Monday, March 21, 2005

هند الحناوى : الفتاة التى أسقطت هيبة الذكور

بعد عام كامل من المداولات والمشاحنات والإتهامات والمجادلات والأخذ والرد ، وبعد إنكاره الشديد لما حدث وتحديه لها أن تثبت صحة ماتدعيه ، إضطر - أخيرا - الداعية الشاب والفنان الصاعد " أحمد فاروق الفيشاوى " إلى الإعتراف بالعلاقة الجنسية بينه وبين مهندسة الديكور " هند الحناوى " قبل أن يخضع لفحوصات الحمض النووى DNA لإثبات ما إذا كانت المولودة - التى تمخضت عنها هذه العلاقة - ابنته أم لا ، مما لايدع مجالا للشك فى نسبها اليه الأمر الذى تداولته المحاكم بينهما ودار الصراع الحاد والعنيف بين عائلتيهما على مدى عام كامل خرج منه " أحمد الفيشاوى " خالى الوفاض وقد خسر الكثير من شعبيته التى حاول صنعها بمحاولة إبراز إلتزامه الدينى والأخلاقى جنبا الى جنب مع عمله فى الوسط الفنى فى إذدواجية غير معقولة توازيها إذدواجية أخرى فى شخصية " الفيشاوى " ذاته إتضح وجهيها جليا بعد إعترافه الأخير الذى جاء بعد إنكار شديد وهروب مستميت من الحقيقة . أبرز لنا كل هذا شخصيتان متغايرتان يتمتع بهما "أحمد الفيشاوى " فى آن واحد :فهو - أمام الناس جميعا - الفنان الملتزم دينيا وأخلاقيا ، المتمسك بتعاليم دينه ، الصديق الحميم للدعاة الإسلاميين من عينة " عمرو خالد " ، والداعى فنانات جيله الى إرتداء الحجاب كدعوته لـ " حلا شيحا " وأختها " مايا شيحا " اللتين تمكن فى وقت ما من غسل ادمغتهما واقناعهن بارتداء هذه الأكفان التى تخلين عنها فيما بعد .وهو - فى الخفاء - الشاب المريض نفسيا ، المنحرف جنسيا ، الذى يستغل حب الفتاة له ليوقعها فى شركه ويضمها الى قائمة ضحاياه ويأخذ منها مايريد فى أنانية سافرة ثم يتركها ويتهرب منها ويضحى بسمعتها - فى مجتمع يرفض ان تمارس الفتاة فيه الجنس خارج إطار الزواج - لمصلحته الخاصة ولسمعته الذاتية .وأتذكر أننى كنت حاضرا يوم 8 مارس الماضى ندوة للمخرجة المصرية إيناس الدغيدى عقدت فى مكتبة الإسكندرية ، كانت تتحدث فيها عن اعمالها السينمائية ، وذكرت فى إطار حديثها عن فيلم " مذكرات مراهقة " أن والدة " هند الحناوى كانت موجودة معهم أثناء الإعداد لتصوير الفيلم وأبدت إعجابها الشديد بفكرته الجريئة بعدما قامت بالإطلاع على السيناريو الخاص به ، وأعجبها موقف الفتاة التى تمسكت بجنينها رغم كل المحاولات التى بذلها أهلها لإقناعها بالتخلص منه .وتشاء الظروف أن تتعرض إبنة تلك السيدة - بعد ذالك - لمثل ماتعرضت له بطلة الفيلم وإذا بالأحداث تأخذ مجرى آخر ، فنجد الأم تقف مع ابنتها وتساندها فى موقفها المتمسك بالجنين والرافض لإجهاضه .مما جعل مخرجة الفيلم تندم على هذه النهاية التى وضعتها لبطلتها عندما أجهضت حملها ، وصرحت بأنها كانت تفضل - بعد ان رأت موقف والدة " هند الحناوى " - أن تكون النهاية كنهاية قصة هند .وبالطبع ، فموقف " هند الحناوى " لا مثيل له بين الفتيات العربيات - إلا قليل - فقد تحدت " هند " المجتمع الذكورى الذى يعامل الأنثى التى يحدث لها مثل ذالك بمنتهى القسوة والوحشية ويجبرها على كتمان أمرها أو الإنتحار أو إجهاض حملها .ولكننا رأينا شيئا آخر ، رأينا فتاة تتمسك بجنينها حتى اللانهاية وترفض أية دعوة لإجهاضه ، وترفض كافة المغريات التى عرضتها عليها أسرة الفيشاوى للتخلص من حملها والتنازل عن الدعوى .لقد كان درسا مهما ينبغى أن تتفهمه كل فتاة فى مجتمعنا العربى بأن لاتستسلم للظلم الذى يفرضه مجتمعها عليها وأن تتمرد على كافة مظاهر التهميش والتمييز والظلم ، وان تتحدى مجتمعها الظالم بكل ما أوتيت من قوة حتى تأخذ منه حقها فى النهاية حيث لايصح إلا الصحيح ولا ينتصر إلا من يستأهل النصر .إن موقف " هند الحناوى " يضعنا أمام نوع آخر من النساء لم يعتد المجتمع الذكورى التعمل معهن من قبل ومواجهتهن ، نوع لا يعرف شيئا إسمه الإستسلام ولكنه يؤمن بشىء آخر إسمه التمرد على الظلم ، نوع لايعرف المهادنة ولكنه يعرف التحدى والمواجهة ، نوع لا يعرف شيئا إسمه الرضا بماهو مقدر ومكتوب ، بل يؤكد أنه سوف يصنع القدر بنفسه وبالطريقة التى يريدها .لقد أكدت " هند الحناوى " بوقفتها تلك على حق الجنين فى الحياة الكريمة بغض النظر عن نوع العلاقة الجنسية التى أدت إلى تكوين خلاياه الأولية داخل تجويف الرحم ، كما يؤكد أيضا على حرية الفتاة فى ممارسة الجنس مع من تريد فى نفس الوقت الذى يحق لها فيه أن تطالب والد جنينها مشاطرتها المسؤلية المترتبة على خروجه الى هذه الحياة والتأكيد على حقها فى ذالك إن حاول الأب التنصل منها أو التهرب مما إشترك معها فيه وتمخض عنه مولود جديد قد يخرج إلى الدنيا ليجد نفسه ملقى فوق مقلب قمامة أو على باب مسجد أو فى صحراء جرداء ، أو على أفضل تقدير داخل ملجأ للقطاء يعانى من إضطهاد المجتمع له بدعوى أنه " إبن زنا " ، وكأنه كان مسؤلا عما حدث بين والديه من ممارسة للجنس خارج الإطار المشروع مجتمعيا .أما عن " فاروق الفيشاوى " فحدث ولا حرج ، فهو منذ البداية أبدى إنحيازه الأعمى لإبنه بشكل غير معقول ، فمنذ إثارة هذ الموضوع فى وسائل الإعلام إعتدنا أن نستمع منه الى عبارت من قبيل " أحمد بالذات مايعملش كده " ، و : ده إبنى وأنا عارفه كويس " .... الى آخر هذه العبارات التى كان " الفيشاوى " الأب يحاول بها تبرئة " الفيشاوى " الإبن بصرف النظر عن مدى مسؤليته عما حدث .وحتى عندما قضى الأمر ، وإعترف " احمد الفيشاوى " بعلاقته مع " هند " وجدنا " فاروق الفيشاوى " يستصدر فتوى من أحد المرتزقة من معممى الأزهر تقضى بعد جواز نسب الإبنة إلى أبيها بحجة أنها لم تأت عن طريق نكاح شرعى .ذكرتنى هذه الفتوى الجائرة بأحد الأحكام التى درسناها فى مادة الفقه الشافعى بأنه يجوز للرجل أن يتزوج إبنته من الزنا !!!!! الأمر المنصوص عليه فى كتب الفقه الشافعى التى لاتزال - حتى الآن تدرس فى المعاهد الدينية والكليات المختصة بتدريس علوم الفقه والشريعة الإسلامية .أما عن موقف والدى " هند الحناوى " اللذين سانداها فى هذا الموقف ولم يبادرا بدفن رؤسهما فى الرمال وقتلها وإخفاء ماحدث كما هو الحال مع مئات الفتيات اللاتى يقتلن بحجة الدفاع عن الشرف العائلى ، ولكننا وجدنا أسلوبا آخر لم نعهده من قبل فى مجتمعاتنا ، فهما تقبلا ماحدث بإعتباره أمرا واقعا وحاولا أن يتكيفا ويكيفا إبنتهما معه بصورة إنسانية وأن يحصلا لها ولجنينها على حقهما فى مسؤلية والده عنه ونسبته اليه وقاما برفع دعوى قضائية ضد " أحمد الفيشاوى " ووقفا معها حتى إضطر - صاغرا - إلى الإعتراف بفعلته واضعا نفسه فى موضع لايحسد عليه بسبب عودته عن إنكاره الشديد لكل ماحاول التنصل منه على مدى عام كامل الأمر الذى إتضح من خلاله كذبه الواضح ومحاولته الخبيثة للهروب من المسؤلية المترتبة على فعلته تلك - والتى يجب ان يترتب عليها نسبة الإبنة اليه - كما يفعل آلاف الرجال ممن يتزوجون عرفيا ويتهربون من زوجاتهم تراكينهن يواجهن خطر الموت معنويا وماديا وخطر إلقاء أبنائهن فى الشوارع يعانون من نظرة المجتمع الدونية اليهم على انهم " أبناء حرام " وبالتالى يحتقرونهم ويرفضون إدماجهم فى المجتمع .ولكن ، وعلى الرغم من الدور المشرف الذى لعبه والدى الفتاة وساعداها من خلاله على التمسك بمطالبها وبجنينها حتى النهاية ، إلا أن الدور الذى لعبته " هند " لايمكن تجاهله بأى حال من الأحوال ، فهى التى تمسكت بجنينها وكان بإمكانها التخلص منه دون أن يعلم أحد - على الإطلاق - أنها قد حملت كما تفعل آلاف الفتيات اللاتى تذدحم بهن عيادات الأطباء عديمى الذمم والضمائر الذين يستغلون حاجتهم للإجهاض ورتق غشاء العذرية لإبتزازهم ماليا وجنسيا ، ولكنها رفضت هذا الحل ، وأبت إلا أن تعلن على الملأ أنها قد حملت من هذا الشخص وأنها تريد الحصول على حقها فى نسب حملها إليه .لقد تحدت " هند " مجتمعا بأكمله ينظر إالى الفتاة على أنها كائن لاوزن له ولاقيمة ولكنها أثبتت لهذا المجتمع أنها قادرة على مواجهته ، وأن بمقدرتها أن ترغمه على الإعتراف بوجودها وبأنها إنسانة كاملة لها من الحقوق ما يمتمتع به امثالها من الذكور ، وعليها من الأعباء والواجبات مايقع على عاتقهم منها .إننا نأمل أن نرى أنموذج " هند الحناوى " يتكرر يوميا فى مجتمعنا وأن نرى كل فتاة تقف فى وجه المجتمع مطالبة إياه بالإعتراف بحق جنينها فى الحياة بصورة كريمة كبقية البشر العاديين بصرف النظر عن نوع العلاقة التى أتت به إلى الدنيا .ونحن لا ننكر أن مجتمعنا يحاول قمع مثل هذه النماذج المشرقة البراقة ووأدها فى مهدها ، ويحاول منع الفتاة من الإتصال بالشخص الذى يميل قلبها إليه بتخويفها من هذه العلاقة التى لن يكون لها ضحايا غيرها هى جنينها ، ولكن " هند الحناوى " تحدت المجتمع وأثبتت له عكس ذالك ، أثبتت أنه لن يضيع حق طالما وجدت ورائه مطالب ، ولن يطول هرب الفار من الحقيقة لأنها - أى الحقيقة - ستظل تطارده حتى تجبره فى نهاية الأمر على الإعتراف بها والإقرار بواقعيتها ، فتحية إلى " هند الحناوى " التى تحدت المجتمع من أجل إبنتها ، وتحية إلى كل أم تمسكت بحملها على الرغم من مطالبة المجتمع بقتلها أو إجهاضها .وفى عيد الأم - الذى يوافق اليوم - ، ألا تستحق " هند الحناوى " بتحديها للمجتمع وبمخاطرتها بقيمتها المعنوية حتى تجد إبنتها مكانا ملائما لها فى المجتمع ، ألا تستحق من أجل هذا كله لقب الأم العربية المثالية ؟ عبدالكريم نبيل سليمان الإسكندرية فى 21 / 3 / 2005

هند الحناوى : الفتاة التى أسقطت هيبة الذكور

بعد عام كامل من المداولات والمشاحنات والإتهامات والمجادلات والأخذ والرد ، وبعد إنكاره الشديد لما حدث وتحديه لها أن تثبت صحة ماتدعيه ، إضطر - أخيرا - الداعية الشاب والفنان الصاعد " أحمد فاروق الفيشاوى " إلى الإعتراف بالعلاقة الجنسية بينه وبين مهندسة الديكور " هند الحناوى " قبل أن يخضع لفحوصات الحمض النووى DNA لإثبات ما إذا كانت المولودة - التى تمخضت عنها هذه العلاقة - ابنته أم لا ، مما لايدع مجالا للشك فى نسبها اليه الأمر الذى تداولته المحاكم بينهما ودار الصراع الحاد والعنيف بين عائلتيهما على مدى عام كامل خرج منه " أحمد الفيشاوى " خالى الوفاض وقد خسر الكثير من شعبيته التى حاول صنعها بمحاولة إبراز إلتزامه الدينى والأخلاقى جنبا الى جنب مع عمله فى الوسط الفنى فى إذدواجية غير معقولة توازيها إذدواجية أخرى فى شخصية " الفيشاوى " ذاته إتضح وجهيها جليا بعد إعترافه الأخير الذى جاء بعد إنكار شديد وهروب مستميت من الحقيقة . أبرز لنا كل هذا شخصيتان متغايرتان يتمتع بهما "أحمد الفيشاوى " فى آن واحد :فهو - أمام الناس جميعا - الفنان الملتزم دينيا وأخلاقيا ، المتمسك بتعاليم دينه ، الصديق الحميم للدعاة الإسلاميين من عينة " عمرو خالد " ، والداعى فنانات جيله الى إرتداء الحجاب كدعوته لـ " حلا شيحا " وأختها " مايا شيحا " اللتين تمكن فى وقت ما من غسل ادمغتهما واقناعهن بارتداء هذه الأكفان التى تخلين عنها فيما بعد .وهو - فى الخفاء - الشاب المريض نفسيا ، المنحرف جنسيا ، الذى يستغل حب الفتاة له ليوقعها فى شركه ويضمها الى قائمة ضحاياه ويأخذ منها مايريد فى أنانية سافرة ثم يتركها ويتهرب منها ويضحى بسمعتها - فى مجتمع يرفض ان تمارس الفتاة فيه الجنس خارج إطار الزواج - لمصلحته الخاصة ولسمعته الذاتية .وأتذكر أننى كنت حاضرا يوم 8 مارس الماضى ندوة للمخرجة المصرية إيناس الدغيدى عقدت فى مكتبة الإسكندرية ، كانت تتحدث فيها عن اعمالها السينمائية ، وذكرت فى إطار حديثها عن فيلم " مذكرات مراهقة " أن والدة " هند الحناوى كانت موجودة معهم أثناء الإعداد لتصوير الفيلم وأبدت إعجابها الشديد بفكرته الجريئة بعدما قامت بالإطلاع على السيناريو الخاص به ، وأعجبها موقف الفتاة التى تمسكت بجنينها رغم كل المحاولات التى بذلها أهلها لإقناعها بالتخلص منه .وتشاء الظروف أن تتعرض إبنة تلك السيدة - بعد ذالك - لمثل ماتعرضت له بطلة الفيلم وإذا بالأحداث تأخذ مجرى آخر ، فنجد الأم تقف مع ابنتها وتساندها فى موقفها المتمسك بالجنين والرافض لإجهاضه .مما جعل مخرجة الفيلم تندم على هذه النهاية التى وضعتها لبطلتها عندما أجهضت حملها ، وصرحت بأنها كانت تفضل - بعد ان رأت موقف والدة " هند الحناوى " - أن تكون النهاية كنهاية قصة هند .وبالطبع ، فموقف " هند الحناوى " لا مثيل له بين الفتيات العربيات - إلا قليل - فقد تحدت " هند " المجتمع الذكورى الذى يعامل الأنثى التى يحدث لها مثل ذالك بمنتهى القسوة والوحشية ويجبرها على كتمان أمرها أو الإنتحار أو إجهاض حملها .ولكننا رأينا شيئا آخر ، رأينا فتاة تتمسك بجنينها حتى اللانهاية وترفض أية دعوة لإجهاضه ، وترفض كافة المغريات التى عرضتها عليها أسرة الفيشاوى للتخلص من حملها والتنازل عن الدعوى .لقد كان درسا مهما ينبغى أن تتفهمه كل فتاة فى مجتمعنا العربى بأن لاتستسلم للظلم الذى يفرضه مجتمعها عليها وأن تتمرد على كافة مظاهر التهميش والتمييز والظلم ، وان تتحدى مجتمعها الظالم بكل ما أوتيت من قوة حتى تأخذ منه حقها فى النهاية حيث لايصح إلا الصحيح ولا ينتصر إلا من يستأهل النصر .إن موقف " هند الحناوى " يضعنا أمام نوع آخر من النساء لم يعتد المجتمع الذكورى التعمل معهن من قبل ومواجهتهن ، نوع لا يعرف شيئا إسمه الإستسلام ولكنه يؤمن بشىء آخر إسمه التمرد على الظلم ، نوع لايعرف المهادنة ولكنه يعرف التحدى والمواجهة ، نوع لا يعرف شيئا إسمه الرضا بماهو مقدر ومكتوب ، بل يؤكد أنه سوف يصنع القدر بنفسه وبالطريقة التى يريدها .لقد أكدت " هند الحناوى " بوقفتها تلك على حق الجنين فى الحياة الكريمة بغض النظر عن نوع العلاقة الجنسية التى أدت إلى تكوين خلاياه الأولية داخل تجويف الرحم ، كما يؤكد أيضا على حرية الفتاة فى ممارسة الجنس مع من تريد فى نفس الوقت الذى يحق لها فيه أن تطالب والد جنينها مشاطرتها المسؤلية المترتبة على خروجه الى هذه الحياة والتأكيد على حقها فى ذالك إن حاول الأب التنصل منها أو التهرب مما إشترك معها فيه وتمخض عنه مولود جديد قد يخرج إلى الدنيا ليجد نفسه ملقى فوق مقلب قمامة أو على باب مسجد أو فى صحراء جرداء ، أو على أفضل تقدير داخل ملجأ للقطاء يعانى من إضطهاد المجتمع له بدعوى أنه " إبن زنا " ، وكأنه كان مسؤلا عما حدث بين والديه من ممارسة للجنس خارج الإطار المشروع مجتمعيا .أما عن " فاروق الفيشاوى " فحدث ولا حرج ، فهو منذ البداية أبدى إنحيازه الأعمى لإبنه بشكل غير معقول ، فمنذ إثارة هذ الموضوع فى وسائل الإعلام إعتدنا أن نستمع منه الى عبارت من قبيل " أحمد بالذات مايعملش كده " ، و : ده إبنى وأنا عارفه كويس " .... الى آخر هذه العبارات التى كان " الفيشاوى " الأب يحاول بها تبرئة " الفيشاوى " الإبن بصرف النظر عن مدى مسؤليته عما حدث .وحتى عندما قضى الأمر ، وإعترف " احمد الفيشاوى " بعلاقته مع " هند " وجدنا " فاروق الفيشاوى " يستصدر فتوى من أحد المرتزقة من معممى الأزهر تقضى بعد جواز نسب الإبنة إلى أبيها بحجة أنها لم تأت عن طريق نكاح شرعى .ذكرتنى هذه الفتوى الجائرة بأحد الأحكام التى درسناها فى مادة الفقه الشافعى بأنه يجوز للرجل أن يتزوج إبنته من الزنا !!!!! الأمر المنصوص عليه فى كتب الفقه الشافعى التى لاتزال - حتى الآن تدرس فى المعاهد الدينية والكليات المختصة بتدريس علوم الفقه والشريعة الإسلامية .أما عن موقف والدى " هند الحناوى " اللذين سانداها فى هذا الموقف ولم يبادرا بدفن رؤسهما فى الرمال وقتلها وإخفاء ماحدث كما هو الحال مع مئات الفتيات اللاتى يقتلن بحجة الدفاع عن الشرف العائلى ، ولكننا وجدنا أسلوبا آخر لم نعهده من قبل فى مجتمعاتنا ، فهما تقبلا ماحدث بإعتباره أمرا واقعا وحاولا أن يتكيفا ويكيفا إبنتهما معه بصورة إنسانية وأن يحصلا لها ولجنينها على حقهما فى مسؤلية والده عنه ونسبته اليه وقاما برفع دعوى قضائية ضد " أحمد الفيشاوى " ووقفا معها حتى إضطر - صاغرا - إلى الإعتراف بفعلته واضعا نفسه فى موضع لايحسد عليه بسبب عودته عن إنكاره الشديد لكل ماحاول التنصل منه على مدى عام كامل الأمر الذى إتضح من خلاله كذبه الواضح ومحاولته الخبيثة للهروب من المسؤلية المترتبة على فعلته تلك - والتى يجب ان يترتب عليها نسبة الإبنة اليه - كما يفعل آلاف الرجال ممن يتزوجون عرفيا ويتهربون من زوجاتهم تراكينهن يواجهن خطر الموت معنويا وماديا وخطر إلقاء أبنائهن فى الشوارع يعانون من نظرة المجتمع الدونية اليهم على انهم " أبناء حرام " وبالتالى يحتقرونهم ويرفضون إدماجهم فى المجتمع .ولكن ، وعلى الرغم من الدور المشرف الذى لعبه والدى الفتاة وساعداها من خلاله على التمسك بمطالبها وبجنينها حتى النهاية ، إلا أن الدور الذى لعبته " هند " لايمكن تجاهله بأى حال من الأحوال ، فهى التى تمسكت بجنينها وكان بإمكانها التخلص منه دون أن يعلم أحد - على الإطلاق - أنها قد حملت كما تفعل آلاف الفتيات اللاتى تذدحم بهن عيادات الأطباء عديمى الذمم والضمائر الذين يستغلون حاجتهم للإجهاض ورتق غشاء العذرية لإبتزازهم ماليا وجنسيا ، ولكنها رفضت هذا الحل ، وأبت إلا أن تعلن على الملأ أنها قد حملت من هذا الشخص وأنها تريد الحصول على حقها فى نسب حملها إليه .لقد تحدت " هند " مجتمعا بأكمله ينظر إالى الفتاة على أنها كائن لاوزن له ولاقيمة ولكنها أثبتت لهذا المجتمع أنها قادرة على مواجهته ، وأن بمقدرتها أن ترغمه على الإعتراف بوجودها وبأنها إنسانة كاملة لها من الحقوق ما يمتمتع به امثالها من الذكور ، وعليها من الأعباء والواجبات مايقع على عاتقهم منها .إننا نأمل أن نرى أنموذج " هند الحناوى " يتكرر يوميا فى مجتمعنا وأن نرى كل فتاة تقف فى وجه المجتمع مطالبة إياه بالإعتراف بحق جنينها فى الحياة بصورة كريمة كبقية البشر العاديين بصرف النظر عن نوع العلاقة التى أتت به إلى الدنيا .ونحن لا ننكر أن مجتمعنا يحاول قمع مثل هذه النماذج المشرقة البراقة ووأدها فى مهدها ، ويحاول منع الفتاة من الإتصال بالشخص الذى يميل قلبها إليه بتخويفها من هذه العلاقة التى لن يكون لها ضحايا غيرها هى جنينها ، ولكن " هند الحناوى " تحدت المجتمع وأثبتت له عكس ذالك ، أثبتت أنه لن يضيع حق طالما وجدت ورائه مطالب ، ولن يطول هرب الفار من الحقيقة لأنها - أى الحقيقة - ستظل تطارده حتى تجبره فى نهاية الأمر على الإعتراف بها والإقرار بواقعيتها ، فتحية إلى " هند الحناوى " التى تحدت المجتمع من أجل إبنتها ، وتحية إلى كل أم تمسكت بحملها على الرغم من مطالبة المجتمع بقتلها أو إجهاضها .وفى عيد الأم - الذى يوافق اليوم - ، ألا تستحق " هند الحناوى " بتحديها للمجتمع وبمخاطرتها بقيمتها المعنوية حتى تجد إبنتها مكانا ملائما لها فى المجتمع ، ألا تستحق من أجل هذا كله لقب الأم العربية المثالية ؟ عبدالكريم نبيل سليمان الإسكندرية فى 21 / 3 / 2005

Tuesday, March 8, 2005

فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .

كعادته كل عام ، يهل علينا اليوم العالمى للمرأة فى جو يحلو فيه التفاؤل بمستقبل مشرق لها ومذيد من الحقوق تحوزها فى سبيل مساواتها الكاملة بالرجل على إعتبار أنها انسانة كاملة لا تتميز بأنوثتها عن غيرها .وفى الوقت ذاته يحدونا الأمل فى أن تخرج بقية السجينات من معتقلاتهن التى شيدها لهن الذكور المسيطرون على مقاليد الأمور منذ مايربو على خمسة آلاف عام مضت كان الإناث قبلها يتمتعن بالتعظيم والتبجيل والتوقير كآلهة أنثوية يتقرب اليهن الذكور بإخصاء أنفسهم فى محاولة منهم للتشبه بالهة الاناث بإزالة أعضاء ذكورتهم .وفى هذا الخضم الهائل من التناقض العجيب بين المتحررات والسجينات ، بين الإماء والحرائر ، بين الإنسان الكامل وأنصاف البشر ، فى هذا البحر الذى تتقلب أمواجه بين الشدة واللين ، وتختلف محتوياته مابين كائنات عملاقة وأخرى أصغر حجما تعانى خطر الابتلاع والالتهام من قبل أخواتها من العمالقة .فى هذا المحيط الحيوى الذى يموج بأصناف كثيرة متنوعة من البشر الذين يتميز كل منهم عن الآخر كما أصابع اليد الواحدة ، وفى هذا الجو الذى يسعى فيه الضعفاء إلى مطالبة الأقوياء بالمساواة والعدل ، وتسعلى النساء فيه جاهدات إلى الحصول على كامل حقوقهن كبشر كمل فى كافة المناحى الحياتية .ومن بين مجاهدات كثيرات سعين منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحاضر نحو ازالة الظلم الواقع على بنات جنسهن والأخذ بأيديهن نحو طريق التحرر من السلطة الأوبوية الذكورية ونحو التمدن والخروج من القوقعة التى حبسهن فيها أولياء أمورهن من الذكور ، ومن بين من رفضن تسلط المجتمع الأبوى الذكورى وخلعن طاعته من أعناقهن وهدمن بيت الطاعة فوق رأسه وارتضين بالتمرد والعيش بعزة وكرامة طريقا يسلكنه فى حياتهن .من بين كل هؤلاء ، أبعث بباقة ورد الى المناضلة العظيمة والمفكرة الكبيرة والأم المتفانية فى العطاء لبناتها وأبنائها د / نوال السعداوى فى عيديها ( يوم المرأة العالمى 8 مارس - يوم المرأة المصرية 16 مارس ) الذين أتمنى أن يحلا العام القادم وهى تضطلع بمسؤلية رئاسة الجمهورية فى بلدنا الحبيبة مصر .لم تكن نوال السعداوى بدعا من الخلق ولم تكن الوحيدة فى مصر التى تنادى بالمساواة الكاملة - فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولكنها كانت حلقة ربط بين الماضى الذى كانت دعوات التحرر النسوية تتم فيه على استحياء ومن وراء حجاب وبين الحاضر الذى أصبحت قضية المرأة إحدى أهم القضايا المطروحة المصرية والعربية والعالمية .لقد واجهت نوال السعداوى الكثير من العقبات فى سبيل نشر فكرها المتنور والذى أثر كثيرا على عقلية المجتمع المصرى بكل فئاته ، فخطابها لم يكن موجها الى النساء بقدر ماكان موجها إلى مجتمع بأسره يخضع لقيم طبقية أبوية ذكورية تعتبر المرأة من سقط المتاع كأى شىء آخر يمتلكه الرجال ويضعونه كالتحف والمقتنيات الثمينة وغير الثمينة فى المنازل والحدائق والقصور .فعندما تخرجت من كلية الطب فى خمسينيات القرن الماضى صدمت بالأساليب التى يتبعها أطباء العصر والتى يجعلون من خلالها دورا للتقاليد والعادات البالية المتخلفة فى ممارستهم لمهنة الطب التى يفترض أن تكون خاضعة خضوعا تاما للعلم وللإكتشافات العلمية فى المجال الطبى ، ولذالك لم تستمر طويلا فى ممارستها لهذه المهنة التى أصبحت أشبه بسوق سوداء يبيع فيها الأطباء ضمائرهم وذممهم فى مقابل مادى خسيس .واتجهت الى دراسة الظواهر الإجتماعية والعادات والتقاليد المنتشرة فى البيئة المصرية وعلاقتها بالطب والعلاج ، وعندما أصدرت كتابها " المرأة والجنس " فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى تحدثت فيه بالتفصيل عن خطر عمليات ختان الإناث والأثر النفسى الذى يحدث للأنثى التى تمارس بحقها هذه الجريمة الشنعاء ، واجهت على إثر ذالك حملة شعواء إنتهت بفصلها من عملها بوزارة الصحة المصرية ووضعها موقفها هذا فى صدام دائم مع السلطة أدى الى اعتقالها بأمر من الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى سجن القناطر خريف عام 1981 الأمر الذى دونته بالتفصيل فى كتابها " مذكراتى فى سجن النساء " .كما تعرضت نوال السعداوى بعد ذالك لخطر الإغتيال على يد جماعات الظلام السلفية التى وضعت اسمها على ماكان يسمى بالقائمة السوداء فى بداية التسعينيات من القرن الماضى الأمر الذى إضطرها الى مغادرة البلاد والعيش فى المنفى الأمريكى حتى وقت لم تعد فيه للقائمة السوداء وجود فى مصر .وعلى المستوى العائلى ، فلقد تعرضت نوال السعداوى بعد أن صرحت لصحيفة الميدان الإسبوعية المصرية ببعض آرائها الجريئة قبل حوالى أربعة أعوام والتى رأى فيها بعض المتطرفين فيها خروجا عن الدين الإسلامى لرفع دعوى قضائية ضدها من قبل محام مصرى مختل عقليا يدعى نبيه الوحش يطالب فيها بالحكم بردتها عن الإسلام ومن ثم التفريق بينها وبين زوجها .ولقد تعرضت شخصية الدكتوره نوال السعداوى للتشويه والتشويش من قبل أعداؤها من الظلاميين الذين سعوا بكل إمكانياتهم إلى تشويه صورتها وإزالة مكانتها العظيمة الراسخة فى وجدان أبناء الشعب المصرى ، فأصبحوا يطلقون عليها بعض النعوت والألفاظ غير اللائقة التى لا زال البعض منهم يقرنها بإسمها على صفحات بعض الجرائد والمجلات الصفراء ، ولم تكن هذه النعوت تدل على شىء الا على مدى خسة وحقارة من يحاولون أن يلصقوها بهذه الشخصية العظيمة والتى هى بأى حال من الأحوال بريئة من هذه الأوصاف التى لا يستحقها سوى هؤلاء الذين أطلقوها عليها ونشروها بين الناس .ولنوال السعداوى عدد كبير من الدراسات والبحوث فى المواضيع الخاصة بالرجل والمراة والجنس أبرزها " المرأة والجنس " ، و " المرأة والصراع النفسى " ، " الوجه العارى للمرأة العربية " ،" الأنثى هى الأصل " ، " قضايا المرأة والفكر والسياسة " .كما أن لها عددا من الأعمال الروائية التى تتناول من خلالها شخصية المرأة من وجهة نظرها مثل " الغائب " ، و " الخيط وعين الحياة " .ولها أيضا كتابات عديدة فى مجال السيرة الذاتية مثل " مذكراتى فى سجن النساء " ، " أوراق حياتى " ، " مذكرات طبيبة " .ولقد تعرضت نوال السعداوى فى العام الماضى لمصادرة روايتها " سقوط الإمام " من قبل أعداء الفكر المتنور من أصحاب اللحى والعمائم القابعين فى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فى القاهرة والذين كان قد أعطاهم وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر حق الضبطية القضائية ومنحهم بذالك سلطة تخولهم التدخل فيما لايعنيهم من الأعمال الأدبية التى لا تتوافق ومزاجهم العكر .ولقد أعلنت نوال السعداوى فى أواخر العام الماضى ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر المزمع إجرائها فى شهر سبتمبر من هذا العام ، وفى رأيي وعلى الرغم من أن الدكتورة نوال السعداوى نفسها قد صرحت بأن خوضها للانتخابات لابعدو كونه عملية فدائية تهدف من خلالها الى إيقاظ المجتمع المصرى من غفوته ودفعه على طريق نيل كامل حقوقه السياسية ، إلا أننى أرى أن نوال السعداوى تحظى فى أوساط المجتمع المصرى بتأييد لابأس به خاصة بين الغابة العظمى من النساء اللاتى يمثلن النسبة الأكبر فى عدد سكان مصر واللاتى أصبحن ينظرن اليها فى هذه الأيم نظرة ملؤها الثقة والتفاؤل بمستقبل مشرق يستطعن بت=ناءه على يديها إضافة إلى تأييد كبير تحظى به من قبل بعض الرجال الذين إستطاعوا أن يتحرروا من الأفكار السلطوية الأبوية والذين أصبحوا يؤمنون بدور المرأة كشريك فعال فى المجتمع إن حصلت على حقها فى المساواة الكاملة بهم .وفى حالة ما إذا فازت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فإنها ستصبح بذالك أول إمرأة تحكم مصر منذ أكثر من خمسمائة عام مضت بعد السلطانة الأيوبية شجرة الدر التى تمكنت من هزيمة الحملة الصليبية التى إستهدفت مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والذى بفضلها تم أسره وحبسه فى دار ابن لقمان بالمنصورة .وسوف يضاف إسمها الى أسماء نساء أخريات حكمن مصر فى عصور مختلفة من تاريخها الممتد الطويل مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت التى لايزال معبد الدير البحرى شاهدا على عظمتها وجلالها ، والملكة نفرتيتى ، إضافة الى كليوباترا آخر حكام مصر من أسرة بطليموس .كما أنها بذالك سوف تضع مصر فى قائمة طويلة من الدول التى إستطاعت فيها المرأة الوصول الى هذا المنصب الرفيع مثل ايرلندا والفيليبين وإندونيسيا وإسرائيل والهند وباكستان وبنجلادش والعديد والعديد من الدول الأخرى التى تمكنت فيها المراة من تحدى الإرادة الذكورية للوصول الى هذه المناصب الرفيعة فى الدولة .وعلى كل ، فإننى أعلن فى يوم المرأة العالمى تأييدى التام للدكتورة نوال السعداوى فى كل خطوة تخطوها على طريق الاصلاح الإجتماعى والسياسى والإقتصادى وأؤيدها فى مساعيها للوصول الى منصب رئيسة الجمهورية لتصبح مصر - إن نجحت نوال السعداوى فى ذالك - أول دولة عربية تصل فيها المرأة الى مثل هذا المنصب الرفيع المستوى .ختاما .... أسمى آيات الحب والوفاء والعرفان أرسلها الى كل إمرأة وقفت فى وجه تسلط المجتمع الذكورى وواجهته بكل شجاعة وشدة وعنفوان وساعدت أخواتها على السير فى طريق التحرر من السلطة الأبوية الذكورية الإقطاعية ، وإلى كل من حاولت الخروج من القفص الذى نسجه حولها أعداؤها أشباه البشر الذين حاولوا منذ قديم الأزل إزالة أثرها ومحو تاريخها الإنسانى الملىء بالمواقف العظيمة والمشرفة ، والممتد منذ بدء ظهور الإنسانة الأولى - التى هى أصل الأنواع البشرية - على ظهر هذه الأرض وحتى يومنا هذا - يوم المرأة العالمى - الذى نطمح فيه أن نراها وقد تحررت من كافة القيود التى تعيقها عن الحركة وتمنعها من العمل والإنتاج الفكرى والإنسانى فى سبيل نهضة مجتمعات بأسرها لايفرق فيها بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو العقيدة أو أى مظهر آخر من المظاهر الإجتماعية الزائفة .

فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .

كعادته كل عام ، يهل علينا اليوم العالمى للمرأة فى جو يحلو فيه التفاؤل بمستقبل مشرق لها ومذيد من الحقوق تحوزها فى سبيل مساواتها الكاملة بالرجل على إعتبار أنها انسانة كاملة لا تتميز بأنوثتها عن غيرها .وفى الوقت ذاته يحدونا الأمل فى أن تخرج بقية السجينات من معتقلاتهن التى شيدها لهن الذكور المسيطرون على مقاليد الأمور منذ مايربو على خمسة آلاف عام مضت كان الإناث قبلها يتمتعن بالتعظيم والتبجيل والتوقير كآلهة أنثوية يتقرب اليهن الذكور بإخصاء أنفسهم فى محاولة منهم للتشبه بالهة الاناث بإزالة أعضاء ذكورتهم .وفى هذا الخضم الهائل من التناقض العجيب بين المتحررات والسجينات ، بين الإماء والحرائر ، بين الإنسان الكامل وأنصاف البشر ، فى هذا البحر الذى تتقلب أمواجه بين الشدة واللين ، وتختلف محتوياته مابين كائنات عملاقة وأخرى أصغر حجما تعانى خطر الابتلاع والالتهام من قبل أخواتها من العمالقة .فى هذا المحيط الحيوى الذى يموج بأصناف كثيرة متنوعة من البشر الذين يتميز كل منهم عن الآخر كما أصابع اليد الواحدة ، وفى هذا الجو الذى يسعى فيه الضعفاء إلى مطالبة الأقوياء بالمساواة والعدل ، وتسعلى النساء فيه جاهدات إلى الحصول على كامل حقوقهن كبشر كمل فى كافة المناحى الحياتية .ومن بين مجاهدات كثيرات سعين منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحاضر نحو ازالة الظلم الواقع على بنات جنسهن والأخذ بأيديهن نحو طريق التحرر من السلطة الأوبوية الذكورية ونحو التمدن والخروج من القوقعة التى حبسهن فيها أولياء أمورهن من الذكور ، ومن بين من رفضن تسلط المجتمع الأبوى الذكورى وخلعن طاعته من أعناقهن وهدمن بيت الطاعة فوق رأسه وارتضين بالتمرد والعيش بعزة وكرامة طريقا يسلكنه فى حياتهن .من بين كل هؤلاء ، أبعث بباقة ورد الى المناضلة العظيمة والمفكرة الكبيرة والأم المتفانية فى العطاء لبناتها وأبنائها د / نوال السعداوى فى عيديها ( يوم المرأة العالمى 8 مارس - يوم المرأة المصرية 16 مارس ) الذين أتمنى أن يحلا العام القادم وهى تضطلع بمسؤلية رئاسة الجمهورية فى بلدنا الحبيبة مصر .لم تكن نوال السعداوى بدعا من الخلق ولم تكن الوحيدة فى مصر التى تنادى بالمساواة الكاملة - فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولكنها كانت حلقة ربط بين الماضى الذى كانت دعوات التحرر النسوية تتم فيه على استحياء ومن وراء حجاب وبين الحاضر الذى أصبحت قضية المرأة إحدى أهم القضايا المطروحة المصرية والعربية والعالمية .لقد واجهت نوال السعداوى الكثير من العقبات فى سبيل نشر فكرها المتنور والذى أثر كثيرا على عقلية المجتمع المصرى بكل فئاته ، فخطابها لم يكن موجها الى النساء بقدر ماكان موجها إلى مجتمع بأسره يخضع لقيم طبقية أبوية ذكورية تعتبر المرأة من سقط المتاع كأى شىء آخر يمتلكه الرجال ويضعونه كالتحف والمقتنيات الثمينة وغير الثمينة فى المنازل والحدائق والقصور .فعندما تخرجت من كلية الطب فى خمسينيات القرن الماضى صدمت بالأساليب التى يتبعها أطباء العصر والتى يجعلون من خلالها دورا للتقاليد والعادات البالية المتخلفة فى ممارستهم لمهنة الطب التى يفترض أن تكون خاضعة خضوعا تاما للعلم وللإكتشافات العلمية فى المجال الطبى ، ولذالك لم تستمر طويلا فى ممارستها لهذه المهنة التى أصبحت أشبه بسوق سوداء يبيع فيها الأطباء ضمائرهم وذممهم فى مقابل مادى خسيس .واتجهت الى دراسة الظواهر الإجتماعية والعادات والتقاليد المنتشرة فى البيئة المصرية وعلاقتها بالطب والعلاج ، وعندما أصدرت كتابها " المرأة والجنس " فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى تحدثت فيه بالتفصيل عن خطر عمليات ختان الإناث والأثر النفسى الذى يحدث للأنثى التى تمارس بحقها هذه الجريمة الشنعاء ، واجهت على إثر ذالك حملة شعواء إنتهت بفصلها من عملها بوزارة الصحة المصرية ووضعها موقفها هذا فى صدام دائم مع السلطة أدى الى اعتقالها بأمر من الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى سجن القناطر خريف عام 1981 الأمر الذى دونته بالتفصيل فى كتابها " مذكراتى فى سجن النساء " .كما تعرضت نوال السعداوى بعد ذالك لخطر الإغتيال على يد جماعات الظلام السلفية التى وضعت اسمها على ماكان يسمى بالقائمة السوداء فى بداية التسعينيات من القرن الماضى الأمر الذى إضطرها الى مغادرة البلاد والعيش فى المنفى الأمريكى حتى وقت لم تعد فيه للقائمة السوداء وجود فى مصر .وعلى المستوى العائلى ، فلقد تعرضت نوال السعداوى بعد أن صرحت لصحيفة الميدان الإسبوعية المصرية ببعض آرائها الجريئة قبل حوالى أربعة أعوام والتى رأى فيها بعض المتطرفين فيها خروجا عن الدين الإسلامى لرفع دعوى قضائية ضدها من قبل محام مصرى مختل عقليا يدعى نبيه الوحش يطالب فيها بالحكم بردتها عن الإسلام ومن ثم التفريق بينها وبين زوجها .ولقد تعرضت شخصية الدكتوره نوال السعداوى للتشويه والتشويش من قبل أعداؤها من الظلاميين الذين سعوا بكل إمكانياتهم إلى تشويه صورتها وإزالة مكانتها العظيمة الراسخة فى وجدان أبناء الشعب المصرى ، فأصبحوا يطلقون عليها بعض النعوت والألفاظ غير اللائقة التى لا زال البعض منهم يقرنها بإسمها على صفحات بعض الجرائد والمجلات الصفراء ، ولم تكن هذه النعوت تدل على شىء الا على مدى خسة وحقارة من يحاولون أن يلصقوها بهذه الشخصية العظيمة والتى هى بأى حال من الأحوال بريئة من هذه الأوصاف التى لا يستحقها سوى هؤلاء الذين أطلقوها عليها ونشروها بين الناس .ولنوال السعداوى عدد كبير من الدراسات والبحوث فى المواضيع الخاصة بالرجل والمراة والجنس أبرزها " المرأة والجنس " ، و " المرأة والصراع النفسى " ، " الوجه العارى للمرأة العربية " ،" الأنثى هى الأصل " ، " قضايا المرأة والفكر والسياسة " .كما أن لها عددا من الأعمال الروائية التى تتناول من خلالها شخصية المرأة من وجهة نظرها مثل " الغائب " ، و " الخيط وعين الحياة " .ولها أيضا كتابات عديدة فى مجال السيرة الذاتية مثل " مذكراتى فى سجن النساء " ، " أوراق حياتى " ، " مذكرات طبيبة " .ولقد تعرضت نوال السعداوى فى العام الماضى لمصادرة روايتها " سقوط الإمام " من قبل أعداء الفكر المتنور من أصحاب اللحى والعمائم القابعين فى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فى القاهرة والذين كان قد أعطاهم وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر حق الضبطية القضائية ومنحهم بذالك سلطة تخولهم التدخل فيما لايعنيهم من الأعمال الأدبية التى لا تتوافق ومزاجهم العكر .ولقد أعلنت نوال السعداوى فى أواخر العام الماضى ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر المزمع إجرائها فى شهر سبتمبر من هذا العام ، وفى رأيي وعلى الرغم من أن الدكتورة نوال السعداوى نفسها قد صرحت بأن خوضها للانتخابات لابعدو كونه عملية فدائية تهدف من خلالها الى إيقاظ المجتمع المصرى من غفوته ودفعه على طريق نيل كامل حقوقه السياسية ، إلا أننى أرى أن نوال السعداوى تحظى فى أوساط المجتمع المصرى بتأييد لابأس به خاصة بين الغابة العظمى من النساء اللاتى يمثلن النسبة الأكبر فى عدد سكان مصر واللاتى أصبحن ينظرن اليها فى هذه الأيم نظرة ملؤها الثقة والتفاؤل بمستقبل مشرق يستطعن بت=ناءه على يديها إضافة إلى تأييد كبير تحظى به من قبل بعض الرجال الذين إستطاعوا أن يتحرروا من الأفكار السلطوية الأبوية والذين أصبحوا يؤمنون بدور المرأة كشريك فعال فى المجتمع إن حصلت على حقها فى المساواة الكاملة بهم .وفى حالة ما إذا فازت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فإنها ستصبح بذالك أول إمرأة تحكم مصر منذ أكثر من خمسمائة عام مضت بعد السلطانة الأيوبية شجرة الدر التى تمكنت من هزيمة الحملة الصليبية التى إستهدفت مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والذى بفضلها تم أسره وحبسه فى دار ابن لقمان بالمنصورة .وسوف يضاف إسمها الى أسماء نساء أخريات حكمن مصر فى عصور مختلفة من تاريخها الممتد الطويل مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت التى لايزال معبد الدير البحرى شاهدا على عظمتها وجلالها ، والملكة نفرتيتى ، إضافة الى كليوباترا آخر حكام مصر من أسرة بطليموس .كما أنها بذالك سوف تضع مصر فى قائمة طويلة من الدول التى إستطاعت فيها المرأة الوصول الى هذا المنصب الرفيع مثل ايرلندا والفيليبين وإندونيسيا وإسرائيل والهند وباكستان وبنجلادش والعديد والعديد من الدول الأخرى التى تمكنت فيها المراة من تحدى الإرادة الذكورية للوصول الى هذه المناصب الرفيعة فى الدولة .وعلى كل ، فإننى أعلن فى يوم المرأة العالمى تأييدى التام للدكتورة نوال السعداوى فى كل خطوة تخطوها على طريق الاصلاح الإجتماعى والسياسى والإقتصادى وأؤيدها فى مساعيها للوصول الى منصب رئيسة الجمهورية لتصبح مصر - إن نجحت نوال السعداوى فى ذالك - أول دولة عربية تصل فيها المرأة الى مثل هذا المنصب الرفيع المستوى .ختاما .... أسمى آيات الحب والوفاء والعرفان أرسلها الى كل إمرأة وقفت فى وجه تسلط المجتمع الذكورى وواجهته بكل شجاعة وشدة وعنفوان وساعدت أخواتها على السير فى طريق التحرر من السلطة الأبوية الذكورية الإقطاعية ، وإلى كل من حاولت الخروج من القفص الذى نسجه حولها أعداؤها أشباه البشر الذين حاولوا منذ قديم الأزل إزالة أثرها ومحو تاريخها الإنسانى الملىء بالمواقف العظيمة والمشرفة ، والممتد منذ بدء ظهور الإنسانة الأولى - التى هى أصل الأنواع البشرية - على ظهر هذه الأرض وحتى يومنا هذا - يوم المرأة العالمى - الذى نطمح فيه أن نراها وقد تحررت من كافة القيود التى تعيقها عن الحركة وتمنعها من العمل والإنتاج الفكرى والإنسانى فى سبيل نهضة مجتمعات بأسرها لايفرق فيها بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو العقيدة أو أى مظهر آخر من المظاهر الإجتماعية الزائفة .

فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .

كعادته كل عام ، يهل علينا اليوم العالمى للمرأة فى جو يحلو فيه التفاؤل بمستقبل مشرق لها ومذيد من الحقوق تحوزها فى سبيل مساواتها الكاملة بالرجل على إعتبار أنها انسانة كاملة لا تتميز بأنوثتها عن غيرها .وفى الوقت ذاته يحدونا الأمل فى أن تخرج بقية السجينات من معتقلاتهن التى شيدها لهن الذكور المسيطرون على مقاليد الأمور منذ مايربو على خمسة آلاف عام مضت كان الإناث قبلها يتمتعن بالتعظيم والتبجيل والتوقير كآلهة أنثوية يتقرب اليهن الذكور بإخصاء أنفسهم فى محاولة منهم للتشبه بالهة الاناث بإزالة أعضاء ذكورتهم .وفى هذا الخضم الهائل من التناقض العجيب بين المتحررات والسجينات ، بين الإماء والحرائر ، بين الإنسان الكامل وأنصاف البشر ، فى هذا البحر الذى تتقلب أمواجه بين الشدة واللين ، وتختلف محتوياته مابين كائنات عملاقة وأخرى أصغر حجما تعانى خطر الابتلاع والالتهام من قبل أخواتها من العمالقة .فى هذا المحيط الحيوى الذى يموج بأصناف كثيرة متنوعة من البشر الذين يتميز كل منهم عن الآخر كما أصابع اليد الواحدة ، وفى هذا الجو الذى يسعى فيه الضعفاء إلى مطالبة الأقوياء بالمساواة والعدل ، وتسعلى النساء فيه جاهدات إلى الحصول على كامل حقوقهن كبشر كمل فى كافة المناحى الحياتية .ومن بين مجاهدات كثيرات سعين منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحاضر نحو ازالة الظلم الواقع على بنات جنسهن والأخذ بأيديهن نحو طريق التحرر من السلطة الأوبوية الذكورية ونحو التمدن والخروج من القوقعة التى حبسهن فيها أولياء أمورهن من الذكور ، ومن بين من رفضن تسلط المجتمع الأبوى الذكورى وخلعن طاعته من أعناقهن وهدمن بيت الطاعة فوق رأسه وارتضين بالتمرد والعيش بعزة وكرامة طريقا يسلكنه فى حياتهن .من بين كل هؤلاء ، أبعث بباقة ورد الى المناضلة العظيمة والمفكرة الكبيرة والأم المتفانية فى العطاء لبناتها وأبنائها د / نوال السعداوى فى عيديها ( يوم المرأة العالمى 8 مارس - يوم المرأة المصرية 16 مارس ) الذين أتمنى أن يحلا العام القادم وهى تضطلع بمسؤلية رئاسة الجمهورية فى بلدنا الحبيبة مصر .لم تكن نوال السعداوى بدعا من الخلق ولم تكن الوحيدة فى مصر التى تنادى بالمساواة الكاملة - فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولكنها كانت حلقة ربط بين الماضى الذى كانت دعوات التحرر النسوية تتم فيه على استحياء ومن وراء حجاب وبين الحاضر الذى أصبحت قضية المرأة إحدى أهم القضايا المطروحة المصرية والعربية والعالمية .لقد واجهت نوال السعداوى الكثير من العقبات فى سبيل نشر فكرها المتنور والذى أثر كثيرا على عقلية المجتمع المصرى بكل فئاته ، فخطابها لم يكن موجها الى النساء بقدر ماكان موجها إلى مجتمع بأسره يخضع لقيم طبقية أبوية ذكورية تعتبر المرأة من سقط المتاع كأى شىء آخر يمتلكه الرجال ويضعونه كالتحف والمقتنيات الثمينة وغير الثمينة فى المنازل والحدائق والقصور .فعندما تخرجت من كلية الطب فى خمسينيات القرن الماضى صدمت بالأساليب التى يتبعها أطباء العصر والتى يجعلون من خلالها دورا للتقاليد والعادات البالية المتخلفة فى ممارستهم لمهنة الطب التى يفترض أن تكون خاضعة خضوعا تاما للعلم وللإكتشافات العلمية فى المجال الطبى ، ولذالك لم تستمر طويلا فى ممارستها لهذه المهنة التى أصبحت أشبه بسوق سوداء يبيع فيها الأطباء ضمائرهم وذممهم فى مقابل مادى خسيس .واتجهت الى دراسة الظواهر الإجتماعية والعادات والتقاليد المنتشرة فى البيئة المصرية وعلاقتها بالطب والعلاج ، وعندما أصدرت كتابها " المرأة والجنس " فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى تحدثت فيه بالتفصيل عن خطر عمليات ختان الإناث والأثر النفسى الذى يحدث للأنثى التى تمارس بحقها هذه الجريمة الشنعاء ، واجهت على إثر ذالك حملة شعواء إنتهت بفصلها من عملها بوزارة الصحة المصرية ووضعها موقفها هذا فى صدام دائم مع السلطة أدى الى اعتقالها بأمر من الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى سجن القناطر خريف عام 1981 الأمر الذى دونته بالتفصيل فى كتابها " مذكراتى فى سجن النساء " .كما تعرضت نوال السعداوى بعد ذالك لخطر الإغتيال على يد جماعات الظلام السلفية التى وضعت اسمها على ماكان يسمى بالقائمة السوداء فى بداية التسعينيات من القرن الماضى الأمر الذى إضطرها الى مغادرة البلاد والعيش فى المنفى الأمريكى حتى وقت لم تعد فيه للقائمة السوداء وجود فى مصر .وعلى المستوى العائلى ، فلقد تعرضت نوال السعداوى بعد أن صرحت لصحيفة الميدان الإسبوعية المصرية ببعض آرائها الجريئة قبل حوالى أربعة أعوام والتى رأى فيها بعض المتطرفين فيها خروجا عن الدين الإسلامى لرفع دعوى قضائية ضدها من قبل محام مصرى مختل عقليا يدعى نبيه الوحش يطالب فيها بالحكم بردتها عن الإسلام ومن ثم التفريق بينها وبين زوجها .ولقد تعرضت شخصية الدكتوره نوال السعداوى للتشويه والتشويش من قبل أعداؤها من الظلاميين الذين سعوا بكل إمكانياتهم إلى تشويه صورتها وإزالة مكانتها العظيمة الراسخة فى وجدان أبناء الشعب المصرى ، فأصبحوا يطلقون عليها بعض النعوت والألفاظ غير اللائقة التى لا زال البعض منهم يقرنها بإسمها على صفحات بعض الجرائد والمجلات الصفراء ، ولم تكن هذه النعوت تدل على شىء الا على مدى خسة وحقارة من يحاولون أن يلصقوها بهذه الشخصية العظيمة والتى هى بأى حال من الأحوال بريئة من هذه الأوصاف التى لا يستحقها سوى هؤلاء الذين أطلقوها عليها ونشروها بين الناس .ولنوال السعداوى عدد كبير من الدراسات والبحوث فى المواضيع الخاصة بالرجل والمراة والجنس أبرزها " المرأة والجنس " ، و " المرأة والصراع النفسى " ، " الوجه العارى للمرأة العربية " ،" الأنثى هى الأصل " ، " قضايا المرأة والفكر والسياسة " .كما أن لها عددا من الأعمال الروائية التى تتناول من خلالها شخصية المرأة من وجهة نظرها مثل " الغائب " ، و " الخيط وعين الحياة " .ولها أيضا كتابات عديدة فى مجال السيرة الذاتية مثل " مذكراتى فى سجن النساء " ، " أوراق حياتى " ، " مذكرات طبيبة " .ولقد تعرضت نوال السعداوى فى العام الماضى لمصادرة روايتها " سقوط الإمام " من قبل أعداء الفكر المتنور من أصحاب اللحى والعمائم القابعين فى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فى القاهرة والذين كان قد أعطاهم وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر حق الضبطية القضائية ومنحهم بذالك سلطة تخولهم التدخل فيما لايعنيهم من الأعمال الأدبية التى لا تتوافق ومزاجهم العكر .ولقد أعلنت نوال السعداوى فى أواخر العام الماضى ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر المزمع إجرائها فى شهر سبتمبر من هذا العام ، وفى رأيي وعلى الرغم من أن الدكتورة نوال السعداوى نفسها قد صرحت بأن خوضها للانتخابات لابعدو كونه عملية فدائية تهدف من خلالها الى إيقاظ المجتمع المصرى من غفوته ودفعه على طريق نيل كامل حقوقه السياسية ، إلا أننى أرى أن نوال السعداوى تحظى فى أوساط المجتمع المصرى بتأييد لابأس به خاصة بين الغابة العظمى من النساء اللاتى يمثلن النسبة الأكبر فى عدد سكان مصر واللاتى أصبحن ينظرن اليها فى هذه الأيم نظرة ملؤها الثقة والتفاؤل بمستقبل مشرق يستطعن بت=ناءه على يديها إضافة إلى تأييد كبير تحظى به من قبل بعض الرجال الذين إستطاعوا أن يتحرروا من الأفكار السلطوية الأبوية والذين أصبحوا يؤمنون بدور المرأة كشريك فعال فى المجتمع إن حصلت على حقها فى المساواة الكاملة بهم .وفى حالة ما إذا فازت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فإنها ستصبح بذالك أول إمرأة تحكم مصر منذ أكثر من خمسمائة عام مضت بعد السلطانة الأيوبية شجرة الدر التى تمكنت من هزيمة الحملة الصليبية التى إستهدفت مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والذى بفضلها تم أسره وحبسه فى دار ابن لقمان بالمنصورة .وسوف يضاف إسمها الى أسماء نساء أخريات حكمن مصر فى عصور مختلفة من تاريخها الممتد الطويل مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت التى لايزال معبد الدير البحرى شاهدا على عظمتها وجلالها ، والملكة نفرتيتى ، إضافة الى كليوباترا آخر حكام مصر من أسرة بطليموس .كما أنها بذالك سوف تضع مصر فى قائمة طويلة من الدول التى إستطاعت فيها المرأة الوصول الى هذا المنصب الرفيع مثل ايرلندا والفيليبين وإندونيسيا وإسرائيل والهند وباكستان وبنجلادش والعديد والعديد من الدول الأخرى التى تمكنت فيها المراة من تحدى الإرادة الذكورية للوصول الى هذه المناصب الرفيعة فى الدولة .وعلى كل ، فإننى أعلن فى يوم المرأة العالمى تأييدى التام للدكتورة نوال السعداوى فى كل خطوة تخطوها على طريق الاصلاح الإجتماعى والسياسى والإقتصادى وأؤيدها فى مساعيها للوصول الى منصب رئيسة الجمهورية لتصبح مصر - إن نجحت نوال السعداوى فى ذالك - أول دولة عربية تصل فيها المرأة الى مثل هذا المنصب الرفيع المستوى .ختاما .... أسمى آيات الحب والوفاء والعرفان أرسلها الى كل إمرأة وقفت فى وجه تسلط المجتمع الذكورى وواجهته بكل شجاعة وشدة وعنفوان وساعدت أخواتها على السير فى طريق التحرر من السلطة الأبوية الذكورية الإقطاعية ، وإلى كل من حاولت الخروج من القفص الذى نسجه حولها أعداؤها أشباه البشر الذين حاولوا منذ قديم الأزل إزالة أثرها ومحو تاريخها الإنسانى الملىء بالمواقف العظيمة والمشرفة ، والممتد منذ بدء ظهور الإنسانة الأولى - التى هى أصل الأنواع البشرية - على ظهر هذه الأرض وحتى يومنا هذا - يوم المرأة العالمى - الذى نطمح فيه أن نراها وقد تحررت من كافة القيود التى تعيقها عن الحركة وتمنعها من العمل والإنتاج الفكرى والإنسانى فى سبيل نهضة مجتمعات بأسرها لايفرق فيها بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو العقيدة أو أى مظهر آخر من المظاهر الإجتماعية الزائفة .

فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .

كعادته كل عام ، يهل علينا اليوم العالمى للمرأة فى جو يحلو فيه التفاؤل بمستقبل مشرق لها ومذيد من الحقوق تحوزها فى سبيل مساواتها الكاملة بالرجل على إعتبار أنها انسانة كاملة لا تتميز بأنوثتها عن غيرها .وفى الوقت ذاته يحدونا الأمل فى أن تخرج بقية السجينات من معتقلاتهن التى شيدها لهن الذكور المسيطرون على مقاليد الأمور منذ مايربو على خمسة آلاف عام مضت كان الإناث قبلها يتمتعن بالتعظيم والتبجيل والتوقير كآلهة أنثوية يتقرب اليهن الذكور بإخصاء أنفسهم فى محاولة منهم للتشبه بالهة الاناث بإزالة أعضاء ذكورتهم .وفى هذا الخضم الهائل من التناقض العجيب بين المتحررات والسجينات ، بين الإماء والحرائر ، بين الإنسان الكامل وأنصاف البشر ، فى هذا البحر الذى تتقلب أمواجه بين الشدة واللين ، وتختلف محتوياته مابين كائنات عملاقة وأخرى أصغر حجما تعانى خطر الابتلاع والالتهام من قبل أخواتها من العمالقة .فى هذا المحيط الحيوى الذى يموج بأصناف كثيرة متنوعة من البشر الذين يتميز كل منهم عن الآخر كما أصابع اليد الواحدة ، وفى هذا الجو الذى يسعى فيه الضعفاء إلى مطالبة الأقوياء بالمساواة والعدل ، وتسعلى النساء فيه جاهدات إلى الحصول على كامل حقوقهن كبشر كمل فى كافة المناحى الحياتية .ومن بين مجاهدات كثيرات سعين منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحاضر نحو ازالة الظلم الواقع على بنات جنسهن والأخذ بأيديهن نحو طريق التحرر من السلطة الأوبوية الذكورية ونحو التمدن والخروج من القوقعة التى حبسهن فيها أولياء أمورهن من الذكور ، ومن بين من رفضن تسلط المجتمع الأبوى الذكورى وخلعن طاعته من أعناقهن وهدمن بيت الطاعة فوق رأسه وارتضين بالتمرد والعيش بعزة وكرامة طريقا يسلكنه فى حياتهن .من بين كل هؤلاء ، أبعث بباقة ورد الى المناضلة العظيمة والمفكرة الكبيرة والأم المتفانية فى العطاء لبناتها وأبنائها د / نوال السعداوى فى عيديها ( يوم المرأة العالمى 8 مارس - يوم المرأة المصرية 16 مارس ) الذين أتمنى أن يحلا العام القادم وهى تضطلع بمسؤلية رئاسة الجمهورية فى بلدنا الحبيبة مصر .لم تكن نوال السعداوى بدعا من الخلق ولم تكن الوحيدة فى مصر التى تنادى بالمساواة الكاملة - فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولكنها كانت حلقة ربط بين الماضى الذى كانت دعوات التحرر النسوية تتم فيه على استحياء ومن وراء حجاب وبين الحاضر الذى أصبحت قضية المرأة إحدى أهم القضايا المطروحة المصرية والعربية والعالمية .لقد واجهت نوال السعداوى الكثير من العقبات فى سبيل نشر فكرها المتنور والذى أثر كثيرا على عقلية المجتمع المصرى بكل فئاته ، فخطابها لم يكن موجها الى النساء بقدر ماكان موجها إلى مجتمع بأسره يخضع لقيم طبقية أبوية ذكورية تعتبر المرأة من سقط المتاع كأى شىء آخر يمتلكه الرجال ويضعونه كالتحف والمقتنيات الثمينة وغير الثمينة فى المنازل والحدائق والقصور .فعندما تخرجت من كلية الطب فى خمسينيات القرن الماضى صدمت بالأساليب التى يتبعها أطباء العصر والتى يجعلون من خلالها دورا للتقاليد والعادات البالية المتخلفة فى ممارستهم لمهنة الطب التى يفترض أن تكون خاضعة خضوعا تاما للعلم وللإكتشافات العلمية فى المجال الطبى ، ولذالك لم تستمر طويلا فى ممارستها لهذه المهنة التى أصبحت أشبه بسوق سوداء يبيع فيها الأطباء ضمائرهم وذممهم فى مقابل مادى خسيس .واتجهت الى دراسة الظواهر الإجتماعية والعادات والتقاليد المنتشرة فى البيئة المصرية وعلاقتها بالطب والعلاج ، وعندما أصدرت كتابها " المرأة والجنس " فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى تحدثت فيه بالتفصيل عن خطر عمليات ختان الإناث والأثر النفسى الذى يحدث للأنثى التى تمارس بحقها هذه الجريمة الشنعاء ، واجهت على إثر ذالك حملة شعواء إنتهت بفصلها من عملها بوزارة الصحة المصرية ووضعها موقفها هذا فى صدام دائم مع السلطة أدى الى اعتقالها بأمر من الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى سجن القناطر خريف عام 1981 الأمر الذى دونته بالتفصيل فى كتابها " مذكراتى فى سجن النساء " .كما تعرضت نوال السعداوى بعد ذالك لخطر الإغتيال على يد جماعات الظلام السلفية التى وضعت اسمها على ماكان يسمى بالقائمة السوداء فى بداية التسعينيات من القرن الماضى الأمر الذى إضطرها الى مغادرة البلاد والعيش فى المنفى الأمريكى حتى وقت لم تعد فيه للقائمة السوداء وجود فى مصر .وعلى المستوى العائلى ، فلقد تعرضت نوال السعداوى بعد أن صرحت لصحيفة الميدان الإسبوعية المصرية ببعض آرائها الجريئة قبل حوالى أربعة أعوام والتى رأى فيها بعض المتطرفين فيها خروجا عن الدين الإسلامى لرفع دعوى قضائية ضدها من قبل محام مصرى مختل عقليا يدعى نبيه الوحش يطالب فيها بالحكم بردتها عن الإسلام ومن ثم التفريق بينها وبين زوجها .ولقد تعرضت شخصية الدكتوره نوال السعداوى للتشويه والتشويش من قبل أعداؤها من الظلاميين الذين سعوا بكل إمكانياتهم إلى تشويه صورتها وإزالة مكانتها العظيمة الراسخة فى وجدان أبناء الشعب المصرى ، فأصبحوا يطلقون عليها بعض النعوت والألفاظ غير اللائقة التى لا زال البعض منهم يقرنها بإسمها على صفحات بعض الجرائد والمجلات الصفراء ، ولم تكن هذه النعوت تدل على شىء الا على مدى خسة وحقارة من يحاولون أن يلصقوها بهذه الشخصية العظيمة والتى هى بأى حال من الأحوال بريئة من هذه الأوصاف التى لا يستحقها سوى هؤلاء الذين أطلقوها عليها ونشروها بين الناس .ولنوال السعداوى عدد كبير من الدراسات والبحوث فى المواضيع الخاصة بالرجل والمراة والجنس أبرزها " المرأة والجنس " ، و " المرأة والصراع النفسى " ، " الوجه العارى للمرأة العربية " ،" الأنثى هى الأصل " ، " قضايا المرأة والفكر والسياسة " .كما أن لها عددا من الأعمال الروائية التى تتناول من خلالها شخصية المرأة من وجهة نظرها مثل " الغائب " ، و " الخيط وعين الحياة " .ولها أيضا كتابات عديدة فى مجال السيرة الذاتية مثل " مذكراتى فى سجن النساء " ، " أوراق حياتى " ، " مذكرات طبيبة " .ولقد تعرضت نوال السعداوى فى العام الماضى لمصادرة روايتها " سقوط الإمام " من قبل أعداء الفكر المتنور من أصحاب اللحى والعمائم القابعين فى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فى القاهرة والذين كان قد أعطاهم وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر حق الضبطية القضائية ومنحهم بذالك سلطة تخولهم التدخل فيما لايعنيهم من الأعمال الأدبية التى لا تتوافق ومزاجهم العكر .ولقد أعلنت نوال السعداوى فى أواخر العام الماضى ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر المزمع إجرائها فى شهر سبتمبر من هذا العام ، وفى رأيي وعلى الرغم من أن الدكتورة نوال السعداوى نفسها قد صرحت بأن خوضها للانتخابات لابعدو كونه عملية فدائية تهدف من خلالها الى إيقاظ المجتمع المصرى من غفوته ودفعه على طريق نيل كامل حقوقه السياسية ، إلا أننى أرى أن نوال السعداوى تحظى فى أوساط المجتمع المصرى بتأييد لابأس به خاصة بين الغابة العظمى من النساء اللاتى يمثلن النسبة الأكبر فى عدد سكان مصر واللاتى أصبحن ينظرن اليها فى هذه الأيم نظرة ملؤها الثقة والتفاؤل بمستقبل مشرق يستطعن بت=ناءه على يديها إضافة إلى تأييد كبير تحظى به من قبل بعض الرجال الذين إستطاعوا أن يتحرروا من الأفكار السلطوية الأبوية والذين أصبحوا يؤمنون بدور المرأة كشريك فعال فى المجتمع إن حصلت على حقها فى المساواة الكاملة بهم .وفى حالة ما إذا فازت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فإنها ستصبح بذالك أول إمرأة تحكم مصر منذ أكثر من خمسمائة عام مضت بعد السلطانة الأيوبية شجرة الدر التى تمكنت من هزيمة الحملة الصليبية التى إستهدفت مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والذى بفضلها تم أسره وحبسه فى دار ابن لقمان بالمنصورة .وسوف يضاف إسمها الى أسماء نساء أخريات حكمن مصر فى عصور مختلفة من تاريخها الممتد الطويل مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت التى لايزال معبد الدير البحرى شاهدا على عظمتها وجلالها ، والملكة نفرتيتى ، إضافة الى كليوباترا آخر حكام مصر من أسرة بطليموس .كما أنها بذالك سوف تضع مصر فى قائمة طويلة من الدول التى إستطاعت فيها المرأة الوصول الى هذا المنصب الرفيع مثل ايرلندا والفيليبين وإندونيسيا وإسرائيل والهند وباكستان وبنجلادش والعديد والعديد من الدول الأخرى التى تمكنت فيها المراة من تحدى الإرادة الذكورية للوصول الى هذه المناصب الرفيعة فى الدولة .وعلى كل ، فإننى أعلن فى يوم المرأة العالمى تأييدى التام للدكتورة نوال السعداوى فى كل خطوة تخطوها على طريق الاصلاح الإجتماعى والسياسى والإقتصادى وأؤيدها فى مساعيها للوصول الى منصب رئيسة الجمهورية لتصبح مصر - إن نجحت نوال السعداوى فى ذالك - أول دولة عربية تصل فيها المرأة الى مثل هذا المنصب الرفيع المستوى .ختاما .... أسمى آيات الحب والوفاء والعرفان أرسلها الى كل إمرأة وقفت فى وجه تسلط المجتمع الذكورى وواجهته بكل شجاعة وشدة وعنفوان وساعدت أخواتها على السير فى طريق التحرر من السلطة الأبوية الذكورية الإقطاعية ، وإلى كل من حاولت الخروج من القفص الذى نسجه حولها أعداؤها أشباه البشر الذين حاولوا منذ قديم الأزل إزالة أثرها ومحو تاريخها الإنسانى الملىء بالمواقف العظيمة والمشرفة ، والممتد منذ بدء ظهور الإنسانة الأولى - التى هى أصل الأنواع البشرية - على ظهر هذه الأرض وحتى يومنا هذا - يوم المرأة العالمى - الذى نطمح فيه أن نراها وقد تحررت من كافة القيود التى تعيقها عن الحركة وتمنعها من العمل والإنتاج الفكرى والإنسانى فى سبيل نهضة مجتمعات بأسرها لايفرق فيها بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو العقيدة أو أى مظهر آخر من المظاهر الإجتماعية الزائفة .