Monday, December 26, 2011

فن عاري



حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتي أوائل السبعينات و اخفوا كتب الفن و كسروا التماثيل العارية الأثرية, ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلي أنفسكم في المرآة و احرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلي الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير

Kevin Ducret

By: Fady Morris
Alexandria, Egypt












By: Cheb Makhlouf



Friday, November 11, 2011

حوار مبتور وشيخ أحمق .. ومواجهة وهمية



نشرت مجلة الإذاعة والتليفزيون - أخيرا - حوارا كانت قد أجرته معى إحدى محرراتها منذ أشهر ! ، لم ينشر الحوار كاملا - بالطبع - كعادة كل المجلات والصحف القومية التى لا تزال تمارس الرقابة على ما ينشر على صفحاتها حتى لا تتهم بمعاداة الأفكار التى يرفضها المجتمع القطعانى ! . فجاء الحوار مبتورا بعد أن حذفت منه بعض الفقرات الهامة ، وإن كنت قد إستبقت الأمر ونشرت الحوار منذ أسابيع على صفحات مدونتى بعد أن شعرت بالعار من أن ينشر لى حوار على صفحات مجلة تدافع عن سفاحى القوات المسلحة وتدين المتظاهرين العزل الذين قتلوا بدم بارد دهسا ورميا بالرصاص فى مجزرة ماسبيرو .







وبالرغم من أن الآراء التى ترد على لسان الضيف فى أى حوار لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الوسيلة الإعلامية التى قامت بنشر هذا الحوار ، فإن المجلة خشيت من أن تتهم بالترويج للإلحاد أو الدفاع عن الملحدين الكفار ( أمثالى ) ، فقامت بتحويل الحوار الذى أجرى معى إلى مواجهة مع أحد مشايخ الطرق الصوفية ليرد على ما وصفوه بتشككى وإلحادى ، لم تهتم الوسيلة بعرض رد محترم على وجهة نظرى يفند ما أدعيه علميا - على الأقل - بل نقلت قصصا وحواديت ( إحداها عن أحد جدوده ) قصها هذا الشيخ الصوفى وإستدل بها على وجود الله ! ، تحدث بلغة الذى يملك ناصية الحقيقة دون أن يوضح الطريق الذى توصل من خلاله اليها ، ببساطة كان رده مغرقا فى العبثية ، ولم يفلح فى إثارة تفكيرى حول طرحه بقدر ما نجح فى إثارة ضحكى وسخريتى من ضحالة فكرته !







لكن أكثر ما توقفت عنده ، تصريحه بتقبله للمخالفين لمعتقده من اليهود والمسيحيين فى مقابل عدم تقبله للملحدين وعبدة الشيطان والبهائيين ، ووضعه لهم مع البلطجية والمجرمين فى كفة واحدة ، وكأن كل من يخالف معتقده أو لا يتبع دينا سماويا قديما لا ينبغى أن يدخل تحت رحمة قبوله ! ، عفوا لا أنتظر أن يتقبلنى شخص أحمق عنصرى مثله .


ندور فى حلقة مفرغة ثم نعود الى نقطة البداية مرة أخرى : 


إقصاء + تخلف + ظلم + جهل + خرافات + ردة حضارية = إسلام .


معادلة توصلت إليها كثيرا ، ولن أشكك فيها مرة أخرى ! 











حوار مبتور وشيخ أحمق .. ومواجهة وهمية



نشرت مجلة الإذاعة والتليفزيون - أخيرا - حوارا كانت قد أجرته معى إحدى محرراتها منذ أشهر ! ، لم ينشر الحوار كاملا - بالطبع - كعادة كل المجلات والصحف القومية التى لا تزال تمارس الرقابة على ما ينشر على صفحاتها حتى لا تتهم بمعاداة الأفكار التى يرفضها المجتمع القطعانى ! . فجاء الحوار مبتورا بعد أن حذفت منه بعض الفقرات الهامة ، وإن كنت قد إستبقت الأمر ونشرت الحوار منذ أسابيع على صفحات مدونتى بعد أن شعرت بالعار من أن ينشر لى حوار على صفحات مجلة تدافع عن سفاحى القوات المسلحة وتدين المتظاهرين العزل الذين قتلوا بدم بارد دهسا ورميا بالرصاص فى مجزرة ماسبيرو .







وبالرغم من أن الآراء التى ترد على لسان الضيف فى أى حوار لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الوسيلة الإعلامية التى قامت بنشر هذا الحوار ، فإن المجلة خشيت من أن تتهم بالترويج للإلحاد أو الدفاع عن الملحدين الكفار ( أمثالى ) ، فقامت بتحويل الحوار الذى أجرى معى إلى مواجهة مع أحد مشايخ الطرق الصوفية ليرد على ما وصفوه بتشككى وإلحادى ، لم تهتم الوسيلة بعرض رد محترم على وجهة نظرى يفند ما أدعيه علميا - على الأقل - بل نقلت قصصا وحواديت ( إحداها عن أحد جدوده ) قصها هذا الشيخ الصوفى وإستدل بها على وجود الله ! ، تحدث بلغة الذى يملك ناصية الحقيقة دون أن يوضح الطريق الذى توصل من خلاله اليها ، ببساطة كان رده مغرقا فى العبثية ، ولم يفلح فى إثارة تفكيرى حول طرحه بقدر ما نجح فى إثارة ضحكى وسخريتى من ضحالة فكرته !







لكن أكثر ما توقفت عنده ، تصريحه بتقبله للمخالفين لمعتقده من اليهود والمسيحيين فى مقابل عدم تقبله للملحدين وعبدة الشيطان والبهائيين ، ووضعه لهم مع البلطجية والمجرمين فى كفة واحدة ، وكأن كل من يخالف معتقده أو لا يتبع دينا سماويا قديما لا ينبغى أن يدخل تحت رحمة قبوله ! ، عفوا لا أنتظر أن يتقبلنى شخص أحمق عنصرى مثله .


ندور فى حلقة مفرغة ثم نعود الى نقطة البداية مرة أخرى : 


إقصاء + تخلف + ظلم + جهل + خرافات + ردة حضارية = إسلام .


معادلة توصلت إليها كثيرا ، ولن أشكك فيها مرة أخرى ! 











Wednesday, November 9, 2011

عشنا وشفنا .. 6 ابريل ترفض الحرية المطلقة وتصدر بيانا عنصريا ضد من سموهم " اليهود الماسونيين "








عندما نسبنى بعضهم فى وقت سابق الى حركة شباب 6 إبريل بغرض الهجوم على الحركة بسبب أفكارى التى تثير تحفظهم ، نفيت الأمر قائلا أن إنتمائى الى هذه الحركة شرف لا أدعيه !!!!


لكن و بعد قراءة هذا البيان العنصرى الذى يصنف فى أفضل الأحوال على أنه مجرد مزايدة و دعاية سياسية و انتخابية رخيصة ، يمكننى أن أقول أنه لا يشرفنى بحال من الأحوال أن يقرن إسمى بهذه الحركة وبأى حركة أخرى تبيع مبادئها فى سوق السياسة السوداء فى سبيل الترويج لاسمها فى الشارع وكسب مؤيدين .. أذكرهم أن بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية المصرية التى نشأت فى سبعينيات القرن الماضى ومنها " العمل " و " الأحرار " غيرت ايديولوجياتها السياسية بتغير تفكير الشارع كما تغير الحرباء لون جلدها ... ولا أستبعد أن يتغير إسم الحركة بعد سنوات من الآن ليصبح طلائع مجاهدى 6 ابريل الإسلامية ، فمن يقدم تنازلات لارضاء الشارع اليوم يمكن أن نتوقع منه أى شىء











عشنا وشفنا .. 6 ابريل ترفض الحرية المطلقة وتصدر بيانا عنصريا ضد من سموهم " اليهود الماسونيين "








عندما نسبنى بعضهم فى وقت سابق الى حركة شباب 6 إبريل بغرض الهجوم على الحركة بسبب أفكارى التى تثير تحفظهم ، نفيت الأمر قائلا أن إنتمائى الى هذه الحركة شرف لا أدعيه !!!!


لكن و بعد قراءة هذا البيان العنصرى الذى يصنف فى أفضل الأحوال على أنه مجرد مزايدة و دعاية سياسية و انتخابية رخيصة ، يمكننى أن أقول أنه لا يشرفنى بحال من الأحوال أن يقرن إسمى بهذه الحركة وبأى حركة أخرى تبيع مبادئها فى سوق السياسة السوداء فى سبيل الترويج لاسمها فى الشارع وكسب مؤيدين .. أذكرهم أن بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية المصرية التى نشأت فى سبعينيات القرن الماضى ومنها " العمل " و " الأحرار " غيرت ايديولوجياتها السياسية بتغير تفكير الشارع كما تغير الحرباء لون جلدها ... ولا أستبعد أن يتغير إسم الحركة بعد سنوات من الآن ليصبح طلائع مجاهدى 6 ابريل الإسلامية ، فمن يقدم تنازلات لارضاء الشارع اليوم يمكن أن نتوقع منه أى شىء











Sunday, November 6, 2011

كل عام وهم أحرار








فى مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات ، أصدرت النيابة العامة قرارها بحبسى على ذمة التحقيق ، قبل محاكمتى وسجنى بتهمتى إزدراء الأديان وإهانة رئيس الجمهورية ( السابق ) ، أتذكر تفاصيل تلك المحنة التى إنتهت آخر فصولها قبل عام تقريبا عندما تم الإفراج عنى بعد أن قضيت أربع سنوات كاملة فى سجون نظام مبارك ، وأتذكر معها أن شيئا لم يتغير وأن السجون لا زالت تستقبل المدونين وأصحاب الآراء الحرة لأن بقايا نظام مبارك لا زالوا فى السلطة ، فى هذا اليوم لا ينبغى أن أنسى من يقبعون فى سجون العسكر .. تحياتى الخالصة للمدون البطل مايكل نبيل والى الثائر الشجاع علاء عبد الفتاح .. وغيرهم ممن أجبروا على قضاء أيام العيد بعيدا عن ذويهم مثلما قضيت ثمان أعياد خلف أسوار السجن متمنيا أن تظل معنوياتهم قوية كما عهدناهم وأن يخرجوا من السجن - قريبا - أقوى مما كانوا ليثبتوا لكلاب العسكر أنهم كانوا أغبياء وسذج عندما دفعوا بالثوار إلى السجون .











كل عام وهم أحرار








فى مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات ، أصدرت النيابة العامة قرارها بحبسى على ذمة التحقيق ، قبل محاكمتى وسجنى بتهمتى إزدراء الأديان وإهانة رئيس الجمهورية ( السابق ) ، أتذكر تفاصيل تلك المحنة التى إنتهت آخر فصولها قبل عام تقريبا عندما تم الإفراج عنى بعد أن قضيت أربع سنوات كاملة فى سجون نظام مبارك ، وأتذكر معها أن شيئا لم يتغير وأن السجون لا زالت تستقبل المدونين وأصحاب الآراء الحرة لأن بقايا نظام مبارك لا زالوا فى السلطة ، فى هذا اليوم لا ينبغى أن أنسى من يقبعون فى سجون العسكر .. تحياتى الخالصة للمدون البطل مايكل نبيل والى الثائر الشجاع علاء عبد الفتاح .. وغيرهم ممن أجبروا على قضاء أيام العيد بعيدا عن ذويهم مثلما قضيت ثمان أعياد خلف أسوار السجن متمنيا أن تظل معنوياتهم قوية كما عهدناهم وأن يخرجوا من السجن - قريبا - أقوى مما كانوا ليثبتوا لكلاب العسكر أنهم كانوا أغبياء وسذج عندما دفعوا بالثوار إلى السجون .











Wednesday, October 19, 2011



أعلن إنسحابى من حملة " الحرية لمايكل نبيل " ، مع تمسكى التام بدعمه ومساندته بكل الطرق الممكنة بعيدا عن العمل القطعانى أو الجماعى ( ايا كانت التسمية الصائبة ) ، متمنيا أن يتم الإفراج عنه فى القريب العاجل ، وآملا أن ينجح أعضاء الحملة فى تحقيق ذالك بالأساليب التى يجدونها مناسبة والتى قد لا أتفق مع معظمها ... من الآن فصاعدا .. كل ما قد أنشره عن قضية مايكل هو رأيي الخاص الذى لا يعبر بالضرورة عن رأى الحملة التى أعلنت إنسحابى منها .













أعلن إنسحابى من حملة " الحرية لمايكل نبيل " ، مع تمسكى التام بدعمه ومساندته بكل الطرق الممكنة بعيدا عن العمل القطعانى أو الجماعى ( ايا كانت التسمية الصائبة ) ، متمنيا أن يتم الإفراج عنه فى القريب العاجل ، وآملا أن ينجح أعضاء الحملة فى تحقيق ذالك بالأساليب التى يجدونها مناسبة والتى قد لا أتفق مع معظمها ... من الآن فصاعدا .. كل ما قد أنشره عن قضية مايكل هو رأيي الخاص الذى لا يعبر بالضرورة عن رأى الحملة التى أعلنت إنسحابى منها .











Saturday, October 15, 2011

حوار لم تنشره مجلة الإذاعة والتليفزيون



نص الحوار أدناه أجرته معى صحفية بمجلة الإذاعة والتليفزيون قبل عدة أشهر ، وأرسلت لى نصه كى أطلع عليه قبل النشر ، ومنذ ذالك الحين لم يسمح لها بنشره فى المجلة وكانت طوال الوقت تخبرنى أنها ستتمكن من ذالك وأن الأحداث المتلاحقة هى التى تحول دون نشر الحوار ، وبالرغم من كونى أدرك عن يقين أن السبب فى منع نشر هذا الحوار يرجع الى محتواه الذى لن تجرؤ صحيفة حكومية على نشره ، إلا أننى حاولت أن أقنع نفسى بما ذكرته لى - من أن أجواء ما بعد ثورة يناير قد تغيرت عن ذى قبل وأن الخطوط الحمراء قد قاربت على التلاشى فى الصحافة القومية - رغم أن ذالك لا يعبر عن الواقع بحال من الأحوال .


فى الأسبوع الماضى هاتفتنى وأخبرتنى أن رئيس تحرير الصحيفة الجديد " محمد الغيطى " قد وافق على نشر الحوار ، وتفاءلت خيرا ، فالرجل كما كنت أتابعه خلال أحداث ثورة يناير كان من أشد من يجهرون صراحة بمعارضة النظام السابق ومن أشد المطالبين بإسقاطه ، وإشتريت العدد وفوجئت بعدم نشر الحوار !! ، تناسيت الأمر وبدأت فى تصفح المجلة ، وفوجئت بتلك التغطية لمجزرة ماسبيرو التى لا يمكن أن توصف بأقل من كونها متحيزة لمرتكبى المجزرة من مجرمى القوات المسلحة .


تحول رئيس تحرير المجلة الذى كنت أحترمه وأقدره فى السابق من بطل فى نظرى ، إلى مجرد " شاهد زور " و " مزور " و " قالب للحقائق " .. ففى إفتتاحية العدد كتب " محمد الغيطى تحت عنوان " شاهد عيان على ما حدث " محاولا تصوير عناصر القوات المسلحة الذين تورطوا فى هذه المجزرة البشعة على أنهم ضحايا ، مدعيا أن الجنود لم يكن بحوزتهم سوى رصاص " فشنك " وأنه شاهد فى الدور السادس " جثث " من سماهم بـ"الشهداء"، كان يدافع عن جنود الجيش باستماتة وهم الذين قتلوا المدنيين العزل بدم بارد بالرصاص الحى وبالمدرعات التى حطمت عظامهم فى الوقت الذى لم يكتب حرفا واحدا عن من سقطوا ضحايا لهذه المجزرة البشعة من المتظاهرين الذين تجاوزت أعدادهم العشرات وكأن هؤلاء لا وزن لهم ولا قيمة فى مقابل الضحايا الوهميين للجيش الذين لم نر جثة قتيل واحد منهم حتى هذه اللحظة.


فى النهاية قررت أن أنشر هذا الحوار بنفسى كى لا ينشر فى هذه المجلة التى لا يشرفنى أن يكتب حرف عنى على صفحاتها ، وحتى أضمن أن ينشر نص الحوار بالكامل دون حذف أو تحريف كما يحدث دائما فى تلك الصحف التى نمتلكها ولا تعبر عنا ، وتخضع دائما لرغبات وأهواء من يقبعون على كراسى السلطة .





أجرت الحوار الصحفية / نيرمين نبيل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من عائلة سلفية وخلفية أزهرية يعلن عصيانه وتمرده ورفضه للثوابت العقائدية التى تتنافى مع المنطق ويرفض انتهاك الحريات تحت ستار الدين والتقاليد


عبد الكريم نبيل سليمان المعروف إعلاميا بإسم " كريم عامر " ولد في السابع عشر من يونيو عام 1984 بمدينة الإسكندرية ، وإلتحق بالتعليم الديني الأزهري منذ حداثة سنة بناءاً على رغبة من والديه ، و درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية ، وحصل عام 2001 على الشهادة الثانوية الأزهرية .


بدأ الكتابة عبر مواقع الانترنت وأبرزها موقع الحوار المتمدن منتصف عام 2004 قبل أن ينشىء مدونته الخاصه بعد عام من هذا التاريخ وينشر من خلالها آرائة التى أثارت الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض لها كونها تقترب من خطوط التماس مع التقاليد الإجتماعية والثوابت الدينية التى يرفض قطاع كبير من المجتمع التقليدى الإقتراب منها بالنقد أو المناقشة .


اعتقل للمرة الأولى نهاية شهر أكتوبر عام 2005 على خلفية نشره لمقال تناول الأحداث الطائفية التى إشتعلت فى محرم بك بالإسكندرية وخرج من السجن بعد ثمانية عشر يوما ليواصل الكتابة بدأب وإصرار دون أن يلقى بالا بعثرات الطريق التى بدأت بتحويله لمجلس التأديب بجامعة الأزهر التى كان يدرس الشريعة والقانون بها وفصله نهائيا من الجامعة ، ثم تحويل أوراق التحقيق معه فى مجلس تأديب الجامعة إلى النيابة العامة فى سقطة مدوية للجامعة التى لم تخف إدارتها تواطئها مع جهاز مباحث أمن الدولة المنحل فى الإيقاع بأحد طلابها وسجنه لمجرد أنه قام بالتعبير عن رأيه بشكل أزعج السلطات ليصدر ضده حكم بالسجن اربع سنوات ثلاث منها بتهمة إزدراء الدين الاسلامى والثانية بتهمة إهانة رئيس الجمهورية ( السابق ) حسنى مبارك ، قضاها كاملة بين سجنى الحضرة وبرج العرب بالاسكندرية .


ينتمى كريم إلى أسرة سلفية متشددة تتبع جماعة الدعوة السلفية السكندرية المنشأ ، وقد كان لموقف والديه وأشقائه المحرض للقضاء والرأى العام ضده أثناء نظر قضيته دافعا كبيرا وراء قراره الإنفصال التام عن الأسرة التى فعلت الكثير فى سبيل تقييد حريته هو وأشقائه تبعا لفهمهم الخاص للدين الذى إستمدوه من تأثرهم بالمدرسة السلفية التى ينتمون إليها فكريا وعقائديا ليتمكن من ممارسة حريته الكاملة بعيدا عن القيود الأسرية .


أطلق سراح كريم منتصف شهر نوفمبر من العام الماضى ليشاهد بعينيه تهاوى نظام الرئيس ( السابق ) حسنى مبارك فى لحظات فاصلة من تاريخ مصر سجلتها أرواح ودماء شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير أعادت اليه الثقة والتفاؤل فى مستقبل أفضل لبلده التى يتمنى أن يراها فى الصدارة دائما بين دول العالم .


فى هذا الحوار نحاول أن نرصد بعض المحطات فى حياة كريم عامر بوصفه أول مدون عربى يصدر ضده حكم بالسجن بسبب آرائه المنشورة على الإنترنت:-





سجنت بسبب نشرك بعض الآراء التى وجد فيها البعض خروجا عن الثوابت الدينية ، هل مازال موقفك ثابتا رغم ما تعرضت له خلال الأعوام الماضية ؟





بالطبع لم يتغير أى شىء فى مواقفى التى أعلنتها وزج بى فى السجن بسببها ، ولا زال موقفى من الأديان كما هو ، الدين فى نظرى هو مجموعة من الأفكار الإنسانية أضفى عليها البعض صفة القدسية كى يخضع الناس من خلالها للسلطة السياسية أو الأبوية الطبقية ، دائما ما تجد تلك العلاقة بين رجل الدين والحاكم المستبد وأصحاب المصالح المادية قوية ومترابطة لأن لديهم مصلحة مشتركة فى إخضاع الناس لهم ، وأنا لم أكن فى يوم من الأيام – شأنى شأن الكثيرين – منتميا إلى أى دين بشكل حقيقى ، كل مافى الأمر أننى مثلى مثل غيرى ورثت هذا الإنتماء وفرض على بشكل خال تماما من المنطق ، ولذالك قررت فى لحظة حاسمة التجرد منه حتى أكون متسقا مع نفسى وحتى لا أشعر بتلك الإزدواجية التى تعتمل فى نفوس الكثيرين ممن يتعايشون داخل المجتمع وهم يتمزقون فى داخلهم من عنف الصراع الدائر بين ما يريدونه وما يريده المجتمع لهم .





هل يعنى تجردك من تلك الانتماءات – كما ذكرت – أنك ملحد ؟؟ هل تعلن عن ذالك دائما ؟؟





الإلحاد كما أراه هو إعادة التفكير فى المسلمات الدينية والمعتقدات الغيبية ، وبالتبعية فإنه يعنى التجرد من تلك الانتماءات التى تبنى على هذه المعتقدات لانه لا يمكننى أن أعيد التفكير فى مثل هذه الأمور دون التجرد من الإنتماءات المترتبة عليها وإلا سيصبح موقفى منها أو من غيرها غير حيادى بالمرة ، وبالتالى فأنا ملحد ولا أخجل من تعريفى على هذا النحو كونه أكثر تعبيرا عما يجول بداخلى .


ولكننى لا أرى أى أهمية فى الإعلان عن الهوية الدينية للفرد أو إستيضاح موقفه من الدين ، فانتماء الفرد الدينى هو أمر شخصى فى المقام الأول لا يجب أن يؤخذ كمحدد للهوية ولا يجب أن تبنى العلاقات بين الناس على هذا الأساس الذى أراه هشا ، ولذالك فإننى أرى ضرورة إلغاء الخانة التى تدل على إنتماء الفرد الدينى من الأوراق الرسمية للسبب الذى ذكرته إضافة إلى أن الإنتماء الدينى الرسمى لا يعبر عن حقيقة صاحبه كونه يسجل المولود تبعا لانتماء والده الدينى وليس تبعا لما قد يختاره فى المستقبل ، بل إننى أذهب لأبعد من ذالك لأطالب بمنع إطلاق الأسماء التى تحمل تمييزا عقائديا على المواليد الجدد حتى لا تكون هناك شبهة فرض عقيدة دينية بعينها من الآباء على أطفالهم .





أسرتك – كما ذكرت فى المقدمة – سلفية متشددة ؟؟ كيف كانت علاقتك بأفرادها قبل 


وأثناء السجن ؟؟ وكيف هى الآن ؟؟





أسرتى لم تكن سلفية منذ البداية ، فوالدى ينتمى إلى جيل طلاب الجامعات فى السبعينيات وكان يسارى التوجه وكان يهوى الإخراج المسرحى لفترة من الزمن ، والصور القديمة التى لم تصل إليها يد والدتى بالحرق أوالتمزيق تظهرها وهى ترتدى الملابس القصيرة التى كانت منتشرة فى حقبة السبعينيات من القرن الماضى ، لكنها تغيرت كما تغير كل شىء من حولها مع ظهور عائدات النفط الخليجية والغزو الثقافى الوهابى الذى أوشك على أن يأتى على كل المكتسبات الحضارية التى يحسدنا عليها " باعة الجاز " فى دول الخليج .


علاقتى بأسرتى لم تكن على مايرام فى أغلب الأحوال فتساؤلات لاحصر لها منذ طفولتى الأولى لم أجد إجابات لها عند والدىَ اللذين كانا يقمعانها بشدة كونهم لا يمتلكون إجابات منطقية عليها أو يتحرجون من الإجابة ، وكانت بعض الفروض الدينية تفرض على قسرا كالصلاة التى كانوا يقولون أنه يجب على الوالدين أن يضربوا أبنائهم كى يؤدونها عندما يبلغون سن السابعة ، وفيما بعد كنت على خلاف دائم حول كل أفكارهم وممارساتهم بدءا من ابدائى للاعتراض على ما كانت – ولا زالت – تتعرض له شقيقتاى من حرمان من التعليم وإجبار على ارتداء النقاب ونهاية بتدخلهم فى حياتى ومحاولتهم وضعى داخل اطرهم الضيقة التى لم أستسلم لها يوما ما ، فقد كنت دائم التمرد عليها مهما كانت العواقب وخيمة .


بعد أن تم حبسى وأثناء محاكمتى كان موقف أسرتى سلبيا للغاية ، فقد إمتنعوا عن زيارتى فى السجن لأكثر من ثلاث سنوات ونصف بعدما خيرونى بين الإعلان عن توبتى وتراجعى عما قمت بنشره وسجنت بسببه أو عدم زيارتهم لى مرة أخرى ورفضت عرضهم وامتنعوا عن زيارتى طوال سنوات سجنى ، وعرفت فيما بعد أنهم كانوا يحرضون ضدى فى بعض وسائل الإعلام وأن شقيقى ظهر فى أحد البرامج الحوارية ليطالب بإعدامى بحجة أننى إرتددت عن الإسلام !! .


وعند الإفراج عنى سلمنى ضباط جهاز مباحث أمن الدولة " المنحل " إلى والدى وشقيقى بعد أن أخذوا تعهدات عليهم بعدم السماح لى بممارسة أى نشاط سياسى معارض للنظام السابق ، وبالطبع لم التزم بما تعهدوا به وإنفصلت عنهم بعد أن أدركت إستحالة إستمرارى فى الحياة وسطهم .





وما هى علاقتك بالوسط السلفى الذى تنتمى إليه أسرتك ؟؟





علاقتى بهم ليست على ما يرام ، فهم مستاءين من خروجى عليهم وتجردى من قناعاتهم الدينية خاصة أننى أنتمى لأسرة سلفية وتلقيت تعليمى فى الأزهر ، فالتغير الذى ظنوه مفاجئا فى تفكيرى سبب لهم الكثير من القلق على مستقبل جماعتهم التى يعتمدون فيها على تغييب عقول الأطفال فى سن مبكرة بتلقينهم مبادىء الدين كما يفهمونها .


قبل الثورة كان السلفيين خاضعين لأوامر ضباط جهاز مباحث أمن الدولة الذين كانوا يستغلونهم فى ضرب جماعة الإخوان المسلمين حيث أن السلفيين كان لهم موقف رافض للديمقراطية والمشاركة فى الانتخابات ودخول البرلمان والسعى للوصول للحكم ، وفضائح عمالتهم لجهاز مباحث أمن الدولة لا تخفى على أحد وأبرز الدلائل على ذالك قيام الدكتور ياسر برهامى القيادى السلفى بتسليم عدد من أتباع الدكتور سفر الحوالى إلى جهاز مباحث أمن الدولة ليتم إعتقالهم لفترات متفاوتة .


أما بعد الثورة فقد إختلف وضعهم ، فجهاز مباحث أمن الدولة الذي كان يضعهم فى حجمهم الحقيقى قد إختفى ووجدوا الساحة أمامهم خالية ليعيثوا فيها فسادا ، وقد تلقيت فى شهر مارس الماضى تهديدات صريحة بالقتل أبلغونى اياها عن طريق أفراد من عائلتى ، وفيما بعد تدخل أحد أصدقائى لدى الدكتور ياسر برهامى لاستيضاح حقيقة هذه التهديدات التى إضطرتنى للحياة بعيدا عن الإسكندرية فكان الرد المخزى والفاضح لهذا القيادى السلفى - الذى لا يختلف كثيرا عن أى بلطجى يفرض سيطرته دون وجه حق - أنه لا مانع لديه من أن أعود إلى الإسكندرية ولكن بشروطه الخاصة المتمثلة فى إعلانى التراجع عن أفكارى وعدم مهاجمة السلفيين فى كتاباتى والعودة مرة أخرى إلى الحظيرة السلفية التى تركتها مختارا ، ثم أردف قائلا لصديقى أنه غير مسؤل عما قد يحدث لى إن خالفت هذه الشروط ، وبالطبع رفضت هذا العرض المخزى واثرت البقاء بعيدا عن الإسكندرية التى أصبحت أشبه بإمارة سلفية داخل حدود الدولة .





ما هي أهمية الأديان في حياة الإنسان من وجهة نظرك؟





لا أرى للدين أى دور إيجابى يستحق الإهتمام على الإطلاق ، بالعكس فإننى أرى أن وجود الدين فى حياتنا قد لعب دورا بارزا فى زيادة حدة الإنقسامات والتناحر بين البشر بعضهم البعض ، فمعظم الحروب والمنازعات إستخدم الدين وقودا لإشعالها ، ومعظم الصراعات التى تدور الآن يلعب الدين دورا بارزا فى تأجيجها .





هل يعنى إلحادك الإنكار التام لوجود الله ؟؟





العلم لم يتوصل لكل شىء فى هذا الكون ولم يجب حتى الآن عن كل التساؤلات التى تشغل عقولنا فى محاولاتنا لمعرفة الكيفية التى نشأ بها هذا الكون وكيف أوجدنا فيه ، وعندما نجيب على سؤال ما يجب أن تكون إجاباتنا معبرة تماما عما توصلنا اليه وأدركناه ، ولذالك فإننى لا أستطيع الجزم بعدم وجود إله وراء خلق هذا الكون ، وكذالك لا يمكننى الرجم بالغيب والتسليم بوجود إله فعل هذا كله بمفرده كما يدعى المؤمنين ، فالمنكرين لهذا الوجود لا يختلفون كثيرا عن المؤمنين الذين يثبتون هذا الوجود لمجرد أنهم قد قيل لهم ذالك ، كلا الطرفين لا يعتمد أدلة جازمة قاطعة ويسيرون فى اتجاهين متوازيين عكسيين ، الحادى يعنى التشكك وليس الإنكار ، ولا زالت هناك حلقة مفرغة أنتظر أن تمتلىء حتى أتمكن من الإجابة قطعا على هذا السؤال .





هل ترى أن التوصل لتلك الإجابة يحمل أى قدر من الأهمية ؟





لا أعتقد أن إجابة مثل هذا السؤال تحمل أهمية من أى نوع ، ولن يكون لها أى تأثير مختلف على حياتنا ، فسواء وجد هذا الكون بالصدفة أو خلقه إله ذكى فحياتنا ستسير فى ذات الإتجاه ، نولد ونكبر ونمرض ونموت ، فلن نعيش للأبد أن أدركنا انه لا اله ، ولن نموت مبكرا إن أدركنا أن هناك إله .





وماذا لو إكتشفت فى نهاية المطاف صدق عقيدة المؤمنين ووجدت أن هناك ثواب أخروى لهم يقابله عقاب للمشككين والمنكرين ؟؟





سؤالك إستباقى أتحفظ على محتواه ، فالترهيب من العقاب والترغيب فى الثواب الأخرويين هما أكثر الأشياء التى تساعد على تغييب عقول الناس بسهولة متناهية وتمنعهم من إعادة التفكير فى المسلمات التى درجوا عليها منذ طفولتهم ليس لأنهم على يقين تام من صحة هذه المعتقدات ، ولكن لأن خوفهم من المجهول الذى هددهم به رجال الدين جعلهم غير قادرين على إستخدام عقولهم مع تلك الثوابت التى لا تعتمد أى منطق لإثباتها .





كيف تري الربط بين الدين والسياسية ؟





الدين – فى نظرى – شأن عقائدى تعبدى يعتمد على ثوابت مطلقة لا تقبل الجدل أو الإختلاف ، بينما السياسة هى فن تحقيق الممكن فى إطار الواقع والإمكانات المتاحة ، فالدين مطلق والسياسة نسبية ، ولذالك فإنهما لا يمكن الجمع بينهما ، ومن ناحية أخرى فإن للدين قدسيته فى نفوس أتباعه والمشتغلين بالسياسة قد يضطرون للإستعانة بأساليب غير أخلاقية بالمرة تتنافى مع قدسية الدين عند أتباعه ، فللحفاظ على هذه القدسية من التلوثات السياسية يجب الفصل التام بينهما .





هل تجد أن الأخلاق تستطيع ان تحل محل الدين ؟





مفهوم الأخلاق نسبى هو الآخر فما أراه أخلاقيا قد يراه غيرى غير ذالك والعكس صحيح ، فلذالك لا يمكننا الإعتماد على هذا المفهوم فى تنظيم علاقات الناس داخل المجتمع .





اذا ما هو الشيء الذي يحكم علاقات البشرية في غياب الدين والأخلاق ؟





القانون الوضعى هو الذى ينبغى أن يحكم العلاقات داخل المجتمع بحيث يحمى حريات الأفراد ولا يسمح للآخرين بالتعدى عليها ، فهو يضع الحد الفاصل الذى يحمى الفرد من تعدى الآخرين عليه ماديا ، ولا ينبغى أن يتجاوز القانون وظيفته تلك ليفرض قيودا إضافية على الناس تنتهك حرياتهم ، وأرى أنه إن تجاوز القانون هذه الحدود وخرج عن إطاره فليس على المواطنين حرج فى مخالفته والخروج عليه لأن القيمة الأسمى من القانون وهى الحرية التى ينبغى أن تكفل لها الحماية قد تم التعدى عليها وإنتهاكها.





تم اعتقالك لأسباب سياسية ودينية في نفس الوقت لتحكى لنا عن واقع تلك التجربة ؟





إعتقلت نهاية شهر أكتوبر من عام 2005 على خلفية مقال نشر على بعض مواقع الإنترنت تناولت فيه التعليق على أحداث " محرم بك " الطائفية بمدينة الإسكندرية بين المسلمين والأقباط ، وأخلى سبيلى فى وقت لاحق بعد فترة إحتجاز دامت ثمانية عشر يوما .


فى منتصف مارس من عام 2006 حوِّلتُ إلى مجلس تأديب بكلية الشريعة والقانون التى كنت أدرُسُ فيها ، وتم التحقيق معى حول ما ورد ببعض مقالاتى المنشورة لى على صفحات موقع الحوار المتمدن ، وإنتهى الأمر بإصدار قرار يقضى بفصلى نهائيا من الجامعة ، لتغلق بذالك صفحة سوداء من تاريخ حياتى قضيتها بين جدران السجن الكبير المتعارف عليه مجازا بـ" المؤسسة الأزهرية " .وفيما بعد أحلت الى النيابة بناءا على بلاغ من إدارة جامعة الأزهر ليتم الحكم علي بالسجن اربع سنوات قضيتها كاملة بين سجنى الحضرة وبرج العرب بالاسكندرية .





وماذا كانت قراءتك داخل السجن ؟





للأسف لم تكن مصادر القراءة والإطلاع داخل السجن متوافرة بشكل كاف ، فالمكتبة الخاصة بالسجن لم تكن أكثر من ديكور مكمل لمظهر السجن يعرض على الزائرين من الإعلاميين أو الحقوقيين المحسوبين على النظام السابق ، كذالك كانت الصحف والمجلات المعارضة والمستقلة ممنوع تماما تواجدها داخل السجن وكان فقط يسمح لنا بقراءة الصحف والمجلات القومية ، ومن الطريف ذكره هنا أن إدارة السجن كانت قد سمحت لنا فى وقت من الأوقات بالاشتراك فى إحدى الصحف اليومية الخاصة واسعة الانتشار حتى يوم نشرت فيه هذه الصحيفة نبأ تعدى أحد المسجونين فى أحد السجون على اللواء عمر الفرماوى الذى كان يشغل فى ذالك الوقت منصبا قياديا داخل قطاع مصلحة السجون فقرر مفتش مباحث السجن على اثر ذالك مصادرة عدد هذا اليوم والغاء اشتراكنا فى هذه الجريدة بقية أيام الشهر ومنعها نهائيا من دخول السجن وكانت حجته فى ذالك مثيرة للسخرية وهى حتى لا يتجرأ المسجونين على ضباط السجن ان قرأوا مثل هذا الخبر بالرغم من أن كافة المسجونين قد علموا به دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة عدد هذا اليوم من تلك الجريدة .





تداول على اليوتيوب كليب بعنوان " Security Violates Personal Freedoms at Al Azhar Park in Cairo"" "الأمن يتعدى على حقوق المواطنين داخل حديقة الأزهر بالقاهرة" وكنت انت بطل الكليب وبرفقتك حبيبتك لتحكى لنا عن تفاصيل ذلك ؟








كنت فى هذا اليوم قد خرجت برفقة حبيبتى للتنزه فى حديقة الأزهر ، وفوجئنا بأحد رجال الأمن داخل الحديقة يستوقفنا ويطلب رؤية تذاكر دخولنا للمنتزه واستغربنا الأمر فى البداية قبل أن يتضح لى أنه إستوقفنا لأننى أضع يدى على كتف حبيبتى وأدركت حينها أنهم سيتعدون على حريتنا الشخصية بحجج قانونية فقررت تسجيل ما سيدور مستخدما كاميرا الفيديو فى الموبايل الخاص بى حتى أفضح تجاوزاتهم وأثبت حقى إن تم إنتهاكه ، فإصطحبنى رجل الأمن إلى مكتب مدير أمن الحديقة الذى حاول إجبارى على إغلاق الكاميرا ورفضت وعندها أخذ يتحدث معى عن أننى إرتكبت فعلا فاضحا داخل الحديقة وأن قيامى بوضع يدى على كتف حبيبتى فى مكان عام أمر يجرمه القانون ثم أبرز لى بعض الأوراق التى تحتوى على بعض النصوص القانونية المطاطة التى تتعدى على الحريات الشخصية للمواطنين فى الأماكن العامة ليبرر لى إستدعائى إلى مكتبه ثم طلب حضور أحد أمناء الشرطة وأبلغه أنه ضبطنا بفعل فاضح فى الحديقة وصورنا بكاميرا احد الحراس داخل الحديقة ثم أبرز له هذه الصورة التى التقطها لنا دون أخذ إذن منا ودون علمنا وطلب تحرير مذكرة بما حدث بعدها تحدثت الى محاميتى هاتفيا وأخبرتها بما حدث فطلبت منى عدم التوقيع على اى اوراق أو محاضر ثم إصطحبنا أمين الشرطة الى خارج الحديقة وأعاد الينا بطاقاتنا الشخصية وانصرفنا دون أن يأخذ ضدنا أى إجراء رسمى .


وبعد إنصرافنا طلبت منى حبيبتى علياء نشر الفيديو على موقع اليوتيوب لفتح التصرفات الغير مسؤلة التى صدرت بحقنا من رجال أمن المنتزه الذين تدخلوا فيما لا يعنيهم وإنتهكوا خصوصيتنا ، فقمت بذالك وحقق الفيديو أرقام مشاهدة مرتفعة على موقع اليوتيوب تجاوزت حتى الان اربعة عشر الف مشاهد .





كيف ترى الزواج كإرتباط يباركه المجتمع ؟ وهل ستتزوج فى المستقبل ؟





أرفض أن يتدخل المجتمع فى علاقات الأفراد ويضعها داخل إطار معين ، فليس من حق المجتمع أن يفرض علينا الشكل الذى نختاره لحياتنا ، وليس له أن يطلب أن نلتمس منه إضفاء شرعية زائفة على علاقاتنا الجنسية بورقة لا قيمة لها ، ولذالك فإننى أرفض الزواج وأرى فيه تدخلا سافرا من المجتمع فى الشئون الخاصة لأفراده ، ولن أتزوج لا فى المستقبل القريب ولا البعيد وقد إتفقت مع حبيبتى على هذا الأمر وهى أكثر رفضا منى للزواج لأنها ترى فيه قيدا يحاول المجتمع أن يغل به أعناقنا ، ولن يمنعنا ذالك من أن نكون أسرة وننجب أطفالا بلا زواج دون أدنى مشكلات وسنفرض بذالك واقعا جديدا على المجتمع وسنرغمه على أن يتقبله ، فكى نحطم ثوابت هذا المجتمع يجب أن نطبق أفكارنا تلك فى حياتنا الخاصة قبل كل شىء وعندها سيضطر المجتمع إلى تقبلنا وإحترام إختياراتنا .





في حال سيطرة إحدى التيارات الدينية على الحكم فهل ستفكر في الهجرة خارج مصر أم العيش في مصر بدون حرية ؟





لا هذا ولا ذاك ، لن أهرب وأترك بلدى فريسة للمتطرفين الإسلاميين إن تمكنوا من الوصول إلى السلطة وطبقوا أفكارهم الرجعية المتخلفة داخل المجتمع المصرى ، ولن أعيش فى بلدى دون أن أمارس حريتى الكاملة رغم أنف من يستهدف تقييدها ، بل سأدافع عنها وعن حرية مواطنى بلدى حتى آخر رمق ، أنا لم أسجن فى عهد الرئيس السابق حتى أهرب من أول مواجهة حقيقية توضع فيها حرية مواطنى بلدى على المحك ، لن نسمح لهؤلاء الإقصائيين للوصول الى مقاعد السلطة حتى وإن بذلنا دمائنا فى سبيل ذالك ، فنحن لم نطح بالرئيس السابق كى نستبدله بمن هو أكثر منه ظلما وإستبدادا وفسادا .













حوار لم تنشره مجلة الإذاعة والتليفزيون



نص الحوار أدناه أجرته معى صحفية بمجلة الإذاعة والتليفزيون قبل عدة أشهر ، وأرسلت لى نصه كى أطلع عليه قبل النشر ، ومنذ ذالك الحين لم يسمح لها بنشره فى المجلة وكانت طوال الوقت تخبرنى أنها ستتمكن من ذالك وأن الأحداث المتلاحقة هى التى تحول دون نشر الحوار ، وبالرغم من كونى أدرك عن يقين أن السبب فى منع نشر هذا الحوار يرجع الى محتواه الذى لن تجرؤ صحيفة حكومية على نشره ، إلا أننى حاولت أن أقنع نفسى بما ذكرته لى - من أن أجواء ما بعد ثورة يناير قد تغيرت عن ذى قبل وأن الخطوط الحمراء قد قاربت على التلاشى فى الصحافة القومية - رغم أن ذالك لا يعبر عن الواقع بحال من الأحوال .


فى الأسبوع الماضى هاتفتنى وأخبرتنى أن رئيس تحرير الصحيفة الجديد " محمد الغيطى " قد وافق على نشر الحوار ، وتفاءلت خيرا ، فالرجل كما كنت أتابعه خلال أحداث ثورة يناير كان من أشد من يجهرون صراحة بمعارضة النظام السابق ومن أشد المطالبين بإسقاطه ، وإشتريت العدد وفوجئت بعدم نشر الحوار !! ، تناسيت الأمر وبدأت فى تصفح المجلة ، وفوجئت بتلك التغطية لمجزرة ماسبيرو التى لا يمكن أن توصف بأقل من كونها متحيزة لمرتكبى المجزرة من مجرمى القوات المسلحة .


تحول رئيس تحرير المجلة الذى كنت أحترمه وأقدره فى السابق من بطل فى نظرى ، إلى مجرد " شاهد زور " و " مزور " و " قالب للحقائق " .. ففى إفتتاحية العدد كتب " محمد الغيطى تحت عنوان " شاهد عيان على ما حدث " محاولا تصوير عناصر القوات المسلحة الذين تورطوا فى هذه المجزرة البشعة على أنهم ضحايا ، مدعيا أن الجنود لم يكن بحوزتهم سوى رصاص " فشنك " وأنه شاهد فى الدور السادس " جثث " من سماهم بـ"الشهداء"، كان يدافع عن جنود الجيش باستماتة وهم الذين قتلوا المدنيين العزل بدم بارد بالرصاص الحى وبالمدرعات التى حطمت عظامهم فى الوقت الذى لم يكتب حرفا واحدا عن من سقطوا ضحايا لهذه المجزرة البشعة من المتظاهرين الذين تجاوزت أعدادهم العشرات وكأن هؤلاء لا وزن لهم ولا قيمة فى مقابل الضحايا الوهميين للجيش الذين لم نر جثة قتيل واحد منهم حتى هذه اللحظة.


فى النهاية قررت أن أنشر هذا الحوار بنفسى كى لا ينشر فى هذه المجلة التى لا يشرفنى أن يكتب حرف عنى على صفحاتها ، وحتى أضمن أن ينشر نص الحوار بالكامل دون حذف أو تحريف كما يحدث دائما فى تلك الصحف التى نمتلكها ولا تعبر عنا ، وتخضع دائما لرغبات وأهواء من يقبعون على كراسى السلطة .





أجرت الحوار الصحفية / نيرمين نبيل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من عائلة سلفية وخلفية أزهرية يعلن عصيانه وتمرده ورفضه للثوابت العقائدية التى تتنافى مع المنطق ويرفض انتهاك الحريات تحت ستار الدين والتقاليد


عبد الكريم نبيل سليمان المعروف إعلاميا بإسم " كريم عامر " ولد في السابع عشر من يونيو عام 1984 بمدينة الإسكندرية ، وإلتحق بالتعليم الديني الأزهري منذ حداثة سنة بناءاً على رغبة من والديه ، و درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية ، وحصل عام 2001 على الشهادة الثانوية الأزهرية .


بدأ الكتابة عبر مواقع الانترنت وأبرزها موقع الحوار المتمدن منتصف عام 2004 قبل أن ينشىء مدونته الخاصه بعد عام من هذا التاريخ وينشر من خلالها آرائة التى أثارت الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض لها كونها تقترب من خطوط التماس مع التقاليد الإجتماعية والثوابت الدينية التى يرفض قطاع كبير من المجتمع التقليدى الإقتراب منها بالنقد أو المناقشة .


اعتقل للمرة الأولى نهاية شهر أكتوبر عام 2005 على خلفية نشره لمقال تناول الأحداث الطائفية التى إشتعلت فى محرم بك بالإسكندرية وخرج من السجن بعد ثمانية عشر يوما ليواصل الكتابة بدأب وإصرار دون أن يلقى بالا بعثرات الطريق التى بدأت بتحويله لمجلس التأديب بجامعة الأزهر التى كان يدرس الشريعة والقانون بها وفصله نهائيا من الجامعة ، ثم تحويل أوراق التحقيق معه فى مجلس تأديب الجامعة إلى النيابة العامة فى سقطة مدوية للجامعة التى لم تخف إدارتها تواطئها مع جهاز مباحث أمن الدولة المنحل فى الإيقاع بأحد طلابها وسجنه لمجرد أنه قام بالتعبير عن رأيه بشكل أزعج السلطات ليصدر ضده حكم بالسجن اربع سنوات ثلاث منها بتهمة إزدراء الدين الاسلامى والثانية بتهمة إهانة رئيس الجمهورية ( السابق ) حسنى مبارك ، قضاها كاملة بين سجنى الحضرة وبرج العرب بالاسكندرية .


ينتمى كريم إلى أسرة سلفية متشددة تتبع جماعة الدعوة السلفية السكندرية المنشأ ، وقد كان لموقف والديه وأشقائه المحرض للقضاء والرأى العام ضده أثناء نظر قضيته دافعا كبيرا وراء قراره الإنفصال التام عن الأسرة التى فعلت الكثير فى سبيل تقييد حريته هو وأشقائه تبعا لفهمهم الخاص للدين الذى إستمدوه من تأثرهم بالمدرسة السلفية التى ينتمون إليها فكريا وعقائديا ليتمكن من ممارسة حريته الكاملة بعيدا عن القيود الأسرية .


أطلق سراح كريم منتصف شهر نوفمبر من العام الماضى ليشاهد بعينيه تهاوى نظام الرئيس ( السابق ) حسنى مبارك فى لحظات فاصلة من تاريخ مصر سجلتها أرواح ودماء شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير أعادت اليه الثقة والتفاؤل فى مستقبل أفضل لبلده التى يتمنى أن يراها فى الصدارة دائما بين دول العالم .


فى هذا الحوار نحاول أن نرصد بعض المحطات فى حياة كريم عامر بوصفه أول مدون عربى يصدر ضده حكم بالسجن بسبب آرائه المنشورة على الإنترنت:-





سجنت بسبب نشرك بعض الآراء التى وجد فيها البعض خروجا عن الثوابت الدينية ، هل مازال موقفك ثابتا رغم ما تعرضت له خلال الأعوام الماضية ؟





بالطبع لم يتغير أى شىء فى مواقفى التى أعلنتها وزج بى فى السجن بسببها ، ولا زال موقفى من الأديان كما هو ، الدين فى نظرى هو مجموعة من الأفكار الإنسانية أضفى عليها البعض صفة القدسية كى يخضع الناس من خلالها للسلطة السياسية أو الأبوية الطبقية ، دائما ما تجد تلك العلاقة بين رجل الدين والحاكم المستبد وأصحاب المصالح المادية قوية ومترابطة لأن لديهم مصلحة مشتركة فى إخضاع الناس لهم ، وأنا لم أكن فى يوم من الأيام – شأنى شأن الكثيرين – منتميا إلى أى دين بشكل حقيقى ، كل مافى الأمر أننى مثلى مثل غيرى ورثت هذا الإنتماء وفرض على بشكل خال تماما من المنطق ، ولذالك قررت فى لحظة حاسمة التجرد منه حتى أكون متسقا مع نفسى وحتى لا أشعر بتلك الإزدواجية التى تعتمل فى نفوس الكثيرين ممن يتعايشون داخل المجتمع وهم يتمزقون فى داخلهم من عنف الصراع الدائر بين ما يريدونه وما يريده المجتمع لهم .





هل يعنى تجردك من تلك الانتماءات – كما ذكرت – أنك ملحد ؟؟ هل تعلن عن ذالك دائما ؟؟





الإلحاد كما أراه هو إعادة التفكير فى المسلمات الدينية والمعتقدات الغيبية ، وبالتبعية فإنه يعنى التجرد من تلك الانتماءات التى تبنى على هذه المعتقدات لانه لا يمكننى أن أعيد التفكير فى مثل هذه الأمور دون التجرد من الإنتماءات المترتبة عليها وإلا سيصبح موقفى منها أو من غيرها غير حيادى بالمرة ، وبالتالى فأنا ملحد ولا أخجل من تعريفى على هذا النحو كونه أكثر تعبيرا عما يجول بداخلى .


ولكننى لا أرى أى أهمية فى الإعلان عن الهوية الدينية للفرد أو إستيضاح موقفه من الدين ، فانتماء الفرد الدينى هو أمر شخصى فى المقام الأول لا يجب أن يؤخذ كمحدد للهوية ولا يجب أن تبنى العلاقات بين الناس على هذا الأساس الذى أراه هشا ، ولذالك فإننى أرى ضرورة إلغاء الخانة التى تدل على إنتماء الفرد الدينى من الأوراق الرسمية للسبب الذى ذكرته إضافة إلى أن الإنتماء الدينى الرسمى لا يعبر عن حقيقة صاحبه كونه يسجل المولود تبعا لانتماء والده الدينى وليس تبعا لما قد يختاره فى المستقبل ، بل إننى أذهب لأبعد من ذالك لأطالب بمنع إطلاق الأسماء التى تحمل تمييزا عقائديا على المواليد الجدد حتى لا تكون هناك شبهة فرض عقيدة دينية بعينها من الآباء على أطفالهم .





أسرتك – كما ذكرت فى المقدمة – سلفية متشددة ؟؟ كيف كانت علاقتك بأفرادها قبل 


وأثناء السجن ؟؟ وكيف هى الآن ؟؟





أسرتى لم تكن سلفية منذ البداية ، فوالدى ينتمى إلى جيل طلاب الجامعات فى السبعينيات وكان يسارى التوجه وكان يهوى الإخراج المسرحى لفترة من الزمن ، والصور القديمة التى لم تصل إليها يد والدتى بالحرق أوالتمزيق تظهرها وهى ترتدى الملابس القصيرة التى كانت منتشرة فى حقبة السبعينيات من القرن الماضى ، لكنها تغيرت كما تغير كل شىء من حولها مع ظهور عائدات النفط الخليجية والغزو الثقافى الوهابى الذى أوشك على أن يأتى على كل المكتسبات الحضارية التى يحسدنا عليها " باعة الجاز " فى دول الخليج .


علاقتى بأسرتى لم تكن على مايرام فى أغلب الأحوال فتساؤلات لاحصر لها منذ طفولتى الأولى لم أجد إجابات لها عند والدىَ اللذين كانا يقمعانها بشدة كونهم لا يمتلكون إجابات منطقية عليها أو يتحرجون من الإجابة ، وكانت بعض الفروض الدينية تفرض على قسرا كالصلاة التى كانوا يقولون أنه يجب على الوالدين أن يضربوا أبنائهم كى يؤدونها عندما يبلغون سن السابعة ، وفيما بعد كنت على خلاف دائم حول كل أفكارهم وممارساتهم بدءا من ابدائى للاعتراض على ما كانت – ولا زالت – تتعرض له شقيقتاى من حرمان من التعليم وإجبار على ارتداء النقاب ونهاية بتدخلهم فى حياتى ومحاولتهم وضعى داخل اطرهم الضيقة التى لم أستسلم لها يوما ما ، فقد كنت دائم التمرد عليها مهما كانت العواقب وخيمة .


بعد أن تم حبسى وأثناء محاكمتى كان موقف أسرتى سلبيا للغاية ، فقد إمتنعوا عن زيارتى فى السجن لأكثر من ثلاث سنوات ونصف بعدما خيرونى بين الإعلان عن توبتى وتراجعى عما قمت بنشره وسجنت بسببه أو عدم زيارتهم لى مرة أخرى ورفضت عرضهم وامتنعوا عن زيارتى طوال سنوات سجنى ، وعرفت فيما بعد أنهم كانوا يحرضون ضدى فى بعض وسائل الإعلام وأن شقيقى ظهر فى أحد البرامج الحوارية ليطالب بإعدامى بحجة أننى إرتددت عن الإسلام !! .


وعند الإفراج عنى سلمنى ضباط جهاز مباحث أمن الدولة " المنحل " إلى والدى وشقيقى بعد أن أخذوا تعهدات عليهم بعدم السماح لى بممارسة أى نشاط سياسى معارض للنظام السابق ، وبالطبع لم التزم بما تعهدوا به وإنفصلت عنهم بعد أن أدركت إستحالة إستمرارى فى الحياة وسطهم .





وما هى علاقتك بالوسط السلفى الذى تنتمى إليه أسرتك ؟؟





علاقتى بهم ليست على ما يرام ، فهم مستاءين من خروجى عليهم وتجردى من قناعاتهم الدينية خاصة أننى أنتمى لأسرة سلفية وتلقيت تعليمى فى الأزهر ، فالتغير الذى ظنوه مفاجئا فى تفكيرى سبب لهم الكثير من القلق على مستقبل جماعتهم التى يعتمدون فيها على تغييب عقول الأطفال فى سن مبكرة بتلقينهم مبادىء الدين كما يفهمونها .


قبل الثورة كان السلفيين خاضعين لأوامر ضباط جهاز مباحث أمن الدولة الذين كانوا يستغلونهم فى ضرب جماعة الإخوان المسلمين حيث أن السلفيين كان لهم موقف رافض للديمقراطية والمشاركة فى الانتخابات ودخول البرلمان والسعى للوصول للحكم ، وفضائح عمالتهم لجهاز مباحث أمن الدولة لا تخفى على أحد وأبرز الدلائل على ذالك قيام الدكتور ياسر برهامى القيادى السلفى بتسليم عدد من أتباع الدكتور سفر الحوالى إلى جهاز مباحث أمن الدولة ليتم إعتقالهم لفترات متفاوتة .


أما بعد الثورة فقد إختلف وضعهم ، فجهاز مباحث أمن الدولة الذي كان يضعهم فى حجمهم الحقيقى قد إختفى ووجدوا الساحة أمامهم خالية ليعيثوا فيها فسادا ، وقد تلقيت فى شهر مارس الماضى تهديدات صريحة بالقتل أبلغونى اياها عن طريق أفراد من عائلتى ، وفيما بعد تدخل أحد أصدقائى لدى الدكتور ياسر برهامى لاستيضاح حقيقة هذه التهديدات التى إضطرتنى للحياة بعيدا عن الإسكندرية فكان الرد المخزى والفاضح لهذا القيادى السلفى - الذى لا يختلف كثيرا عن أى بلطجى يفرض سيطرته دون وجه حق - أنه لا مانع لديه من أن أعود إلى الإسكندرية ولكن بشروطه الخاصة المتمثلة فى إعلانى التراجع عن أفكارى وعدم مهاجمة السلفيين فى كتاباتى والعودة مرة أخرى إلى الحظيرة السلفية التى تركتها مختارا ، ثم أردف قائلا لصديقى أنه غير مسؤل عما قد يحدث لى إن خالفت هذه الشروط ، وبالطبع رفضت هذا العرض المخزى واثرت البقاء بعيدا عن الإسكندرية التى أصبحت أشبه بإمارة سلفية داخل حدود الدولة .





ما هي أهمية الأديان في حياة الإنسان من وجهة نظرك؟





لا أرى للدين أى دور إيجابى يستحق الإهتمام على الإطلاق ، بالعكس فإننى أرى أن وجود الدين فى حياتنا قد لعب دورا بارزا فى زيادة حدة الإنقسامات والتناحر بين البشر بعضهم البعض ، فمعظم الحروب والمنازعات إستخدم الدين وقودا لإشعالها ، ومعظم الصراعات التى تدور الآن يلعب الدين دورا بارزا فى تأجيجها .





هل يعنى إلحادك الإنكار التام لوجود الله ؟؟





العلم لم يتوصل لكل شىء فى هذا الكون ولم يجب حتى الآن عن كل التساؤلات التى تشغل عقولنا فى محاولاتنا لمعرفة الكيفية التى نشأ بها هذا الكون وكيف أوجدنا فيه ، وعندما نجيب على سؤال ما يجب أن تكون إجاباتنا معبرة تماما عما توصلنا اليه وأدركناه ، ولذالك فإننى لا أستطيع الجزم بعدم وجود إله وراء خلق هذا الكون ، وكذالك لا يمكننى الرجم بالغيب والتسليم بوجود إله فعل هذا كله بمفرده كما يدعى المؤمنين ، فالمنكرين لهذا الوجود لا يختلفون كثيرا عن المؤمنين الذين يثبتون هذا الوجود لمجرد أنهم قد قيل لهم ذالك ، كلا الطرفين لا يعتمد أدلة جازمة قاطعة ويسيرون فى اتجاهين متوازيين عكسيين ، الحادى يعنى التشكك وليس الإنكار ، ولا زالت هناك حلقة مفرغة أنتظر أن تمتلىء حتى أتمكن من الإجابة قطعا على هذا السؤال .





هل ترى أن التوصل لتلك الإجابة يحمل أى قدر من الأهمية ؟





لا أعتقد أن إجابة مثل هذا السؤال تحمل أهمية من أى نوع ، ولن يكون لها أى تأثير مختلف على حياتنا ، فسواء وجد هذا الكون بالصدفة أو خلقه إله ذكى فحياتنا ستسير فى ذات الإتجاه ، نولد ونكبر ونمرض ونموت ، فلن نعيش للأبد أن أدركنا انه لا اله ، ولن نموت مبكرا إن أدركنا أن هناك إله .





وماذا لو إكتشفت فى نهاية المطاف صدق عقيدة المؤمنين ووجدت أن هناك ثواب أخروى لهم يقابله عقاب للمشككين والمنكرين ؟؟





سؤالك إستباقى أتحفظ على محتواه ، فالترهيب من العقاب والترغيب فى الثواب الأخرويين هما أكثر الأشياء التى تساعد على تغييب عقول الناس بسهولة متناهية وتمنعهم من إعادة التفكير فى المسلمات التى درجوا عليها منذ طفولتهم ليس لأنهم على يقين تام من صحة هذه المعتقدات ، ولكن لأن خوفهم من المجهول الذى هددهم به رجال الدين جعلهم غير قادرين على إستخدام عقولهم مع تلك الثوابت التى لا تعتمد أى منطق لإثباتها .





كيف تري الربط بين الدين والسياسية ؟





الدين – فى نظرى – شأن عقائدى تعبدى يعتمد على ثوابت مطلقة لا تقبل الجدل أو الإختلاف ، بينما السياسة هى فن تحقيق الممكن فى إطار الواقع والإمكانات المتاحة ، فالدين مطلق والسياسة نسبية ، ولذالك فإنهما لا يمكن الجمع بينهما ، ومن ناحية أخرى فإن للدين قدسيته فى نفوس أتباعه والمشتغلين بالسياسة قد يضطرون للإستعانة بأساليب غير أخلاقية بالمرة تتنافى مع قدسية الدين عند أتباعه ، فللحفاظ على هذه القدسية من التلوثات السياسية يجب الفصل التام بينهما .





هل تجد أن الأخلاق تستطيع ان تحل محل الدين ؟





مفهوم الأخلاق نسبى هو الآخر فما أراه أخلاقيا قد يراه غيرى غير ذالك والعكس صحيح ، فلذالك لا يمكننا الإعتماد على هذا المفهوم فى تنظيم علاقات الناس داخل المجتمع .





اذا ما هو الشيء الذي يحكم علاقات البشرية في غياب الدين والأخلاق ؟





القانون الوضعى هو الذى ينبغى أن يحكم العلاقات داخل المجتمع بحيث يحمى حريات الأفراد ولا يسمح للآخرين بالتعدى عليها ، فهو يضع الحد الفاصل الذى يحمى الفرد من تعدى الآخرين عليه ماديا ، ولا ينبغى أن يتجاوز القانون وظيفته تلك ليفرض قيودا إضافية على الناس تنتهك حرياتهم ، وأرى أنه إن تجاوز القانون هذه الحدود وخرج عن إطاره فليس على المواطنين حرج فى مخالفته والخروج عليه لأن القيمة الأسمى من القانون وهى الحرية التى ينبغى أن تكفل لها الحماية قد تم التعدى عليها وإنتهاكها.





تم اعتقالك لأسباب سياسية ودينية في نفس الوقت لتحكى لنا عن واقع تلك التجربة ؟





إعتقلت نهاية شهر أكتوبر من عام 2005 على خلفية مقال نشر على بعض مواقع الإنترنت تناولت فيه التعليق على أحداث " محرم بك " الطائفية بمدينة الإسكندرية بين المسلمين والأقباط ، وأخلى سبيلى فى وقت لاحق بعد فترة إحتجاز دامت ثمانية عشر يوما .


فى منتصف مارس من عام 2006 حوِّلتُ إلى مجلس تأديب بكلية الشريعة والقانون التى كنت أدرُسُ فيها ، وتم التحقيق معى حول ما ورد ببعض مقالاتى المنشورة لى على صفحات موقع الحوار المتمدن ، وإنتهى الأمر بإصدار قرار يقضى بفصلى نهائيا من الجامعة ، لتغلق بذالك صفحة سوداء من تاريخ حياتى قضيتها بين جدران السجن الكبير المتعارف عليه مجازا بـ" المؤسسة الأزهرية " .وفيما بعد أحلت الى النيابة بناءا على بلاغ من إدارة جامعة الأزهر ليتم الحكم علي بالسجن اربع سنوات قضيتها كاملة بين سجنى الحضرة وبرج العرب بالاسكندرية .





وماذا كانت قراءتك داخل السجن ؟





للأسف لم تكن مصادر القراءة والإطلاع داخل السجن متوافرة بشكل كاف ، فالمكتبة الخاصة بالسجن لم تكن أكثر من ديكور مكمل لمظهر السجن يعرض على الزائرين من الإعلاميين أو الحقوقيين المحسوبين على النظام السابق ، كذالك كانت الصحف والمجلات المعارضة والمستقلة ممنوع تماما تواجدها داخل السجن وكان فقط يسمح لنا بقراءة الصحف والمجلات القومية ، ومن الطريف ذكره هنا أن إدارة السجن كانت قد سمحت لنا فى وقت من الأوقات بالاشتراك فى إحدى الصحف اليومية الخاصة واسعة الانتشار حتى يوم نشرت فيه هذه الصحيفة نبأ تعدى أحد المسجونين فى أحد السجون على اللواء عمر الفرماوى الذى كان يشغل فى ذالك الوقت منصبا قياديا داخل قطاع مصلحة السجون فقرر مفتش مباحث السجن على اثر ذالك مصادرة عدد هذا اليوم والغاء اشتراكنا فى هذه الجريدة بقية أيام الشهر ومنعها نهائيا من دخول السجن وكانت حجته فى ذالك مثيرة للسخرية وهى حتى لا يتجرأ المسجونين على ضباط السجن ان قرأوا مثل هذا الخبر بالرغم من أن كافة المسجونين قد علموا به دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة عدد هذا اليوم من تلك الجريدة .





تداول على اليوتيوب كليب بعنوان " Security Violates Personal Freedoms at Al Azhar Park in Cairo"" "الأمن يتعدى على حقوق المواطنين داخل حديقة الأزهر بالقاهرة" وكنت انت بطل الكليب وبرفقتك حبيبتك لتحكى لنا عن تفاصيل ذلك ؟








كنت فى هذا اليوم قد خرجت برفقة حبيبتى للتنزه فى حديقة الأزهر ، وفوجئنا بأحد رجال الأمن داخل الحديقة يستوقفنا ويطلب رؤية تذاكر دخولنا للمنتزه واستغربنا الأمر فى البداية قبل أن يتضح لى أنه إستوقفنا لأننى أضع يدى على كتف حبيبتى وأدركت حينها أنهم سيتعدون على حريتنا الشخصية بحجج قانونية فقررت تسجيل ما سيدور مستخدما كاميرا الفيديو فى الموبايل الخاص بى حتى أفضح تجاوزاتهم وأثبت حقى إن تم إنتهاكه ، فإصطحبنى رجل الأمن إلى مكتب مدير أمن الحديقة الذى حاول إجبارى على إغلاق الكاميرا ورفضت وعندها أخذ يتحدث معى عن أننى إرتكبت فعلا فاضحا داخل الحديقة وأن قيامى بوضع يدى على كتف حبيبتى فى مكان عام أمر يجرمه القانون ثم أبرز لى بعض الأوراق التى تحتوى على بعض النصوص القانونية المطاطة التى تتعدى على الحريات الشخصية للمواطنين فى الأماكن العامة ليبرر لى إستدعائى إلى مكتبه ثم طلب حضور أحد أمناء الشرطة وأبلغه أنه ضبطنا بفعل فاضح فى الحديقة وصورنا بكاميرا احد الحراس داخل الحديقة ثم أبرز له هذه الصورة التى التقطها لنا دون أخذ إذن منا ودون علمنا وطلب تحرير مذكرة بما حدث بعدها تحدثت الى محاميتى هاتفيا وأخبرتها بما حدث فطلبت منى عدم التوقيع على اى اوراق أو محاضر ثم إصطحبنا أمين الشرطة الى خارج الحديقة وأعاد الينا بطاقاتنا الشخصية وانصرفنا دون أن يأخذ ضدنا أى إجراء رسمى .


وبعد إنصرافنا طلبت منى حبيبتى علياء نشر الفيديو على موقع اليوتيوب لفتح التصرفات الغير مسؤلة التى صدرت بحقنا من رجال أمن المنتزه الذين تدخلوا فيما لا يعنيهم وإنتهكوا خصوصيتنا ، فقمت بذالك وحقق الفيديو أرقام مشاهدة مرتفعة على موقع اليوتيوب تجاوزت حتى الان اربعة عشر الف مشاهد .





كيف ترى الزواج كإرتباط يباركه المجتمع ؟ وهل ستتزوج فى المستقبل ؟





أرفض أن يتدخل المجتمع فى علاقات الأفراد ويضعها داخل إطار معين ، فليس من حق المجتمع أن يفرض علينا الشكل الذى نختاره لحياتنا ، وليس له أن يطلب أن نلتمس منه إضفاء شرعية زائفة على علاقاتنا الجنسية بورقة لا قيمة لها ، ولذالك فإننى أرفض الزواج وأرى فيه تدخلا سافرا من المجتمع فى الشئون الخاصة لأفراده ، ولن أتزوج لا فى المستقبل القريب ولا البعيد وقد إتفقت مع حبيبتى على هذا الأمر وهى أكثر رفضا منى للزواج لأنها ترى فيه قيدا يحاول المجتمع أن يغل به أعناقنا ، ولن يمنعنا ذالك من أن نكون أسرة وننجب أطفالا بلا زواج دون أدنى مشكلات وسنفرض بذالك واقعا جديدا على المجتمع وسنرغمه على أن يتقبله ، فكى نحطم ثوابت هذا المجتمع يجب أن نطبق أفكارنا تلك فى حياتنا الخاصة قبل كل شىء وعندها سيضطر المجتمع إلى تقبلنا وإحترام إختياراتنا .





في حال سيطرة إحدى التيارات الدينية على الحكم فهل ستفكر في الهجرة خارج مصر أم العيش في مصر بدون حرية ؟





لا هذا ولا ذاك ، لن أهرب وأترك بلدى فريسة للمتطرفين الإسلاميين إن تمكنوا من الوصول إلى السلطة وطبقوا أفكارهم الرجعية المتخلفة داخل المجتمع المصرى ، ولن أعيش فى بلدى دون أن أمارس حريتى الكاملة رغم أنف من يستهدف تقييدها ، بل سأدافع عنها وعن حرية مواطنى بلدى حتى آخر رمق ، أنا لم أسجن فى عهد الرئيس السابق حتى أهرب من أول مواجهة حقيقية توضع فيها حرية مواطنى بلدى على المحك ، لن نسمح لهؤلاء الإقصائيين للوصول الى مقاعد السلطة حتى وإن بذلنا دمائنا فى سبيل ذالك ، فنحن لم نطح بالرئيس السابق كى نستبدله بمن هو أكثر منه ظلما وإستبدادا وفسادا .