاشياء التى تدفع بالابناء الى الجنون وتصور الواقع على غير ما هو علية وفى النهاية اتهام الوالدين بالكذب عليهما ومواربتهما للحقائق التى يجب عليهما توضيحها لطفلهما0

فمتى سنؤمن بأهمية التربية الجنسية لأطفالنا ومتى سنشفى من عقدة الجنس التى تسيطر علينا منذ نعومة أظفارنا وتجعلنا نتعامل بحذر عند مناقشة هذة القضايا أو حتى خوض تجارب من هذا النوع مع أى شريك مفترض ؟
ان استمرارنا على هذة الحالة من سطحية التفكير والاهتمام - السلبى - بهذة الأمور سوف يذيد الأمور تعقيدا على ماهى علية وسيجعلنا نتقهقر الف عام الى الوراء بعدما تقدم غيرنا وسبقنا بخطوات لا يتسنى لنا أن نحلم بأن نصل اليها الا إذا انتزعنا من عقولنا هذة الأفكار الرجعية التى تجعل الجنس رجسا من عمل الشيطان وتؤمن بة فى ذات الوقت وتعتبرة ضرورة لاستمرار الحياة !!!!!

Thursday, December 2, 2004

تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى

من أروع ماكتب الشاعر السورى الراحل نزار قبانى قصيدتة النارية التى حمل فيها على الانظمة القمعية التى تسيطر على الشعوب العربية وتمنعها من ممارسة أقل حقوقها المشروعة وتقف فى طريق تقدمها ورفعتها وعلو شأنها رائعتة " تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان " .
لقد عبر الشاعر فى هذة القصيدة بواقعية وصدق عن حال البلاد العربية فى ظل الانظمة القمعية التى تسيطر عليها وصور فى أسلوب دقيق وبالغ التأثير حال المواطن العربى الذى لا يزال يقبع تحت نير الانظمة الفاشية التى تسيطر علية وتمنعة من ممارسة أقل مايستحقة من حقوقة المشروعة .
فاليكم هذة القصيدة التى رغم أنها كتبت منذ عقود طويلة الا أنها لاتزال تعبر عن الواقع المر الذى نعيشة فى ظل الأنظمة المتخلفة التى تحكم بلادنا :



لم يبق فيهم لا أبو بكر ... ولا عثمان



جميعهم هياكل عظيمة فى متحف الزمان



تساقط الفرسان عن سروجهم



وأعلنت دويلة الخصيان



واعتقل المؤذنون فى بيوتهم



وألغى الأذان ........



جميعهم ... تضخمت أثداؤهم



وأصبحوا نسوان



جميعم يأتون بالحيض ، مشغولون بالحمل



وبالرضاعة ....



جميعهم قد ذبحوا خيولهم



وارتهنوا سيوفهم



وقدموا نسائهم هدية لقائد الرومان



ما كان يدعى ببلاد الشام يوما



صار فى الجغرافيا ....



يدعى ( يهودستان )



اللة ... يازمان ...



******



لم يبق فى دفاتر التاريخ ..



لاسيف ولا حصان



جميعهم قد تركوا نعالهم



وهربوا أموالهم



وخلفوا وراءهم أطفالهم



وانسحبوا الى مقاهى الموت والنسيان



جميعهم تخنثوا ...



تكحلوا ...



تعطروا ...



تمايلوا أغصان خيزران



حتى تظن خالدا ... سوزان



ومريما ... مروان



اللة ... يا زمان ...



******



جميعهم موتى .. ولم يبق سوى لبنان



يلبس فى كل صباح كفنا



ويشعل الجنوب إصرارا وعنفوان



جميعهم قد دخلوا جحورهم



واستمتعوا بالمسك ، والنساء ، والريحان



جميعهم مدجن ، مروض ، منافق ، مذدوج جبان



ووحدة لبنان



يصفع أمريكا بلا هوادة



ويشعل المياة والشطآن



فى حين الف حاكم مؤمرك



يأخذها بالصدر والأحضان



هل ممكن أن يعقد الإنسان صلحا دائما مع الهوان ؟



اللة ... يا زمان ...



******



هل تعرفون من أنا ؟



مواطن يسكن فى دولة ( قمعستان )



وهذة الدولة ليست نكتة مصرية



أو صورة منقولة عن كتب البديع والبيان



فأرض ( قمعستان ) جاء ذكرها ...



فى معجم البلدان ...



وأن من أهم صادراتها...



حقائبا جلدية



مصنوعة من جسد الإنسان



اللة ... يازمان...



******



هل تطلبون نبذة صغيرة عن أرض ( قمعستان )؟



تلك التى تمتد من شمال إفريقيا...



الى بلاد ( نفطستان )



تلك التى تمتد من شواطىء القهر ، الى شواطىء القتل ،



الى شواطىء السحل ، الى شواطىء الأحزان...



وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان



ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة



ويفقأون أعين الأطفال بالوراثة



ويكرهون الورق الأبيض ، والمداد والأقلام بالوراثة



وأول البنود فى دستورها :



يقضى بأن تلغى غريزة الكلام فى الإنسان



اللة ... يازمان ...



******



هل تعرفون من أنا ؟



مواطن يسكن فى دولة ( قمعستان )



مواطن ...



يحلم فى يوم من الأيام أن يصبح فى مرتبة الحيوان



مواطن يخاف أن يجلس فى المقهى ... لكى



لاتطلع الدولة من غياهب الفنجان



مواطن يخاف أن يقرب من زوجتة



قبيل أن تراقب المباحث المكان



مواطن أنا من شعب ( قمعستان )



أخاف أن أدخل اى مسجد



كى لايقال إنى رجل يمارس الإيمان



كى لايقول المخبر السرى :



إنى كنت أتلو سورة الرحمن



اللة ... يازمان ...



******



هل تعرفون الآن مادولة ( قمعستان )؟



تلك التى ألفها ... لحنها ...



أخرجها الشيطان



هل تعرفون هذة الدويلة العجيبة



حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج الى قرار



والشمس كى تطلع تحتاج الى قرار



ورغبة الزوجين فى الإنجاب



تحتاج الى قرار



وشعر من أحبها



يمنعة الشرطى أن يطير فى الريح



بلا قرار...



ما أردأ الأحوال فى دولة ( قمعستان )



حيث الذكور نسخة عن النساء



حيث النساء نسخة عن الذكور



حيث التراب يكرة البذور



وحيث كل طائر يخاف من بقية الطيور



وصاحب القرار يحتاج الى قرار



تلك هى الأحوال فى دولة ( قمعستان )



اللة ... يازمان...



******



يا أصدقائى :



إننى مواطن يسكن فى مدينة ليس بها سكان



ليس لها شوارع



ليس لها أرصفة



ليس لها نوافذ



ليس لها جدران



ليس بها جرائد



غير التى تطبعها مطابع السلطان



عنوانها ؟



اخاف أن أبوح بالعنوان



كل الذى أعرفة



أن الذى يقودة الحظ الى مدينتى



يرحمة الرحمن ....



******



يا أصدقائى :



ماهو الشعر إذا لم يعلن العصيان؟



وماهو الشعر إذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان ؟



وماهو الشعر إذا لم يحدث الزلزال



فى الزمان والمكان



وماهو الشعر إذا لم يخلع التاج الذى يلبسة



كسرى أنو شروان ؟



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الملايين التى تجهل حتى الآن ماهو النهار



وماهو الفارق بين الغصن والعصفور



وماهو الفارق بين الورد والمنثور



وما هو الفارق بين النهد والرمانة



وماهو الفارق بين البحر والزنزانة



وماهو الفارق بين القمر الأخضر والقرنفلة



وبين حد كلمة شجاعة ،



وبين حد المقصلة ....



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الملايين التى تساق نحو الذبح كالقطعان



باسم الملايين التى انتزعت اجفانهم



واختلعت اسنانهم



وذوبوا فى حامض الكبريت كالديدان



باسم الذين مالهم صوت...



ولا رأى ...



ولا لسان ...



سأعلن العصيان



******



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الجماهير التى تجلس كالأبقار



تحت الشاشة الصغيرة



باسم الجماهير التىيسقونها الولاء



بالملاعق الكبيرة



باسم الجماهير التى تركب كالبعير



من مشرق الشمس الى مغربها



تركب كالبعير ....



ومالها من الحقوق غيرحق الماء والشعير



ومالها من الطموح غير أن تأخذ للحلاق زوجة الأمير



أو إبنة الأمير...



أو كلبة الأمير...



باسم الجماهير التى تضرع للة لكى يديم القائد العظيم



وحزمة البرسيم...



******



يا أصدقاء الشعر:



إنى شجر النار ، وإنى كاهن الأشواق



والناطق الرسمى عن خمسين مليونا من العشاق



على يدى ينام أهل الحب والحنين



فمرة أجعلهم حمائما



ومرة أجعلهم أشجار ياسمين



يا أصدقائى



اننى الجرح الذى يرفض دوما



سلطة السكين .....



******



يا أصدقائى الرائعين :



أنا الشفاة للذين مالهم شفاة



أنا العيون للذين مالهم عيون



أنا كتاب البحر للذين ليس يقرأون



أنا الكتابات التى يحفرها الدمع على عنابر السجون



أنا كهذا العصر ، ياحبيبتى



أواجة الجنون بالجنون



وأكسر الأشياء فى طفولة



وفى دمى رائحة الثورة والليمون



أنا كما عرفتمونى دائما



هوايتى أن أكسر القانون



أنا كما عرفتمونى دائما



أكون بالشعر ... وإلا لا أريد ان أكون...



******



يا أصدقائى:



أنتم الشعر الحقيقى



ولا يهم أن يضحك ... أو يعبس ..



أو أن يغضب السلطان ...



أنتم سلاطينى ....



ومنكم أستمد المجد ، والقوة والسلطان ...



قصائدى ممنوعة



فى المدن التى تنام فوق الملح والحجارة



قصائدى ممنوعة



لأنها تحمل للإنسان عطر الحب ، والحضارة



قصائدى مرفوضة ....



لأنها لكل بيت تحمل البشارة



******



يا أصدقائى :



اننى مازلت بانتظاركم



لنوقد الشرارة

تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى

من أروع ماكتب الشاعر السورى الراحل نزار قبانى قصيدتة النارية التى حمل فيها على الانظمة القمعية التى تسيطر على الشعوب العربية وتمنعها من ممارسة أقل حقوقها المشروعة وتقف فى طريق تقدمها ورفعتها وعلو شأنها رائعتة " تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان " .
لقد عبر الشاعر فى هذة القصيدة بواقعية وصدق عن حال البلاد العربية فى ظل الانظمة القمعية التى تسيطر عليها وصور فى أسلوب دقيق وبالغ التأثير حال المواطن العربى الذى لا يزال يقبع تحت نير الانظمة الفاشية التى تسيطر علية وتمنعة من ممارسة أقل مايستحقة من حقوقة المشروعة .
فاليكم هذة القصيدة التى رغم أنها كتبت منذ عقود طويلة الا أنها لاتزال تعبر عن الواقع المر الذى نعيشة فى ظل الأنظمة المتخلفة التى تحكم بلادنا :



لم يبق فيهم لا أبو بكر ... ولا عثمان



جميعهم هياكل عظيمة فى متحف الزمان



تساقط الفرسان عن سروجهم



وأعلنت دويلة الخصيان



واعتقل المؤذنون فى بيوتهم



وألغى الأذان ........



جميعهم ... تضخمت أثداؤهم



وأصبحوا نسوان



جميعم يأتون بالحيض ، مشغولون بالحمل



وبالرضاعة ....



جميعهم قد ذبحوا خيولهم



وارتهنوا سيوفهم



وقدموا نسائهم هدية لقائد الرومان



ما كان يدعى ببلاد الشام يوما



صار فى الجغرافيا ....



يدعى ( يهودستان )



اللة ... يازمان ...



******



لم يبق فى دفاتر التاريخ ..



لاسيف ولا حصان



جميعهم قد تركوا نعالهم



وهربوا أموالهم



وخلفوا وراءهم أطفالهم



وانسحبوا الى مقاهى الموت والنسيان



جميعهم تخنثوا ...



تكحلوا ...



تعطروا ...



تمايلوا أغصان خيزران



حتى تظن خالدا ... سوزان



ومريما ... مروان



اللة ... يا زمان ...



******



جميعهم موتى .. ولم يبق سوى لبنان



يلبس فى كل صباح كفنا



ويشعل الجنوب إصرارا وعنفوان



جميعهم قد دخلوا جحورهم



واستمتعوا بالمسك ، والنساء ، والريحان



جميعهم مدجن ، مروض ، منافق ، مذدوج جبان



ووحدة لبنان



يصفع أمريكا بلا هوادة



ويشعل المياة والشطآن



فى حين الف حاكم مؤمرك



يأخذها بالصدر والأحضان



هل ممكن أن يعقد الإنسان صلحا دائما مع الهوان ؟



اللة ... يا زمان ...



******



هل تعرفون من أنا ؟



مواطن يسكن فى دولة ( قمعستان )



وهذة الدولة ليست نكتة مصرية



أو صورة منقولة عن كتب البديع والبيان



فأرض ( قمعستان ) جاء ذكرها ...



فى معجم البلدان ...



وأن من أهم صادراتها...



حقائبا جلدية



مصنوعة من جسد الإنسان



اللة ... يازمان...



******



هل تطلبون نبذة صغيرة عن أرض ( قمعستان )؟



تلك التى تمتد من شمال إفريقيا...



الى بلاد ( نفطستان )



تلك التى تمتد من شواطىء القهر ، الى شواطىء القتل ،



الى شواطىء السحل ، الى شواطىء الأحزان...



وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان



ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة



ويفقأون أعين الأطفال بالوراثة



ويكرهون الورق الأبيض ، والمداد والأقلام بالوراثة



وأول البنود فى دستورها :



يقضى بأن تلغى غريزة الكلام فى الإنسان



اللة ... يازمان ...



******



هل تعرفون من أنا ؟



مواطن يسكن فى دولة ( قمعستان )



مواطن ...



يحلم فى يوم من الأيام أن يصبح فى مرتبة الحيوان



مواطن يخاف أن يجلس فى المقهى ... لكى



لاتطلع الدولة من غياهب الفنجان



مواطن يخاف أن يقرب من زوجتة



قبيل أن تراقب المباحث المكان



مواطن أنا من شعب ( قمعستان )



أخاف أن أدخل اى مسجد



كى لايقال إنى رجل يمارس الإيمان



كى لايقول المخبر السرى :



إنى كنت أتلو سورة الرحمن



اللة ... يازمان ...



******



هل تعرفون الآن مادولة ( قمعستان )؟



تلك التى ألفها ... لحنها ...



أخرجها الشيطان



هل تعرفون هذة الدويلة العجيبة



حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج الى قرار



والشمس كى تطلع تحتاج الى قرار



ورغبة الزوجين فى الإنجاب



تحتاج الى قرار



وشعر من أحبها



يمنعة الشرطى أن يطير فى الريح



بلا قرار...



ما أردأ الأحوال فى دولة ( قمعستان )



حيث الذكور نسخة عن النساء



حيث النساء نسخة عن الذكور



حيث التراب يكرة البذور



وحيث كل طائر يخاف من بقية الطيور



وصاحب القرار يحتاج الى قرار



تلك هى الأحوال فى دولة ( قمعستان )



اللة ... يازمان...



******



يا أصدقائى :



إننى مواطن يسكن فى مدينة ليس بها سكان



ليس لها شوارع



ليس لها أرصفة



ليس لها نوافذ



ليس لها جدران



ليس بها جرائد



غير التى تطبعها مطابع السلطان



عنوانها ؟



اخاف أن أبوح بالعنوان



كل الذى أعرفة



أن الذى يقودة الحظ الى مدينتى



يرحمة الرحمن ....



******



يا أصدقائى :



ماهو الشعر إذا لم يعلن العصيان؟



وماهو الشعر إذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان ؟



وماهو الشعر إذا لم يحدث الزلزال



فى الزمان والمكان



وماهو الشعر إذا لم يخلع التاج الذى يلبسة



كسرى أنو شروان ؟



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الملايين التى تجهل حتى الآن ماهو النهار



وماهو الفارق بين الغصن والعصفور



وماهو الفارق بين الورد والمنثور



وما هو الفارق بين النهد والرمانة



وماهو الفارق بين البحر والزنزانة



وماهو الفارق بين القمر الأخضر والقرنفلة



وبين حد كلمة شجاعة ،



وبين حد المقصلة ....



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الملايين التى تساق نحو الذبح كالقطعان



باسم الملايين التى انتزعت اجفانهم



واختلعت اسنانهم



وذوبوا فى حامض الكبريت كالديدان



باسم الذين مالهم صوت...



ولا رأى ...



ولا لسان ...



سأعلن العصيان



******



من أجل هذا أعلن العصيان



باسم الجماهير التى تجلس كالأبقار



تحت الشاشة الصغيرة



باسم الجماهير التىيسقونها الولاء



بالملاعق الكبيرة



باسم الجماهير التى تركب كالبعير



من مشرق الشمس الى مغربها



تركب كالبعير ....



ومالها من الحقوق غيرحق الماء والشعير



ومالها من الطموح غير أن تأخذ للحلاق زوجة الأمير



أو إبنة الأمير...



أو كلبة الأمير...



باسم الجماهير التى تضرع للة لكى يديم القائد العظيم



وحزمة البرسيم...



******



يا أصدقاء الشعر:



إنى شجر النار ، وإنى كاهن الأشواق



والناطق الرسمى عن خمسين مليونا من العشاق



على يدى ينام أهل الحب والحنين



فمرة أجعلهم حمائما



ومرة أجعلهم أشجار ياسمين



يا أصدقائى



اننى الجرح الذى يرفض دوما



سلطة السكين .....



******



يا أصدقائى الرائعين :



أنا الشفاة للذين مالهم شفاة



أنا العيون للذين مالهم عيون



أنا كتاب البحر للذين ليس يقرأون



أنا الكتابات التى يحفرها الدمع على عنابر السجون



أنا كهذا العصر ، ياحبيبتى



أواجة الجنون بالجنون



وأكسر الأشياء فى طفولة



وفى دمى رائحة الثورة والليمون



أنا كما عرفتمونى دائما



هوايتى أن أكسر القانون



أنا كما عرفتمونى دائما



أكون بالشعر ... وإلا لا أريد ان أكون...



******



يا أصدقائى:



أنتم الشعر الحقيقى



ولا يهم أن يضحك ... أو يعبس ..



أو أن يغضب السلطان ...



أنتم سلاطينى ....



ومنكم أستمد المجد ، والقوة والسلطان ...



قصائدى ممنوعة



فى المدن التى تنام فوق الملح والحجارة



قصائدى ممنوعة



لأنها تحمل للإنسان عطر الحب ، والحضارة



قصائدى مرفوضة ....



لأنها لكل بيت تحمل البشارة



******



يا أصدقائى :



اننى مازلت بانتظاركم



لنوقد الشرارة

Tuesday, November 16, 2004

الموديل الثائرة - شعر

جلست عارية قدامى
أرسم صورتها الفتانة
قالت:
" إطبع منى نسخا شتى
تشبهنى ...
وتحل مكانى
أبغى ...
أن تستنسخ جسدى
وتعيد صياغة أعضائى
فوق الورق
أبغى ...
أن تستلهم سحرى
أن تنتزع الفتنة ..
من جنباتى
كى تطبعها ..
فى اللوحات
فتثير غرائز ..
هاتيك الحيوانات
ياهذا ....
لاتنسى أنى ...
أتمنى .. محو ذكورتهم
أسعى ..
كى أطمس عالمهم
وأحطم ..
كل معالمهم
وأدمر..
كل حضارتهم
وأدوسهم كالحشرات
أمنيتى ..
أن أبنى عرشا ..
من قضبان تناسلهم
أتمنى ..
أن أبنى قصرا ..
فوق عظام جماجمهم
أتمنى ..
أن آكل بيض مخاصيهم ..
بعد الإخصاء
أتمنى ..
أن أثأر منهم ...
فى سخرية واستهزاء
أتمنى ..
أن أجعلهم كتماثيل الشمع
كى تصفع مثل الزعماء
وتسيل على الأرض دماؤهم
مثل العين الهتانة
فارسم وتأنى فى الرسم
فإنى ساحرة فتانة "
****
فنظرت اليها ..
كى أتملى صورتها
ووضعت اللوحة والألوان ..
قبالتها
ومددت يدى نحو ذراعيها..
كى اعدلها فى جلستها
قلت لها :
كفى حركة
ونظرت الى الجسد مليا ..
وعينى تستلهم فتنتها
طرحت الفرشاة والألوان
وبدأت برسم مفاتن دميتها ...
شعرا .. فوق الورقة :
" شعرك ليل يافاتنتى
يتهدل من فوق البدر
أعنى وجهك ياسيدتى
قمر .. صورتة فى النهر
يحوى لؤلؤتان .. وخدا
مثل التفاح على الشجر
يحوى شفتان ..إذا التقيا
يخرج من بينهما سحر
أترك هذا كى استلهم
فتنة جسدك .. هذا السحر
رأسك تحملها فاتنة
بيضاء غطاها الشعر
تتفرع منها أطواق
تفنى العالم إن ضمتة
بينهما شجرة رمان
نبتت عندك فوق الصدر
بينهما أخدود يوصل
مابين السرة والنحر
أما خصرك شىء آخر
ليس لة فى الدنيا ثان
لا يشبة شيئا فى العالم
الا أجسام الغزلان
وفى منتصف كيانك ثغرة ..
أجمل نقرة ..
وجدت فى جسد الانسان
أما أسفل ذاك .. فإنى ..
لا أجرؤ أن اقرب منه ..
لا أقدر أن أفصح عنة
لا آلو وصف محاسنة
حتى لايفتر - لك - حبى
ويصير لقاءا بسرير
أو نزهة صيد عابرة
أو حرفا مات على الشفتين
أو ماءا .. بعد عناق .. أو ضم ..
سال على الفخذين "
****
صاحت بى قائلة :
ياهذا ..
هل أتممت الرسم ؟!!
قلت : بلى ..
لكن .. انتظرينى
حتى أقرأك ..
بعضا .. من أبيات الشعر
فتلوت .. الأبيات عليها
وصببت اللحن بأذنيها
وتدفقت الكلمات على مسمعها
كخرير الماء على أرض ظمآنة
فاستسلمت المسكينة ..
صائحة بى :
" لا أبغى رسما ..
مزقة
لا أبغى الصورة ..
أحرقها
لن آخذ بالصورة .. ثأرى ..
كلماتى - لاشك - ستبقى ..
لو رحلت روحى من جسدى
كلماتى ..
دوما صادقة ..
نابعة من داخل قلبى
لكن كلامهم الزور ..
سيفنى
ويصير رمادا .. عن قرب "
****
واستيقظت من الأحلام
ويدى ممسكة ..
بالأوراق وبالأقلام
وودت لو أن الحلم تطاول ..
حتى الموت
فأموت وفى مرأى عينى
هذى " الموديل " الفتانة
تلك الثائرة العريانة
هذى المبدعة السكرانة

الموديل الثائرة - شعر

جلست عارية قدامى
أرسم صورتها الفتانة
قالت:
" إطبع منى نسخا شتى
تشبهنى ...
وتحل مكانى
أبغى ...
أن تستنسخ جسدى
وتعيد صياغة أعضائى
فوق الورق
أبغى ...
أن تستلهم سحرى
أن تنتزع الفتنة ..
من جنباتى
كى تطبعها ..
فى اللوحات
فتثير غرائز ..
هاتيك الحيوانات
ياهذا ....
لاتنسى أنى ...
أتمنى .. محو ذكورتهم
أسعى ..
كى أطمس عالمهم
وأحطم ..
كل معالمهم
وأدمر..
كل حضارتهم
وأدوسهم كالحشرات
أمنيتى ..
أن أبنى عرشا ..
من قضبان تناسلهم
أتمنى ..
أن أبنى قصرا ..
فوق عظام جماجمهم
أتمنى ..
أن آكل بيض مخاصيهم ..
بعد الإخصاء
أتمنى ..
أن أثأر منهم ...
فى سخرية واستهزاء
أتمنى ..
أن أجعلهم كتماثيل الشمع
كى تصفع مثل الزعماء
وتسيل على الأرض دماؤهم
مثل العين الهتانة
فارسم وتأنى فى الرسم
فإنى ساحرة فتانة "
****
فنظرت اليها ..
كى أتملى صورتها
ووضعت اللوحة والألوان ..
قبالتها
ومددت يدى نحو ذراعيها..
كى اعدلها فى جلستها
قلت لها :
كفى حركة
ونظرت الى الجسد مليا ..
وعينى تستلهم فتنتها
طرحت الفرشاة والألوان
وبدأت برسم مفاتن دميتها ...
شعرا .. فوق الورقة :
" شعرك ليل يافاتنتى
يتهدل من فوق البدر
أعنى وجهك ياسيدتى
قمر .. صورتة فى النهر
يحوى لؤلؤتان .. وخدا
مثل التفاح على الشجر
يحوى شفتان ..إذا التقيا
يخرج من بينهما سحر
أترك هذا كى استلهم
فتنة جسدك .. هذا السحر
رأسك تحملها فاتنة
بيضاء غطاها الشعر
تتفرع منها أطواق
تفنى العالم إن ضمتة
بينهما شجرة رمان
نبتت عندك فوق الصدر
بينهما أخدود يوصل
مابين السرة والنحر
أما خصرك شىء آخر
ليس لة فى الدنيا ثان
لا يشبة شيئا فى العالم
الا أجسام الغزلان
وفى منتصف كيانك ثغرة ..
أجمل نقرة ..
وجدت فى جسد الانسان
أما أسفل ذاك .. فإنى ..
لا أجرؤ أن اقرب منه ..
لا أقدر أن أفصح عنة
لا آلو وصف محاسنة
حتى لايفتر - لك - حبى
ويصير لقاءا بسرير
أو نزهة صيد عابرة
أو حرفا مات على الشفتين
أو ماءا .. بعد عناق .. أو ضم ..
سال على الفخذين "
****
صاحت بى قائلة :
ياهذا ..
هل أتممت الرسم ؟!!
قلت : بلى ..
لكن .. انتظرينى
حتى أقرأك ..
بعضا .. من أبيات الشعر
فتلوت .. الأبيات عليها
وصببت اللحن بأذنيها
وتدفقت الكلمات على مسمعها
كخرير الماء على أرض ظمآنة
فاستسلمت المسكينة ..
صائحة بى :
" لا أبغى رسما ..
مزقة
لا أبغى الصورة ..
أحرقها
لن آخذ بالصورة .. ثأرى ..
كلماتى - لاشك - ستبقى ..
لو رحلت روحى من جسدى
كلماتى ..
دوما صادقة ..
نابعة من داخل قلبى
لكن كلامهم الزور ..
سيفنى
ويصير رمادا .. عن قرب "
****
واستيقظت من الأحلام
ويدى ممسكة ..
بالأوراق وبالأقلام
وودت لو أن الحلم تطاول ..
حتى الموت
فأموت وفى مرأى عينى
هذى " الموديل " الفتانة
تلك الثائرة العريانة
هذى المبدعة السكرانة

Thursday, November 11, 2004

جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات - أغلقوا جامعة الأزهر

كثيرا ما كنت أتسائل عن السبب الذى يدعو جامعة الأزهر الى الاستمرار حتى وقتنا هذا فى سياستها العنصرية بالفصل بين الطلبة والطالبات وذالك بجعل كليات للبنين تابعة للجامعة وكليات أخرى منفصلة عنها للبنات ..... ولكنى أعتقد أننى بالامس ... وبالأمس فقط وجدت إجابة شافية لهذا التساؤل .
فأثناء وقوفى بساحة كلية الشريعة والقانون بدمنهور - حيث أدرس - انتظارا لبدء محاضرة وجدت من يقف على مسافة غير بعيدة عنى وهو يحملق فى دفتر تدوين المحاضرات الذى أحملة معى ، فى البداية لم أعرة اهتماما ظنا منى أنة أحد الطلبة الفضوليين المنتشرين عندنا فى الجامعة ، ولكننى وبعد دقائق وجدتة يتجة ناحيتى ويقولى لى وهو يشير الى دفتر المحاضرات : " هل هذا منظر تضعة على دفتر المحاضرات فى الكلية .... لقد افطرت بسببك فى نهار رمضان " !!!!! .
تذكرت حينها أننى كنت قد الصقت على الدفتر من الخارج الملصق الخاص ببرنامج مركز الفنون التابع لمكتبة الاسكندرية لهذا الشهر وكانت العروض الخاصة بهذا الشهر عبارة عن بعض الافلام السينيمائية المصرية الاولى " بدايات السينما الناطقة فى مصر " وقد وضعت بجانب الجداول الخاصة بالعروض بعض الصور الملتقطة من الافلام التى سوف تشارك فى البرنامج وكان من ضمنها الصورة التى أثارت هذا الطالب وجعلتى يتهمنى بأننى جعلتة يفطر فى نهار رمضان وهى صورة تجمع بين الفنان الراحل محمد عبد الوهاب وممثلة أخرى لا أعرف اسمها كلقطة من فيلم " الوردة البيضاء " أحد الافلام المشاركة فى البرنامج .
بعدما سمعت هذا الكلام من هذا الطالب أدركت على الفور السبب الحقيقى الذى جعل ادارة جامعة الازهر تستمر حتى الان فى سياستها القذرة بالفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات .... إذ أنة واذا كانت هذة الصورة التى لم يظهر منها الا رأس الممثل والممثلة قد أثارت هذا الطالب حتى جعلتة يفطر فى نهار رمضان فاننا نتوقع أنة فى حالة الغاء نظام الفصل بين الطلبة والطالبات فان جميع طالبات جامعة الازهر سوف يعدن الى بيوتهن من أول يوم وهن يحملن فى أحشائهن أجنة من هؤلاء الطلبة الهائجين جنسيا بفعل سياسة جامعة الأزهر التى من مصلحتها ان تعامل الطلبة بهذة الطريقة المهينة التى لا نعامل بها حيواناتنا الأمر الذى خلق بين طلاب الجامعة شريحة كبيرة من الشواذ جنسيا الأمر الذى أضحى معروفا للجميع ولا يختلف على حجيتة أحد .
لقد أثرت سياسة الفصل العنصرى تلك فى الطلبة تأثيرا كبيرا ، فأصبح طلاب جامعة الأزهر يبحثون فى أى شىء عما يروى غليلهم الجنسى ، فلم يتركوا شيئا يمكن البحث فية عن اى شىء لة دلالة جنسية الا وبحثوا فية ، ولم يتركوا حتى كتب الدراسة والمحاضرات الدراسية .
فنجدهم على سبيل المثال يبحثون فى كتب الفقة بالذات عن أى عبارة تشير الى الجنس او الى الاحوال الجنسية او الى أحكام الزنا والفقة الخاص بالمرأة ... ونجدهم يركزون على هذة الاشياء تركيزا شديدا مهملين فى الوقت ذاتة بقية المواد الدراسية الهامة التى لاتطرق موضوعاتها بالضرورة الى هذا الشأن .
أما فى المحاضرات الدراسية فحدث ولا حرج .... فنجدهم فى محاضرات الفقة على وجة الخصوص يحاولون فهم مايقولة المحاضر على ألف وجة ويحاولون جعلة يتطرق الى الموضوعات الجنسية الشائكة وهم فى حالة هياج جنسى شديد وينتظرون محاضرات الفقة هذة على احر من الجمر لكى يشبعوا فيها غرائزهم الجنسية الشاذة بالاستمتاع بما يقولة المحاضر من عبارات جنسية فجة .
أذكر من ذالك محاضرة لأحد الاساتذة المساعدين فى مادة الفقة الشافعى فى الكلية ويدعى اسماعيل عبدالرحمن عشب ، كان يتحدث فيها عن نواقض الوضوء وذكر من ضمنها مس الرجل للمرأة الأجنبية عنة !!!!! ، وحتى يستطيع هذا المحاضر ايصال هذة المعلومة الى أذهان هؤلاء الطلبة المرضى جنسيا قام بشرحها كالتالى :
اذا كنت تقف فى داخل قطار مذدحم وأنت متوضىء ووقفت بجوارك فتاة متبرجة والقطار مذدحم عن آخرة وبعض اعضائك ملتصقة بأعضاء الفتاة فهل ينتقض وضوئك؟!!!! .... فبادرة الطلبة بالتساؤل عن ماهية هذة الأعضاء الملتصقة !!!!! ... فسألهم ... إذا التصق شعرك بشعرها .. هل ينتقض وضوئك ؟ ... فأجابة الطلبة على الفور وهم فى شدة الشوق الى ماسيتلو هذا السؤال من أسئلة ... نعم ........فسألهم ... إذا التصق كتفك بكتفها .....هل ينتقض وضوئك ؟.... فأجابة الطلبة أيضا بــ نعم .... فسألهم .... إذا التصق صدرك بصدرها هل ينتقض وضوئك ؟ فأجابة الطلبة أيضا ... نعم .... فسألهم ... وإذا التصق فخذك بفخذها فهل ينتقض وضوئك ؟ فأجابة الطلبة ونبرة ضحك وعبارات جنسية فجة تتردد داخل القاعة ... نعم .... فسألهم أخيرا ... فاذا التصق عضوك التناسلى بعضوها .... هل ينتقض وضوئك ؟.... فضجت القاعة بالضحك وبالعبارت الجنسية الفاضحة التى اطلقها الطلاب فى حضور هذا الدكتور الذى لم يتورع عن مشاركتهم فى ضحكهم وسعادتهم بسبب تطرقة الى هذا الموضوع الجنسى .
هذا هو حال الطلبة داخل الجامعة وهذا هو ايضا حال الاساتذة الذين كانوا يدرسون فى يوم من الأيام بين جدرانها .... وقاحة متناهية وتركيز فاضح على الموضوعات الجنسية الفاضحة داخل هذة الجامعة التى يدعون دائما أنها أكبر مرجعية للمسلمين على مستوى العالم .... فإذا كانت أكبر مرجعية فقهية للمسلمين بهذا المستوى من التردى والسفالة فما بالك بالدين الذى يدعون الية ويتمسكون بة .... انة بالضرورة سيكون أشد حقارة واظلاما مما نراة فى هذة الجامعة .
إن جامعة الأزهر هى الجامعة الوحيدة فى مصر التى لاتزال الى الان تمارس هذة السياسة القذرة تجاة طلابها رغبة منها فى تكبير هذة الموضوعات فى عقولهم وجعلهم لايفكرون الا فيها ولا يتصورون وجود علاقة نظيفة بين الفتى والفتاة خارج نطاق الجنس الأمر الذى انعكس على سلوك الطلبة فأصبحوا يتمتعون بحالة من الهيجان الجنسى لمجرد رؤية فتاة تسير أمامهم فى الطريق العام .
فى الماضى كان انتساب شخص للدراسة فى الأزهر شىء يتندر بة وكان علماء الأزهر - من شدة جهلهم للواقع الذى يعيشونة - يضرب بهم المثل فى الغباء والتخلف .
وعندما جاء نابليون الى مصر حاول ان يتندر بعلماء الأزهر فجمعهم فى بيتة وأحضر أحد العلماء الذين جائوا مع حملتة وأخبر علماء الأزهر انة سوف يريهم اختراعا عجيبا .
وانتظر العلماء بفارغ الصبر هذا الاختراع .... فأمرهم هذا العالم الفرنسى - فى حضور نابليون - ان يمسك كل منهم بيد زميلة لكى يكونوا دائرة واحدة متماسكة ثم أحضر حبل طويل ( اتضح فيما بعد انة سلك كهربائى ) وقام بتوصيل طرفة الى يد الشيخ الازهرى الذى يقف فى مواجهتة وسرت فى الجميع رعشة كهربية مصدرها السلك ( فى الوقت الذى لم يكن هؤلاء العلماء يعلمون شيئا عن هذة المخترعات ) الأمر الذى جعلهم يرتعدون ظنا منهم ان مايفعلة بهم الفرنسيون ضربا من السحر والشعوذة .
اما فى وقتنا الحاضر ، فأصبحت صفة الأزهرى تضاف الى كل من يلاحظ الناس هياجة الجنسى الشديد نتيجة الكبت الواقع علية من أية جهة .... فهل لا زال علماء الأزهر وشيوخة متمسكون الى هذة الدرجة بما درجوا علية من كبت جنسى للطلاب والطالبات استحال الى حالات فجور علنى وصارخ تمارس خارج اسوار الجامعة بصورة لا حضارية ؟!!!.
ان جامعة الأزهر - لمن لايعلم - هى أحد الأسباب الرئيسية التى تقوى النزعة الطائفية بين ابناء الوطن الواحد فى مصر .... فكما يعلم الجميع ان مصر تتألف من طائفتين عرقيتين كبيرتين هما الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون ( اعنى بالأقباط هنا المصريون اذ ان كلمة قبطى تعنى باللغة المصرية القديمة مصرى ) وكما هو معروف فإن جامعة الأزهر تتخذ سياسة عنصرية شديدة التعصب فيما يتعلق بقبول الطلاب بها ، فهى لاتقبل بين طلابها الا المسلمون حتى لو رغب الطالب المسيحى فى دراسة العلوم الاسلامية فانها لاتقبلة طالبا فيها .
فإذا اردنا - حقا - أن نلغى الفروق الطائفية تماما بين ابناء مصر فعلينا أن نقوم بأحد أمرين هامين : فإما ان نقوم باغلاق جامعة الأزهر لأنها الجامعة الوحيدة فى مصر التى تشجع على زيادة الفروق الطائفية والعرقية بين أبناء الوطن الواحد وذالك بعدم قبولها للطلاب غير المسلمين فيها من ناحية وكذالك تدريسها للمواد الدينية الاسلامية التى تحرض على كراهية غير المسلمين وعداوتهم ومعاملتهم بطريقة مهينة من ناحية أخرى .
وإما ان نقوم بضم هذة الجامعة الى وزارة التعليم العالى والغاء صفة الجامعة الدينية منها وتحويلها الى جامعة علمانية تقبل جميع الطلاب على اختلاف مللهم ونحلهم دون اعطاء اى اعتبار لاختلاف الأديان فيها واغلاق الكليات الدينية الموجودة بها وتحويلها الى كليات لتدريس العلوم الحديثة التى يصر الأزهر حتى يومنا هذا على حرمان بعض طلابة من دراستها ، وكذالك نراعى فى الاطار ذاتة الغاء سياسة التفرقة العنصرية على اساس الجنس بين الطلبة والطالبات بضم جميع الطلاب فى كليات واحدة أسوة بجميع الجامعات الأخرى فى مصر والعالم ، فى الوقت ذاتة نطالب بحل جميع التنظيمات الاسلامية المتشددة الموجودة داخل الجامعة والمعترف بها من قبل ادارة الجامعة كتنظيم " جيل النصر المنشود " المتطرف وحتى لا يتحول طلبة فى يوم من الأيام الى مقاتلين متطرفين كما تحول قبل ذالك طلبة كلية الشريعة فى كابول الى تنظيم " حركة طالبان " الذى سيطر بأفكارة الشاذة الرجعية على افغانستان .
اننى اطالب المسؤلين فى الحكومة المصرية باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الشباب المصرى من انتشار الافكار الدينية الهدامة بينهم بالغاء المؤسسات الدينية الغاءا نهائيا من البلاد حتى لاتطغى نبرة الكراهية والحقد الطائفى الذى تذيد نارة أوارا مايدرسة طلبة الأزهر من اشياء تحرض على كراهية غير المسلمين والاحتقار من شأنهم ووصفهم بأنهم كفار وبأنهم أنجاس الى اخر هذة الاشياء التى لانزال ندرسها الى يومنا هذا فى هذة الجامعة التى أكل الزمان عليها وشرب وتحولت فى أيامنا هذة الى مراتع ومراع خصبة للمتطرفين دينيا الذين ينتسبون بالمئات الى هذة الجامعة ويتخرجون وهم يحملون شهادات جامعة الأزهر والذى ينظر اليها الغرب على أنها المرجعية الصحيحة للفكر الإسلامى المعتدل فى الوقت الذى يجهلون فية الكثير من الحقائق عن هذة الجامعة التى تعتبر اداة لزرع الفتنة ونشر الرذيلة بين ابناء مصر.
ختاما، أتمنى أن أجد صدى لما كتبتة وأن لا يذهب هذا الكلام أدراج الرياح وأن يأخذ بعين الاعتبار كى نعيش فى جو يسودة الأمن والأمان بين اهلينا وأصدقائنا وجيراننا فى مصرنا الحبية التى نتمنى ان نراها يوما ما وقد خلعت رداء العنصرية الطائفية وارتدت رداء التسامح ونشر الحب والسلام بين الناس كعهدها فى مختلف العصور والدهور.

جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات - أغلقوا جامعة الأزهر

كثيرا ما كنت أتسائل عن السبب الذى يدعو جامعة الأزهر الى الاستمرار حتى وقتنا هذا فى سياستها العنصرية بالفصل بين الطلبة والطالبات وذالك بجعل كليات للبنين تابعة للجامعة وكليات أخرى منفصلة عنها للبنات ..... ولكنى أعتقد أننى بالامس ... وبالأمس فقط وجدت إجابة شافية لهذا التساؤل .
فأثناء وقوفى بساحة كلية الشريعة والقانون بدمنهور - حيث أدرس - انتظارا لبدء محاضرة وجدت من يقف على مسافة غير بعيدة عنى وهو يحملق فى دفتر تدوين المحاضرات الذى أحملة معى ، فى البداية لم أعرة اهتماما ظنا منى أنة أحد الطلبة الفضوليين المنتشرين عندنا فى الجامعة ، ولكننى وبعد دقائق وجدتة يتجة ناحيتى ويقولى لى وهو يشير الى دفتر المحاضرات : " هل هذا منظر تضعة على دفتر المحاضرات فى الكلية .... لقد افطرت بسببك فى نهار رمضان " !!!!! .
تذكرت حينها أننى كنت قد الصقت على الدفتر من الخارج الملصق الخاص ببرنامج مركز الفنون التابع لمكتبة الاسكندرية لهذا الشهر وكانت العروض الخاصة بهذا الشهر عبارة عن بعض الافلام السينيمائية المصرية الاولى " بدايات السينما الناطقة فى مصر " وقد وضعت بجانب الجداول الخاصة بالعروض بعض الصور الملتقطة من الافلام التى سوف تشارك فى البرنامج وكان من ضمنها الصورة التى أثارت هذا الطالب وجعلتى يتهمنى بأننى جعلتة يفطر فى نهار رمضان وهى صورة تجمع بين الفنان الراحل محمد عبد الوهاب وممثلة أخرى لا أعرف اسمها كلقطة من فيلم " الوردة البيضاء " أحد الافلام المشاركة فى البرنامج .
بعدما سمعت هذا الكلام من هذا الطالب أدركت على الفور السبب الحقيقى الذى جعل ادارة جامعة الازهر تستمر حتى الان فى سياستها القذرة بالفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات .... إذ أنة واذا كانت هذة الصورة التى لم يظهر منها الا رأس الممثل والممثلة قد أثارت هذا الطالب حتى جعلتة يفطر فى نهار رمضان فاننا نتوقع أنة فى حالة الغاء نظام الفصل بين الطلبة والطالبات فان جميع طالبات جامعة الازهر سوف يعدن الى بيوتهن من أول يوم وهن يحملن فى أحشائهن أجنة من هؤلاء الطلبة الهائجين جنسيا بفعل سياسة جامعة الأزهر التى من مصلحتها ان تعامل الطلبة بهذة الطريقة المهينة التى لا نعامل بها حيواناتنا الأمر الذى خلق بين طلاب الجامعة شريحة كبيرة من الشواذ جنسيا الأمر الذى أضحى معروفا للجميع ولا يختلف على حجيتة أحد .
لقد أثرت سياسة الفصل العنصرى تلك فى الطلبة تأثيرا كبيرا ، فأصبح طلاب جامعة الأزهر يبحثون فى أى شىء عما يروى غليلهم الجنسى ، فلم يتركوا شيئا يمكن البحث فية عن اى شىء لة دلالة جنسية الا وبحثوا فية ، ولم يتركوا حتى كتب الدراسة والمحاضرات الدراسية .
فنجدهم على سبيل المثال يبحثون فى كتب الفقة بالذات عن أى عبارة تشير الى الجنس او الى الاحوال الجنسية او الى أحكام الزنا والفقة الخاص بالمرأة ... ونجدهم يركزون على هذة الاشياء تركيزا شديدا مهملين فى الوقت ذاتة بقية المواد الدراسية الهامة التى لاتطرق موضوعاتها بالضرورة الى هذا الشأن .
أما فى المحاضرات الدراسية فحدث ولا حرج .... فنجدهم فى محاضرات الفقة على وجة الخصوص يحاولون فهم مايقولة المحاضر على ألف وجة ويحاولون جعلة يتطرق الى الموضوعات الجنسية الشائكة وهم فى حالة هياج جنسى شديد وينتظرون محاضرات الفقة هذة على احر من الجمر لكى يشبعوا فيها غرائزهم الجنسية الشاذة بالاستمتاع بما يقولة المحاضر من عبارات جنسية فجة .
أذكر من ذالك محاضرة لأحد الاساتذة المساعدين فى مادة الفقة الشافعى فى الكلية ويدعى اسماعيل عبدالرحمن عشب ، كان يتحدث فيها عن نواقض الوضوء وذكر من ضمنها مس الرجل للمرأة الأجنبية عنة !!!!! ، وحتى يستطيع هذا المحاضر ايصال هذة المعلومة الى أذهان هؤلاء الطلبة المرضى جنسيا قام بشرحها كالتالى :
اذا كنت تقف فى داخل قطار مذدحم وأنت متوضىء ووقفت بجوارك فتاة متبرجة والقطار مذدحم عن آخرة وبعض اعضائك ملتصقة بأعضاء الفتاة فهل ينتقض وضوئك؟!!!! .... فبادرة الطلبة بالتساؤل عن ماهية هذة الأعضاء الملتصقة !!!!! ... فسألهم ... إذا التصق شعرك بشعرها .. هل ينتقض وضوئك ؟ ... فأجابة الطلبة على الفور وهم فى شدة الشوق الى ماسيتلو هذا السؤال من أسئلة ... نعم ........فسألهم ... إذا التصق كتفك بكتفها .....هل ينتقض وضوئك ؟.... فأجابة الطلبة أيضا بــ نعم .... فسألهم .... إذا التصق صدرك بصدرها هل ينتقض وضوئك ؟ فأجابة الطلبة أيضا ... نعم .... فسألهم ... وإذا التصق فخذك بفخذها فهل ينتقض وضوئك ؟ فأجابة الطلبة ونبرة ضحك وعبارات جنسية فجة تتردد داخل القاعة ... نعم .... فسألهم أخيرا ... فاذا التصق عضوك التناسلى بعضوها .... هل ينتقض وضوئك ؟.... فضجت القاعة بالضحك وبالعبارت الجنسية الفاضحة التى اطلقها الطلاب فى حضور هذا الدكتور الذى لم يتورع عن مشاركتهم فى ضحكهم وسعادتهم بسبب تطرقة الى هذا الموضوع الجنسى .
هذا هو حال الطلبة داخل الجامعة وهذا هو ايضا حال الاساتذة الذين كانوا يدرسون فى يوم من الأيام بين جدرانها .... وقاحة متناهية وتركيز فاضح على الموضوعات الجنسية الفاضحة داخل هذة الجامعة التى يدعون دائما أنها أكبر مرجعية للمسلمين على مستوى العالم .... فإذا كانت أكبر مرجعية فقهية للمسلمين بهذا المستوى من التردى والسفالة فما بالك بالدين الذى يدعون الية ويتمسكون بة .... انة بالضرورة سيكون أشد حقارة واظلاما مما نراة فى هذة الجامعة .
إن جامعة الأزهر هى الجامعة الوحيدة فى مصر التى لاتزال الى الان تمارس هذة السياسة القذرة تجاة طلابها رغبة منها فى تكبير هذة الموضوعات فى عقولهم وجعلهم لايفكرون الا فيها ولا يتصورون وجود علاقة نظيفة بين الفتى والفتاة خارج نطاق الجنس الأمر الذى انعكس على سلوك الطلبة فأصبحوا يتمتعون بحالة من الهيجان الجنسى لمجرد رؤية فتاة تسير أمامهم فى الطريق العام .
فى الماضى كان انتساب شخص للدراسة فى الأزهر شىء يتندر بة وكان علماء الأزهر - من شدة جهلهم للواقع الذى يعيشونة - يضرب بهم المثل فى الغباء والتخلف .
وعندما جاء نابليون الى مصر حاول ان يتندر بعلماء الأزهر فجمعهم فى بيتة وأحضر أحد العلماء الذين جائوا مع حملتة وأخبر علماء الأزهر انة سوف يريهم اختراعا عجيبا .
وانتظر العلماء بفارغ الصبر هذا الاختراع .... فأمرهم هذا العالم الفرنسى - فى حضور نابليون - ان يمسك كل منهم بيد زميلة لكى يكونوا دائرة واحدة متماسكة ثم أحضر حبل طويل ( اتضح فيما بعد انة سلك كهربائى ) وقام بتوصيل طرفة الى يد الشيخ الازهرى الذى يقف فى مواجهتة وسرت فى الجميع رعشة كهربية مصدرها السلك ( فى الوقت الذى لم يكن هؤلاء العلماء يعلمون شيئا عن هذة المخترعات ) الأمر الذى جعلهم يرتعدون ظنا منهم ان مايفعلة بهم الفرنسيون ضربا من السحر والشعوذة .
اما فى وقتنا الحاضر ، فأصبحت صفة الأزهرى تضاف الى كل من يلاحظ الناس هياجة الجنسى الشديد نتيجة الكبت الواقع علية من أية جهة .... فهل لا زال علماء الأزهر وشيوخة متمسكون الى هذة الدرجة بما درجوا علية من كبت جنسى للطلاب والطالبات استحال الى حالات فجور علنى وصارخ تمارس خارج اسوار الجامعة بصورة لا حضارية ؟!!!.
ان جامعة الأزهر - لمن لايعلم - هى أحد الأسباب الرئيسية التى تقوى النزعة الطائفية بين ابناء الوطن الواحد فى مصر .... فكما يعلم الجميع ان مصر تتألف من طائفتين عرقيتين كبيرتين هما الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون ( اعنى بالأقباط هنا المصريون اذ ان كلمة قبطى تعنى باللغة المصرية القديمة مصرى ) وكما هو معروف فإن جامعة الأزهر تتخذ سياسة عنصرية شديدة التعصب فيما يتعلق بقبول الطلاب بها ، فهى لاتقبل بين طلابها الا المسلمون حتى لو رغب الطالب المسيحى فى دراسة العلوم الاسلامية فانها لاتقبلة طالبا فيها .
فإذا اردنا - حقا - أن نلغى الفروق الطائفية تماما بين ابناء مصر فعلينا أن نقوم بأحد أمرين هامين : فإما ان نقوم باغلاق جامعة الأزهر لأنها الجامعة الوحيدة فى مصر التى تشجع على زيادة الفروق الطائفية والعرقية بين أبناء الوطن الواحد وذالك بعدم قبولها للطلاب غير المسلمين فيها من ناحية وكذالك تدريسها للمواد الدينية الاسلامية التى تحرض على كراهية غير المسلمين وعداوتهم ومعاملتهم بطريقة مهينة من ناحية أخرى .
وإما ان نقوم بضم هذة الجامعة الى وزارة التعليم العالى والغاء صفة الجامعة الدينية منها وتحويلها الى جامعة علمانية تقبل جميع الطلاب على اختلاف مللهم ونحلهم دون اعطاء اى اعتبار لاختلاف الأديان فيها واغلاق الكليات الدينية الموجودة بها وتحويلها الى كليات لتدريس العلوم الحديثة التى يصر الأزهر حتى يومنا هذا على حرمان بعض طلابة من دراستها ، وكذالك نراعى فى الاطار ذاتة الغاء سياسة التفرقة العنصرية على اساس الجنس بين الطلبة والطالبات بضم جميع الطلاب فى كليات واحدة أسوة بجميع الجامعات الأخرى فى مصر والعالم ، فى الوقت ذاتة نطالب بحل جميع التنظيمات الاسلامية المتشددة الموجودة داخل الجامعة والمعترف بها من قبل ادارة الجامعة كتنظيم " جيل النصر المنشود " المتطرف وحتى لا يتحول طلبة فى يوم من الأيام الى مقاتلين متطرفين كما تحول قبل ذالك طلبة كلية الشريعة فى كابول الى تنظيم " حركة طالبان " الذى سيطر بأفكارة الشاذة الرجعية على افغانستان .
اننى اطالب المسؤلين فى الحكومة المصرية باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الشباب المصرى من انتشار الافكار الدينية الهدامة بينهم بالغاء المؤسسات الدينية الغاءا نهائيا من البلاد حتى لاتطغى نبرة الكراهية والحقد الطائفى الذى تذيد نارة أوارا مايدرسة طلبة الأزهر من اشياء تحرض على كراهية غير المسلمين والاحتقار من شأنهم ووصفهم بأنهم كفار وبأنهم أنجاس الى اخر هذة الاشياء التى لانزال ندرسها الى يومنا هذا فى هذة الجامعة التى أكل الزمان عليها وشرب وتحولت فى أيامنا هذة الى مراتع ومراع خصبة للمتطرفين دينيا الذين ينتسبون بالمئات الى هذة الجامعة ويتخرجون وهم يحملون شهادات جامعة الأزهر والذى ينظر اليها الغرب على أنها المرجعية الصحيحة للفكر الإسلامى المعتدل فى الوقت الذى يجهلون فية الكثير من الحقائق عن هذة الجامعة التى تعتبر اداة لزرع الفتنة ونشر الرذيلة بين ابناء مصر.
ختاما، أتمنى أن أجد صدى لما كتبتة وأن لا يذهب هذا الكلام أدراج الرياح وأن يأخذ بعين الاعتبار كى نعيش فى جو يسودة الأمن والأمان بين اهلينا وأصدقائنا وجيراننا فى مصرنا الحبية التى نتمنى ان نراها يوما ما وقد خلعت رداء العنصرية الطائفية وارتدت رداء التسامح ونشر الحب والسلام بين الناس كعهدها فى مختلف العصور والدهور.

Monday, November 8, 2004

الزواج على الطريقة الاسلامية

كثيرا مايطرح هذا السؤال عن مشروعية الحب فى الاسلام ويقصد بالحب غالبا من قبل طارحى هذا التساؤل الحب الفطرى الذى يجمع بين قلبى شاب وفتاة وينتهى كثيرا فى الشرق بالزواج ( حيث ان المجتمعات الشرقية ترى انة لا يسمح باقامة علاقة انسانية بين رجل وامرأة خارج اطار الزواج ) .
وحين يطرح هذا السؤال على رجال الدين المسلمين ينقسمون حسب اجاباتهم على هذا التساؤل الى قسمين :
ففريق منهم ( وهو الفريق المتشدد ) يرى انة لا يوجد شىء اسمة حب يجمع بين شخصين مختلفين فى الجنس ... ويرى ان ذالك لا يمكن ان يتم حتى من خلال العلاقة الزوجية حيث ان الزواج ( من وجهة نظرهم ) ماهو الا علاقة جنسية بين رجل وامرأة هدفها الوحيد والأسمى انجاب الذرية وتعمير الارض طبقا للحديث النبوى " تناكحوا تناسلوا فإنى مباة بكم الأمم يوم القيامة " فالاسلام قصر العلاقة بين الرجل والمرأة على الزواج وحددها من خلال الزواج فى اطار معين اكثر ضيقا وهو الجنس ( والجنس كما هو معروف ليس لة ادنى علاقة بالحب ) ونفى بذالك البعد الانسانى للعلاقة الزوجية المتمثل فى الحب الذى يفترض انة يجمع بين قلبى طرفى العلاقة .... فجعل العلاقة جنسية مادية نفعية بعيدة كل البعد عن ادنى درجات العلاقة الانسانية السوية .
وفريق اخر وهو المعتدل قليلا ( اعنى بالمعتدل مدعى الاعتدال لأنة لا يوجد فكر اسلامى معتدل حتى يظهر لة رجال دين معتدلين ) ... ويرى هذا الفريق انة لايمكن انكار ان هناك عاطفة قد تجمع بين قلبى شخصين مختلفين فى النوع الجنسى .... وهو يرى ان الحب الذى يجمع بينهما جائز ولكن فى حدود وأطر معينة منها ان لايتم الاختلاط بينهما لانة طبقا لحديث النبى محمد " ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما ".... فهؤلاء يرون انة يمكن ان يكون هناك علاقة عاطفية تربط بين قلبى اى شاب واى فتاة لكن يجب ان تنتهى هذة العلاقة بدخول الزوجة سجن الزوجية والتزامها بما يجب عليها التزامة من طاعة وخضوع وذل واذعان والتزام بالحقوق المفروضة عليها تجاة زوجها والتى صورها نبى الاسلام بطريقة تنم عن الصفاقة المتناهية والاذلال المتعمد للمرأة بقولة " لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ... لعظم حقها علية " .... فهذة هى النهاية التعيسة لعلاقة الحب التى يدعو اليها مدعى الاعتدال من ارباب الفكر الاسلامى.
اما بالنسبة للحب الذى ينتهى غالبا بالجنس والذى قد نجدة منتشرا فى بعض البلاد العربية بين الفتيان صغار السن فغالبا مانجد اصحاب الفكر الاسلامى المتشدد يرفضون مثل هذة العلاقات وينعتونها بالزنا ويطالبون باقامة الحد على هؤلاء الشباب والاطفال الذين ترجموا مشاعرهم من خلال هذة العلاقة البريئة التى لاتدل على شىء الا على تمسكهم بالعلاقة الفطرية الطبيعية البعيدة كل البعد عن التقاليد العفنة والعادات البالية التى اخترعتها المجتمعات الذكورية رغبة منها فى احكام سيطرتها على المجتمع ومحاولة منة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تجرى بين الناس مخترعا العقد الشرعى للزواج الذى يجعل العلاقة النسية مشروعة عندهم ويبطل كل مالايتم بمباركتهم من علاقات جنسية اخرى واصفا اياها بالزنى نازعا عنها صفة الشرعية ومطالبا بجلد او رجم طرفيها متناسيا فى غمرة ذالك ان هذة العلاقة لم تتم الا برضاء كلا الطرفين فى الوقت الذى قد يجبر فية احد طرفى العلاقة الجنسية المعترف بها عندهم ( الزواج ) مجبر على خوض هذة العلاقة نتيجة اجبار ولى امرة لة على الزواج من الطرف الاخر .... فأى هاتين العلاقتين يمكننا كآدميين ان نضفى عليها صفة الشرعية ... هل هى العلاقة المفروضة فرضا من قبل المجتمع على طرفيها او احدهما ام هى العلاقة التى تمت برضاء كلا الطرفين دون الحاجة الى مباركة المجتمع .
للأسف الشديد هذا هو حالنا المأسف .... نعترف بالعلاقات الغير مشروعة التى قد يجبر احد طرفيها على اتمامها ... وننزع الشرعية عن العلاقات الاخرى التى تتم برضاء كلا الطرفين .... فأى مستقبل مظلم ينتظرنا وأى نهاية مفجعة تتربص بنا .
اننا قد فقدنا شيئا هاما وعزيزا علينا دون ان ندرى .... فقدنا الحس الانسانى الذى ينبغى ان نتمتع بة فى علاقاتنا مع الاخرين فأصبحت علاقاتنا باهتة وسطحية ومادية ... اصبحنا كالحيوانات التى لاتعرف من الحياة الا اشباع غرائزها .... بل نزل بنا الحال حتى اصبحنا فى مرتبة اقل من الحيوانات اذ ان ذكور الحيوانات لاتعامل اناثها كما يتعامل فحولنا مع اناثنا .
اننى حينما قرأت خبر الحكم على الطفلين الايرانيين زيللا وبختيار بهذا الحكم القاسى الذى يتنافى وجميع القوانين والاعراف الانسانية لم اتمالك نفسى من الحزن ... ليس على الطفلين فحسب ... وانما على المجتمعات الاسلامية التى لاتزال تقبع تحت نير الرجعية وسوط التخلف الذى يمارس عليهم أحكامة الجائرة جهارا نهارا ولا يتورع ان يفتك بشيخ او امرأة او طفل صغير لا يفقة شيئا مما يحدث حولة .
انهم لايسمحون بالعلاقات البريئة ان تظهر وتنمو بين الاطفال ويسمحون بالعلاقات الشاذة والغير سوية ان تنتشر بين الناس .... انهم يؤيدون زواج الفتاة وهى لا تزال طفلة فى السادسة من عمرها كما فعل نبى الاسلام محمد فى الطفلة الصغيرة عائشة عندما عقد عليها وعمرها ست سنين ودخل بها وعمرها تسع سنين .... فاى تعبير يمكننا ان نطلقة على مثل هذة العلاقة الشاذة سوى اغتصاب بشع لطفلة صغيرة تحت ستار من الشرعية ووعود زائفة بدخول الجنة والقاب من نوع " ام المؤمنين " ليس لها وزن او طائل سوى منعها من الزواج باخر بعد وفاة بعلها وهى لاتزال شابة فى مقتبل عمرها ( حيث توفي عنها محمد وعمرها 18 سنة ) حيث انها وهى فى هذة السن قد اصبحت اما للمؤمنين ويترتب على ذالك ان يصبح جميع المؤمنين ابناؤها مما يجعل زواجها من اى منهم ممنوعا لان زواج الرجل بأمة ممنوع طبقا للشريعة الاسلامية .... فتظل هذة الشابة الجميلة النضيرة الحميراء كما كان يحلو لمغتصبها ان يناديها طوال عمرها قابعة فى منزلها لايجرؤ احد على التقدم لها وخطبتها والزواج منها لانها قد اصبحت ام المؤمنين وحرمتها باقية الى يوم الدين .... ثم يخرج علينا هؤلاء ممن يحاولون تجميل صور زعمائهم بمحاولة عمل عملية تجميلية لتاريخ النبى محمد العامر بالمغامرات النسائة التى انتهت بوفاتة عن تسع زوجات ( على ارجح الاقوال ) مخالفا بذالك الشرع الذى جاء بة وأمر اتباعة باعتنقة والايمان بة وقتل كل من يخالفة او يخرج عنة ..... فمن فى نظركم يستحق القتل طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية ... هذا الرجل الذى طبق على امتة قواعد وقوانين وشرائع كان هو اول من خالفها وتنصل منها بعدما غلبتة شهوتة وسحقة حبة الجم للنساء .
ان الدين الاسلامى قد بدأ بالفعل يفقد مصداقيتة فى هذة الايام وهذا ليس غريبا على هذا الدين الذى جاء بة رجل غريب الاطوار يأمر الناس بالمعروف ولا يأتية وينهى عن المنكر ويأتية فهل بقى لصاحب حجة كلام كى يرد على ما كتبتة .
اننى اعلم علمة اليقين ان كلامى هذا قد يثير البعض وقد يجعل بعض اصحاب الرؤى الاسلامية المتطرفة يهاجموننى ويطالبون - كما فعلوا كثيرا - بقتلى كحد لردتى عن الاسلام - على حسب تعبيرهم - ولكنى وعلى الرغم من ذالك لا أقوى على السكوت عن مواجهة الباطل ومحاولة ضحدة زانكارة واظهار الحق واعلانة لذالك لا يضرنى ان يعوى على كلاب المتأسلمين ممن يحلو لهم ان يتشدقوا بالعبارات التى يحفظونها عن ظهر قلب والمطالبة بقطع رئوس الزنادقة وتعليقها على باب زويلة او التضحية بى على طريقة خالد بن عبد اللة القسرى والجعد بن درهم يوم عيد الاضحى ... كما لايضرنى ايضا ان حاول احدهم مهاجمتى او النيل منى لاننى فى هذا الوقت سأموت شهيدا فى سبيل كلمة الحق التى احملها وأحاول اقناع الناس بها فى زمن ذادت فية نبرة العنف وخفت فية صوت الحق وعلا فية صوت القنابل والرصاص على صوت التحاور والنقاش .
كثيرا ما نجد مقالات وحملات تطالب بالتضامن مع اشخاص معينين قد وقعوا فى مشاكل مع دولهم وحكوماتهم ... ومنها الحملة التضامنية التى اطلقتها الحوار المتمدن للتضامن مع الطفلين الايرانيين زيلا وبختيار فى مواجهة جلاوزة النظام الاسلامى المتشدد هناك .... ولكن هناك اشخاص قد وقعت عليهم اعتدائات فى ازمنة فائتة طوتها كتب التاريخ ولم نسمع احد من الناس قد تضامن معهم من خلال الحملات التضامنية او الدعوات لرد اعتبارهم ... ونذكر منهم على سبيل المثال عائشة بنت ابو بكر التى اغتصبها محمد تحت دعوى الزواج منها وعمرها تسع سنين ... وكما نعلم .... فان الطفلة فى هذة السن ليست من الاهلية بمكان ان تقبل او ترفض عقد الزواج الذى تم وعمرها ست سنوات .... فبذالك يكون عقد الزواج عليها باطلا طبقا لجميع التشريعات والقوانين الانسانية .... بل وطبقا للشريعة الاسلامية التى ينبغى ان يتحاكم اليها النبى محمد .
فهل نجد منكم احد يتضامن مع عائشة كما تضامنتم مع زيلا وبختيار ....املنا كبير فيكم كى نرد الاعتبار لتلك الفتاة التى اغتصبت فى زمن مضى وعمرها تسع سنين.

الزواج على الطريقة الاسلامية

كثيرا مايطرح هذا السؤال عن مشروعية الحب فى الاسلام ويقصد بالحب غالبا من قبل طارحى هذا التساؤل الحب الفطرى الذى يجمع بين قلبى شاب وفتاة وينتهى كثيرا فى الشرق بالزواج ( حيث ان المجتمعات الشرقية ترى انة لا يسمح باقامة علاقة انسانية بين رجل وامرأة خارج اطار الزواج ) .
وحين يطرح هذا السؤال على رجال الدين المسلمين ينقسمون حسب اجاباتهم على هذا التساؤل الى قسمين :
ففريق منهم ( وهو الفريق المتشدد ) يرى انة لا يوجد شىء اسمة حب يجمع بين شخصين مختلفين فى الجنس ... ويرى ان ذالك لا يمكن ان يتم حتى من خلال العلاقة الزوجية حيث ان الزواج ( من وجهة نظرهم ) ماهو الا علاقة جنسية بين رجل وامرأة هدفها الوحيد والأسمى انجاب الذرية وتعمير الارض طبقا للحديث النبوى " تناكحوا تناسلوا فإنى مباة بكم الأمم يوم القيامة " فالاسلام قصر العلاقة بين الرجل والمرأة على الزواج وحددها من خلال الزواج فى اطار معين اكثر ضيقا وهو الجنس ( والجنس كما هو معروف ليس لة ادنى علاقة بالحب ) ونفى بذالك البعد الانسانى للعلاقة الزوجية المتمثل فى الحب الذى يفترض انة يجمع بين قلبى طرفى العلاقة .... فجعل العلاقة جنسية مادية نفعية بعيدة كل البعد عن ادنى درجات العلاقة الانسانية السوية .
وفريق اخر وهو المعتدل قليلا ( اعنى بالمعتدل مدعى الاعتدال لأنة لا يوجد فكر اسلامى معتدل حتى يظهر لة رجال دين معتدلين ) ... ويرى هذا الفريق انة لايمكن انكار ان هناك عاطفة قد تجمع بين قلبى شخصين مختلفين فى النوع الجنسى .... وهو يرى ان الحب الذى يجمع بينهما جائز ولكن فى حدود وأطر معينة منها ان لايتم الاختلاط بينهما لانة طبقا لحديث النبى محمد " ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما ".... فهؤلاء يرون انة يمكن ان يكون هناك علاقة عاطفية تربط بين قلبى اى شاب واى فتاة لكن يجب ان تنتهى هذة العلاقة بدخول الزوجة سجن الزوجية والتزامها بما يجب عليها التزامة من طاعة وخضوع وذل واذعان والتزام بالحقوق المفروضة عليها تجاة زوجها والتى صورها نبى الاسلام بطريقة تنم عن الصفاقة المتناهية والاذلال المتعمد للمرأة بقولة " لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ... لعظم حقها علية " .... فهذة هى النهاية التعيسة لعلاقة الحب التى يدعو اليها مدعى الاعتدال من ارباب الفكر الاسلامى.
اما بالنسبة للحب الذى ينتهى غالبا بالجنس والذى قد نجدة منتشرا فى بعض البلاد العربية بين الفتيان صغار السن فغالبا مانجد اصحاب الفكر الاسلامى المتشدد يرفضون مثل هذة العلاقات وينعتونها بالزنا ويطالبون باقامة الحد على هؤلاء الشباب والاطفال الذين ترجموا مشاعرهم من خلال هذة العلاقة البريئة التى لاتدل على شىء الا على تمسكهم بالعلاقة الفطرية الطبيعية البعيدة كل البعد عن التقاليد العفنة والعادات البالية التى اخترعتها المجتمعات الذكورية رغبة منها فى احكام سيطرتها على المجتمع ومحاولة منة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تجرى بين الناس مخترعا العقد الشرعى للزواج الذى يجعل العلاقة النسية مشروعة عندهم ويبطل كل مالايتم بمباركتهم من علاقات جنسية اخرى واصفا اياها بالزنى نازعا عنها صفة الشرعية ومطالبا بجلد او رجم طرفيها متناسيا فى غمرة ذالك ان هذة العلاقة لم تتم الا برضاء كلا الطرفين فى الوقت الذى قد يجبر فية احد طرفى العلاقة الجنسية المعترف بها عندهم ( الزواج ) مجبر على خوض هذة العلاقة نتيجة اجبار ولى امرة لة على الزواج من الطرف الاخر .... فأى هاتين العلاقتين يمكننا كآدميين ان نضفى عليها صفة الشرعية ... هل هى العلاقة المفروضة فرضا من قبل المجتمع على طرفيها او احدهما ام هى العلاقة التى تمت برضاء كلا الطرفين دون الحاجة الى مباركة المجتمع .
للأسف الشديد هذا هو حالنا المأسف .... نعترف بالعلاقات الغير مشروعة التى قد يجبر احد طرفيها على اتمامها ... وننزع الشرعية عن العلاقات الاخرى التى تتم برضاء كلا الطرفين .... فأى مستقبل مظلم ينتظرنا وأى نهاية مفجعة تتربص بنا .
اننا قد فقدنا شيئا هاما وعزيزا علينا دون ان ندرى .... فقدنا الحس الانسانى الذى ينبغى ان نتمتع بة فى علاقاتنا مع الاخرين فأصبحت علاقاتنا باهتة وسطحية ومادية ... اصبحنا كالحيوانات التى لاتعرف من الحياة الا اشباع غرائزها .... بل نزل بنا الحال حتى اصبحنا فى مرتبة اقل من الحيوانات اذ ان ذكور الحيوانات لاتعامل اناثها كما يتعامل فحولنا مع اناثنا .
اننى حينما قرأت خبر الحكم على الطفلين الايرانيين زيللا وبختيار بهذا الحكم القاسى الذى يتنافى وجميع القوانين والاعراف الانسانية لم اتمالك نفسى من الحزن ... ليس على الطفلين فحسب ... وانما على المجتمعات الاسلامية التى لاتزال تقبع تحت نير الرجعية وسوط التخلف الذى يمارس عليهم أحكامة الجائرة جهارا نهارا ولا يتورع ان يفتك بشيخ او امرأة او طفل صغير لا يفقة شيئا مما يحدث حولة .
انهم لايسمحون بالعلاقات البريئة ان تظهر وتنمو بين الاطفال ويسمحون بالعلاقات الشاذة والغير سوية ان تنتشر بين الناس .... انهم يؤيدون زواج الفتاة وهى لا تزال طفلة فى السادسة من عمرها كما فعل نبى الاسلام محمد فى الطفلة الصغيرة عائشة عندما عقد عليها وعمرها ست سنين ودخل بها وعمرها تسع سنين .... فاى تعبير يمكننا ان نطلقة على مثل هذة العلاقة الشاذة سوى اغتصاب بشع لطفلة صغيرة تحت ستار من الشرعية ووعود زائفة بدخول الجنة والقاب من نوع " ام المؤمنين " ليس لها وزن او طائل سوى منعها من الزواج باخر بعد وفاة بعلها وهى لاتزال شابة فى مقتبل عمرها ( حيث توفي عنها محمد وعمرها 18 سنة ) حيث انها وهى فى هذة السن قد اصبحت اما للمؤمنين ويترتب على ذالك ان يصبح جميع المؤمنين ابناؤها مما يجعل زواجها من اى منهم ممنوعا لان زواج الرجل بأمة ممنوع طبقا للشريعة الاسلامية .... فتظل هذة الشابة الجميلة النضيرة الحميراء كما كان يحلو لمغتصبها ان يناديها طوال عمرها قابعة فى منزلها لايجرؤ احد على التقدم لها وخطبتها والزواج منها لانها قد اصبحت ام المؤمنين وحرمتها باقية الى يوم الدين .... ثم يخرج علينا هؤلاء ممن يحاولون تجميل صور زعمائهم بمحاولة عمل عملية تجميلية لتاريخ النبى محمد العامر بالمغامرات النسائة التى انتهت بوفاتة عن تسع زوجات ( على ارجح الاقوال ) مخالفا بذالك الشرع الذى جاء بة وأمر اتباعة باعتنقة والايمان بة وقتل كل من يخالفة او يخرج عنة ..... فمن فى نظركم يستحق القتل طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية ... هذا الرجل الذى طبق على امتة قواعد وقوانين وشرائع كان هو اول من خالفها وتنصل منها بعدما غلبتة شهوتة وسحقة حبة الجم للنساء .
ان الدين الاسلامى قد بدأ بالفعل يفقد مصداقيتة فى هذة الايام وهذا ليس غريبا على هذا الدين الذى جاء بة رجل غريب الاطوار يأمر الناس بالمعروف ولا يأتية وينهى عن المنكر ويأتية فهل بقى لصاحب حجة كلام كى يرد على ما كتبتة .
اننى اعلم علمة اليقين ان كلامى هذا قد يثير البعض وقد يجعل بعض اصحاب الرؤى الاسلامية المتطرفة يهاجموننى ويطالبون - كما فعلوا كثيرا - بقتلى كحد لردتى عن الاسلام - على حسب تعبيرهم - ولكنى وعلى الرغم من ذالك لا أقوى على السكوت عن مواجهة الباطل ومحاولة ضحدة زانكارة واظهار الحق واعلانة لذالك لا يضرنى ان يعوى على كلاب المتأسلمين ممن يحلو لهم ان يتشدقوا بالعبارات التى يحفظونها عن ظهر قلب والمطالبة بقطع رئوس الزنادقة وتعليقها على باب زويلة او التضحية بى على طريقة خالد بن عبد اللة القسرى والجعد بن درهم يوم عيد الاضحى ... كما لايضرنى ايضا ان حاول احدهم مهاجمتى او النيل منى لاننى فى هذا الوقت سأموت شهيدا فى سبيل كلمة الحق التى احملها وأحاول اقناع الناس بها فى زمن ذادت فية نبرة العنف وخفت فية صوت الحق وعلا فية صوت القنابل والرصاص على صوت التحاور والنقاش .
كثيرا ما نجد مقالات وحملات تطالب بالتضامن مع اشخاص معينين قد وقعوا فى مشاكل مع دولهم وحكوماتهم ... ومنها الحملة التضامنية التى اطلقتها الحوار المتمدن للتضامن مع الطفلين الايرانيين زيلا وبختيار فى مواجهة جلاوزة النظام الاسلامى المتشدد هناك .... ولكن هناك اشخاص قد وقعت عليهم اعتدائات فى ازمنة فائتة طوتها كتب التاريخ ولم نسمع احد من الناس قد تضامن معهم من خلال الحملات التضامنية او الدعوات لرد اعتبارهم ... ونذكر منهم على سبيل المثال عائشة بنت ابو بكر التى اغتصبها محمد تحت دعوى الزواج منها وعمرها تسع سنين ... وكما نعلم .... فان الطفلة فى هذة السن ليست من الاهلية بمكان ان تقبل او ترفض عقد الزواج الذى تم وعمرها ست سنوات .... فبذالك يكون عقد الزواج عليها باطلا طبقا لجميع التشريعات والقوانين الانسانية .... بل وطبقا للشريعة الاسلامية التى ينبغى ان يتحاكم اليها النبى محمد .
فهل نجد منكم احد يتضامن مع عائشة كما تضامنتم مع زيلا وبختيار ....املنا كبير فيكم كى نرد الاعتبار لتلك الفتاة التى اغتصبت فى زمن مضى وعمرها تسع سنين.

Friday, October 29, 2004

جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.

فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضى فشل أصحاب الرؤى الاسلامية المتشددة فشلا ذريعا عندما حاولوا باستخدام العنف ضد الأفراد وضد الحكومة المصرية ومؤسساتها وضد السياح الأجانب إقامة الدولة الاسلامية المحكومة بأفكارهم المنبثقة عن الشريعة الإسلامية.
فلجأوا الى تطبيق مفهومهم الضيق عن الشريعة الإسلامية فى مجال ضيق أيضا تمهيدا لإقامة الدولة الاسلامية ( كما يحلو لهم أن يحلموا ) فى مجال أوسع لكى يتسنى لهم بعد ذالك الوصول الى السلطة وتطبيق مفهومهم الرجعى هذا على عموم مصر بالكامل .
فبدأوا بالشوارع باعتبارها ساحات مفتوحة يستطيعون فيها أن يخلقوا جوا من الفوضى وعدم الإستقرار تمهيدا لتطبيق مفاهيمهم الرجعية الإسلامية فيها .... وبدأوا ممارسة عمل المحتسب أو المطوع الذى اقتبسوة من رجل الدين الذى يتجول فى شوارع المدن السعودية ويغير مالا يوافق هواة من أمور ومايراة خارجا عن الإطار العام للفكر الإسلامى المتشدد الذى تتبناة الدولة هناك.
فبدأوا بتطبيق الحديث المحمدى المأثور " من رأى منكم منكرا فليغيرة .. بيدة ....فإن لم يستطع .. فبلسانة .... فإن لم يستطع .. فبقلبة .... وذالك أضعف الإيمان ".
ولكن يبدو أنهم اكتفوا بقراءة الجملة الأولى فقط من الحديث وراحوا يطبقون مافهموة منها بكل سماجة وغباء .
فانتشروا فى الشوارع كالجراد المستطير .... يطفئون أجهزة الكاسيت الموجودة فى السيارات الخاصة عندما يستمع اصحابها من خلالها الى الغناء بالقوة ... ومن يعترض فإنة يتعرض للضرب ولاتلاف ممتلكاتة الخاصة وللإيزاء البدنى والنفسي .
كما إختلقوا نوعا آخر من أنواع " الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " .... فبدأوا يوجهون انظارهم نحو طلبة المدارس الثانوية ممن يختلطون ببعضهم البعض بعد انتهاء يومهم الدراسي ويحاولون خلق نوع من الصداقات وعلاقات الحب والتعارف بين بعضهم البعض .
فبدأوا بايقاف كل شاب يسير برفقة فتاة .... ويطالبونهما أن يفترقا عن بعضهما البعض .
وفى الغالب .... ونظرا للنظرة المحافظة جدا المنتشرة مع الأسف الشديد فى مجتمعاتنا لعلاقة الجنس بالجنس الآخر .... فإن بعض الشباب يشعرون بالخزى والحرج عندما يتم ايقافهم بهذة الطريقة متصورين ان مايفعلونة هو عين الخطأ ويمتثلون لأوامر المتطرفين فى التو واللحظة .
ولكن وفى بعض الحالات .... يتصدى بعض الشباب لهؤلاء المتطرفين ... ويخبرونهم ان مايفعلونة يدخل تحت بند الحرية الشخصية التى لا يحق لأحد ان يتدخل فيها بأى حال من الأحوال .
عندها يطبق عليهم الأمر النبوى " فليغيرة بيدة " بكل قسوة وعنف فيجدون اللكمات والصفعات والشتائة النابية قد وجهت اليهم " دون تمييز للفتى عن الفتاة " ثم يجبرونهم عقب هذة العلقة الساخنة ان يذهب كل منهم فى طريق بعيدا عن الآخر محذرين اياهم من عاقبة رؤيتهم سويا بعد ذالك والا لن يحدث لهم مالا تحمد عقباة .
وقد يسأل سائل .... وأين أجهزة الأمن المصرية .... وأين مباحث أمن الدولة ...والاجهزة الاخرى المكلفة بحفظ الامن فى البلاد ومنع نشر الافكار الرجعية المتطرفة بين الشباب وايقاف العنف المنتشر فى الشوارع والحوارى المصرية .؟
والاجابة مع الأسف الشديد .... هى أن الاسلاميين فى الفترة الاخيرة قد بدأوا يفردون اذرعتهم عن اخرها وتمطعون كما يريدون ويفعلون مايشاؤون دون خوف من ردع جهاز مباحث أمن الدولة الذى تحول ( فى هذة الأيام ) الى مجرد خيال مآتة ... بعد أن كان الرادع الوحيد لجماعات العنف والتطرف والارهاب قبل عقد مضى من الزمان .
بل والأدهى والأغرب من ذالك أن جهاز مباحث أمن الدولة قد اتخذت تصرفاتة تجاة أقطاب الجماعات المتطرفة فى مصر منحى خطير جدا .... فبدلا من أن يواجة من يحاولون بسط نفوذهم وفرض سيطرتهم على الناس وارهابهم " بفكرهم وعضلاتهم " بالطريقة الرادعة المناسبة .... نجدة قد بدأ فى اضفاء حالة من التأييد على سلوكياتهم وأفكارهم .... ومساعدتهم أحيانا فى تخطى بعض المشاكل والعقبات التى تقتحم طريقهم أثناء " عملية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ".
فنجد أحيانا أن ضباط مباحث أمن الدولة ( خاصة فى الاسكندرية ) يتدخلون شخصيا لانهاء بعض البلاغات واغلاق بعض المحاضر المقدمة من قبل بعض المواطنين المتضررين من سلوكياتهم العدوانية تجاههم .
ومن جانب آخر .... فإن المتطرفين دينيا ممن يتبعون جماعة الدعوة السلفية المدعومة " رأسا " من السعودية .... والمتمركزة فى مدينة الاسكندرية قد تفهموا مواقف ضباط مباحث أمن الدولة تجاههم على أنة تأييد ضمنى لهم من قبل السلطات العليا فى الدولة على ممارساتهم اللا إنسانية تجاة المواطنين فى الشوارع والأماكن العامة وبدأوا يحلمون بأن قيادات الدولة سوف تؤيدهم ( مستقبلا ) فى مشروعهم ( أو حلمهم ) ببناء الدولة الاسلامية المزعزمة فى مصر .
فهل وصل حالنا وحال أجهزة امن دولتنا أن صارت لعبة تلهو بها جماعات التطرف والعنف والارهاب كما تشاء دون حسيب أو رقيب ؟
هذة صرخة أوجهها بأعلى صوتى الى المسؤلين فى مصر وعلى الاخص المسؤلين فى وزارة الداخلية المصرية ممن يهمهم مصلحة مصر فى الدرجة الأولى والمحافظة على الأمن والاستقرار فيها أن يأخذوا بشدة على أيدى من يحاولون الاضرار بمصلحة الوطن ونشر الافكار الهدامة التى من شأنها ان تذيد الهوة بين مواطنى الوطن الواحد اتساعا وتذيد الامور تعقيدا على ماهى علية .

وأعتذر للقراء عن غيابى عن الحوار المتمدن فى الفترة الاخيرة .
كما أدعو الجميع الى المشاركة فى ساحة حوار " حقوق المرأة " وعنوانها هو :
http://www.wrsforum.tk
حتى نتمكن سويا من تفعيل الحوار حول قضايا المرأة والمجتمع .

ختاما اتمنى لجميع القراء ولهيئة الحوار المتمدن دوام التوفيق وكل عام والجميع دائما بخير .
28/10/2004
الاسكندرية - مصر

جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.

فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضى فشل أصحاب الرؤى الاسلامية المتشددة فشلا ذريعا عندما حاولوا باستخدام العنف ضد الأفراد وضد الحكومة المصرية ومؤسساتها وضد السياح الأجانب إقامة الدولة الاسلامية المحكومة بأفكارهم المنبثقة عن الشريعة الإسلامية.
فلجأوا الى تطبيق مفهومهم الضيق عن الشريعة الإسلامية فى مجال ضيق أيضا تمهيدا لإقامة الدولة الاسلامية ( كما يحلو لهم أن يحلموا ) فى مجال أوسع لكى يتسنى لهم بعد ذالك الوصول الى السلطة وتطبيق مفهومهم الرجعى هذا على عموم مصر بالكامل .
فبدأوا بالشوارع باعتبارها ساحات مفتوحة يستطيعون فيها أن يخلقوا جوا من الفوضى وعدم الإستقرار تمهيدا لتطبيق مفاهيمهم الرجعية الإسلامية فيها .... وبدأوا ممارسة عمل المحتسب أو المطوع الذى اقتبسوة من رجل الدين الذى يتجول فى شوارع المدن السعودية ويغير مالا يوافق هواة من أمور ومايراة خارجا عن الإطار العام للفكر الإسلامى المتشدد الذى تتبناة الدولة هناك.
فبدأوا بتطبيق الحديث المحمدى المأثور " من رأى منكم منكرا فليغيرة .. بيدة ....فإن لم يستطع .. فبلسانة .... فإن لم يستطع .. فبقلبة .... وذالك أضعف الإيمان ".
ولكن يبدو أنهم اكتفوا بقراءة الجملة الأولى فقط من الحديث وراحوا يطبقون مافهموة منها بكل سماجة وغباء .
فانتشروا فى الشوارع كالجراد المستطير .... يطفئون أجهزة الكاسيت الموجودة فى السيارات الخاصة عندما يستمع اصحابها من خلالها الى الغناء بالقوة ... ومن يعترض فإنة يتعرض للضرب ولاتلاف ممتلكاتة الخاصة وللإيزاء البدنى والنفسي .
كما إختلقوا نوعا آخر من أنواع " الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " .... فبدأوا يوجهون انظارهم نحو طلبة المدارس الثانوية ممن يختلطون ببعضهم البعض بعد انتهاء يومهم الدراسي ويحاولون خلق نوع من الصداقات وعلاقات الحب والتعارف بين بعضهم البعض .
فبدأوا بايقاف كل شاب يسير برفقة فتاة .... ويطالبونهما أن يفترقا عن بعضهما البعض .
وفى الغالب .... ونظرا للنظرة المحافظة جدا المنتشرة مع الأسف الشديد فى مجتمعاتنا لعلاقة الجنس بالجنس الآخر .... فإن بعض الشباب يشعرون بالخزى والحرج عندما يتم ايقافهم بهذة الطريقة متصورين ان مايفعلونة هو عين الخطأ ويمتثلون لأوامر المتطرفين فى التو واللحظة .
ولكن وفى بعض الحالات .... يتصدى بعض الشباب لهؤلاء المتطرفين ... ويخبرونهم ان مايفعلونة يدخل تحت بند الحرية الشخصية التى لا يحق لأحد ان يتدخل فيها بأى حال من الأحوال .
عندها يطبق عليهم الأمر النبوى " فليغيرة بيدة " بكل قسوة وعنف فيجدون اللكمات والصفعات والشتائة النابية قد وجهت اليهم " دون تمييز للفتى عن الفتاة " ثم يجبرونهم عقب هذة العلقة الساخنة ان يذهب كل منهم فى طريق بعيدا عن الآخر محذرين اياهم من عاقبة رؤيتهم سويا بعد ذالك والا لن يحدث لهم مالا تحمد عقباة .
وقد يسأل سائل .... وأين أجهزة الأمن المصرية .... وأين مباحث أمن الدولة ...والاجهزة الاخرى المكلفة بحفظ الامن فى البلاد ومنع نشر الافكار الرجعية المتطرفة بين الشباب وايقاف العنف المنتشر فى الشوارع والحوارى المصرية .؟
والاجابة مع الأسف الشديد .... هى أن الاسلاميين فى الفترة الاخيرة قد بدأوا يفردون اذرعتهم عن اخرها وتمطعون كما يريدون ويفعلون مايشاؤون دون خوف من ردع جهاز مباحث أمن الدولة الذى تحول ( فى هذة الأيام ) الى مجرد خيال مآتة ... بعد أن كان الرادع الوحيد لجماعات العنف والتطرف والارهاب قبل عقد مضى من الزمان .
بل والأدهى والأغرب من ذالك أن جهاز مباحث أمن الدولة قد اتخذت تصرفاتة تجاة أقطاب الجماعات المتطرفة فى مصر منحى خطير جدا .... فبدلا من أن يواجة من يحاولون بسط نفوذهم وفرض سيطرتهم على الناس وارهابهم " بفكرهم وعضلاتهم " بالطريقة الرادعة المناسبة .... نجدة قد بدأ فى اضفاء حالة من التأييد على سلوكياتهم وأفكارهم .... ومساعدتهم أحيانا فى تخطى بعض المشاكل والعقبات التى تقتحم طريقهم أثناء " عملية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ".
فنجد أحيانا أن ضباط مباحث أمن الدولة ( خاصة فى الاسكندرية ) يتدخلون شخصيا لانهاء بعض البلاغات واغلاق بعض المحاضر المقدمة من قبل بعض المواطنين المتضررين من سلوكياتهم العدوانية تجاههم .
ومن جانب آخر .... فإن المتطرفين دينيا ممن يتبعون جماعة الدعوة السلفية المدعومة " رأسا " من السعودية .... والمتمركزة فى مدينة الاسكندرية قد تفهموا مواقف ضباط مباحث أمن الدولة تجاههم على أنة تأييد ضمنى لهم من قبل السلطات العليا فى الدولة على ممارساتهم اللا إنسانية تجاة المواطنين فى الشوارع والأماكن العامة وبدأوا يحلمون بأن قيادات الدولة سوف تؤيدهم ( مستقبلا ) فى مشروعهم ( أو حلمهم ) ببناء الدولة الاسلامية المزعزمة فى مصر .
فهل وصل حالنا وحال أجهزة امن دولتنا أن صارت لعبة تلهو بها جماعات التطرف والعنف والارهاب كما تشاء دون حسيب أو رقيب ؟
هذة صرخة أوجهها بأعلى صوتى الى المسؤلين فى مصر وعلى الاخص المسؤلين فى وزارة الداخلية المصرية ممن يهمهم مصلحة مصر فى الدرجة الأولى والمحافظة على الأمن والاستقرار فيها أن يأخذوا بشدة على أيدى من يحاولون الاضرار بمصلحة الوطن ونشر الافكار الهدامة التى من شأنها ان تذيد الهوة بين مواطنى الوطن الواحد اتساعا وتذيد الامور تعقيدا على ماهى علية .

وأعتذر للقراء عن غيابى عن الحوار المتمدن فى الفترة الاخيرة .
كما أدعو الجميع الى المشاركة فى ساحة حوار " حقوق المرأة " وعنوانها هو :
http://www.wrsforum.tk
حتى نتمكن سويا من تفعيل الحوار حول قضايا المرأة والمجتمع .

ختاما اتمنى لجميع القراء ولهيئة الحوار المتمدن دوام التوفيق وكل عام والجميع دائما بخير .
28/10/2004
الاسكندرية - مصر

Sunday, October 3, 2004

حب بلا حدود

أعشق من حولك أشياءا
لا تخطر أبدا فى الحسبان

أعشق أرصفة الشارع
إن خطرت فوقهما قدماك الثنتان

أعشق عصفورا يوقظك كل صباح
كى يطرب سمعك بالألحان

وتمدين الية الحب بيدك
فيلثمها، كالعبد التابع للسلطان

لو يعلم أنى من هجرك قاسيت
عذابا وهوانا ألوان

لترجى منك العفو عن الذلل
وغفران الذنب وترك الهجران
****
قد أخبرت بأن البحر
إستقبل جسدك بالأحضان

والحوت وأسماك القرش
رأوك فخرا ساجدتان

وعروس البحر قد إختبأت
-لما علمت بقدومك- مثل الجرزان

وأسماك البحر قد إبتعثت
برسول منها للمرجان

أن شيد للحسنا قصرا
من نسج شعاب المرجان

فعشقت البحر بما فية
ورميت بنفسي فى القيعان
****
أعشق من حولك أشياءا
ليس لها فى نظرك شان

كالعطر الباريسى الفائح
من جنبات الجسد الفتان

وسوارا يحوى معصمك
لحساب مرور الأزمان

وحقيبة يدك المصنوعة
من نسج جلود الثعبان

وإيشاربا تضعية على الشعر
ليخفى تاجك ذى الألوان

وسريرا يحويك وجسدك
عند رقودك فى إطمئنان

وشريط غناء يطربك
ويملأ قلبك بالأشجان

وقصيدة شعر لـ"نزار"
أو"فاروق" أو "إيفان"
****
من أجلك أحببت العالم
وعشقت جميع بنى الإنسان

وكرهت الفرقة بين الناس
لأجل الجنس أو الألوان

فالكل سواء فى نظرى
لافضل لأحد فوق الثان

نحن جميعا من "حواء"
أول بشر ذى قدمان

أنجبت العالم وإنصرفت
عنا فى دعة وأمان

قالت بلسان الحال لنا
لافرقة بين الإخوان

كلكم دوما أبنائى
لا فرقة بين الجنسان

كنتم ذكرا ، كنتم أنثى
يجمعكم جنس الإنسان

ماتت حواء وتركتنا
لنقاسى ذل الحرمان

ذهبت أجيال ، أتت أخرى
وتغير عقل الإنسان

وتعالى البعض على الناس
ليستعبدهم كالقطعان

وأتى بالأنثى أدخلها
سجنا مسدود الجدران

قال لها هذا مأواك
ليس لك إلاة مكان

وإخترع الدين ليسندة
ويؤيدة فى الطغيان

حاول تقييد الإنسان
ليسجنة بين الجدران

وإخترع شريعتة الجائرة
ليصلى الناس بها الحرمان

من أغلى شىء فى الدنيا
حريتهم ، دون سدود أو حيطان

منع الحب عن العشاق
ورجمهم مثل الشيطان

ذاك لأن الحب الصادق
جرم لايقبل غفران

فعقوبتة عند الشارع
رجم فى وسط الميدان

هذى قطرات من بحر الظلم
ومن فيض سيول الطغيان

أو قل: عبرات من عينى مظلوم
يأبى الذلة والإذعان

يأبى أن يبصر سيدة العالم
داخل سجن ذو جدران

مستسلمة للأقدار
وراضية ظلم السجان

تسعى جاهدة ترضية
بمنح اللذة فى إذعان

وتقوم لة بمقام الخادم
بين أيادى السلطان

ناسية ماضيها الزاخر
بالأمجاد مدى الأزمان
****
عودى سيدتى للمجد
وثورى فى وجة الطغيان

لاتضعى بالا لحدود
وضعوها لبنى الإنسان

باسم الدين أو العادات
باسم الزور أو البهتان

أشياء ماتت وإحترقت
وإنطفىء بريق الهذيان
****
ياسيدتى أنت الأولى
فوق الكل بلا إستهجان

لولاك لما جئنا نحبو
فى ذا العالم باطمئنان

لولاك لما كنا نحيا
فى عالمنا هذا الآن

لولاك لما قيل الشعر
وما عزفت أشجى الألحان

ياملهمتى، أنت حياتى
وحياتى دونك هذيان

ياملهمتى، لولا أنت
لما نطق القلب ببيتان

ستظلى دوما فى نظرى
ملهمتى ، سيدة الأكوان
****
أحببتك فى كل الأيام
كذالك فى كل الأزمان

لم أجعل حبك يوما ما
كالرابع عشرة من نيسان

بل حبك دوما فى قلبى
يبقى ببقاء الأكوان

بل يبقى حتى إن فنيت
من حولى تلك الأكوان

فالحب العاطفة الكبرى
روح داخلها روحان

لايعرف جسدا أو شكلا
أعمى لايعرف ألوان

ليس الحب حساب للجبر
يمثل فى رسم التبيان

بل شىء لايعرف شكلا
أو زمنا، أو حتى مكان

الحب هو الشىء الغامض
فى النفس ومكنون الإنسان

شىء مثل نسيم البحر
نحس بة عند الشطآن

لايسع الوصف لة أبدا
طلاسم غامضة البنيان
****
ستظل الذكرى تغمرنى
دوما فى كل الأحيان

ذكرى حب قد عشناة
فى كل زمان ومكان

من عهد البشرى الأول
حتى ينقرض الإنسان

حب ثورى متمرد
لايعرف نظما أو بلدان

حب عاشتة البشرية
من ماضيها حتى الآن

حب غجرى مجنون
يسافر فى كل الأكوان

دون حساب لمسافات
أو خوف من بعد الأوطان

فالحب غريب فى وطنة
وقريب ببلاد الخلان
****
سأقول وداعا ملهمتى
وبقلبى مس من نيران

موقدة تأبى أن تخمد
حتى ينقضى الهجران

وتعودى للقلب المكلوم
لتداوية من الأحزان

فوداعا ، أختم أبياتى
والقلب يتوق الى .... الأحضان

حب بلا حدود

أعشق من حولك أشياءا
لا تخطر أبدا فى الحسبان

أعشق أرصفة الشارع
إن خطرت فوقهما قدماك الثنتان

أعشق عصفورا يوقظك كل صباح
كى يطرب سمعك بالألحان

وتمدين الية الحب بيدك
فيلثمها، كالعبد التابع للسلطان

لو يعلم أنى من هجرك قاسيت
عذابا وهوانا ألوان

لترجى منك العفو عن الذلل
وغفران الذنب وترك الهجران
****
قد أخبرت بأن البحر
إستقبل جسدك بالأحضان

والحوت وأسماك القرش
رأوك فخرا ساجدتان

وعروس البحر قد إختبأت
-لما علمت بقدومك- مثل الجرزان

وأسماك البحر قد إبتعثت
برسول منها للمرجان

أن شيد للحسنا قصرا
من نسج شعاب المرجان

فعشقت البحر بما فية
ورميت بنفسي فى القيعان
****
أعشق من حولك أشياءا
ليس لها فى نظرك شان

كالعطر الباريسى الفائح
من جنبات الجسد الفتان

وسوارا يحوى معصمك
لحساب مرور الأزمان

وحقيبة يدك المصنوعة
من نسج جلود الثعبان

وإيشاربا تضعية على الشعر
ليخفى تاجك ذى الألوان

وسريرا يحويك وجسدك
عند رقودك فى إطمئنان

وشريط غناء يطربك
ويملأ قلبك بالأشجان

وقصيدة شعر لـ"نزار"
أو"فاروق" أو "إيفان"
****
من أجلك أحببت العالم
وعشقت جميع بنى الإنسان

وكرهت الفرقة بين الناس
لأجل الجنس أو الألوان

فالكل سواء فى نظرى
لافضل لأحد فوق الثان

نحن جميعا من "حواء"
أول بشر ذى قدمان

أنجبت العالم وإنصرفت
عنا فى دعة وأمان

قالت بلسان الحال لنا
لافرقة بين الإخوان

كلكم دوما أبنائى
لا فرقة بين الجنسان

كنتم ذكرا ، كنتم أنثى
يجمعكم جنس الإنسان

ماتت حواء وتركتنا
لنقاسى ذل الحرمان

ذهبت أجيال ، أتت أخرى
وتغير عقل الإنسان

وتعالى البعض على الناس
ليستعبدهم كالقطعان

وأتى بالأنثى أدخلها
سجنا مسدود الجدران

قال لها هذا مأواك
ليس لك إلاة مكان

وإخترع الدين ليسندة
ويؤيدة فى الطغيان

حاول تقييد الإنسان
ليسجنة بين الجدران

وإخترع شريعتة الجائرة
ليصلى الناس بها الحرمان

من أغلى شىء فى الدنيا
حريتهم ، دون سدود أو حيطان

منع الحب عن العشاق
ورجمهم مثل الشيطان

ذاك لأن الحب الصادق
جرم لايقبل غفران

فعقوبتة عند الشارع
رجم فى وسط الميدان

هذى قطرات من بحر الظلم
ومن فيض سيول الطغيان

أو قل: عبرات من عينى مظلوم
يأبى الذلة والإذعان

يأبى أن يبصر سيدة العالم
داخل سجن ذو جدران

مستسلمة للأقدار
وراضية ظلم السجان

تسعى جاهدة ترضية
بمنح اللذة فى إذعان

وتقوم لة بمقام الخادم
بين أيادى السلطان

ناسية ماضيها الزاخر
بالأمجاد مدى الأزمان
****
عودى سيدتى للمجد
وثورى فى وجة الطغيان

لاتضعى بالا لحدود
وضعوها لبنى الإنسان

باسم الدين أو العادات
باسم الزور أو البهتان

أشياء ماتت وإحترقت
وإنطفىء بريق الهذيان
****
ياسيدتى أنت الأولى
فوق الكل بلا إستهجان

لولاك لما جئنا نحبو
فى ذا العالم باطمئنان

لولاك لما كنا نحيا
فى عالمنا هذا الآن

لولاك لما قيل الشعر
وما عزفت أشجى الألحان

ياملهمتى، أنت حياتى
وحياتى دونك هذيان

ياملهمتى، لولا أنت
لما نطق القلب ببيتان

ستظلى دوما فى نظرى
ملهمتى ، سيدة الأكوان
****
أحببتك فى كل الأيام
كذالك فى كل الأزمان

لم أجعل حبك يوما ما
كالرابع عشرة من نيسان

بل حبك دوما فى قلبى
يبقى ببقاء الأكوان

بل يبقى حتى إن فنيت
من حولى تلك الأكوان

فالحب العاطفة الكبرى
روح داخلها روحان

لايعرف جسدا أو شكلا
أعمى لايعرف ألوان

ليس الحب حساب للجبر
يمثل فى رسم التبيان

بل شىء لايعرف شكلا
أو زمنا، أو حتى مكان

الحب هو الشىء الغامض
فى النفس ومكنون الإنسان

شىء مثل نسيم البحر
نحس بة عند الشطآن

لايسع الوصف لة أبدا
طلاسم غامضة البنيان
****
ستظل الذكرى تغمرنى
دوما فى كل الأحيان

ذكرى حب قد عشناة
فى كل زمان ومكان

من عهد البشرى الأول
حتى ينقرض الإنسان

حب ثورى متمرد
لايعرف نظما أو بلدان

حب عاشتة البشرية
من ماضيها حتى الآن

حب غجرى مجنون
يسافر فى كل الأكوان

دون حساب لمسافات
أو خوف من بعد الأوطان

فالحب غريب فى وطنة
وقريب ببلاد الخلان
****
سأقول وداعا ملهمتى
وبقلبى مس من نيران

موقدة تأبى أن تخمد
حتى ينقضى الهجران

وتعودى للقلب المكلوم
لتداوية من الأحزان

فوداعا ، أختم أبياتى
والقلب يتوق الى .... الأحضان